أفضل 12 نصيحة للنجاح في مجال التصميم التعليمي

تزداد فرص العمل في مجال التصميم التعليمي يومياً وفي جميع القطاعات تقريباً، ومع ذلك تكمن الصعوبة في الحفاظ على حماسة المتعلمين واندماجهم، وتزداد أهمية المواد التعليمية الفعالة والمهنية والمُصمَّمة بعناية أكثر من أي وقت مضى مع ازدياد فرص التعلُّم عن بعد. ستتعرَّف في هذا المقال إلى 12 نصيحة من أفضل النصائح التي يُمكِنُكَ تطبيقها من أجل رفع مستوى أيَّة دورة تعليمية وتحسينها، لكنْ قبل أن نبدأ، لنستكشف سويةً مفهوم التصميم التعليمي، وإليك فيما يلي بعض التعريفات المختلفة.



التصميم التعليمي وفق مؤسسة "أسوسياشن فور تالنت ديفيلوبمنت" (Association for Talent Development) هو: "تصميم تجارب ومواد تعليمية بطريقة تؤدي إلى اكتساب المهارات والمعارف وتطبيقها، ويتقيد المنهج الدراسي بنظام يهدف إلى تقييم الحاجات وتصميم العملية التعليمية وتطوير المواد ورفع فعاليتها"، في حين يُعرِّفها موقع ذا ليرنينج كوتش (The eLearning Coach) على النحو التالي: "تتضمَّن عملية التصميم التعليمي تحديد الفجوات في الأداء والمهارات والمواقف بين المتعلمين، وتصميم أو اختيار تجارب تعليمية من شأنها سد هذه الفجوات".

12 نصيحة للتصميم التعليمي:

سنطَّلع الآن على قائمة بأفضل النصائح في مجال التصميم التعليمي يُقدِّمُها لنا خبراء وقادة في هذا المجال من جميع أرجاء العالم:

1. حدِّدْ أهدافك وغاياتك:

تماماً مثل أي اجتماع عمل أو مشروع أو خطة؛ يجب أن يكون لديك هدف أو غاية مُحدَّدة، وفي كثير من الأحيان يجب أن تكون هناك أهداف وغايات عديدة. حدِّد هدفك أو النتيجة التي ترغب فيها، وكُنْ واضحاً ومُوجزاً في ذلك، واحرصْ على أن تكون قابلة للقياس حتى تتمكَّنَ من تقييم نتائج البرنامج أو الدورة التدريبية.

حدِّد أهدافك بدقة إذا كان ذلك مُمكِناً؛ حيثُ تُوضِّحُ ذلك شركة ذا انستراكشنال ديزاين (The Instructional Design) وتقول: "يجب أن يكون لكل تدريب أو دورة تدريبية هدف واحد على الأقل، وهو الهدف الذي تريد تحقيقه من خلال الدورة أو برنامج التدريب، ويجب بشكل أساسي أن يكون الهدف مُحدَّداً بوضوح طوال الدورة التدريبية".

2. احرص على تقديم مقدمة تعريفية فعَّالة:

يكون من الصعب أحياناً التواصل مع الطلاب من خلال التكنولوجيا؛ ولذلكَ على المُعلِّم إثبات وجوده بقوة لزيادة اندماج المتعلمين والاحتفاظ بهم وتعزيز النتائج التي يحصل عليها من خلال التعليم عبر الإنترنت، يُنصَحُ في البداية بتقديم فيديو قصير ترحيبي تتحدَّث فيه عن نفسك وعن الهدف من المادة الدراسية أو الجلسة التدريبية.

3. أكِّد على إمكانية التواصل معك:

يجب أن تحرص على أن يَشعُرَ الطلاب بإمكانية طرح أسئلتهم وهواجسهم عليك كمُعلِّم؛ ولذلك فإنَّ التأكيد على سهولة التواصل معك هو جزء أساسي من اليوم الأول لأيَّة دورة تدريبية.

وضِّح للطلاب الأساليب التي تُفضِّلُها في طرح الأسئلة والتوقعات، ويُمكِنُكَ أيضاً أن تُخصِّصَ وقتاً لاستفسارات الطلاب ومناقشتهم عبر الإنترنت، أو يُمكِنُكَ أن تُنشِئَ نظام تسجيل دخول أسبوعي للطلاب، وخاصةً في بداية الدورة التدريبية، ومن الضروري أيضاً توفير تغذية راجعة وإجابات في الوقت المناسب.

قد يشعرُ الطلاب بأنَّ التعليم الإلكتروني تجربة لا تُوفِّرُ المشاركة الفعلية، لكنْ إذا أُثبِتَ لهم أنَّك متاح للتواصل، فسترسل إليهم رسالة مفادها أنَّك لست مستعداً على الدوام للتواصل معهم فحسب؛ وإنَّما أنت ملتزم أيضاً بذلك.

4. كُنْ مُبتكِراً في استخدام الأساليب التي تُشجِّعُ على المشاركة:

يُوفِّرُ التصميم التعليمي الفرصة لتجربة تقنيات وأساليب ونشاطات مختلفة؛ لذلك لا تتردَّد في القيام بشيء مبتكر، وينصَحُ موقع "كوم لاب إنديا" (CommLab India) بأن تتضمَّنَ دورتك التدريبية للتصميم التعليمي الأفكار الجديدة والمسابقات التعليمية، ويقترحُ "إي إل إم ليرنينج" (ELM Learning) استخدام الوسائط المتعددة وأسلوب رواية القصص وأسلوب التلعيب مثل النقاط والشارات وما إلى ذلك.

5. طبِّقْ أسلوب التعلُّم النَّشِط:

وفقاً لموقِع إي ليرنينج إندستري؛ فإنَّ التعلُّم النشط يحاكي الاحتياجات المختلفة للمتعلمين ويُكرِّس لديهم إحساساً قوياً بالعمل الجماعي، وأحد الاقتراحات التي يُوصى بها هي النشاطات والبرامج التي تحتوي على واجهات السحب والإفلات، ويُقدِّم موقع فاكتوالي فوكيس (Faculty Focus) التعريف التالي: "يهدف التصميم التعليمي إلى جعل الطلاب يشاركون بشكل أكبر في مواد الدورة التدريبية وعلى مستوى أعمق؛ وذلك من خلال تمارين القراءة والكتابة والتحدُّث والإصغاء التي تدفعهم إلى التفكير بأساليب مختلفة حول ما يتعلمونه.

6. اجعلْ المحتوى موجزاً:

لا يخفى على أحد أنَّ مدة الانتباه لدى الناس تتضاءَل؛ مما يعني أنَّه من الهام أن يكون المحتوى مُوجَزاً ومباشراً؛ حيث يجب ألَّا تتجاوز مدة الفيديو أو العرض التقديمي 15 دقيقة؛ وذلكَ وفقاً لموقع إي ليرنينج أندستري.

7. اجعلْ التنقُّل بين المحتويات بسيطاً:

أحد أهداف التعليم الإلكتروني هو تسهيل متابعة الطلاب للمحتوى قدر الإمكان، ويبدأ ذلك من انتقال المُعلِّم من شاشة عرض إلى أخرى، ويُوصي موقع إي ليرنينج هيروز (E-Learning Heroes) بهذه الخطوات الثلاث وهي:

  • تحديد نوع التدريب الذي تجريه وما إذا كان يحتاج إلى أسلوب التنقُّل بحرية بين أجزاء المحتوى؛ بمعنى تحديد ما إذا كان بمقدور الطلاب النقر على أي جزء من المحتوى دون الالتزام بترتيب معيَّن.
  • إعطاؤهم توجيهات واضحة عن الخطوات اللاحقة. استخدِمْ عبارات مثل "اضغط للمتابعة"، أو "توجيه سؤال" حتى لا يكون هناك أي غموض حول ما يجب فعله كخطوة تالية.
  • تجميع التغذية الراجعة الخاصة بالمُستخدِم، فإحدى أفضل الطرائق لاختبار جودة الدورة التدريبية هي من خلال ما يُقدِّمه الطلاب من اقتراحات وتعليقات حول التجربة من بدايتها إلى نهايتها.

8. استخدِمْ التصاميم الجذابة ومقاطع الصوت الفعَّالة:

استخدم الرسومات التي تُحفِّز على المشاركة ومقاطع الصوت المؤثرة، فهذه الوسائل عبارة عن طرائق فعالة لتحسين جودة المحتوى وتشجيع المتعلمين على المشاركة.

تتضمَّن بعض النصائح فيما يتعلق بالمقاطع الصوتية استخدام تسجيلات صوت عالية الجودة، والتسجيل في غرفة عازلة للصوت والسماح للمُستخدِمين بالتحكُّم بالتسجيلات الصوتية الخاصة بها، أمَّا فيما يتعلق بتصميم الرسومات، فإنَّ موقع كانفا (Canva) الشهير يَنصَحُ بما يلي:

  • استخدِمْ رسومات نظيفة وواضحة.
  • اجعل الرسومات بسيطة.
  • جرِّب أساليب مختلفة ومرشحات.
  • استخدِمْ مساحة بيضاء.
  • استخدِمْ نظام ألوان بسيط.
  • استخدِمْ ألوان متباينة.

9. استخدِمْ إحصاءات ومعلومات دقيقة:

يُعَدُّ تحديد المعلومات بدقة طريقة رائعة لنقلها بأسلوب يُمكِنُ الاعتماد عليه؛ حيث يقول موقع إي إل إم ليرنينج (ELM learning): "يُمكِنُ لتزويد المُتعلِّم بإحصاءات مفيدة أن يساعد على تعزيز نتائج أو تأثير إجراءات معينة؛ ولذلكَ فإنَّه يُعَدُّ طريقة فعَّالة لتحفيز المتعلمين".

10. العب دور المُتعلِّم:

هذه إحدى أفضل النصائح التي يجب تطبيقها في أيَّة مرحلة من مراحل الدورة التدريبية؛ حيثُ تُوصي إي إل إم ليرنينج باختبار برنامج التعلُّم الإلكتروني من وجهة نظر المُتعلِّم واكتشاف إذا ما كان جذاباً ويلفتُ الانتباه، وما إذا كان التنقُّل بين المحتويات أمراً سهلاً وقابلاً للفهم.

11. اكتشِفْ وسائل ومصادر جديدة:

يتطوَّر مجال التصميم التعليمي باستمرار؛ مما يعني أنَّه يجري دائماً تحديث وتطوير وإضافة موارد وأدوات جديدة، وما قد يكونُ مُناسِباً بالنسبة إلى شخص، قد لا يكونُ كذلكَ بالنسبة إلى شخص آخر؛ لذلك من الهام التكيُّف والبحث عن الموارد التي تناسبك.

12. طبِّق نظام مكافآت:

ضع في حسبانك تطبيق نظام مكافآت أو شهادة تخرُّج بعد إتمام الدورة. ليس من المُفترَض أن يكون نيل الشهادة هو الدافع وراء الالتحاق بالدورة التدريبية، لكنْ غالباً ما يكون طريقة لطيفة لإظهار تقديرك للجهود التي بذلها الطلاب وتفانيهم خلال الدورة.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح تساعدك على تصميم برنامج تدريبي بدون إرهاق رقمي

كيفَ تُحسِّن مهاراتك في التصميم التعليمي؟

تُوجَدُ الكثير من الطرائق التي يُمكِنُكَ من خلالها تحسين مهاراتك في مجال التصميم التعليمي، وإليك بعضها:

ينصحُكَ موقع إي ليرنينج اندستري (eLearning Industry) بأن تُحاولَ تحسين الدورة بطريقة مُبتَكرة من خلال تجربة أداة تأليف جديدة، وتجميع التغذية الراجعة التي حصلتَ عليها من الجمهور المُستهدَف وتحديد الوسائل الفعَّالة وغير الفعَّالة بناءً عليها، كما يَنصَحُ بأن تتعرَّفَ إلى المستجدات والتكنولوجيا المستحدثة في هذا المجال؛ حيث يمكنك أن تلتحق بدورة تدريبية عبر الإنترنت أو الالتحاق ببرنامج تدريبي يمنحك شهادة أو درجة معيَّنة، كما تُوجَدُ العديد من الدورات التدريبية في هذا المجال وبعضها مجاني وبعضها بمقابل، وتُوجَدُ العديد من الشهادات التي يُمكِنُكَ الحصول عليها؛ وذلك وفقا لجدولك الزمني وإمكاناتك المادية.

إقرأ أيضاً: المهارات الأساسية للتصميم التعليمي الفعال

خيارات التعليم الرسمي في مجال التصميم التعليمي:

واحدة من أفضل الطرائق للتعرُّف بشكل مباشر إلى أفضل ممارسات التصميم التعليمي هي الحصول على درجة أو شهادة من مستوى الدراسات العليا في هذا المجال؛ حيثُ إنَّ الدخول في برنامج تعليمي رسمي يَسمَحُ لك بامتلاك أساس متين في هذا المجال وتعزيز سيرتك المهنيَّة، بالإضافة إلى التواصل مع الآخرين الذين يعملون فعلاً أو يبدؤون بالعمل في هذا المجال؛ وذلك وفقاً لموقع إنسايد هاير إي دي (inside Higher Ed).

فيما تَشرَحُ منصة ترينينج إندستري (Training Industry) التي تُعرِّف نفسها على أنَّها مصدر خبرات لاختصاصيي التعليم، ويتضمَّن التعليم الرسمي مجموعة متنوعة من أساليب التعليم؛ مثل التعلُّم المتزامن، والتدريب بالاعتماد على الويب، والتعلُّم من خلال المختبرات عبر الإنترنت ودورات التعلُّم الإلكتروني وورشات العمل والندوات عبر الإنترنت وغير ذلك، ويُمكِنُ العثور على كثير من هذه الأدوات في برامج الدراسات العليا، ويتم تقديم هذه المجموعة المتنوعة من الأساليب من قِبَل برنامج شهادة الماجستير في مجال علوم التصميم التعليمي؛ وهو برنامج خاص بجامعة سان دييغو (University of San Diego’s Master of Science in Learning Design and Technology) يهدف إلى إتاحة الفرصة للحصول على درجة علمية، ويتم تقديمه بشكلٍ كامل عبر الإنترنت ومُصمَّم حيث يحصل المُتعلِّم على الشهادة خلال 20 شهراً، ويُعَدُّ برنامج إل دي تي (LDT) عبر الإنترنت مثالياً للعاملين حالياً في قطاع التعليم أو التدريب، أو أولئك الذين يفكرون في تغيير مهنتهم والتخصُّص في مجال التصميم التعليمي.




مقالات مرتبطة