تخصصات كوتشينغ الحياة:
يشمل مجال كوتشينغ الحياة طيفاً واسعاً من التخصصات والموضوعات بدءاً من المسائل الشخصية وصولاً إلى الخيارات المهنية وخدمات الكوتشينغ التنفيذي والمؤسساتي، ويعتمد اختيار تخصص الكوتشينغ وشريحة العملاء المستهدفة على خبراتك وشغفك.
تفترض بعض مدارس الكوتشينغ أنَّ مهارات كوتشينغ الحياة قابلة للتطبيق على مجموعة متنوعة من المجالات والموضوعات، ومن ثمَّ يجب أن يكون كوتش الحياة المُؤهَّل قادراً على التعامل مع جميع العملاء والحالات مهما كان تخصصه الفرعي.
يفضل عدد من الكوتشز استهداف شريحة محددة من العملاء المثاليين الذين يشتركون في حاجة أو مشكلة معيَّنة؛ إذ يعتمد اختيار هذا التخصص على اهتمامات الكوتش وخبراته وتجاربه الحياتية ومهاراته.
يمكنك أن تختار تخصصاً فرعياً في أحد المجالات الرئيسة، وهي الكوتشينغ الشخصي، والمهني، والمؤسساتي، وكوتشينغ الأعمال التجارية والتوظيف.
يحدد بعض الكوتشز شريحة العملاء المستهدفين منذ المراحل الأولى من إطلاق المشروع التجاري وحتى قبل الخضوع للتدريبات التي تؤهلهم لمزاولة مهنة الكوتشينغ، في حين يفضل آخرون التعامل مع كافة العملاء والحالات المتاحة لاكتساب الخبرة والمهارة وجمع مزيد من المعلومات عن مجال الكوتشينغ.
تزداد خبرات وإمكانات الكوتش مع مرور الوقت، ويتسنى له حينها أن يحدد شريحة العملاء المثاليين التي يتقن التعامل معها أكثر من غيرها.
كثيراً ما تكون مشكلات العملاء متشعبة ومرتبطة بتخصصات كوتشينغ عدة، وفيما يأتي 3 أمثلة عن تشعب مشكلات العملاء:
- قد يتداخل كوتشينغ الأعمال التجارية مع الكوتشينغ الشخصي.
- قد يتداخل الكوتشينغ الشخصي مع كوتشينغ العلاقات.
- قد يتداخل الكوتشينغ المهني مع كوتشينغ الأهداف الحياتية والصحة.
لا تقيِّد نفسك بحاجة أو مشكلة تعاني منها الشريحة المستهدَفة كما ينصح بعض الخبراء؛ بل يجب عليك أن تواصل البحث وتختار تخصصك ببطء مع مرور الوقت واكتساب مزيد من الخبرات والمهارات.
يعتمد اختيار تخصص الكوتشينغ على مجموعة من العوامل، ومنها مقدار الأرباح التي يمكن كسبها من مزاولته، ولكن تبرز المشكلة عندما يختار الكوتش تخصصه بناءً على الأرباح ويهمل بقية العوامل مثل الخبرات والمهارات.
اختبار تحديد تخصص كوتشينغ الحياة:
فيما يأتي 4 أسئلة لمساعدتك على اختيار تخصص الكوتشينغ وتقديم خدمات تلبي احتياجات العملاء:
1. ما هو سبب اختياري لهذا التخصص؟
- هل تَعُدُّ هذا التخصص مصدر إلهامك؟
- هل تميل إلى مساعدة الآخرين على التغلب على هذه المشكلة بالتحديد؟
2. هل أمتلك الخلفية المهنية أو الخبرات أو التحصيل العلمي الذي يؤهلني لمزاولة هذا التخصص؟
حاول أن تتطرق للأفكار الآتية عند الإجابة عن هذا السؤال:
- الخبرات السابقة في إدارة المشاريع التجارية الناشئة، أو فِرَق المبيعات، أو التجارب الحياتية الشخصية مثل الطلاق أو تربية الأطفال.
يعتمد اختيار تخصص الكوتشينغ على التحصيل العلمي والتجارب الحياتية الشخصية والمهنية.
- قد يرغب المعالج النفسي بمزاولة مهنة الكوتشينغ إلى جانب عمله، وعندها يجب عليه أن يحدد شريحة العملاء التي يفضل التعامل معها.
يجب الإجابة عن السؤال الآتي في هذه الحالة "ما هي الخبرات والمؤهلات التي يمكنني أن أستفيد منها في ممارسات الكوتشينغ وتحسين تجربة العميل؟".
تجدر الإشارة إلى أنَّ التجارب الحياتية وحدها غير كافية لكسب المصداقية في مهنة الكوتشينغ؛ إذ إنَّ تجاربك الحياتية تخصك وحدك ولا يمكنك أن تعتمد عليها وحدها لمزاولة مهنة الكوتشينغ.
قد تستفيد من هذه الخبرات الحياتية في مساعدة الأشخاص الذين يتعرضون لتجارب مشابهة، لكن تقتضي مزاولة مهنة الكوتشينغ اكتساب مهارات معيَّنة، وتلقِّي تدريبات خاصة لمساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم.
3. هل يوجد طلب على تخصص الكوتشينغ من شريحة قادرة على تحمُّل تكاليفه؟
يجب أن يستهدف الكوتش شريحة عملاء قادرين على دفع تكاليف خدماته، فقد ترغب على سبيل المثال في التخصص بمساعدة الأمهات المطلقات العاطلات عن العمل في استعادة ثقتهن بأنفسهن، وهو تخصص نبيل وعظيم، لكن لا يمكنك أن تضمن كسب الأرباح لقاء خدماتك ومساعدتك من هذه الشريحة المستهدفة.
يُستحسَن في مثل هذه الحالة أن تختار تخصصاً مشابهاً ومربحاً؛ أي أن تستهدف شريحة مقتدرة مادياً وتنجح في كسب المال الذي تحتاج إليه لعيش حياة كريمة، وتخصِّص جزءاً من وقتك لتقديم جلسات كوتشينغ جماعية مجانية أو بتكاليف رمزية لمساعدة الأمهات المطلقات اللاتي يحتجن إلى خدماتك، ولكنهنَّ لا يمتلكن الإمكانية المادية لتحمُّل نفقات البرامج المكلفة.
4. هل توجد منافسة على تخصص الكوتشينغ؟ وكيف أتميز في السوق؟
قد تختار تخصص الكوتشينغ المهني على سبيل المثال، وعندها ستجد أنَّك تنافس عدداً كبيراً من الكوتشز في السوق على العملاء.
يتطلب التميز عن المنافسين في السوق اختيار تخصص دقيق يستهدف شريحة محددة من عملاء الكوتشينغ، ويتوافق مع مهاراتك وخبراتك، فقد تستهدف على سبيل المثال المنقطعين عن الدراسة، أو المُسرَّحين من عملهم، أو الأمهات العائدات إلى العمل بعد فترة انقطاع.
تخصصات الكوتشينغ الأساسية:
فيما يأتي 4 تخصصات أساسية في قطاع الكوتشينغ:
1. الكوتشينغ الشخصي:
مهارات كوتشينغ الحياة أو المسائل الشخصية أساسية في كافة تخصصات الكوتشينغ الأخرى، فإذا كنت تعمل في مجال الكوتشينغ الشخصي على سبيل المثال، عندئذٍ يمكنك أن تختص في مجموعة متنوعة من المجالات الفرعية التابعة له مثل العلاقات، والطلاق، والصحة، والتواصل، وتربية الأبناء، والمراهقين، وغير ذلك.
2. الكوتشينغ المهني:
يُعَدُّ الكوتشينغ المهني من أبرز تخصصات مجال الكوتشينغ، وهو يُعنَى بمجموعة كبيرة من المسائل المتعلقة بالعمل والحياة المهنية، ويشمل طيفاً متنوعاً من التخصصات الفرعية مثل الكوتشينغ التنفيذي، وموضوعات القيادة، والإدارة في كل من الشركات الصغيرة والكبيرة ووكالات التوظيف.
قد تختص في تلبية الاحتياجات المهنية للعملاء في مجالات معيَّنة مثل الصحة أو الشؤون المالية إذا كنت تمتلك المهارات والخبرات التي تؤهلك لمزاولتها ومساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم.
توجد تخصصات فرعية تُعنى بحالات التسريح من العمل وتستهدف شرائح محددة مثل المنقطعين عن الدراسة على سبيل المثال.
3. كوتشينغ المشاريع التجارية الناشئة:
تحتاج الشركات إلى خدمات الكوتشينغ في إدارة علاقات الموظفين، والخلافة، والتفويض، وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، والخلافات العائلية، وتقتضي وظيفة الكوتش مساعدة أرباب العمل على تحديد أهداف الشركة والتغلب على الصعوبات والتحديات التي تعترض تقدُّمهم، فقد تؤدي وظيفة منتور أو مستشار وتساعد رب العمل على إدارة مشروعه التجاري إذا كنت تمتلك المهارات والخبرات والتجارب التي تؤهلك لمزاولة هذا الدور.
يعتمد معظم أصحاب المشاريع الصغيرة على أنفسهم في اتخاذ القرارات وحل المشكلات المتعلقة بالنشاط التجاري وتنمية الأعمال، ولكنَّهم يحتاجون إلى خدمات الكوتشينغ من أجل ترتيب أولوياتهم وتنظيم مهامهم وتحقيق التقدم في ميدان العمل.
4. كوتشينغ مكان العمل:
يجري كوتشينغ مكان العمل ضمن بيئة الشركة، ويُعَدُّ واحداً من أكثر التخصصات متعة وتحقيقاً للأرباح؛ إذ ينجح كوتش مكان العمل في تأدية المهام المطلوبة منه بفاعلية عندما يفهم ثقافة الشركة، والمشكلات التي يواجهها المديرون والرؤساء التنفيذيون، ويُفضَّل أن يكون مديراً تنفيذياً سابقاً أو خبيراً في مجال الإدارة.
يشمل هذا التخصص تقديم خدمات كوتشينغ التنمية الشخصية أيضاً، فقد يحتاج الكوتش إلى تحصيل شهادة مُعتمَدة حتى يثبت مؤهلاته ومصداقيته عندما يقدِّم طلب توظيف في شركة معيَّنة.
كوتشينغ الفِرَق والمجموعات والأهداف:
قد تختص في مساعدة الفِرَق والمجموعات على تحديد أهدافها وتحقيقها مهما كان تخصصك في الكوتشينغ، فإذا كان تخصصك الفرعي يستهدف فئة المنقطعين عن الدراسة على سبيل المثال، عندئذٍ قد تشكِّل مجموعة من الطلاب المقبلين على التخرج وتساعدهم على تحديد أهدافهم المهنية.
أمَّا إذا كنت تعمل في مجال كوتشينغ الشركات، عندئذٍ يمكنك أن تختص في مساعدة الموظفين ودعمهم وتزويدهم بالمؤهلات اللازمة لتحقيق أهداف الشركة، كما يمكنك أن تشكل مجموعة من عملاء كوتشينغ الحياة، والأعمال التجارية، والمهن.
تحقيق الأهداف:
كوتشينغ تحقيق الأهداف قابل للتطبيق في كافة التخصصات والمجالات؛ إذ يطلب العميل أو مجموعة العملاء مساعدة الكوتش من أجل تحديد الأهداف أو النتائج التي يجب أن يعملوا على تحقيقها.
قد يحدد العميل الهدف المطلوب وحده، ولكنَّه يحتاج إلى خدمات الكوتشينغ من أجل إعداد خطة العمل اللازمة لتحقيقه على أرض الواقع.
ممارسة الكوتشينغ دون التخصص في مجال معيَّن:
قد تمارس مهنة الكوتشينغ دون أن تختص في مجال معيَّن؛ إذ يوجد عدد كبير من الكوتشز العاملين في مجالات عامة، ولكنَّهم يتميزون بطرائق وتقنيات الكوتشينغ التي يستخدمونها وشريحة العملاء التي يستهدفونها.
تتزايد أهمية التخصص في قطاع الكوتشينغ في الوقت الحالي الذي يشهد منافسة شديدة على العملاء في السوق، لكن يجب عليك أن تختار تخصصك بطريقة مدروسة وتكون متمكناً منه قبل أن تبدأ بمزاولته؛ إذ يفشل الكوتش عندما يتعجل في تحديد شريحة العملاء المستهدفين في المراحل الأولى من إطلاق مشروعه التجاري قبل أن يتمكَّن من تخصصه.
تتطلب معظم برامج تدريب وتأهيل الكوتشز تحديد التخصص في أثناء تطبيق البرنامج، وهو ما يدفع بعضهم إلى اختيار تخصصات غير مألوفة وغير مطلوبة في السوق بهدف التميز عن المنافسين.
تشمل مهارات الكوتشينغ في جميع التخصصات طرح الأسئلة الهادفة، ومساعدة العملاء على تحديد أهدافهم، ووضع الخطط اللازمة لتحقيقها، وتطبيق إجراءات العمل على أرض الواقع، إلى جانب تحديد المشكلات والعقبات وإيجاد الحلول اللازمة.
يطرح الكوتش الأسئلة بناءً على خبراته، وتجاربه الحياتية، وتحصيله العلمي، وخلفيته الثقافية والمهنية، ويعتمد نجاح ممارسات الكوتشينغ على جودة الأسئلة، ومدى تفهُّم الكوتش لأجوبة العميل وتفاعله معها.
إذا كان كوتش الحياة يمتلك خبرة سابقة في مجال العلاج النفسي، فسيكون قادراً على تفهُّم المشكلات الشخصية، ولكنَّه لن يكون ضليعاً في مسائل السياسة، واحتياجات الشركات، والأعمال التجارية، والمديرين، والقادة، وبخلاف ذلك، قد يتخصَّص الكوتش في مجال الأعمال التجارية بناءً على خلفيته المهنية، ولكنَّه يحتاج إلى إجراء تدريب يزوده بالمهارات اللازمة للتعامل مع المسائل الشخصية.
يتفوَّق الكوتش على منافسيه في السوق عندما يدمج ما بين الكوتشينغ، والمنتورينغ، وتقديم الاستشارات في بعض الحالات.
أضف تعليقاً