فإذا كان في مخططك أن تقدم لطلبتك تعلماً فردياً ومستقلاً وعلى شكل وحدات جزئية فسينبغي لك أن تضع النقاط الآتية في الحسبان:
- هل أنماط التعليم هذه مناسبة إلى جميع الطلبة؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فما خصائص الطلبة الذين تناسبهم هذه الأنماط؟
- متى يكون المُتعلِّم مستعداً للتعلُّم الفردي؟ وكيف يمكن تقرير هذا الاستعداد؟
- ما المبادئ التي يجب أن يتم وفقها تصميم وإدارة مصادر الوسائل التعليميَّة من أجل التعلُّم الفردي؟
الأمور المساعدة على التعلُّم الفردي
على الرغم من احتمال استمرار إنجاز التعليم في مجموعات متوسطة الحجم (تتراوح بين 25 و35 طالبا) إلّا أنّ الاتجاه بالنسبة إلى مختلف المستويات يسير نحو مزيدٍ من طرائق وأساليب الدراسة الفرديَّة. فالإمكانات متاحةٌ لتطبيق التعلُّم الفردي في جميع المجموعات تقريباً مهما كان حجمها، إلّا أنّ هذا يستلزم تخطيطاً وفق نظم ثابتة.
ويمكن أن يحقق المُتعلِّم التعلُّم الفردي عن طريق إتاحة الفرصة لهم للاختيار إذ يمكن أن يُفضّل بعض الطلبة حضور محاضرات المجموعات الكبيرة، واختيار عدد من أنشطة الدراسة المستقلة ليصلوا إلى أهداف التعلُّم المطلوبة منهم. كما يُمكن أن يفضّل آخرون أن يعملوا كلياً في أنشطة دراسيَّة مستقلة تساندها بعض المحاضرات القليلة التي تقدم إلى مجموعات صغيرة. وربّما كان ما يتعلَّمه المُتعلِّم الذي فضّل البرمجة الفرديَّة من المحاضرات القليلة التي اختارها، هو ما يحتاج إليه عند نقطة معيّنة من تسلسل دراسته، وبأفضل الطرائق.
أمّا أن يكون تحقيق احتياجات الطلبة من خلال المجموعات الكبيرة أو الخبرات المستقلة فليس أمراً ذا بال، ذلك لأنّ المهمّ هو تحقيق الأهداف وحسب. وتتنوّع خصائص الوسائل التي يجري بحثها، فهي منتجةٌ أساساً لتساعد في تحقيق العديد من الأغراض المُتنوِّعة، كما أنّها تتميَّز بمستويات متباينة من حيث الصعوبة والتعقيد، وبعضها يهتم بشكلٍ خاص بالمُتعلِّم وعمليات التعلُّم الفردي، بينما لا يهتم بعضها الآخر بذلك وتقع المسؤولية على عاتقك في عمليَّة الاختيار من بين الوسائل المُتنوِّعة، ومن بين الإمكانات العديدة التي يمكن أن تقدّمها الوسيلة الواحدة ما تحتاج إليه للوفاء بأغراضك وأغراض طلبتك.
ولعلّ من الأمور الأساسيَّة أن تكون الوسائل التي تختارها أنت وطلبتك متوافقة مع الأهداف العامة. ولا ينبغي لهذه الوسائل أن تكون هي نفسها للجميع، ذلك لأنّ للطلبة طرائق مختلفةً وأولوياتٍ مُتنوِّعةً لتلبية أغراضهم. ولهذا ينبغي أن تستخدم العديد من الوسائل في توفير الخيارات التي تعالج هذه الفروق، ومن ثم في إيجاد المواءمة الفعَّالة بين الوسائل المختارة وبين أساليب التعلُّم لدى المُتعلِّم وخبراته وإنجازاته السابقة ومهاراته التعليميَّة والأولويات المُفضَّلة لديه. وهناك العديد من الخيارات المتاحة لك لتحقيق التعليم والتعلُّم الفردي بوساطة الوسائل التعليميَّة المختلفة والطرائق المُتنوِّعة لاستخدامها. ولعلّه يكون استطاعتك على سبيل المثال القيام بما يأتي:
- ابحث عن مصادر الوسائل التي تمثّل أنواعاً مختلفةً من حيث تكوينها كتلك التي تتميَّز بأشكالٍ منتظمةٍ ككتب التدريبات أو المواد المُبرمَجة، أو الكتب المدرسيَّة أو الأفلام التوضيحيَّة، أو تلك الوسائل الأقل انتظاماً كمقالات الصحف أو مواد القراءة الترفيهية أو السجلات التاريخيَّة. وإضافةً إلى ذلك وفّر مجموعةً من المراجع التي تسهل الدراسة والوصول إلى المعلومات كالببليوجرافيا والموسوعات اليوميَّة.
- هيّئ الطلبة لتوقع الانشغال بعددٍ كبيرٍ من أنشطة التعلُّم المختلفة أو المشاريع التي ترتبط بوسائل الاتصال التعليميَّة. وشجّع ذوي القدرة من الطلبة للتحرّك بسرعة في إنجاز مهماتهم والانتقال إلى غيرها، وساعد الذين يسيرون بسرعةٍ أقل، على المحافظة على نوعيَّة أدائهم دون التشدد على كميَّة إنتاجهم كهدف.
- حدّد مُسبَقاً الفروقات الفرديَّة بين أعضاء المجموعة فيما يتعلَّق بالأهداف ومستويات الأداء، ثم وفّر للطلبة إن أمكن التعليمات الأوليَّة بوساطة الطرائق والوسائل الخاصة بالتعليم الذاتي، وذلك للوصول بالجميع إلى أقل قدر مقبول من مستويات الكفاءة قبل بدء الدراسة.
- عينّ أو وفّر خيارات ذات محتوى مختلف، أو معالجة مختلفة للمحتوى للطلبة ذوي الاهتمامات أو الأهداف أو الاستعدادات المختلفة.
- عيّن كذلك خيارات مختلفة لوسائل الاتصال التعليميَّة التي تقدم عن طريقها المادة التعليميَّة للدراسة لتناسب إمكانات المُتعلِّم وأساليب دراسته الفرديَّة.
- راع أيضاً الفروق الفرديَّة القائمة في القدرات الأوليَّة لدى الطّلبة عن طريق تنويع خيارات التعلُّم والواجبات المطلوبة منهم بما يناسب الاستخدامات الفرديَّة عن طريق أنواعٍ مختلفةٍ من الوسائل.
- نظّم مَهمّاتٍ للطلبة من خلال العقود مثلاً: تتطلَّب كمياتٍ معينةٍ من الأعمال التي يتم إنجازها وتتميَّز بمستوياتٍ مختلفة الصعوبة ومن ثم بمكانات أو تقويمات تتوافق مع هذه المستويات عند إتمام هذه المهمة.
المصدر: موقع تكنولوجيا التعليم
أضف تعليقاً