سيؤدي تطبيق برنامج فعال لتطوير الموظفين إلى زيادة كفاءتهم وتعزيز رضاهم الوظيفي، وهذا يساهم في تحسين الاحتفاظ بهم، كما يمكن أن يؤدي تدريب الموظفين بانتظام أيضاً إلى تحسين الكفاءة في مؤسستك، وحتى تخفيف عبء العمل بين الموظفين الذين يمتلكون معلومات ومهارات مشتركة، فلن يستفيد موظفوك فحسب؛ وإنَّما سيستفيد عملاؤك أيضاً، وهذا يزيد من احتمالية تكرار تعاملهم معك، إضافة إلى تزكيتك أمام الآخرين.
إنَّ وضع برنامج تدريبي للموظفين هو حقاً مكسب للجميع، ولسوء الحظ، تفشل بعض المنظمات في إدراك قيمة برامج تدريب الموظفين، وهذا يؤثر في الشركة نفسها، وفي هذا المقال سنتعمق في تدريب الموظفين وفوائده، وكيف يمكنك توفير المعلومات والمهارات بطريقة مُجدية اقتصادياً.
ما هو تدريب الموظفين؟
يدور تدريب الموظفين حول فكرة مساعدة الموظفين على تعلُّم المهارات وتطويرها حتى يصبحوا أكثر فاعليةً فيما يفعلونه؛ إذ تستثمر العديد من الشركات في تدريب الموظفين؛ وذلك لأنَّه يمكن أن يزيد من تحفيز الموظفين، ويحسِّن إنتاجية وجودة العمل، ومن المحتمل أن يكون لدى الموظفين الذين دُرِّبوا جيداً التزام طويل الأمد مع رب العمل، إضافة إلى عملهم بصورة أفضل.
يمكن تقديم تدريب للموظفين من خلال العديد من الوسائل مثل التعلم الإلكتروني، وجلسات الفصول التدريبية الشخصية، والكوتشينغ المباشر، وورش العمل الجماعية أو حتى أسلوب التدريب المدمج، وسواء كنت ستبدأ نشاطاً تجارياً جديداً أم ستعمل في شركة ما، فإنَّ تقديم دورة تدريبية فعالة ومؤثرة للموظفين هو استثمار لا يمكنك إهماله.
5 فوائد لتدريب الموظفين:
لا يُعيِّن معظم أرباب العمل موظفين ضعيفي المهارات، ومع ذلك يتردد الكثير في الاستثمار في التدريب المهني المستمر للعمال المهرة الذين يعملون لديهم، ومع استمرار تطور التقنيات والعمليات في أماكن العمل، فإنَّ هذا الضعف في برامج التدريب الفعَّالة يترك العمال المهرة متخلفين عن الركب، ومن الصعب على أيَّة منظمة أن تنافس شركات أخرى حينما تكون القوى العاملة لديها ضعيفة.
نقدم لك فيما يأتي 5 فوائد لتدريب الموظفين، ولماذا يجب الاستثمار في تدريبهم.
1. خسارة الموظفين أمر مكلف:
إنَّ توظيف موظفين جدد ليس بالأمر الرخيص أبداً؛ إذ يشير استطلاع حديث من قِبل جمعية الموارد البشرية "جو تو إتش آر" (go2HR) إلى أنَّ 40% من الموظفين يتركون عملهم خلال العام الأول بسبب الفرص الضئيلة للتدريب، إضافة إلى ذلك، أفاد مركز التقدم الأمريكي (Centre for American Progress) أنَّ استبدال الموظف يمكن أن يُكلِّف 20% من الراتب السنوي للموظفين الذين يتقاضون بين (30- 50) ألف دولار (و213% من الراتب السنوي للمديرين التنفيذيين المُدرَّبين تدريباً عالياً)، كما يمكن أن يكون تدريب الموظفين استثماراً مالياً لا يجب عليك تفويته.
من هذا المنطلق، سيكون لدى الشركات التي تقدِّم تدريباً مصمَّماً وفقاً للاحتياجات في مجال العمل موظفون أكثر تفاعلاً، ومن المحتمل الاحتفاظ بهم أكثر، فإنَّ استبدال الموظفين يُكلِّف الكثير من المال، لذلك من المنطقي ببساطة تدريب وتطوير الموظفين الحاليين وتحسين الاحتفاظ بهم في نفس الوقت.
2. الموظفون المدربون أكثر كفاءةً:
يمكن الاستفادة من تدريب الموظفين لتحسين الإنتاجية بصورة كبيرة وتعزيز أدائهم، فعندما يكون الموظفون قادرين على إنجاز المهام بكفاءة أكبر وباستخدام أكثر الطرائق فاعليةً، سيعود ذلك على شركتك بفائدتين مباشرتين، وهما:
- سينجز الموظفون المزيد من المهام خلال فترة زمنية معينة، وهذا يزيد من عائد الاستثمار.
- زيادة رضى العملاء عند تقديم خدماتك في الوقت المناسب.
3. الموظفون المدربون لديهم مستويات إنتاج عالية:
إنَّ إنجاز العمل بسرعة يفقد تأثيره إذا لم يُنفَّذ بصورة صحيحة، فمن المرجح أن يقدم الموظفون المُدرَّبون جيداً إنتاجاً عالي الجودة من المرة الأولى، ومن ثم ستكون أخطاؤهم أقل، وهذا يؤدي إلى تقليل الوقت الضائع في إعادة العمل، ويزيد من رضى العملاء بالجودة والسلع والخدمات الموثوقة.
يؤدي تقديم التدريب للموظفين الجدد أيضاً إلى تأهيل المبتدئين الجدد والعمل على مستوى عالٍ منذ البداية، فمن خلال وضع برنامج تدريبي للموظفين، فإنَّك تُظهِر ثقافة تعليمية جيدة في مؤسستك، وهذا يؤدي إلى الحصول على نتائج عالية الجودة من موظفيك على الأمد الطويل.
4. حفاظ الموظفين المُدرَّبين على قاعدة عملائك وتوسيعها:
يمكن للتدريب أن يؤثر تأثيراً مباشراً في رضى عملائك، وهذا الأمر هام جداً؛ وذلك لأنَّ تخلِّي العملاء عنك هو أمر سيئ، والحفاظ على العملاء الحاليين هو أمر أقل تكلفةً من الحصول على عملاء جدد، فإنَّ خسارة أي عميل هي خسارة مضاعفة؛ إذ ستفقد الأرباح من هذا العميل، ومن غير المحتمل أن يزكِّيك أمام عملاء محتملين جدد.
خلاف ذلك صحيح أيضاً؛ إذ يمكن للعميل السعيد أن يمنحك ربحاً مضاعفاً، ليس لأنَّه سيكون عميلاً يحقق لك عائداً، لكن من المرجح أيضاً أن يزكِّيك أمام عملاء جدد، لذلك فإنَّ وجود موظفين مُدرَّبين تدريباً جيداً يؤدي إلى رضى العملاء، ومن ثم يمكن أن يوفر لك المال ويحقق إيرادات أعلى ويوسع قاعدة عملائك.
5. التدريب ليس مكلفاً:
يوضح تقرير صناعة التدريب (Training Industry Report) لعام 2014 أنَّ 28.5% من ساعات التدريب تُقدَّم عبر الإنترنت أو من خلال الطرائق القائمة على الحاسوب (أي دون مدرب)، وأنَّ 29.1% من ساعات التدريب تُقدَّم باستخدام أساليب التعلم المدمج، فقد يجعل برنامج تدريب الموظفين عبر الإنترنت تدريب الموظفين متاحاً ومرناً.
تُمكِّن أدوات تأليف التعلم الإلكتروني الحديثة، مثل أداة "إلوسدات" (Elucidat)، المؤسسات من إنشاء تعليم إلكتروني عالي الجودة ووسائل دعم عبر الإنترنت بالاعتماد على خبراء المادة دون الحاجة إلى دعم تقني مُكلِف.
تعد الاستفادة من الخبرات الداخلية في مؤسستك لإنشاء عناصر تدريب عبر الإنترنت أو جلسات التدريب المباشر على المهارات، أو حتى جلسات التدريب والتعلم غير الرسمية خلال فترة الغداء (على سبيل المثال، يحضر الموظفون ويتناولون طعام غدائهم بينما يشارك خبير داخلي بعض المعلومات) طرائق رائعةً لإدخال التعلم في مؤسستك بأقل تكلفة.
في الختام:
من الواضح أنَّ الاستثمار في تدريب الموظفين أمر هام لأيَّة مؤسسة تسعى إلى تحقيق النجاح، ووفقاً لتقرير شركة "ديلويت" (Deloitte) حول التغيير السريع في أماكن العمل، تزداد ميزانيات التدريب عاماً بعد عام، ومن غير المنطقي توقُّع الاستمرار في هذا الاتجاه العام مع زيادة وتيرة التغيير التكنولوجي.
إذا تقبَّلتَ فكرة أنَّ القوى العاملة المدرَّبة جيداً من المحتمل أن تكون أكثر ربحيةً من القوى العاملة الأقل تدريباً، فمن المنطقي أن تكون شركتك شركةً تستثمر في التدريب بدلاً من أن تكون شركة لا تستثمر في التدريب.
إذا كنت تعتقد أنَّ التدريب مكلف، فحاول تجاهل هذه الفكرة، فعندما تعتقد أنَّك توفِّر المال على عدم تدريب موظفيك، فإنَّك تخسر أكثر؛ وذلك لأنَّ الشركات الأخرى تُدرِّب موظفيها، ومن ثم تقدِّم خدمات ومنتجات أفضل.
أضف تعليقاً