تشبه دورة الحياة المهنيَّة للموظف عملية تطورية، ففي كل مرحلة من مراحل حياته المهنيَّة يجب على المُوظَّف أن يكون أفضل خيار لرب العمل وكذلك للمنصب الوظيفي، أو سيُعاني كلٌّ من الموظَّف ورب العمل، وتُؤكِّد العديد من الشركات على التدريب من أجل التطوير الشامل للفرد وكذلك المنظمة؛ ممَّا يثبت أنَّه قرار أكثر ذكاءً على الأمد الطويل.
لماذا يُعَدُّ التدريب والتطوير هامَّين للموظف؟
في كل مرحلة من مراحل حياة الموظَّف المهنية، من الضروري جداً أن يتعلَّم ويمارس مهارات جديدة حتى يتمكن من النمو وتحقيق قيمة للمنظمة، وإنَّ أولوية الموظف عند تأهيله في المنظمة هي توقُّع النجاح لمدة 90 يوماً، فخلال الـ 90 يوماً الأولى من توظيفه يجب توفير تدريب صارم؛ حيث يفهم الفردُ المنظمةَ والوظيفةَ والعملية؛ إذ يجعل من نفسه مناسباً للمَهمَّة، وبعد ذلك يجب أن يكون الموظف قادراً على إثبات الصفات التي يطلبها رب العمل والوظيفة منه.
في بداية حياة الموظف المهنية تميلُ جهوده أكثر إلى التطوير الذاتي وإظهار الروح الجماعية في المنظمة، والتدريب في هذه المرحلة مُكثَّف للغاية بالنسبة إلى الفرد، وعندما ينتقل من المستوى الأدنى إلى المستوى المتوسط إلى المستوى الأعلى تتغيَّر آلية عمل الموظف من مساهم فردي إلى مدير أفراد، وفي هذه المرحلة تتطلَّب الوظيفة المزيد من دور الميسِّر، ومن ثم فإنَّ التدريب على هذا المستوى يختلف عن تدريب المبتدئين.
اعتماداً على قطاع العمل ومسؤولية العمل للفرد والطلب، يمكن أن يكون التدريب من أي نوع؛ مثل ما يلي:
- التدريب في أثناء العمل.
- التدريب الداخلي.
- الدراسة الفردية.
- المنتورينغ.
- الكوتشينغ الفردي.
- تطوير المهارات القيادية.
كيف يحقِّق التدريب النمو الوظيفي للموظف؟
1. يُحسِّن الأداء:
الموظَّف الذي يحصل على التدريب اللازم يكون أكثر قدرة على الأداء في وظيفته، ويكتسب الموظف فهماً أكبر للمناصب والمسؤوليات ضمن نطاق منصبه وما بعده، ويبني هذا الشعورَ بالثقة لدى الفرد، وهذا بدوره يُحسِّن الأداء العام للموظف.
كما يكتسب الموظفون الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الثقة ميزة تنافسية على الآخرين في معايير المجال المتغيرة، ويساعد ذلك المنظمة على شغل منصب رائد في مجالاتها.
2. يسدُّ فجوة المهارات:
تُوجَد فجوة ملحوظة في مهارة الموظف ومتطلبات الوظيفة في كل قطاع تقريباً، وينتهي الأمر بالعديد من الموظفين بعد تخرُّجهم من الجامعة إلى القيام بعمل لم يحصلوا على تدريب فيه، وهذه الفجوات في المهارات هي النقاط الضعيفة التي تعوق النمو الوظيفي لشخص ما وتؤثر في الموظف من عدَّة نواح؛ مثل النمو البطيء في العمل والترقيات والزيادات والامتيازات وما إلى ذلك، ويمكن سد الفجوة من خلال التدريب المناسب؛ إذ يَنقُل الموظفين إلى مستوى معزز من المهارة والمعرفة حتى يتمكنوا من أداء مهامهم بصورة أكثر كفاءة.
3. يحقِّق الاستقرار في مهنة شخص ما:
يُغيِّر العديد من الموظفين وظائفهم لمجرَّد أنَّهم يشعرون بأنَّ المنظمة الحالية لا تستثمر في تدريبهم وتطويرهم، بينما يجد الموظف الذي يخضع إلى برامج تدريبية منتظمة مستقبلاً طويل الأمد مع المنظمة، وهذا بدوره يحقِّق الاستقرار في حياته المهنيَّة ويفيد الشركة أيضاً؛ إذ إنَّ الموظف الذي يُظهِر استقراراً أفضل في حياته المهنية يصبح تدريجياً أحد مكاسب المؤسسة.
4. يرفع معنويات الموظفين ومستوى التحفيز:
إلى جانب تدريب الموظفين على تحسين معرفتهم ومهاراتهم وأدائهم، من الهام تقديم نوع من التدريب لرفع الروح المعنوية ومستوى التحفيز لديهم، ويُعَدُّ هذا أمراً هاماً للغاية بالنسبة إلى الموظفين للتحرُّر من جداول أعمالهم المنتظمة والمملة وتطوير منظور جديد تجاه وظائفهم، ويساعد هذا الموظفين على التوصُّل إلى ابتكارات في مجالات عملهم.
5. يطوِّر الموظفين جيداً:
يُعَدُّ التدريب هاماً مهما كان شكله حتى يتطور الموظفون في مستوياتهم الحالية. يكتسب الموظف معرفة بالعديد من المهارات الحياتية التي تساعده في كل من حياته المهنية والشخصية، كما يصبح الفرد قادراً على حل المشكلات، ويعرف طريقة إدارة الأزمات، ويتواصل بصورة أفضل في الأسرة والمجتمع، ويوجِّه الآخرين في وقت الحاجة، والأهم من ذلك أنَّه يُلهِم الآخرين لتنمية معارفهم ومهاراتهم وسلوكهم، فإنَّ التدريب الذي يتلقاه الموظَّف طوال حياته المهنيَّة يطوِّرُهُ ليصبح موظفاً أفضل.
في الختام:
التدريب ليس ضرورياً فحسب؛ بل هو جانب هام للنمو الوظيفي لكلِّ موظف، فكلَّما استثمر الشخص وقته وموارده في التدريب والتطوير، كانت فرصه أفضل في حياته.
أضف تعليقاً