تحدي الوضع الراهن:
على الرغم من التصريحات الحماسية بشأن الانتعاش الاقتصادي؛ فما تزال الغالبية العظمى من الميزانيات التشغيلية تحت الضغط؛ إذ إنَّ تضارب الأولويات والحاجة إلى بذل المزيد من الجهد بموارد أقل تدفع الشركات إلى المزيد من التركيز والتدقيق في الميزانية، ومع ذلك نظراً إلى أنَّ الموظفين يمثلون أكبر تكلفة لمعظم الشركات، فمن المنطقي الحرص على أن يؤدي كل موظف أفضل ما لديه من قدرات، ودون شك يؤدي التدريب دوراً هاماً في ذلك.
إذا نُفِّذ التدريب بطريقة ذكية، فسيساعد على ضمان النجاح التنظيمي، وجزء من زيادة العائد على الاستثمار في التدريب هو فهم متى يمكنك أن تتولى مهمَّة التدريب بنفسك ومتى تستعين بخبرات خارجية؛ إذ توجد فوائد مرتبطة بكل نموذج.
مزايا التدريب الخارجي:
في العموم، تركز المنظمات في تقديم منتج أو خدمة وليس في تصميم برامج تدريبية مُعقَّدة؛ لذا فإنَّ الاستعانة بمصادر خارجية للتدريب يسمح للشركة بالتركيز في كفاءاتها الأساسية، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ مقدمي التدريب المؤهلين إلى دراية جيدة بكيفية مساعدة المؤسسات على مواءمة التدريب مع أهداف الشركة الرئيسة سيفكرون دائماً في تأثيره في ثقافة الشركة، بالإضافة إلى زيادة عائد الاستثمار في التعلُّم.
كما يسمح التدريب الخارجي بتحكُّم أفضل بالتكلفة إذا كانت العملية الشاملة بأكملها - من تحديد الأهداف وتطوير المحتوى إلى متابعة ما بعد التدريب - يُديرها طرف ثالث، ويمنع هذا احتكار المعلومات كما يخفف أيضاً من العديد من المخاطر المرتبطة بالعملية؛ إذ يستثمر مقدمو التدريب باستمرار في الأدوات والعمليات التي تؤدي إلى زيادة الكفاءة وتوفير الميزانية للتدريب الإضافي أو الأنشطة الهامة الأخرى.
أخيراً وليس آخراً يمكن أن يوفر التدريب الخارجي إمكانية الوصول إلى خبرة المتخصصين؛ وهو أمر هام بصورة خاصة إذا كانت المنظمة تفتقر إلى مجموعات مهارات محددة أو إذا احتاجت إلى الوصول إلى التقنيات المتقدمة؛ على سبيل المثال في هذه الحالة؛ فإنَّه يوفر السرعة التنظيمية ويمنع ضياع الوقت والمشتتات باهظة الثمن المرتبطة بفكرة "القيام بذلك بنفسك".
مزايا التدريب الداخلي:
غالباً ما نتجاهل التدريب الداخلي، ولكنَّه وسيلة فعَّالة ومجدية لتزويد الموظفين بالمهارات والمعلومات والكفاءات المطلوبة لإنجاز وظائفهم بأفضل ما لديهم من قدرات، وسواء قُدِّم التدريب في الوظيفة من قِبل كوتشز أم منتورز غير رسميين أو رسميين في الفصول التدريبية أم عبر التعلم الإلكتروني أم حتى التطبيقات على الأجهزة المحمولة فإنَّ التدريب الداخلي لديه القدرة على التأثير بصورة إيجابية في أداء الموظف، ومن ثم في أداء الشركة.
يعرف المهنيون القائمون على التدريب لديك التفاصيل الدقيقة لمؤسستك، ومع وجود استراتيجية واضحة وتقنيات فعالة سيكونون قادرين على تلبية احتياجات الموظفين المحددة في سياق أهدافك الاستراتيجية وأهدافك الشخصية.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يكون التدريب الداخلي أكثر توافقاً مع ثقافة المنظمة ويمكن جعله ممتعاً وجذاباً بسهولة من خلال وضع أمثلة واقعية عن الحياة والمشكلات والتحديات التي يواجهها المشاركون كل يوم في العمل، ويمكن تقديم المحتوى باستخدام اللغة والمصطلحات وتجربة العلامة التجارية التي سيفهمها الموظفون ويتعرَّفون إليها.
إلى جانب مبادرات التدريب يمكن أن تتضمن جهود تحسين الأداء مجموعة متنوعة من الأساليب الفعَّالة للغاية التي لا مجال لذكرها الآن، ولكنَّها تشمل: تعيين منتور رسمي لكل موظف من داخل مجموعة العمل الخاصة به؛ إذ يتحمل الموظف الأكثر خبرةً مسؤولية مساعدة زميله على تعلُّم المهارات اللازمة للنجاح في عمله، أو تحفيز الموظفين على البحث عن منتورز غير رسميين بأنفسهم في مجالات التطوير والاهتمام المطلوبين، ومن ثم تشجيع ممارسات التعلُّم التعاونية الفعَّالة وتمكين الموظفين من تولي مسؤولية تطوير أنفسهم.
أضف تعليقاً