مع ذلك تواجه معظم الشركات صعوبة في القيام بهذه العملية، وقد ينتهي الأمر بكثير منها إلى تقديم تدريب غير ملائم لاحتياجات موظفيها، وهذا يمثِّل هدراً للوقت والموارد.
سنتحدَّث في هذا المقال عن أهمية تقييم احتياجات التدريب، والخطوات التي تتألف منها هذه العملية، كما سنقدِّم بعض النصائح العملية لإجراء تقييم فعال لاحتياجات التدريب الخاص بموظفي شركتك.
ما هي الغاية من عملية تقييم احتياجات تدريب الموظفين؟
يتيح إجراء تقييم لاحتياجات تدريب الموظفين، قبل البدء فعلياً بتصميم برنامج التدريب، للشركات اتخاذ قرارات مستنيرة بخصوص برنامج التدريب المتَّبع، ومن ذلك أشكال التدريب الضرورية للموظفين، وعدد المرات التي يجب أن يخضع فيها الموظفون للتدريب كي يصبحوا مؤهلين لأداء مهام عملهم، وتُعدُّ هذه الخطوة أساسية من أجل تحديد احتياجات التدريب الخاص بالموظفين.
يُعدُّ تقييم احتياجات تدريب الموظفين عملية هامة جداً؛ كونها تساعد الشركات على تحديد ومعالجة أوجه القصور لدى الموظفين سواء المتعلقة بالمهارات، أم المعارف، أم الإمكانات.
يمكن للشركات من خلال إجراء تقييم لاحتياجات تدريب الموظفين أن تقيِّم أداء موظفيها، وتحدد الجوانب التي تحتاج إلى تحسين، ومن ثمَّ تصمم برامج تدريب ملائمة لاحتياجات موظفيها.
يوفِّر تقييم احتياجات تدريب الموظفين للشركات فهماً أوضح للمعارف، والمهارات التي يتمتع بها الموظفون، وهذا يساعد الشركات على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن برامج التدريب، والتطوير التي سيخضع لها الموظفون.
يمكن للشركات، من خلال الفهم الدقيق لاحتياجات تدريب الموظفين، أن تصمم وتقدِّم برامج تدريب هادفة، وفعالة، وممتعة، والأهم من كل ذُكِرَ آنفاً، أنَّ تقييم احتياجات تدريب الموظفين هو أداة أساسية تمكِّن الشركات من الارتقاء بإمكانات موظفيها إلى أفضل مستوى ممكن، وتعزيز إدائهم، وتحقيق أهداف الشركة.
4 نصائح لتطبيق تقييم فعال لاحتياجات تدريب الموظفين:
1. أجرِ تقييماً شاملاً على مستوى الشركة:
إنَّ تقييم احتياجات تدريب الموظفين هو عملية منهجية وشاملة تتضمن عدة مراحل، والمرحلة الأولى من هذه العملية هي التقييم الشامل على مستوى الشركة، ويعرَّف التقييم الشامل على مستوى الشركة بأنَّه تقييم لأهداف الشركة وأدائها عموماً.
تساعد هذه النصيحة على تحديد نقاط القوة والضعف في الشركة، وعلاقتها بمعارف، ومهارات، وقدرات موظفيها، ومن الضروري، لإجراء هذا التقييم، أن تتم مراجعة رسالة الشركة، وأهدافها قصيرة وبعيدة الأمد، إضافة إلى أية بيانات قيِّمة تخص الأداء.
2. أجرِ تحليلاً للمهام الوظيفية:
الخطوة الثانية في عملية تقييم احتياجات تدريب الموظفين هي إجراء تحليل للمهام المرتبطة بكل وظيفة من وظائف الشركة، وتنطوي هذه الخطوة على تحليل المهام، والمسؤوليات المتعلقة بكل وظيفة من الوظائف.
تساعد هذه العملية على تحديد المعارف، والمهارات، والقدرات المطلوب من الموظف امتلاكها كي يؤدي عمله بكفاءة، فمن الضروري لتحليل المهام الوظيفية أن يتم إجراء مقابلة مع كل موظف من الموظفين، ومراقبة أدائهم، ومراجعة أي وصف وظيفي مُتاح، وأية بيانات تخص الأداء.
يساعد التحليل الوظيفي على تحديد أية فجوات في المهارات، أو المعارف لدى الموظفين، والجوانب التي يجب أن يغطيها التدريب من أجل معالجة هذه الفجوات.
يمكن للشركات من خلال إجراء التحليل الوظيفي أن تضمن تركيز برامج التدريب التي تجريها على المسؤوليات، والمهام المطلوبة من الموظف، إضافة إلى كون التدريب ذا صلة وثيقة بطبيعة عمله ومسؤوليات وظيفته، وتساعد هذه النصيحة على تحسين أداء، ورضى الموظفين، وكفاءة الشركة عموماً.
3. أجرِ تقييماً فردياً:
النصيحة الثالثة لإجراء تقييم احتياجات تدريب الموظفين هي إجراء تقييم فردي، وتتطلب هذه الخطوة تقييم المعارف، والمهارات، والإمكانات لكل موظف على حدة، ويساعد التقييم الفردي على التحديد الدقيق للجوانب التي يحتاج فيها كل موظف من الموظفين إلى التدريب والتحسين.
من الهام، لإجراء تقييم فردي فعال، استخدام مجموعة متنوعة من الأساليب، مثل المقابلات، وتقييمات الأداء، وتقييم المهارات، والتقييمات الذاتية، ويمكن أن توفِّر هذه الأساليب فهماً قيِّماً لنقاط القوة والضعف لدى كل موظف من الموظفين، كما تساعد على تحديد المجالات التي يتطلب تحسينها مزيداً من التدريب، ويمكن للشركات، من خلال التقييمات الفردية، تصميم برامج تدريب تلائم احتياجات، وأهداف كل موظف.
يمكن أن تساعد هذه العملية على زيادة اندماج الموظفين، وحماستهم، فمن المرجَّح أن يستثمر الموظفون الوقت والجهد في برامج التدريب التي تلائم احتياجاتهم الفردية، فيساعد التقييم الفردي على تحسين أداء الموظفين، وتقليل معدَّل دوران العمالة في الشركة، والسبب هو شعور الموظف بأنَّه يحظى بالدعم والتقدير من إدارة الشركة.
4. استفِد من نتائج تقييم احتياجات تدريب الموظفين:
يمكن استخدام نتائج تقييم احتياجات تدريب الموظفين لتحديد الاحتياجات، والفجوات في المعارف والمهارات التي سيعمل برنامج التدريب على تغطيتها، وكلما كان تقييمك أكثر دقة، حققتَ نتائج أفضل على صعيد معالجة المشكلات الموجودة في شركتك.
يجب أن تُدرَج الحاجة إلى التدريب، بعد أن تُحدَّد من خلال نتائج التقييم، في خطة تحسين الأداء، كما يجب أن تتضمن خطة التدريب وصفاً للمشكلة، وتحديداّ لأسبابها، والإجراءات التي ستُتَّبع لمعالجتها.
يجب أن يُحَدد، في ضوء كل مشكلة، أهداف قابلة للقياس من حيث مستوى التحسُّن المتوقع، والإطار الزمني لحل المشكلة، ويجب على إدارة الشركة مراجعة هذه الوثيقة للتأكد من إحصاء جميع المشكلات بدقة.
توفِّر نتائج تقييم احتياجات تدريب الموظفين فهماً قيِّماً للمعارف، والمهارات، والإمكانات التي يمتلكها موظفو الشركة، ويمكن للشركات، من خلال استخدام هذه النتائج، إنشاء برامج تدريب، وخطط تطوير هادفة تلائم بدقة احتياجات موظفيها.
قد يتضمن هذا إنشاء برامج تدريب مخصصة ومصممة لتطوير مهارات الموظفين في المجالات التي تحتاج إلى تحسين، ويمكن أيضاً الاستفادة من نتائج تقييم احتياجات تدريب الموظفين لتحديد الموظفين المؤهلين للترقية، أو القيام بأدوار وظيفية أكثر أهمية، إضافة إلى تحديد احتياجات تدريب الموظفين الجدد.
تضمن الشركات، من خلال الاستفادة من نتائج تقييم احتياجات تدريب الموظفين، إنشاء برامج تدريب فعالة، ومفيدة، إضافة إلى توفير ما يحتاجه الموظف من أدوات، وموارد للنجاح في عمله، وأخيراً، يمكن للشركات، من خلال الاستثمار في تطوير موظفيها مهنياً، أن تعزز من أداء قوتها العاملة، وتحسِّن مستوى الرضى الوظيفي، وتحقق أهدافها التجارية.
في الختام:
ممَّا لا شك فيه أنَّ تدريب الموظفين هو أحد أفضل الاستثمارات التي يمكن أن تقوم بها الشركات، ومع ذلك، سيكون هذا الاستثمار رابحاً بكل تأكيد عندما تسبقه عملية تقييم احتياجات تدريب الموظفين.
ستضمن لك هذه الطريقة عدم إهدار الموارد والوقت في تصميم برامج تدريب غير ملائمة؛ وهذا يعني أنَّ عملية تطوير الموظفين ستؤدي إلى النتائج المرغوبة، وستنعكس إيجاباً على أداء وأرباح الشركة.
أضف تعليقاً