ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "بن مورتون" (Ben Morton)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته الشخصية مع التغذية الراجعة الصريحة.
أنا شخص لا أرتاح للصراعات، إذ إنَّ دافعي للحفاظ على الانسجام بين جميع جوانب الحياة قوي جداً، لدرجة أنَّني مستعد لتقديم تضحيات شخصية بسهولة من أجل تجنب أي شكل من أشكال الصراع. ومن السهل النظر إلى عيوبنا بإيجابية، سواءً كنَّا قادةً أم أعضاءً في الفريق أم شركاءً أم آباء، فأنا أعُدُّ نفسي شخصاً مدركاً لذاته تماماً، لكن لدينا جميعاً نقاط ضعف وحقائق لا نريد تقبلها.
ولوقت طويل، كنت أخبر نفسي أنَّ دافعي لتحقيق الانسجام كان قوةً ساهمت في نجاحي بصفتي قائداً، فقد سمح لي ذلك ببناء فرق قوية قائمة على الثقة، وأعتقد الآن أنَّ ذلك كان صحيحاً بنسبة أقل من 50%، ولقد ساعدني السعي نحو تحقيق الانسجام بلا شك على بناء وقيادة وتطوير بعض الفرق الرائعة، كما أنَّه أخَّرني في بعض الأوقات وتسبب في توقف التقدم.
غالباً ما نمتنع عن تقديم التغذية الراجعة الصريحة خشية جرح مشاعر الطرف الآخر؛ وهذا بدوره يؤدي إلى خلل في المعايير بدايةً مع شخص واحد، ثم مع الفريق أو القسم أو حتى المنظمة بأكملها. فعندما تتدهور الأوضاع، نتطلع إلى إلقاء اللوم على أيِّ شخص باستثناء أنفسنا، وعندما يجب علينا التصرف، فإنَّ الأشخاص الذين نقودهم يستجيبون بدهشة مطلقة؛ وذلك لأنَّ الأمر يبدو كما لو أنَّنا انتقلنا فجأة من وضع جيد إلى وضع سيئ.
الصراحة الحقيقية:
لقد شاهدت مؤخراً المؤلفة "كيم سكوت" (Kim Scott) وهي تتحدث عن الصراحة الحقيقية وقد أثار الأمر إعجابي على الفور. لقد تحدثت مباشرة عن أمور ترتبط بمعتقداتي بشأن وظيفة القائد وما يعنيه أن تكون قائداً؛ إذ تقول "كيم" إنَّ مهمة القائد ليست تقديم التغذية الراجعة الصريحة فحسب؛ وإنَّما هي التزام أخلاقي، ولقد أدى هذا الأمر إلى إدراك شخصي مزعج بأنَّه يجب أن أتصرف بناءً على ذلك.
إنَّ تجنبي للصراع يعني أنَّني لم أكن دائماً صادقاً مع معتقداتي الأساسية حول القيادة، وكان الأمر الأكثر إثارة للصدمة بالنسبة إليَّ هو إدراك أنَّه في تجنب بعض المناقشات الصعبة أو التغذية الراجعة المزعجة كنت أخذل الأشخاص الذين أقودهم.
فلم أتمكن من مساعدتهم لأنَّني كنت أتجنب التغذية الراجعة الصريحة التي كان بإمكانهم التصرف بناءً عليها، ولم يقتصر الأمر على الأفراد الذين خذلتهم؛ وإنَّما الفرق التي قدتها أيضاً، وربما تعاني من هذا الأمر مثلي تماماً.
يجب أن يكون القائد مثالاً يُحتذى به:
إذا لم تكن الأفضل وأصبحت مثالاً يُحتذى به للصراحة الحقيقية، فلن تطوِّر أبداً فريقاً حقيقياً عالي الأداء. فإذا كان أعضاء فريقك غير مستعدين لمواجهة المناقشات الصعبة والاندماج في نقاش صحي حول أهم القضايا، فستحصل دائماً على نتائج دون المستوى الأمثل، وستكون المناقشات مُقيدة ومُملة لأنَّ الناس سيتراجعون دائماً عن قول ما يجب أن يُقال؛ وهذا يعني أنَّه يجب علينا الاختيار بين مسارين:
- يمكننا أن نسلك الطريق السهل، ونبتعد عن نقاط ضعفنا، ونتظاهر بأنَّنا لم نرها، ونستمر بوصفنا قادة عاديين يقودون فرقاً عادية.
- أو يمكننا أن نسلك الطريق الأصعب من خلال إلقاء نظرة دقيقة وثاقبة لتحديد جميع نقاط الضعف المحتملة لدينا ثم الخروج بجرأة من منطقة الراحة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
في الختام:
من خلال القيام بذلك، يمكننا مساعدة الأشخاص المسؤولين عن قيادتهم وخدمتهم. والآن يمكنك البدء برحلة أن تصبح قائداً عظيماً يُطلِق العنان لإمكانات الأشخاص الذين يقودهم.
أضف تعليقاً