أنشطة تعلُّم البالغين: 5 اقتراحات يمكِن تطبيقها لتقديم دورات تدريبية تفاعلية عبر الإنترنت:
ما هي الأنشطة التعليمية التي تمنح المتعلمين البالغين تجربةً واقعية وتُحرك الأخطاء فيها عملية التعلم؟ قد يبدو العرض والإلقاء مثل دروس "الفيديو"، التي يجريها المعلم عندما لا يكون مزاجه جيداً، ولكن تماماً مثل العروض التقديمية في الفصل أو المقالات التي يُطلَب من الأطفال الكبار في المدرسة كتابتها للحديث عن كتابٍ ما، فهي أداة تعليمية فعَّالة، وبينما تُدرب هذه المقالات على النطق والتفكير النقدي والخطابة، يساعد العرض والإلقاء الصغار على التعبير عن أنفسهم بطرائق قد لا يفهمونها بعد، حيث يستخدمون كيانهم الكامل لمشاركة المشاعر والأفكار التي قد لا يكون لديهم كلمات تُعبر عنها بعد، ويبرزون شخصياتهم قبل أن يعلمهم العالم الامتثال لأفكاره النمطية، وهذه هدية جميلة.
في حالة المتعلمين البالغين، يمكِن أن يساعد هذا النهج في إثارة النقاش، وتحسين الاحتفاظ بالمعلومات، وتسهيل وصول المعنى؛ إذ يسمح للموظفين بإضافة لمستهم الشخصية إلى تجربة التدريب عبر الإنترنت في شكل هوايات واهتمامات، مع تمكينهم أيضاً من فهم العمليات والمهام والمنتجات المتعلقة بالعمل بشكل أفضل من خلال الوسائل المرئية. فيما يلي أهم 5 أنشطة لتعليم البالغين بأسلوب العرض والإلقاء يمكِن إدراجها في الدورة التدريبية عبر الإنترنت.
تحفيز المتعلمين البالغين وإلهامهم من خلال أنشطة التعلم والتطوير:
1. منشورات وسائل التواصل الاجتماعي:
هناك نظرية مفادها أنَّ موقع "فيسبوك" (Facebook) مخصَّص للأقارب وأصدقاء المدرسة القدامى، بينما "تويتر" (Twitter) مخصَّص للتواصل، وهذا ليس صحيحاً تماماً، ولكن من المرجح أن تحتوي صفحتك على "فيسبوك" (Facebook) على صور أطفال بينما يحتوي "تويتر" (Twitter) على روابط أكثر عملية، وفي هذا السياق، يُعَدُّ احتمال أن تتخذ أجواء التدريب المُقدَّم عبر الإنترنت شكل حواراتٍ مفيدة أكبر من احتمال أن يتخذ هذا التدريب شكل تبادلٍ لمعلوماتٍ شخصية، ويُفضِّل الكثير منا الفصل بين حياتنا الشخصية والعمل، ولكنَّ العلاقات البشرية تظلُّ هامةً.
شجع الموظفين على مشاركة قصصهم على وسائل التواصل الاجتماعي حتى يتمكنوا من التواصل مع أقرانهم واستكشاف وجهات نظر أخرى، حيث يمكِنهم حتى نشر صور للتحديات المتعلقة بالعمل، مثل لقطة شاشة تظهر خطأً ما للحصول على نصائح الأقران، أو صور لأحدث المنتجات متبوعةً بنصائح حول كيفية عرضها على المستهلكين، كل ذلك مؤطر بقصص موجزة تضفي طابعاً إنسانياً على تجربة التدريب عبر الإنترنت، بدلاً من مجرد إعطائهم المؤشرات، تُقدِّم أنشطةً تُعلِّم البالغين حكايات شخصية لتعزيز التواصل العاطفي.
2. الهوايات:
يجب أن ينجز كل موظف واجبه على حدة، ثمَّ يُقدِّمه إلى الفصل، كما يجب أن يحدث هذا عبر جلسات تفاعلية حية عبر مؤتمرات الفيديو أو الدردشة عبر الإنترنت، ويمكِن للمتعلمين العاملين في المؤسسات طرح الأسئلة وتحديد الدرجات دون ذكر أسماء أصحابها، على الرغم من أنَّ للمدرس عبر الإنترنت الكلمة الأخيرة، إلَّا أنَّ الموظفين يستطيعون أيضاً القيام بعروض تقديمية متعلقة بالدورة التدريبية عن هوايتهم المختارة، ويمكِن للمدرسين عبر الإنترنت إصدار مهام محدَّدة مسبقاً، لكنَّهم ليسوا مجبرين على ذلك؛ إذ بإمكانهم دعوة المتعلمين من الشركات لتشكيل الروابط بأنفسهم، مع توضيح موقفهم وشرح سبب أهمية اختيارهم، فهذا يعلِّمهم إجراء ربط الأمور ببعضها ربطاً غير متوقع، وهي مهارة مهنية هامة تُدرب على التآزر والتواصل والتقييم المتفرِّع، على سبيل المثال: يمكِن لشخص ما في نادي الركض / ركوب الدراجات التحدث عن فوائد الشبكات الاجتماعية الطبيعية (التي لم تُبنَ عبر الإنترنت) من خلال الرياضة، كما يمكِن أن يناقش طاهٍ يعمل من المنزل فوائد تسجيل الوقت، أو أهمية الصورة والعرض المرئي (الزخرفة).
3. مقاطع فيديو عبر "يوتيوب" (YouTube):
يجب أيضاً إدراج العروض التقديمية في أنشطة تُعلِّم البالغين، وليس من الضروري القيام بها مباشرةً، ففي هذه الأيام، من السهل جداً تسجيل مقطع فيديو أو مقطع صوتي؛ إذ يمكِنك استخدام كاميرا عادية أو هاتف ذكي. أنشِئ قناةً للصف على موقع "يوتيوب" (YouTube) وعيِّن متعلمين من الشركات ليخصصوا وقتاً لإنشاء مقاطع الفيديو الخاصة بهم، حيث يمكِنك منحهم إرشادات عامة أو السماح لهم "بالعمل بكامل الحرية"، ويجب تحميل مقاطع الفيديو هذه ومراجعتها من قبل زملاء الدراسة، واجعل القناة مُخصَّصة للمتعلمين من الشركات وعدِّل التعليقات.
كما يمكِن أن يختار الموظفون كتاباً أو اقتباساً أو مقالاً لمشاركته في الفصل، تخيَّل الأمر مثل جلسة مخصصة للبالغين يكتبون فيها مقالاتٍ عن الكتب، ويمكِن مشاركة محتوى التدريب عبر الإنترنت مسبقاً للمطالبة بإجراء مناقشة عبر الإنترنت بعد العرض التقديمي الأولي، فكِّر في الأمر على أنَّه نادي كتاب افتراضي ولكن بنطاق أوسع، ويمكِن أن تكون حتى دراسة حالة افتراضية، فالغاية هي جعل المتعلمين من الشركات يتحدثون مع بعضهم بعضاً وتعليمهم التعبير الإبداعي عن الذات الذي سوف يساعدهم على الانفتاح في العمل أيضاً.
4. استضافة الموظفين العروض التوضيحية للمنتجات:
اسمح للموظفين باختيار منتج أو خدمة واحدة تُقدِّمها شركتك، ثمَّ ادعهم لعرض العنصر واستكشاف فوائده ومشاركة مؤشرات المبيعات. بالنسبة إلى نشاط تعلُّم البالغين هذا، يتعين عليهم إظهار كيفية عمل المنتج لزملاء العمل وتسليط الضوء على الاستخدامات الأخرى التي قد يتم تجاهلها، وهذا لا يسمح لهم بتبادل المعلومات والآراء الشخصية فقط، بل وتحسين فهمهم للمنتج نفسه.
من خلال تعليم الآخرين، يعزز الموظفون المعرفة وربما يكشفون عن ميزات أو مزايا جديدة لم يلاحظوها من قبل، ويمكِنهم أيضاً إضافة ذوقهم الشخصي، على سبيل المثال: دمج هوايتهم في العرض التقديمي أو الصور التي التقطوها من مكان العمل.
5. التعلم عن طريق الأخطاء:
كلنا نتعلم من أخطائنا، حيث يمنحنا كل خطأ فرصةً للنمو وتوسيع نطاق معرفتنا، وتتمثل إحدى الطرائق الرائعة لدمج أنشطة العرض والإلقاء المخصَّصة للبالغين في الدورة التدريبية عبر الإنترنت في منح الموظفين القدرة على استكشاف أخطائهم، فعليهم أن يختاروا لحظةً من ماضيهم يندمون عليها، ويجب أن تتعلق هذه اللحظة بالعمل، حتى لو كان حدثاً شخصياً علَّمهم درساً مهنياً، ولكن لا يجب أن يكون أمراً شخصياً للغاية، حيث يمكِنهم إنشاء مقطع فيديو يعيد تمثيل اللحظة أو عرض شرائح أو استضافة حدث مباشر لمشاركة الحكايات الشخصية.
في الختام:
لا يستفيد الأطفال فقط من أنشطة العرض والإلقاء، وفي التدريب عبر الإنترنت، يمكِن أن يساعد المتعلمين من الشركات على التغلب على الخوف من الحديث أمام الجمهور وبناء ثقتهم. مع الوقت والممارسة، سيتحدثون قريباً في الاجتماعات ويغتنمون فرص القيادة، فالحيلة هي استخدام نهج بسيط، فاختر لهم موضوعات يحبونها ولا تُسبب لهم ضغوطاً، كالهوايات والكتب المفضلة والاقتباسات أو حتى الصور الفكاهية. تذكر أنَّ هذا تعليمي؛ لذا قم بدمج التفكير التحليلي بقاعدة واحدة: يجب أن ترتبط العروض التقديمية بمواد الدورة التدريبية عبر الإنترنت.
أضف تعليقاً