5 نصائح لتصميم برنامج تدريب مدمج ناجح

عادةً ما يكون التعليم الذي يدمج بين أسلوبي التعليم عبر الإنترنت والتعليم التقليدي عبارة عن مزيج من التعليم الذي يهدف إلى تطبيق استراتيجيات التعليم التي تُحقِّق أكبر تأثير في الميزانية على نطاق أوسع.



يُعَدُّ هذا النوع من التعليم مع ما يحققه من نتائج أمراً رائعاً للقوى العاملة عن بُعد والمنتشرة في مُختلَف أرجاء العالم.

لكنْ كيف تُطوِّر وتُطبِّق استراتيجية تعليم مُدمَج حديثة وناجحة؟ سنتحدَّث في هذا المقال عن فوائد وأهمية أسلوب التعليم المدمج، ونُقدِّم 5 نصائح من شأنها أن تجعل فريق العملية التعليمية يُحقِّقُ أفضل النتائج من نشاطات التعليم المتاحة.

أهمية أسلوب التعليم المدمج:

بصرف النظر عن أنَّه من المُمكِن أن يتكوَّن أسلوب التعليم من مزيج بين التعليم عبر الإنترنت والتعليم بإشراف مُعلِّم، ولكنَّه غالباً ما يكون هذا النوع من التعليم أفضل من استخدام أحد الأسلوبين فقط، ومن خلال تطبيق أفضل الخصائص لكلا النموذجين وتطبيقها بطرائق تضاعف من فوائد كلٍّ من الأسلوبين، سيزدادُ اندماج المتعلمين وتحصيلهم العلمي، وستستغرق العملية التعليمية وقتاً أقل.

لا يختلف الأمر هنا عن تجربة التعليم المُدمَج عبر الإنترنت؛ حيث يمكن تطبيق معظم عناصر العملية التعليمية بقيادة مدرِّب عبر الإنترنت؛ والسببُ هو التقدُّم الكبيرُ الذي طرأ على تقنيات التعليم، والتي جعلَتْ من الممكن تطبيق هذه الأساليب بسهولة فائقة.

بإجراء بضعة تعديلات، يمكن نقل حتى ورش العمل إلى العالَم الرقمي، وإليك هذا المثال:

تخيَّل ورشة عمل تقليدية مُخصَّصة للمديرين مدتها يوم واحد حول التعامل مع الموظفين صعبي المراس؛ إذ سيتطلَّب حضور هذه الورشة من المديرين مغادرة مكاتبهم طيلة اليوم. سيستغرق الأمر ساعتين لتعريف المشاركين إلى المصطلحات والمعارف الأساسية، وستستغرق الورشة باقي يوم العمل للحديث عن المواقف الافتراضية التي يمكن أن تنطبق أو لا تنطبق على جميع المشاركين، ويمكن من خلال التعليم المُدمَج إجراء نفس ورشة العمل؛ حيث يتعرَّف المديرون إلى المصطلحات والمعارف الأساسية من خلال التعلُّم عبر الإنترنت، ويمكن أن يتضمَّن التعلُّم عبر الإنترنت فيدوهات ونشاطات تُوضِّح للمديرين أهمية هذا التدريب.

قد يتضمَّن التعليم الإلكتروني أيضاً نشاطات يقوم من خلالها المديرون بالتدريب على المهارات المطلوبة، كما يمكن أن تتضمَّن استبيانات عن نوع المواقف التي قد يواجهها المديرون، أو التي يشعرون بأنَّهم غير مؤهلين بشكلٍ كافٍ لمواجهتها، ويمكن أن يتم ذلك من خلال الميسِّر الذي يمكنه لاحقاً تصميم الخطوات التالية التي تتناول هذه المشكلات، وبذلكَ نكون قد قدَّمنا جميع عناصر ورشة العمل بقيادة مدرِّب من خلال مزيج من أدوات الاجتماع عبر الفيديو وغيره من أدوات المشاركة.

عندما يحضر المديرون ورشة العمل النهائية، والتي لن تستغرق في هذه الحالة سوى نصف يوم العمل لأنَّ المشاركين متحمسون ومستعدون، ففي إمكانهم تخصيص الوقت في التدريب على مهارات ناعمة مخصَّصة لتلبية حاجاتهم، وهذا من شأنه أن يُحفِّز المحادثة ويساعد على تعزيز تجربة التعلُّم عندما يقوم المتعلمون بإسقاط الملاحظات على تحديات حياتهم اليومية وتبادُل الخبرات حول الأساليب التي حقَّقَت أو التي لم تُحقِّق النتائج المرجوة في الماضي.

سيكون من الممارسات الجيدة أيضاً واللاحقة للدورة التدريبية توفير موارد تفاعلية إضافية عبر الإنترنت لمساعدة المشاركين على التعامل مع الموظفين في المواقف العصيبة.

من الواضح أنَّ نموذج التعليم المُدمَج يمنح تجربة مُخصَّصة، وهي بنفس أو أكثر فاعلية وشمولاً وكفاءة من تطبيق أحد الأسلوبين بمعزل عن الآخر.

ما الذي يُحقِّقُ تجربة تعليم مُدمج ناجحة؟

من الجدير بالملاحظة في البداية أنَّ تجربة التعليم المُدمج الناجحة تختلف قليلاً من شخص إلى آخر، فما يناسب مجموعة من المتعلمين قد لا يناسب المجموعة الأخرى، وينطبق نفس الأمر على المحتوى وأهداف الشركة والتكنولوجيا المُتاحة، ومهما تكُنْ ظروفك، فلا بدَّ أن يكونَ هناك مزيج مناسب لك، وكل ما يحتاجه الأمر هو بعض التخطيط للتوصُّل إلى هذا المزيج المناسب.

لكنْ كقاعدة عامة فإنَّ المزيج المناسب من الأسلوبين التعليميين "التقليدي، والتعليم عبر الإنترنت" يجب أن يشتمل على التالي:

  • الإجراءات التي تركِّز في المتعلمين، والتي تضع المتعلِّم في رأس أولوياتها، وتضع في الحسبان ما يحتاج المتعلِّم إلى القيام به، وليس فقط ما يجب معرفته.
  • الاستفادة من التكنولوجيا المُتاحة لإنشاء تجربة تعلُّم مثالية.
  • إيجاد طرائق لإنشاء تواصل بشري وتبادُل للتجارب في البيئة الرقمية.
  • جاذبية البرنامج لتحفيز المتعلمين على الاستمرار في التعلُّم؛ حيث تتَّصف موارد التعليم الرقمية بالديمومة؛ ولذلكَ يجب الاستفادة من هذه الخاصية.

فوائد التعليم المُدمَج:

  • ضمان النجاح في المستقبل: أجبرَتنا جائحة كورونا على اتِّباع أسلوب العمل عن بعد أكثر من أي وقت مضى، ومن المرجَّح أن يبقى خياراً واسع الانتشار في المستقبل؛ ولذلكَ فإنَّ امتلاك موارد للتعلُّم عبر الإنترنت هو أمر أساسي لدعم فِرَق العمل التي تعمل عن بعد، سواءَ من المنزل أم من أماكن أخرى.
  • توفير محتوى يمكن الوصول إليه عند الحاجة: يعني تطبيق أسلوب التعلُّم الرقمي أنَّ المتعلمين قادرون على الوصول إلى المعلومات أينما كانوا وفي أي وقت يحتاجون إليه.
  • توفير الوقت والتكاليف: السفر عبر العالم لتقديم التدريب بشكل تقليدي أمر مُكلِف مادياً؛ لذلكَ عندَ مقارنة تكاليف التعليم عبر الإنترنت بتكاليف السفر والوقت المطلوب للحضور سواءَ من قِبَل المدرِّب أم المشارك في الدورة، فمن الواضح أنَّ تجربة التعليم المُدمَج هي خيار أفضل من ناحية توفير الوقت والمال.
  • الحصول على أقصى استفادة من البيانات: تُوفِّر الحلول الرقمية القدرة على تجميع وتتبُّع المزيد من المعلومات، وهذا يمنحك الثقة كونك تعرف الآن الأشخاص الذين قاموا بالمَهمَّة المُحدَّدة ومتى قاموا بها، ويمكن لاستمارات التغذية الراجعة في نهاية جلسة التدريب التقليدية أن تمنحك كمية محدودة من المعلومات، لكنْ سيمنحُكَ أسلوب التدريب المُدمج عبر الإنترنت المزيد من المعلومات مقارنةً بالأسلوب التقليدي، ويُمكِنُكَ أن تعرف كيفَ يتفاعل المتعلمون مع أسلوبك، ويُمكِنُكَ حتى أن تستخدِمَ التقييمات المتباعدة لتعرف أيَّة معلومات تم الاحتفاظ بها.

5 نصائح لتصميم استراتيجية تعليم مُدمج ناجحة:

التعليم المُدمَج ليس مصطلحاً جديداً، وهو يعني في جوهره استخدام عدة نماذج من التعليم للحصول على النتائج المرجوَّة، وعادةً ما كان يعني ذلك استخدام مزيج من الوسائل مثل التعلُّم عبر الإنترنت، والتعلُّم وجهاً لوجه، أو التعلُّم الذاتي حسب وتيرة المتعلمين الخاصة، والتعلُّم الجماعي المتزامن.

بدأ الكثيرون باتِّباع نماذج التعلُّم المُدمَج بعدما أصبحَ التعلُّم الإلكتروني أكثر شيوعاً، وخاصةً بعدما أصبح من الممكن استخدام الأقراص المضغوطة، وكذلك نظراً إلى عدم ارتفاع تكاليف ورش العمل وجهاً لوجه.

ظهرَ أسلوب التعلُّم الإلكتروني حيث كان المصممون يضعون النظرية والمحتوى التمهيدي في وحدة التعلُّم الإلكتروني كالقرص المضغوط مثلاً ويقدِّمونها قبل ورشة العمل؛ وبذلك يكونُ لديهم مُتَّسع من الوقت للاستفادة بشكل أكبر من ورشة العمل، ثم يلي ذلك بعض التعلُّم الإلكتروني أو التقييمات عبر الإنترنت للمساعدة على ترسيخ النقاط الأساسية.

لكنْ قد لا يكون هذا النهج هو الاستثمار الأفضل كأسلوب تدمج خلاله بين التعلُّم عبر الإنترنت والتعلُّم التقليدي، وربما لا تُحقِّق نفس الفائدة لجميع المتعلمين، وربما لا يكون هو النهج الأفضل لإدماج المتعلمين في بيئات العمل، ومن المرجَّح أن يؤدي الدمج بين عدَّة أساليب إلى نتائج أفضل بكثير على هذا الصعيد؛ ولذلكَ سنُقدِّم بعض النصائح العمليَّة لتطبيق استراتيجية تعليم مُدمَج حديثة وناجحة.

1. امتلكْ تصوُّراً واضحاً عن فاعلية أسلوبَي التعليم "عبر الإنترنت، والأسلوب التقليدي":

يتمُّ تحقيق أفضل النتائج من تطبيق استراتيجيات التعليم والتطوير المُدمَج من خلال الاستفادة من الإمكانات التي توفِّرها أنماط التعليم المختلفة؛ لذلكَ لا يجبُ أن تهدر الإمكانات المتاحة، ويتمُّ ذلك من خلال تحديد أنماط التعليم المناسبة لتحقيق الغايات المختلفة، وسيساعدك امتلاك لائحة مقارنة واضحة بفوائد كل من التعليم التقليدي والتعليم عبر الإنترنت على إرشاد فريقك وتوجيه استراتيجيتك، وإليك بعض الإرشادات:

خمس فوائد للتعلُّم التقليدي والتعلُّم الجماعي:

  • المناقشات: حيث يمكن للأعضاء إجراء المناقشات ومشاركة القصص وطرح الأسئلة.
  • التعاون: حيث يمكن للمشاركين العمل سويةً في الوقت المُخصَّص للدورة على النشاطات والمهام ويمكنهم التعلُّم من بعضهم بعضاً.
  • الاستكشاف: حيث يمكن للمشاركين تجربة مهام فعلية، والتحدُّث إلى أشخاص ضمن المؤسسة واستكشاف المساحات الفعلية ضمنها.
  • لعب الأدوار: حيث يمكن للمشاركين اختبار المحادثات والعروض التقديمية وممارسة مهام الميسِّر ومهارات الكوتشينغ باستخدام لغة الجسد، ومن ثم الحصول على تغذية راجعة.
  • الكوتشينغ: حيث يمكن للميسِّرين والكوتشز إرشاد المشاركين وتقديم الدعم لهم وتلخيص الأفكار وتقديم المزيد من المعلومات لهم حسب الحاجة.

خمس فوائد للتعلُّم الإلكتروني في بيئة العمل:

  • التعزيز: فمن المعروف أنَّ إمكانية التعلُّم وتطوير الذات في بيئة العمل هي السبب الأول الذي يدفع الأشخاص إلى العمل ضمن مؤسسة ما، وهذا ما تُقدِّمه التكنولوجيا؛ حيثُ إنَّها تجعلُ التعلُّم وتطوير الذات في متناول اليد كما يُمكِنُ أن تُوفِّرَ للمُستخدِم الحرية في طريقة ووقت استخدامه لها.
  • المرونة وقابلية القياس: مع توافر تحليلات للعملية التعليمية في معظم وسائل التعلُّم الحديثة، فمن الممكن من خلال التعلُّم الرقمي مراقبة مستوى مشاركة الموظفين في العملية التعليمية ومعرفة مقدار مشاركاتهم وانكفائهم عن المشاركة وتعليقات المستخدمين وغير ذلك الكثير.
  • الربط: تُمكِّنُكَ تكنولوجيا واجهة برمجة التطبيق (xAPI) من الربط بين جميع أنواع الموارد والتجارب والنشاطات؛ مما يؤدي إلى إنشاء تجربة تعلُّم ممتعة للأفراد تنقلهم من مرحلة إلى أخرى بشكل يجعل من التعلُّم مستمراً.
  • المحتوى المتاح: يستطيع الناس حالياً التعلُّم في أثناء التنقُّل عندما يستطيعون أو عندما يرغبون في ذلك. ميزة التعلُّم الرقمي متاحة طوال الوقت، ويمكن تقديم التعلُّم الرقمي على دفعات صغيرة؛ مما يجعله تجربة تتَّسم بالمرونة.
  • التخصيص: تسمح تكنولوجيا التعلُّم الحديثة بتقديم حلول تعلُّم مُخصَّصة قابلة للتعديل؛ حيث تناسب وظيفة الفرد واحتياجاته وتعالج نقاط الضعف في مهاراته كما يمكن تقديمها بلغة الفرد الأم.

2. راجِعْ عملية التعليم التقليدية بنظرة ناقدة:

راجعْ عملية التعليم التقليدية التي تجريها حالياً بشكل ناقد، فإضافةً إلى فوائد التعليم والكوتشينغ الجماعي، ضَعْ في حسبانك ما يلي:

  • التكاليف: حيث يجب أن تضيف تكاليف السفر، ووقت الميسِّر، وتكاليف المكان الذي تتم فيه العملية، والتجهيزات، ووقت تعطل الإنتاجية.
  • المحتوى.
  • ضع في حسبانك العوامل التي تضاعف وقت المجموعة وعملية الكوتشينغ؛ على سبيل المثال العناصر التي تتضمَّن لعب الأدوار والنقد الجماعي، والنشاطات التي تتطلَّب جهداً جسدياً أو الاستكشاف ولغة الجسد ومشاركة القصص والتعاون الذي ينصبُّ على جوهر الأفكار ومناهج التعلُّم التجريبي أو النفسي.
  • ما هي العوامل التي لا تُحقِّق الاستثمار الجيد للوقت المُخصَّص للمجموعة والكوتش؟ قد يكون ذلك - على سبيل المثال - التعليم الخاص بفرد ما أو بدوره أو بظروفه، والأفكار والتأملات الشخصية، والنظرية والمبادئ، والتعلُّم غير التجريبي.
  • المدة: هل يتم تقديم الكثير من المعلومات خلال مدة قصيرة؟ هل تعتقد أنَّ المتعلمين يتلقُّون كمية من المعلومات أكثر ممَّا يمكنهم التفكير فيه فعلياً وتطبيقه؟ هل من الأفضل التركيز في تحسين جانب واحد من جوانب الأداء وترسيخه في أذهان المتعلمين؟ هل يمكن تغيير التجربة للحصول على فوائد أكبر؟
  • التغذية الراجعة: ما رأي المستخدمين بالتغذية الراجعة التي تقدمها؟ وما الذي يفعلونه بشكل مختلف بعد تقديمها لهم؟ ما هي الاختلافات التي تَحدُثُ فعلياً والتي يلمسها المديرون؟ فمن الطبيعي أنَّ الكثيرين من المتعلمين يُفضِّلون تجربة التعلُّم التقليدية كتجربة اجتماعية، لكنْ هل يستمر التعلُّم ويتحوَّل إلى إجراء إيجابي؟

3. جرِّب مفاهيمَ جديدة للتعليم المدمج:

يبحث ويتوقع الأشخاص الذين يتَّبعون أساليب التعلُّم الحديثة إجابات عن أسئلتهم وحلولاً لمشكلاتهم بشكل فوري. تشيرُ الدراسات إلى أنَّ 96% من الناس يلجؤون إلى هواتفهم للحصول على إجابات عند الحاجة، ولكنَّهم يتوقعون أيضاً أن تكون الإجابات مفيدة وذات صلة وملائِمة لهم ولاحتياجاتهم؛ ولذلكَ فإنَّهم يحكمون على المحتوى الرقمي خلال 7 ثوانٍ فقط لتحديد ما إذا كان مناسباً لهم أم لا؛ لذلك فإنَّ أكثر استراتيجيات التعليم نجاحاً هي التي تركِّز في الأشخاص، وعادةً ما توفِّر ما يلي:

  • مصادر عملية مفيدة ومُخصَّصة تساعد الناس في أوقات الحاجة.
  • تجارب هادفة تقوم بإشراك كل من المشاعر والعقل، وتدعم الأشخاص لإجراء تغييرات في الجوانب التي تتطلَّب ذلك، أو تُحسِّن طريقة قيامهم بشيء ما، والنتائج التي يحصلون عليها من قيامهم بذلك.

لذلكَ صمِّم مع الفريق المختص العملية التعليمية باختبار بعض المفاهيم البديلة للتعليم المدمج لتحقيق هدف معيَّن وتلبية حاجات الجمهور، وقد يكون ذلك إعادة صياغة الفصل الدراسي الذي قمتَ بتحليله وفق ما ذكرنا أعلاه، أو نوع آخر من أهداف الأداء التي تحتاج إلى انتباه.

  • التركيز في الموارد والنشاطات التعليمية التي يجب القيام بها؛ مثلاً ما الذي سيكون مفيداً لمساعدة الأشخاص في وظائفهم، وفي أوقات الحاجة؟ ما الذي سيُساعد المتعلمين على ممارسة واستكشاف وتجربة مهارات جديدة؟ ما الذي سيساعدهم على تحديد النتائج الجيدة والرائعة؟
  • الأخذ في الحسبان نوع الموارد والنشاطات التي ستساعد الجمهور على تحقيق هذه الأهداف، سواءَ بمفردهم أم من خلال العمل الجماعي أم الثنائي. ما هو الإجراء الذي يبدو أنَّه قادر على جمع الناس سوية؟ هل من المفيد الاستعانة بكوتشز أو منتورز أو مديرين؟ ما الذي يمكن القيام به على الواقع الافتراضي وعبر الإنترنت؟
  • استخدام نماذج مختلفة؛ حيث يمكنك تخصيص إجراء ما للقيام بمعظمِهِ عن طريق الإنترنت، وتخصيص إجراء آخر للقيام بمعظمِهِ وجهاً لوجه، ومن ثمَّ اكتشاف التوازن المناسب. قم ببعض التخطيط الذهني للتوصُّل إلى أفكار جديدة.
إقرأ أيضاً: 3 خطوات للانتقال من التدريب وجهاً لوجه إلى التدريب المدمج

4. ضعْ في حسبانك النطاق والوصول والميزانية المتعلقة بخيارات التعليم المدمج:

ينجح التعليم المدمج مع الأفراد، لكنْ يجب أيضاً جعله مشروعاً تجارياً يُحقِّق عائداً جيداً على الاستثمار. قم بتقييم كلفة كل واحد من خيارات التعليم المدمج، وتذكَّر أنَّ خيارات الدمج التي تدعم التعلُّم لفترة زمنية طويلة والتي تكون إجراءاتها أقصر وأكثر تركيزاً هي ما يُحقِّق على الأرجح التغييرات في الأداء أكثر من الإجراءات التي تُحقِّق النجاح لمرة واحدة فقط.

اسألْ نفسك: "هل يتبع المستخدمون أسلوب التعلُّم عن بعد؟" لأنَّ المناسبات الواقعية مكلفة، وتحتاج إلى الكثير من الإجراءات إذا أردتَ الوصول إلى الكثيرين من الأشخاص الذين يتعلمون عن بعد؛ لذلك ضع في حسبانك الاستفادة القصوى من التعلُّم الرقمي، وقُم باستضافة جميع المتعلمين في حدث افتراضي عبر الإنترنت إذا أردتَ القيام بذلك، ومن ثم قم بدعم مجموعات التعلُّم المحلية أو بعض الكوتشز المحليين أو الذين يعملون عبر الإنترنت لمناقشة التعلُّم والمشاركة والمضي قدماً بهما.

ليسَ من الضروري أن يحتوي نهجك على إجراءات تعلُّم تقليدية، فالفصول الدراسية الافتراضية والمناقشات عبر الإنترنت والفيديوهات والتعلُّم الإلكتروني والندوات عبر الإنترنت جميعها من أساليب التعلُّم المدمج المعاصر.

5. قيِّم المهارات والأدوات التي تمتلكها أو التي يحتاج إليها فريقك:

قد يحتاج الأشخاص الذين يخوضون أول تجاربهم في التعلُّم الرقمي المدمج إلى بعض المهارات والأدوات الجديدة التي يجب أن يمتلكها فريقهم، أو قد يحتاجون إلى مصادر خارجية تساعدهم على تلبية احتياجاتهم.

بعض النصائح الإضافية:

  • حدِّد احتياجاتك، ففي البداية يجب أن تفهم هوية جمهورك والهدف من مشروعك وما الذي يجعله ناجحاً.
  • قم بإشراك خبراء المادة وأصحاب المصلحة في أبكر وقت؛ وذلك من أجل دعمك بأسرع ما يمكن من أجل نجاح مشروعك.
  • قم بتجزئة المحتوى. قم بتجزئته إلى أجزاء يمكن التحكم بها وفكِّر في هدف كل جزء من هذه الأجزاء. اختبرْ هذه الأجزاء لتحدد ما إذا كانت تُعزِّز التأمُّل لدى المتعلم، أم توفِّر له فرصة للتدريب، أم تقدِّم له برنامجاً تعليمياً.
  • أَنشِئ سياقاً يحفِّز على المشاركة. فكِّر من خلال كل جزء في التجربة التي ترغب في أن يخوضها المتعلمون، واسألْ نفسك: "ما الذي سيحفِّزهم في البداية؟ هل يمكنك توفير الخيارات للمتعلمين خلال التجربة، أم أنَّ التجربة يجب أن تكون بمسار محدد سلفاً؟ ما الذي يمكن أن يكون بمنزلة دعوة لاتخاذ إجراء في نهاية الدورة؟
  • طبِّق أفضل مبادئ تصميم التعلُّم عبر الإنترنت، يمكِنُك أن تجد الكثير من النصائح لتصميم أفضل تجربة تعليمية عبر الإنترنت.
  • اختر التقنية المناسبة. اختر بعناية التكنولوجيا التي تحتاج إليها لتنفيذ كل قسم من عملية التعليم. حدد ما الذي سيحقق أفضل النتائج بالنسبة إلى لمتعلمين. ما هي التكنولوجيا المتاحة لديك؟ هل يُمكِنُك الاستفادة من أدوات أخرى لنجاح مشروعك مثل تطبيقات المراسلة؟ حدد البيانات التي يجب جمعها.
  • خطط لعملية إطلاق البرنامج. وهو أمر بنفس أهمية المحتوى. فكِّر كما يفعل موظفو التسويق والعلاقات، ويمكنك أن تجعلهم يشتركون في عملية التعليم إذا كان ذلك ممكناً. فكر في أفضل طريقة لترويج البرنامج؛ حيث يرى المتعلمون فائدته بسهولة.
إقرأ أيضاً: 4 أسباب لإجراء تحليل الاحتياجات التدريبية

في الختام:

مثل أي أسلوب تصميم، يُنصَح بتجربة مفاهيم جديدة لتصميم التعلم المدمج، ومن ثمَّ إجراء التعديلات حتى تحصل على البرنامج المناسب.

إذا كانت لديك دورة تدريبية حالياً - سواء وجهاً لوجه أم عبر الإنترنت - فقم بتقسيمها إلى أجزاء أصغر، وعدِّل في الأسلوب، حتى لو كان تحويل جزء واحد فقط إلى تعلم مدمج. اختبر تأثير التعلم المدمج في تعزيز اندماج المتدربين وقدراتهم.

تتمثل الميزة الأساسية للدمج بين الأساليب الرقمية، والواقعية للتدريب في القدرة على الوصول إلى جمهور أكبر عبر مناطق زمنية مختلفة، وتقديم تجربة أكثر تخصيصاً وتركيزاً واختصاراً.

استخدِم التفكير التصميمي من أجل التوصل إلى أفكار جديدة حول دمج عدة أساليب؛ وبذلك ستجد أنَّك تفكِّر تلقائياً في تكلفة استراتيجياتك، ونطاقها وقدرتها على الوصول إلى الجمهور، بالإضافة إلى تجنُّب دورات التدريب الطويلة، وتطبيق الدورات القائمة على الاحتياجات.




مقالات مرتبطة