بالنظر إلى أنَّنا نُحدِّدُ الأهداف والغايات للعام الجديد، فيجب أن نضعَ في الحسبان دائماً فوائد التعاون مع منتور من أجل التطوير المهني والشخصي؛ فيُمكِنُ أن نُحقِّقَ أهدافنا وطموحاتنا المهنية إذا ما قُمنا بدعم أهدافنا الفردية.
إليك 12 فائدة للمنتورينغ في التطوير المهني والشخصي:
1. تقليل التوتر وتعزيز الوضوح في التفكير:
غالباً ما يؤدي التوتر إلى تقويض الوضوح في التفكير والقدرة على اتِّخاذ الإجراءات دون التباس؛ مما يعني أنَّ اللوزة "وهي منطقة من الجهاز النطاقي مسؤولة عن معالجة الخوف والمنبهات التي تؤدي إلى الشعور بالتهديد، بالإضافة إلى الذاكرة العاطفية" تكون في حالة من فرط التنبيه لدرجة تتوقَّفُ فيها عن العمل وتؤدي إلى حدوث استجابة الكر أو الفر، وأيضاً يتدفق الكورتيزول في مجرى الدم؛ مما يؤدي إلى تثبيط النواقل العصبية المسؤولة عن الشعور بالارتياح ومن ثم تتأثر مشاعرنا وطريقة تفكيرنا وسلوكنا سلباً.
إذا كُنَّا نعاني من متلازمة المُحتال، فلن نتمكَّن من تنظيم أفكارنا. يزداد نشاط قشرة الفص الجبهي والحصين عندما نتلقى المنتورينغ؛ بمعنى أنَّه يُمكِنُ للمنتورينغ وعبارات التحفيز أن تزيد من إفراز النواقل العصبية المسؤولة عن شعورنا بالارتياح؛ مما يجعلنا نشعر بالحماسة والتفاؤل بالمستقبل، وتُعزِّزَ الوضوح في التفكير ضمن البيئة التي تُشعِرُنا بالكثير من الضغط.
2. المساعدة على تحقيق الأهداف:
غالباً ما يكون الأشخاص الأكثر كفاءةً هم أولئك الذين يُدركون أهدافهم الشخصية والرؤية الأوسع المُتعلِّقة بشركتهم، بالإضافة إلى نقاط ضعفهم، ومن المُرجَّح أن يكونوا أكثر الأشخاص الذين يتلقون دعماً. يُسهِّلُ تلقِّي المنتورينغ تحديد الأهداف بالنسبة إلى الموظفين؛ حيثُ يتمكنون من العمل عليها وتحقيقها.
3. تعزيز النزاهة:
يُعَدُّ المنتورينغ وسيلة فعَّالة تساعد الموظفين الأكثر كفاءة على تطبيق القيم المُشتركَة التي تصبُّ في صالحِ الشركة التي يعملون بها، وإذا تمَّ تذكير الأشخاص الذين يتلقون المنتورينغ باستمرار بأهداف وقيَم الشركة، فمن المُرجَّح أن يصبح سلوكهم وعملهم أكثر انسجاماً؛ مما يُعزِّزُ نزاهة فريق العمل والشركة بأكملها.
4. دعم الأشخاص الذين يتَّبعون أسلوب العمل الهجين:
لا يبدو أنَّه سيتمُّ التخلي عن أسلوب العمل الهجين، وهذا سبب وجيه لتلقي المنتورينغ بهدف الحفاظ على مستوى الأداء والرضى الوظيفي وتجنُّب خسارة المواهب.
5. إنشاء شبكات من العلاقات:
يساعد اعتماد الموظفين المُبتدِئين على المنتورينغ على تقليل الوقت المطلوب لبناء شبكة من العلاقات الموثوقة والداعمة، وخاصةً مع تزايُد اتِّباع الموظفين لأسلوب العمل الهجين والعمل عن بُعد.
يمكنُ للمنتورز أن يُزوِّدوك بجهات اتصال ويساعدوك على التعرُّف إلى أشخاص جدد ويُوضِّحوا لك قدراتهم التي في إمكانك الاستفادة منها في نفس الوقت الذي يُوفِّرون فيه نظام دعم قائم على الثقة المُتبادَلة في المجال المهني، كما يُمكِنُ للمنتور أن يساعد الموظفين على امتلاك العقلية المُناسِبة من خلال التعزيز والتحفيز الإيجابي للموظف من أجل تحقيق هدفه ورؤيته المستقبلية.
6. توفير مرجعيَّة يُمكِنُها تقييم أفكارك:
يُمكِنُ للمنتورز من خلال وجهات النظر المُختلِفة التي يُقدِّمونها أن يُوفِّروا لمُتلقِّي المنتورينغ مرجعية تقييم الأفكار؛ وذلك من خلال استعراض الأوضاع والمخاطر المُحتمَلة. يساعدهم هذا على تجنُّب أخطاء جسيمة، بالإضافة إلى تعزيز الوعي بالردود المُحتمَلة وكيف يُمكِنُ أن تؤثر في الآخرين، ففي بعض الأحيان يحضر العملاء جلسة نقاش أو مفاوضات دون أن يَعرِفوا ما يحتاجون إليه، وفي هذه الحالة يقوم المنتور بتوضيح الأمور لهم حتى يحصلوا على فهم أوضح.
7. مساعدة قادة الأعمال على التحدُّث بصراحة:
يُوجَدُ العديد من قادة الأعمال غير القادرين على التعبير عمَّا يفكرون فيه أو على إظهار مشاعرهم، وتُساعدُ مشاركة الخبرات والمعارف وربما القيام بنزهة على إطلاق العنان لأفكارهم وطاقاتهم وقدراتهم الإبداعية.
تساعد كل من مشاركة الاهتمامات واستعراض الاحتمالات ومحاولة التفكير في النتائج، وفي الطرائق الممكنة لإجراء التغيير والمخاطر المُحتمَلة، والتفكير في السلوك المُتوقَّع واحتمالية الاستجابة بطريقة معيَّنة على تعزيز الدور القيادي وتحسين صحة القادة.
8. تعزيز الشعور بالأمان النفسي:
إنَّ إنشاء بيئة آمنة لطرحِ الأسئلة ومناقشتها مع أفراد آخرين أكثر خبرةً يعني أنَّ المنتور قادر على توفير الركائز الأساسية لمساعدة متلقي المنتورينغ على تطوير مهارات حل المشكلات، بالإضافة إلى المرونة والمثابرة.
9. تقليل النزاعات:
من المُمكنِ القضاء على المشكلات في مهدها عندما يتم التفكير جيِّداً في النزاعات المُحتمَلة وفهم المُسبِّبات والمشاعر الكامنة وراءَها والتحقُّق مما إذا كانت هناك أشياء أخرى تُضخِّمُ النزاع؛ مثل الإجهاد أو الاحتراق الوظيفي.
10. تعزيز تبادُل الخبرات:
يُعَدُّ المنتورينغ وسيلة فعَّالة لتعزيز ممارسات التنوُّع ودمج الخبرات؛ إذ لا تُبنى علاقة المنتورينغ غالباً على أشكال الصداقة المألوفة؛ بل يُمكِنُ أن تكون فرصة رائعة كي يتفاعلَ الموظفون من كافة الأعمار والمجالات والخبرات والخلفيات الاجتماعية؛ حيث يتبادلون المعارف والتجارب ومهارات حل المشكلات ويتمكنون من تطوير ذواتهم جنباً إلى جنب؛ حيث يستفيد كلٌّ من المنتور ومتلقي المنتورينغ.
11. تعزيز موقف ذهني إيجابي:
يستطيع المنتور أن يُحسِّنَ الموقف الذهني لمتلقِّي المنتورينغ من خلال تعزيز رؤيته وأهدافه، وقد يتضمَّن ذلك تذكيره بالجوانب الإيجابية في الحياة وتشجيعه على ملاحظتها بشكل أكبر، ومن خلال المناقشات المُشتركَة يكون بمقدور المنتور تعزيز ثقة متلقي المنتورينغ بنفسه، وهو أمر بالغ الأهمية إذا كانَ متلقي المنتورينغ يعاني متلازمة المحتال.
12. تعزيز الذكاء العاطفي:
يُولي المنتور المُتمتِّع بالذكاء العاطفي أهمية للغة الجسد ويكون مُتَّقِدَ الذهن؛ حيث يعرف كيف يَطرَحُ السؤال المناسب في الوقت المناسب، مع احتفاظه بقدرته على التحكُّم بعواطفه وسلوكه؛ مما يُعزِّزُ التواصُل العاطفي المُثمِر على الصعيد الشخصي، ومن ثم يُشجِّع المبادرات على الصعيد المهني.
في الختام:
بالطبع ما ذكرناه من فوائد لتلقِّي المنتورينغ هو على سبيل المثال لا الحصر، فقد يجد بعض الأشخاص فوائد لا يجدها أشخاص آخرون؛ وذلك بحسب احتياجات وأهداف كل شخص. لكنْ بشكل عام فإنَّ المنتورينغ وسيلة فعَّالة للغاية لامتلاك تصوُّر أوضح عن أهداف الحياة الشخصية والمهنية وكيفيَّة تحقيقها.
أضف تعليقاً