الوقوف: وهو هيئة جسم المتكلم أثناء إلقائه، فعلى المتكلم أن يبدو مرتاحاً، واثقاً من نفسه، محضراً لكلامه، فإذا كنت ترتدي الملابس المناسبة، فعليك التركيز بالدرجة الثانية على هيئة جسمك، أي عليك تجنب كل من الصلابة والمرونة المفرطة. حاول عدم الإنثناء على المنضدة وإنما المحافظة على توازن ثقلك على ساقيك، وعدم إرخائه بطريقة عصبية متأرجحة، وتذكر أن طريقة إلقائك يجب أن تكون خالية من التكلف قبل أن تركز على تعزيز الرسالة.
أما تعابير الوجه: تقدر الأبحاث أنه يمكن لوجه الإنسان القيام بـ 250000 تعبيراً مختلفاً، وهذا المقدار الهائل يعطي إمكانيات كبيرة في التواصل، ولكن معظم الأشخاص الذين يقومون بالإلقاء للمرة الأولى يرتدون أقنعة فيقللون بذلك من تعابير وجوههم إلى أن يظهروا بشكل واحد، وذلك لأن بعض المتكلمين قليلي الخبرة فيشعرون بحالة عصبية من جراء التفكير بالطريقة التي سيظهرون بها أو سيقومون بها بطرح أفكارهم لإيصالها إلى الجمهور.
ومن أجل النطق الواضح عليك أن تفتح فمك بحرية وأنت تتكلم، وأن تشير تعابير وجهك إلى ما تقوله، فإذا كنت تتحدث عن ضحايا كارثة الزلزال مثلاً، عليك أن تظهر على وجهك مدى اهتمامك بالأمر، وإذا كنت تخبر بدعابة ما ورأيت أن المستمعين لا يمكنهم التوقف عن الابتسام الواضح فعليك أن تستبدل العبوس بابتسامة على وجهك. وبكلمات أخرى: عليك أن تظهر على وجهك المشاعر التي تحدثها كلماتك. إن طريقة استخدام تعابير الوجه في دعم رسالتك بسيطة: ركّز على الأفكار التي تطرحها وعلى الطريقة التي يستجيب فيها الجمهور، ولا تفكر كثيراً بالطريقة التي ستظهر بها، وهذا يحتاج للتمرين. إذا قمت بهذه الأشياء، ستكون تعابير وجهك متنوعة ومناسبة وسيؤدي هذا إلى تعزيز الكلمات التي تقولها.
ومن المهم التركيز على الاتصال البصري: وهو النظر المباشر في أعين الجمهور، نسمع كثيراً بالتحدي "انظر إلي و قل ذلك"، أي أننا نستخدم الاتصال البصري المباشر النظر كمعيار لمصداقية الشخص، ويقوم الاتصال البصري بإيصال رسائل عديدة: كالثقة والاهتمام والصدق والإخلاص والحماس، ومن جهة أخرى إن قلة الاتصال البصري توحي بالغش وعدم الاهتمام والاطمئنان.
إليك هذه: قم بالتجربة البسيطة التالية: في المرة التالية التي ستتحدث بها إلى صديقك، انظر إلى نقطة من شعره ولا تنظر مباشرة في عينه، فماذا سيحدث؟ إن هذا الشخص إما سيسألك: ما الأمر؟ أو سيقوم بحركات عصبية للتأكد من عدم وجود خطأ في شعره، وقد يقوم بالشيئين معاً. فوجهك هو الوسيلة الأكثر أهمية للقيام بالتلميح غير اللفظي أثناء الإلقاء، وأنت تحمل في عينيك معلومات أكثر من أي إشارة أخرى على وجهك، وعندما تتكلم قد تحتاج للنظر إلى مذكراتك أو النص الذي أمامك، وهذا ما يبعدك عن الجمهور بسبب محاولتك تحويل الأفكار إلى كلمات، لذا عليك العودة للمحافظة على التواصل مع المستمعين بواسطة العيون لاختبار مدى فهمهم واهتمامهم وتقديرهم لرسالتك.
إن هدفك كمتكلم هو الاتصال البصري مع أكبر عدد من الجمهور ولأطول مدة ممكنة، ويمكنك القيام بذلك بالتأكد من الإحاطة بالجمهور كله من الأمام إلى الخلف، ومن اليسار إلى اليمين، ثم الاتصال معهم وبخاصة مع الأشخاص ذوي الاهتمام الأكبر أثناء الاستماع وذوي الاستجابة الإيجابية لرسالتك، وهذا يتطلب تمريناً قبل أن يصبح عادة لديك.
أخيراً وليس آخراً: الحركة: وهي حركة المتكلم من مكان لمكان أثناء الإلقاء، والحركة الإيجابية تساعد المتكلم والجمهور والإلقاء. يمكن أن تساعدك الحركة من مكان إلى آخر في الاسترخاء، فالتحرك باتجاه المساعدات المرئية مثلاً يمكن أن يساعد في تنشيط طاقتك الجسدية. ومن وجهة نظر الجمهور تضيف الحركة الجسدية تنوعاً بصرياً إلى إلقائك. والأهم أن الحركة الفيزيائية ستخدم إلقائك عبر إثارة اهتمام المستمعين أو التأكيد على أفكارك الرئيسية أو الإشارة إلى أماكن الانتقال الرئيسية أو تقوية الإعجاب باعتقاد أو فعل.
تذكر أن إلقائك يبدأ بحركتك وأنت تدخل إلى الجمهور، حيث أن هذه الحركات ترسل إشارات حول مواقفك من الجمهور وموضوع الإلقاء، وحين تبدأ حاول التكلم بثقة واعرف أن لديك شيئاً مهماً لتقوله. ومخاطبة جمهور كبير بواسطة مكبر الصوت الموضوع على المنضدة سيقيد حركتك، فإذا كانت المنضدة موجودة في القاعة وتعد من مستلزمات القاعة وكنت تخاطب جمهوراً صغيراً نسبياً، حاول ألا تضع نفسك في قالب واحد وراءها، وتذكر أن المنضدة حتى وإن كانت صغيرة فإنها تشكل حاجزاً بينك وبين الجمهور، وإذا اضطررت فإن التحرك من جانب الطاولة إلى أمام الجمهور سيقلل من البعد الجسدي والنفسي بينك وبينهم وربما أنه يساعدك في إنهاء إلقائك بشيء مقنع.
تأكد من أن حركتك تحدث لسبب وتخدم الهدف. وتجنب التحرك العشوائي. وإذا استخدمت الحركة كإشارة للانتقال، فذلك يكون في بداية الجملة أو نهايتها وليس في منتصفها. وأخيراً أنهِ خطابك بخاتمة مقنعة وتوقف للحظة أو اثنتين قبل القيام بجمع موادك واتخاذ مكانك بين الجمهور.
- Michael C. Corballis, ''The Gestural Origins Of Language,'' American Scientist March-April 1999:140.
- Donna Frick-Horbury And Robert E. Guttentag, ''The Effects Of Restricting Hand Gesture Production On Lexical Retrieval And Free Recall,'' American Journal Of Psychology Spring 1998: 45-46.
أضف تعليقاً