ما هي غايات التعلم؟
غايات التعلم هي الأهداف التي تحددها لتعليم المجموعة، وفي الأساس، يجب أن تحدد لماذا تدرِّب الموظفين لديك، وبعد تحديد غايات التعلم تلك، يمكنك تحديد الفجوة بين وضعك الحالي والوضع الذي تطمح إليه، ثم تقسيم الأهداف إلى خطوات عملية لمساعدتك على تحقيق ذلك.
يسمى تحديد الفجوة بتحليل احتياجات التدريب والخطوات القابلة للتطبيق هي تدابير أو مبادرات تعليمية، فيجب أن تكون غايات التعلم هامةً ومحددةً وذات مغزى لتحقيق أقصى استفادة من عملية التعلم، كما يجب أن تجيب غايات التعلم عن السؤال الآتي: "ماذا أريد أن يتعلم المتدربون من هذا التدريب؟".
فوائد غايات التعلم:
إلى جانب الهدف العام للتدريب، يحدد المدربون الأذكياء غايات تعليمية أكثر دقةً؛ إذ توفر هذه الغايات التوجيه لأجزاء أصغر من التدريب، ولهذه الغايات العديد من الفوائد:
- إخبار المتدربين بما يجب عليهم الانتباه إليه.
- إخبار المدربين بما ينبغي عليهم التركيز عليه.
- إظهار مدى نجاح عمليات التدريب لأصحاب المصلحة.
- جعل عملية التقييم سهلة.
- مساعدة المدربين على إلقاء نظرة على عملية التعلم.
مع ذلك، قد تكون كتابة غايات التعلم التي توفر هذه الفوائد صعبةً؛ إذ يوجد عدد كبير من الأفكار المتعلقة بكل غاية.
6 خطوات لكتابة غايات التعلم:
- فصل أهداف التعلم عن غايات التعلم.
- تقسيم الغايات إلى مواقف ومهارات ومعرفة.
- جعل غاياتك محددة.
- التخطيط للمعايير الخاصة بك مسبقاً.
- الاستفسار فيما إذا كانت غايات التعلم منطقيةً.
- تبسيط غاياتك.
دعنا نلقي نظرة على طريقة البدء بكتابة غايات التعلم، مع أمثلة لبعض الغايات الجيدة وغير الجيدة:
1. فصل أهداف التعلم (learning goals) عن غايات التعلم (learning objectives):
بينما يُعرِّف بعض الأشخاص أهداف التعلم والغايات منه بالطريقة نفسها، يعتقد الكثيرون أنَّه يوجد فرق هام بينهما، ومن هذا المنظور، أهداف التعلم طويلة الأمد وشاملة، وتحدد الهدف العام للتدريب أو الدورة، وقد تكون غير قابلة للقياس، وبالنسبة إلى الدورة التدريبية في إدارة المشاريع، قد يكون لديك هدف تعليمي مثل "تحسين المهارات العملية لإدارة المشروع"، ويُعَدُّ هذا الهدف رائعاً؛ إذ سيساعدك على التركيز على التدريب، ولكنَّه ليس محدداً أو قابلاً للقياس.
أما الغاية من التعلم، فهي هدف مركز وقابل للقياس يوجه تدريبك أو تعليمك خلال فترة زمنية قصيرة؛ إذ يمكنك تحديد غاية تعليمية لجلسة تدريب واحدة أو لوحدة تدريب، على سبيل المثال، قد تحتوي دورة إدارة المشروع على وحدة ذات غاية تعليمية محتواها "قدرة المتدربين على التمييز بين ثلاثة أنظمة لإدارة المشروع"، وهذه الغاية قابلة للقياس؛ إذ يمكن للمتدرب تحديد تلك الأنظمة أو عدم تحديدها.
كما يجب أن تدعم الغايات التعليمية هدف التعلم الخاص بك، وإذا كان الأمر كذلك، وكانت الغاية محددة، فسيكون لديك غاية ذات مغزى يمكن للمتعلمين فهمها ويمكن للمدربين متابعتها، لكن ماذا يجب أن تكون هذه الغاية؟
2. تقسيم الغايات إلى مواقف ومهارات ومعرفة:
إذا كنت تعمل في مجال التدريب لفترة من الوقت، فبالتأكيد سمعت عن نموذج المواقف والمهارات والمعرفة (Attitude, Skills, and Knowledge) للتعلم؛ فالمواقف والمهارات والمعرفة هي الأمور الثلاثة التي يمكنك محاولة تغييرها لدى المتعلمين، وللتأثير في السلوك ستحتاج إلى تغيير هذه الأمور الثلاثة.
لنشرح الفكرة أكثر:
المعرفة ببساطة هي أن تدرك أمراً ما، وفي التدريب، غالباً ما تُثبَت المعرفة من خلال القدرة على سرد المعلومات أو المفاهيم.
والمهارة هي القدرة على فعل أمر ما؛ إذ تتطلب إثباتاً يتجاوز سرد الحقائق، على الرغم من أنَّ المعرفة مطلوبة عادةً لتطبيق مهارة جديدة.
أما الموقف فهو كيف يشعر الشخص تجاه أمر ما؛ إنَّه معقد للغاية ويصعب قياسه ويمكن أن يستغرق وقتاً طويلاً لتغييره، ولكنَّه المفتاح لتغيير السلوك، ومهما كان مقدار المعرفة وعدد المهارات التي يمتلكها شخص ما، وإذا كان لديه موقف سلبي تجاه أمر ما، فلن يستخدم مهاراته.
فعادةً ما تركز غايات التعلم على أحد هذه المجالات، وعند كتابة غايات التعلم، يجب أن تركز على الأفعال المتعلقة بهذه المجالات، على سبيل المثال، قد تتضمن غاية تعلم المعرفة كلمات مثل هذه:
- السرد.
- التحديد.
- التصنيف.
- الاستنتاج.
- الاقتباس.
فإذا تمكن المتعلم من القيام بهذه الأمور باستخدام المعلومات المقدمة في التدريب، فيمكنك استنتاج أنَّه اكتسب المعرفة اللازمة.
وفي حالة إدارة المشاريع، قد نرغب في أن يحدد المتدربون الاختلافات بين إدارة المشاريع المرنة وإدارة المشاريع الخطية، وقد يشير ذلك إلى أنَّ المتدربين قد اكتسبوا معرفةً كافيةً عن كلا النظامين للتفريق بينهما، ومن ناحية أخرى، تتطلب المهارات استخدام مزيد من المفردات التي تَحُثُّ على العمل:
- يوضح.
- يستخدم.
- يُشرِّع.
- يحسب.
- يدير.
قد يكون لدى المتدربين في إدارة المشاريع غاية تعليمية مثل "إظهار القدرة على إنشاء "مخطط غانت" (Gantt chart) لمهام المشروع المدرجة"؛ فإذا تمكن المتدربون من القيام بذلك، فإنَّهم يكتسبون مهارات إنشاء المخطط.
من الصعب العثور على إجراءات مرتبطة بالموقف لغايات التعلم، ويعود ذلك جزئياً إلى أنَّ الدليل على تغيير المواقف لا يظهر عادةً إلا بعد التدريب؛ أي عندما يحين الوقت للمشاركين ليقرروا ما إذا كانوا سيضعون معارفهم ومهاراتهم موضع التنفيذ أم لا، ومع ذلك، ما يزال يوجد مجال للتوجه في غايات التعلم إذا كنت تستخدم الأفعال الصحيحة:
- يتعاون.
- يؤيد.
- يؤثر.
- يُسهِّل.
- يحفِّز.
كما ترى يصعب قياسها، لا سيما في وقت مبكر من عملية التعلم، ومع ذلك، يُعَدُّ تغيير المواقف أحد أهم غايات التدريب؛ لذلك من الجيد إدراج هذه الأنواع من الغايات عندما تستطيع ذلك، وإذا كان بإمكان المتدربين تسهيل اجتماع تخطيط المشروع الذي ينتج عنه خطةً قابلةً للتنفيذ، فمن المرجح أن يكون لديهم الموقف المناسب والصحيح تجاه إدارة المشروع.
مع تقدُّم برنامجك التدريبي، قد ترغب في الانتقال من المعرفة إلى المهارات إلى غايات التعلم القائمة على المواقف، أو قد ترغب في دمج المهارات في وقت مبكر من العملية لجعل التدريب عملياً قدر الإمكان؛ لذا اقضِ بعض الوقت في التفكير في غاياتك وطريقة ارتباطها بهذه الأهداف الثلاثة.
ماذا عن تصنيف بلوم؟
يستخدم العديد من محترفي التدريب تصنيف بلوم "التذكر، والفهم والتطبيق، والتحليل، والتقييم، والابتكار" عند تصميم غاياتهم التعليمية؛ فيمكنك اختيار الإجراءات والأهداف المتعلقة بكل عنصر من عناصر التصنيف، ويمكنك استخدام نموذج (ABCD) "الجمهور، والسلوك، والحالة، والدرجة" (audience, behavior, condition, and degree) لإنشاء غايات تعليمية محددة.
3. جعل الغايات محددة:
في نهاية جلسة التعلم أو الدورة التدريبية، يجب أن تكون قادراً على تحديد ما إذا كنت قد حققت غاياتك أم لا؛ على سبيل المثال، لا يمكنك قياس غاية تأهيل الموظفين لإدارة الأداء؛ فلا يمكنك إثبات ما إذا كنت قد نجحت في ذلك أم لا.
من ناحيةٍ أخرى، تُعَدُّ غاية قدرة المديرين والمشرفين من المستوى المتوسط على إكمال جلسة التغذية الراجعة لإدارة الأداء قابلةً للقياس؛ إذ يمكنك وضع هؤلاء المديرين والمشرفين في موقف يجب عليهم فيه تقديم التغذية الراجعة وتحديد ما إذا كان ناجحاً أم لا.
"لاحظ أنَّ الغاية هي مسألة رأي، وستُقيَّم بعض الغايات القائمة على المهارات بهذه الطريقة؛ لذلك ضع معايير ونماذج تجعل الأشخاص يتبعونها للحفاظ على التقييمات عادلة".
كما يمكنك الحصول على المزيد من الغايات القابلة للقياس، على سبيل المثال، يمكنك قياس الغاية المرتبطة بقدرة الممرضين على سرد ما لا يقل عن 35 حدثاً سلبياً شائعاً في المستشفيات البالغ عددها 50 حدثاً باستخدام استبيان سريع، فكلما كنت أكثر تحديداً في غاياتك التعليمية، كان ذلك أفضل، وتذكر أنَّ كل غاية يجب أن تدعم هدف التعلم الشامل الخاص بك.
4. التخطيط للمعايير الخاصة بك مسبقاً:
عندما تُجري عملية عصف ذهني لغايات التعلم، فلن تحتاج إلى الانشغال بالجوانب العملية؛ لذا حدد أهدافك التعليمية، ثم فكر في الخطوات الأصغر التي سيحتاج المتدربون إلى اتخاذها للوصول إلى تلك الأهداف، وقبل أن تبدأ التدريب نفسه، يجب أن يكون لديك خطة واضحة عن طريقة تحديد ما إذا كان المتدربون قد حققوا تلك الغايات، وقد يؤثر ذلك في طريقة تحديد غاياتك.
على سبيل المثال، إذا كنت تدير دورةً تدريبيةً عبر الإنترنت، فسيكون من الصعب مطالبة المشاركين بإظهار المهارات التي تعلموها، وبالطبع، يمكنك إعداد اجتماعات عن طريق "سكايب" (Skype) مع المشاركين بحيث تقيِّم مهاراتهم، ولكنَّ هذا الأمر غير منطقي، وفي هذه الحالة، قد تحتاج غايات التعلم الخاصة بك إلى التركيز على المعرفة والمواقف.
حتى في التدريب المباشر قد تحدد حالتك ما هو منطقي؛ فقد يكون فريق المبيعات على استعداد لأخذ إجازة من أجل تدريبك، لكن إذا تطلَّبَت تقييماتك أن يجلسوا لإجراء مقابلة مع المدرب لاختبار مهاراتهم في المبيعات، فقد يعارضون تلك الفكرة.
فلا يجب تحديد أهداف التعلم بما يمكنك قياسه، ولكنَّ الغايات المحددة التي تسعى إلى تحقيقها في طريقك إلى تلك الأهداف قد تتغير استناداً إلى طريقة تقييم هذه الغايات؛ إنَّه أمر يجب التفكير فيه في أثناء التخطيط.
5. الاستفسار فيما إذا كانت غايات التعلم منطقيةً:
من السهل أن تكون متحمساً وتبالغ عندما تكتب غاياتك التعليمية، وعندما تكون جزءاً من عالم التدريب والتطوير، فقد تنسى أنَّ الأشخاص لديهم وظائف وأهداف وحياة ومشكلات بعيداً عن تدريبك؛ ولهذا السبب، يجب أن تحرص على أن تكون غاياتك منطقيةً، فلا يمكنك أن تتوقع من المتدربين معرفة كل شيء في بضع جلسات؛ لذلك إنَّ الطلب من المتدربين سرد 50 استراتيجية مبيعات ليس غايةً جيدةً.
بدلاً من ذلك، إثبات المتدربين قدرتهم على إجراء عملية بيع باستخدام تقنية معينة قد تكون غاية يمكن تعلُّمها في جلسة واحدة، ومن الصعب تقديم النصائح بشأن ما هو منطقي؛ لأنَّ كل مجموعة تختلف عن الأخرى، وكذلك المجالات الموضوعية.
في النهاية، يجب عليك الاستفادة من معايير الخبرة والمجال عند تحديد ما إذا كانت غاياتك منطقيةً، ولا تتردد في تحديث غاياتك بينما تستمر في تقديم برنامجك التدريبي، فإذا كنت مندفعاً بشدة لاختيار الغايات "أو متحفظاً جداً"، يمكنك تغييرها لتتناسب بصورة أفضل مع سرعة التعلم لدى مجموعتك.
6. تبسيط غاياتك:
عندما تبدأ بالتفكير بالتفصيل في أهدافك التعليمية وغاياتك، يمكنك خوض التفاصيل؛ فقد تضع قائمةً طويلةً من الغايات، أو تبدأ بتحديد غايات معقدة للغاية، وفي كثير من الحالات، قد تكون هذه الخيارات قابلة للتطبيق، ولكنَّك ستجد تقبلاً جيداً ومزيداً من النجاح عندما تحافظ على بساطة غاياتك التعليمية؛ وذلك لأنَّ المتدربين يتفاعلون بصورة أفضل مع الغايات البسيطة.
إذا لم تشارك غاياتك التعليمية مع المتدربين، فيجب أن تبدأ في ذلك، فعندما يعرفون ما هو متوقع منهم، فإنَّهم يفهمون الغرض من التدريب، ويساعدهم ذلك على الاندماج وتحديد مكان تركيز انتباههم.
إنَّ افتتاح التدريب "عن طريق إخبار المتدربين بأنَّهم سيكونون قادرين على إقناع اللجنة بأنَّ منتج X هو الأفضل" هو أمر مخيف، فهذه غاية معقدة تتكون من أجزاء عدة، بينما إخبارهم بأنَّهم سيكتسبون المهارات اللازمة لتقديم اقتراحات مفيدة، هو أمر أبسط وأكثر واقعيةً.
بالإضافة إلى إدماج المتدربين بصورة أفضل، يسهل التواصل مع أصحاب المصلحة بشأن الغايات البسيطة، وإذا كنت ستقدم غاياتك ونتائجك إلى المديرين التنفيذيين أو العملاء، فستجدهم يتفاعلون بصورة أفضل مع الغايات البسيطة التي يمكنهم فهمها تماماً مثل المتدربين.
فما هي الدرجة المناسبة لتبسيط الغايات؟ اسأل نفسك هذا السؤال: "هل سيفهم المتدرب الغاية وفوائدها؟" إذا كان الأمر كذلك، فربما تكون غايتك بسيطةً بدرجة كافية.
في الختام: خصِّص الوقت الكافي لكتابة غايات التعلم بالطريقة الصحيحة
قد يتطلب هذا الأمر الكثير من العمل والإجراءات، تحديداً أنَّك ستواجه هذا الأمر في كل جلسة أو وحدة تدريب، ويمكن أن يستغرق الأمر الكثير من وقتك، ولكنَّ كتابة غايات التعلم مع التفكير في هذه الأفكار سيساعدك على تحديد ما تنوي تحقيقه بصورة أفضل "وهو أمر هام جداً إذا كنت تقيس عائد الاستثمار لتدريباتك".
سيعرف المصممون التعليميون ما الذي يجب أن تركز عليه كل جلسة، وسيعرف المدربون الأفكار التي يجب التركيز عليها، وسيعرف المتعلمون ما يحتاجون إلى استيعابه، وسيعرف كل شخص كيف سيجري تقييمه، فإنَّ هذا الأمر يجعل التدريب أكثر فاعليةً للجميع.
أضف تعليقاً