تلقي الكوتشينغ هو تجربة شخصية، وستكون المناقشة عنك ومن أجلك؛ إذ تتطرَّق إلى تجربتك وسلوكك ونتائجك وأهدافك، وإذا كانت تحت رعاية شركتك، ستكون عادةً ضمن ما تريده الشركة أيضاً، وغالباً ما يمثل مديرك الشركة أو يوجِّه العملية، لكن مرَّة أخرى، ينصب التركيز على قيادة العملية وتحقيق الفائدة والنتائج من هذا التدخُّل المكثف والعميق.
التمكين لا يكفي:
يمكنك أن تشعر بعد الكوتشينغ بالقوة والوضوح وبأنَّ لديك أهدافاً محددةً، في حين أنَّك قد تكون مرتبكاً أو غير متأكد ممَّا ستفعله قبل الكوتشينغ، وقد يقودك هذا إلى الاعتقاد بأنَّ هذا الأمر كافٍ، وبأنَّك أنت والكوتش لديكما ما هو مطلوب للمضي قدماً.
سيساعدك العمل باتِّباع آلية لا ترتبط بأشخاص محددين على زيادة تأثيرك، ومع ذلك فإنَّ الحياة التنظيمية ليست بهذه البساطة؛ إذ إنَّ قدرتك على التصرُّف بصورة مستقلة عن الثقافة والعلاقات والتنظيمات التي تعمل فيها تكون محدودة، وربما تتجاوز إدراكك الواعي، وستحد هذه الديناميكيات الأكثر تعقيداً بين العلاقات من وجهة النظر الشخصية، ومن ثم ستحد ممَّا هو ممكن في الكوتشينغ الذي يركز في العميل.
نقدم لك فيما يلي 6 فوائد هامة لدمج أطراف وبيانات أخرى في عملية الكوتشينغ:
1. اكتساب منظور أوسع:
تقتصر وجهة النظر الشخصية تلقائياً وحتماً على ما يُرى منها، كما أنَّها مقيَّدة بما يدركه الفرد، وعندما نقود السيارة هذه الأيام، نعلم أنَّنا بحاجة إلى النظر خلفنا وحتى إدارة رؤوسنا لنرى ما هو في "البقعة العمياء" لدينا "وهي منطقة دائرية صغيرة في الجزء الخلفي من الشبكية حيث يدخل العصب البصري إلى العين وخالية من العصي والمخاريط وغير حساسة للضوء"، وهي النقطة الفعلية حيث يحدث العمى بسبب موقع العصب البصري.
في أيام السيارات الأولى لم تكُن المرايا مطلوبة قانونياً، لكن فيما يتعلق بتأثيرنا وفعاليتنا في العمل، فنحن نحتاج جميعاً إلى مرايا ومساحة للنظر فيها؛ وذلك لنرى كيف تبدو الأمور من زاوية مختلفة، ولا سيما من منظور أولئك الهامين بالنسبة إلينا.
2. البيانات للتحقُّق من التقدُّم:
إذا كانت توجد نيَّة أو هدف محدد، فمن المفيد أن تكون لديك طريقة للتحقُّق ممَّا إذا كان هذا الهدف قد تحقَّق أم لا، وإذا كانت نواياك أو أهدافك تركز في نفسك وتجربتك أو مشاعرك، فكل ما تحتاج إليه هو أفكارك الخاصة، لكن إذا كانت أهدافك تتعلق بالآخرين، فأنت بحاجة إلى بيانات من هؤلاء الأشخاص.
يمكن أن تسمح لك بيانات التغذية الراجعة 360 درجة بمعرفة آراء الآخرين بك وكيف تتغيَّر سلوكاتك مع مرور الوقت، ويمكنك مقارنة بيانات التغذية الراجعة 360 درجة مع مرور الوقت، ويمكنك استخدام هذه المقاييس كأهداف.
3. توضيح نوعية العلاقات الأساسية:
لا يقول الناس دائماً ما يفكرون فيه، وستُظهِر لك بيانات التغذية الراجعة 360 درجة بصورة واضحة كيف تسير علاقاتك الأساسية؛ إذ تكشف فشل العلاقات سواء كان يوجد شعور بالخيانة أم الخوف، وستُظهِر تفاصيل ما يفكر فيه الناس ويشعرون به.
سيُسمَح لك برؤية ما يريده الآخرون منك، فقد تختلف وجهات نظرهم، لكن لكل منهم حقيقته الخاصة التي تستحق الفهم، ومن المرجَّح أن يكون الكوتشينغ الذي يستند إلى فهم واضح لطريقة سير علاقاتك من جميع الزوايا أكثر فاعلية من الاعتماد على وجهة نظرك.
4. تحديد سلوكات محددة وقابلة للتنفيذ:
لا يوجد شيء أكثر إحباطاً من إدراك أنَّك بحاجة إلى تحسين بعض المجالات بصورة عامة دون أن تكون واضحاً بشأن ما تحتاج إلى القيام به أكثر أو أقل أو البدء بالقيام به أو التوقُّف عن القيام به، ويمكن أن توضح بيانات التغذية الراجعة 360 درجة ما هي المجالات العامة التي لا تعمل بصورة جيِّدة، ويمكنها أيضاً إظهار السلوكات المحددة التي قد تُحدِث فارقاً، ويمكن أن تصبح بعد ذلك طريقة تغيير سلوكك واضحة، على الرغم من أنَّ هذا لا يكفي بالضرورة لتغيير آراء الناس عنك.
5. طلب المساهمة والإصغاء إليها:
إنَّ الأشخاص الهامِّين بالنسبة إليك لديهم فرصة للمساهمة في تطويرك ونموك إذا طلبتَ منهم تغذية راجعة 360 درجة، ويمكن أن يؤدي هذا الإجراء المدروس إلى فهم ما قد يتغير أو يتطور لديك بشكل أفضل وتقبُّله، كما يحتاج الأشخاص الآخرون إلى المساعدة على رؤيتك بصورة مختلفة في بعض الأحيان.
6. وضع الفرد ضمن سياق وواقع أوسع:
ستسمح لك التغذية الراجعة 360 درجة برؤية نفسك بين زملائك والثقافة والنظام الذي تعمل فيه، يُمكِّنك هذا من النظر في طريقة التحرُّك ضمن هذه الديناميكية الأوسع والأكثر تعقيداً؛ وذلك حتى تتمكن من رؤية ما يمكنك التأثير فيه وما لا يمكنك التأثير فيه.
يسمح لك هذا برؤية حدود ما أنت مسؤول عنه والعوامل الأخرى التي يمكنك فهمها والتحدُّث عنها، ويمكن أن يتَّبع متلقي الكوتشينغ بعد ذلك نهجاً مكتملاً لمسيرته المهنية وتطوره، ويمكنه أيضاً أن يكون قائداً فيما يتعلق بالنظام التنظيمي.
استخدام بيانات التغذية الراجعة 360 درجة لسد الثغرات:
لا يحتاج الكوتشينغ إلى بيانات التغذية الراجعة 360 درجة ليكون فعَّالاً، لكن يمكن أن تمكِّن وتعزِّز هذه البيانات تجربة الكوتشينغ، ويمكن استخدامها قبل تدخُّل الكوتشينغ أو خلاله أو بعده، ويمكن استخدام البيانات لتعزيز كفاءات أو استراتيجيات محددة تقودها المنظمة، ويمكن استخدامها لربط برنامج التطوير بالفرد ولدمج مشكلات العلاقات في المناقشة.
يمكن أيضاً استخدام التغذية الراجعة 360 درجة لتقديم الكوتشينغ للفريق أو عدة أفراد؛ إذ تأخذنا بعيداً عن رؤية العالم كأفراد منفصلين وتسمح لنا بالاندماج على المستويات الشخصية ومستوى العلاقات والنظام، ومن المحتمل هنا أن يمتد تأثيرنا ككوتشز إلى المستوى التنظيمي ومستوى النظام وكذلك على المستوى الفردي.
أضف تعليقاً