1. بداية المشروع:
من الهام عند بداية عملية تطوير الدورة التدريبية أن تفهمَ احتياجات السوق، وهذا العنصر هو الدافع وراء عملية التطوير والتصميم. اسألْ نفسك: "مَن هم الأشخاص الذين سيطلبون الالتحاق بهذه الدورة؟" و"هل ستقوم من خلال هذه الدورة بتغطية المحتوى الأكاديمي أم أنَّها مجرد دورة اختيارية؟" و"ما هي المعايير الأساسية التي يجب أن تقوم عليها الدورة؟" تُحدِّدُ حاجات السوق مدَّةَ الدورة التدريبية ونطاقها وتسلسلها، ومزيجاً من النشاطات التي يُقيِّمُ المعلم نتائجها، والنشاطات المؤتمتة، والمعايير التي تغطيها الدورة التدريبية.
2. تصميم المُنتَج:
يجب أن تكون إحدى الأولويات هي الحرص على أن يجعل التصميم التعليمي الخاص بالدورة المديرين واثقين في قيمة الدورة من حيث قدرتها على منح الطلاب نفس التجربة التعليمية التي سيحصلون عليها في بيئات التعلُّم التقليدية.
يتم تصميم الدورة التدريبية في هذه المرحلة بكثير من التفصيل؛ بما في ذلك تسلسل المعلومات، ونشاطات الدورة، وكيف سيتم تقديم المعلومات من خلال التواصُل، في حين يتم تقديم المعلومات المباشرة مع دعم إضافي، والطريقة التي ستدعم بها النشاطات الأخرى تطوير المهارات وتطبيقها وكيف سيكون أسلوب التقييم خلال العملية التعليمية، وبشكل عام يجب أن يكون تطوير المناهج عبر الإنترنت معتمداً على معايير معيَّنة، وفي نفس الوقت يجب أن يراعي احتياجات الطلاب ويُحفِّزهم على المشاركة؛ مما يؤدي في النهاية إلى تجربة تعليمية قيِّمة وصحيحة.
3. تطوير المحتوى:
بمجرد أن يتم تحديد نطاق وتسلسل الدورة التدريبية؛ يتم إنشاء محتوى جديد، ويجب أن يكون هذا المحتوى مُستنِداً بشكل قوي إلى أصول التدريس الفعَّالة، ويجب أن يُعِدَّهُ خبراء المحتوى الذين يمتلكون خبرة في تدريس هذا الموضوع؛ حيث يفهمُ هؤلاء الخبراء كيفيةَ تقديم المحتوى بفاعلية، والمواضيع التي يجد فيها الطلاب صعوبة معيَّنة والمواضيع التي يُمكِنُ أن يؤدي فيها الدعم الإضافي إلى فهم أفضل للمحتوى.
يجب أن تُعاد مراجعة المحتوى بشكل مُنتظَم خلال عملية إنشائه؛ حيث يضمنُ أن تراعي جميع النشاطات جوهر المعايير وأهدافها، كما يجب أن يضمن ذلك توفير فرص للطلاب للتفاعُل مع المحتوى؛ مثل الأسئلة التي تُحفِّز على التفكير، ونشاطات التحقُّق من الفهم، وغيرها من النشاطات التي تُعزِّزُ التفاعل مثل استطلاعات الرأي، ومن الهام أيضاً تصميم التغذية الراجعة المُناسِبة التي توجِّه الطلاب خلال عملية تعلُّم المحتوى؛ وذلك باستخدام أمثلة ذات صلة وهادفة بالنسبة إليهم.
يجب أن يكون الغرض من كل جانب من جوانب التصميم هو دعم العمليَّة التعليمية؛ بما في ذلك استخدام الوسائط، ومعظم الطلاب مُتعلِّمون بصريون، ويجب أن يأخُذَ المحتوى في الحسبان استخدام الصور المؤثِّرة والعناصر المعلوماتية؛ مثل المخططات والرسوم البيانية، وبالطبع الفيديو؛ على سبيل المثال قد يعني هذا تقسيم النص إلى عدَّة أجزاء في الصفحة الواحدة، واستخدام الصور لتعزيز المحتوى.
يجب أن تُدمَجَ الوسائط بشكل هادف في المحتوى للتأكُّد من أنَّها جذابة ومفيدة، ومن الهام أيضاً التأكُّد من أنَّ النص مكتوب بالطول ودرجة التعقيد المناسبين، مع الحرص على سهولة القراءة والالتزام بأيَّة إرشادات مُحدَّدة مُسبَقاً فيما يخص التحيُّز والحساسية.
4. الإنتاج:
يُوضِّحُ تصميم الدورة التدريبية بدقَّة جدول الإنتاج والميزانية والموارد اللازمة للمشروع، ونظراً إلى أنَّ كل وحدة ودرس ونشاط يتم تأليفه ومراجعته؛ يُدخَل المحتوى في أدوات التطوير لعرضها على الشاشة، ويتم إنشاء العناصر التفاعلية وإدخال أسئلة التقييم ومراجعة كل المحتوى للتأكُّد من دقته واكتماله، ويجب أن تضمن فِرَق الإنتاج إدخال المحتوى بدقة؛ بما في ذلك العناصر التي تُوفِّر الوصول إلى دعم إضافي.
5. المراجعة والنشر والتقييم:
بمجرد كتابة المحتوى بالكامل وإدخاله في بيئة التطوير؛ يجب أن تكون هناك العديد من المراجعات لضمان جودة الدورة التدريبية كنتيجة نهائية، ويجري فريق التصميم التعليمي مراجعة كاملة للدورة التدريبية للتأكُّد من أنَّ العملية التعليمية كاملة ومتماسكة.
يُراجِع فريق الإنتاج الدورة التدريبية من منظور وظائف المُستخدِم للتأكُّد من أنَّ جميع عناصر الدورة تؤدي الوظيفة المطلوبة؛ بما في ذلك اختبار جميع المفردات والنوافذ المنبثقة وروابط الويب ونماذج التقييم والمعلومات الداعمة، ويجب على فريق التحرير إجراء المراجعة النهائية للمحتوى، وأخيراً تُنشَر الدورة.
6. تقييم الفعالية:
الاختبار الحقيقي للمنهج الفعَّال هو التحصيل العلمي أو العملي للطلاب، ومن الهام الاستمرار في مراقبة بيانات أداء الطلاب وجمع الأفكار حول أداء الطلاب خلال الدورة التدريبية.
ستفيدُ البيانات المُجمَّعة بمعرفة ما يُمكِنُ تحسينه في الدورة التدريبية وستساعد على تحديد ما إذا كانت الدورة التدريبية تلبي احتياجات الطلاب بشكل فعَّال.
في الختام:
هذه هي الخطوات الست لعملية التصميم التعليمي، ومن الواضح أنَّها تُؤلِّف عملية مدروسة وتدريجية لتقديم تجربة تعليمية تُحقِّقُ أفضل النتائج للمُتعلِّم.
لا يبدو أنَّ هناك خطوة أكثر أهمية من خطوة أخرى، فطالما أنَّ التعلُّم عبر الإنترنت يتضمَّن صعوبات أكثر بكثير من التعلُّم في البيئات التقليدية، فإنَّ عملية التخطيط لتقديم المحتوى لا تقلُّ أهمية عن تقديمه فعلياً.
أضف تعليقاً