ويُعَدُّ التدريب الافتراضي بقيادة مُدرِّب أحد أسرع الأساليب تطوراً عندما يتعلق الأمر بالتعلم عبر الإنترنت، وقد أصبح تقنيةً أساسيةً لإيصال المعلومات في مختلف المجالات، ومن ذلك، تدريب الشركات؛ إذ يمكن أن يكون إضافةً رائعةً ومُجدية اقتصادياً إلى العرض الذي يقدمه قسم التعلم والتطوير (L&D) الخاص بك، كما أنَّ الشركات تحبِّذ هذا النوع من التدريب لتأثيره الضئيل في المحصلة النهائية، وكذلك يستمتع المشاركون به كونه مناسباً لهم.
تتضمن بعض الفوائد التي ستستمتع بها من خلال تطبيق التدريب الافتراضي بقيادة مُدرِّب في شركتك متطلبات أقل من حيث الموارد، وفاعليةً من حيث التكلفة، وسهولةً في الاستخدام، ومع شعبيته المتزايدة، إلا أنَّه توجد طريقة خاطئة وطريقة صحيحة لإنشاء تجارب تدريبية افتراضية، التي يمكن أن تجعل برنامجك التدريبي ينجح أو يفشل، وفيما يأتي بعض العثرات الشائعة التي يجب تجنُّبها عند تطبيق التدريب الافتراضي بقيادة المُدرِّب:
1. الافتقار إلى الإدارة المناسبة
يمكن أن تحقق التكنولوجيا فوائد عدة للاندماج والتفاعل، ولكنَّها تتطلب مستوى عالياً من الاهتمام والإعداد من المُيسِّر؛ فإذا فشلت في الاستعداد قبل جلسة التدريب الافتراضية، فستخسر جمهورك؛ لذا، يُعَدُّ الاستعداد الجيد عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا أمراً هاماً؛ لأنَّه يمنع ضياع وقتك في مشكلات فنية غير متوقعة، وفيما يأتي بعض النصائح المفيدة لمساعدتك على إدارة برنامج التدريب الافتراضي بفاعلية:
- تحقَّق من الخلفية والصورة والإضاءة، من بين أمور أخرى عند إعداد الكاميرا.
- اطلب من جمهورك إيقاف تشغيل هواتفهم الذكية وأجهزتهم المحمولة الأخرى في بداية الجلسة التدريبية.
- راقِب مقاطع الفيديو الخاصة بالمشاركين وغرف الدردشة وأي ميزات أخرى لأيِّ تعليقات أو أسئلة.
- احرص على أن تكون على علم بمحتوى الدورة لمساعدتك على تخصيصها لاحتياجات المتعلمين.
- تحدَّث بثقة وبصوت مسموع وتذكَّر أن تُغيِّر نبرة صوتك من وقت لآخر.
2. التدريب غير التفاعلي
إنَّ خطر الانسحاب أو الشعور بالملل هو أكبر بكثير في هذا السيناريو؛ وذلك بسبب المشتتات غير المحدودة التي يمكن أن تحدث، والتي قد تصرف انتباه المتعلمين عن المحتوى، ويمكنك تجنُّب هذه المشكلات من خلال جذب انتباه جمهورك بمواد تفاعلية وجذابة، وفيما يأتي بعض الحيل الأخرى التي يمكن أن تساعدك على جعل جلسات التدريب الخاصة بك أكثر جاذبيةً:
- تضمين بعض عناصر الوسائط المتعددة في العرض التقديمي أو الشرائح، بدلاً من وضع مجموعة شرائح عادية بها محتوى يتضمن قائمة ذات تعدادات، كما يمكنك إضافة مقاطع صوتية وفيديوهات ورسوم متحركة ورسوم بيانية وألعاب مصغَّرة وأسئلة استطلاعية مشوِّقة.
- تقسيم العروض التقديمية المطولة إلى أجزاء عدة صغرى وتخصيص استراحة كل 45 إلى 60 دقيقةً.
- تضمين بعض التمرينات ما بعد التدريب للحفاظ على تفاعُل جلسة التدريب الخاصة بك.
- إنشاء بيئة تعاونية ممتازة للحفاظ على اهتمام جمهورك؛ إذ يمكنك التواصل مع المشاركين لطرح بعض الأسئلة المفتوحة أو حتى تقديم إجابات؛ فيمكن أن تساعد الأسئلة المفتوحة المتعلمين على تطبيق جميع المفاهيم المقدَّمة بسهولة أكبر.
3. عدم تزويد المتعلمين بمواد الدورة التدريبية
أحد الأخطاء الأكثر شيوعاً في التدريب في الفصول الافتراضية هو الفشل في تزويد المتعلمين بكتب أو مجلات الدورة التدريبية ذات الصلة؛ فغالباً ما يتجاهل معظم مُدرِّبي الفصول الافتراضية الحاجة إلى تقديم هذه الموارد للمتعلمين.
ومع ذلك، يُنصَح بتزويد المتعلمين بمحتوى الدورة التدريبية قبل البدء بالدورة، وللقيام بذلك، يمكنك إما إرسال المواد عبر البريد الإلكتروني أو نشرها عبر الإنترنت على شكل مستند "بي دي إف" (PDF)؛ فمن خلال القيام بذلك، سيختبر المتعلمون شعوراً مشابهاً لمنهج الفصل الدراسي التقليدي ويستمتعون بفوائد مماثلة من خلال قراءة المحتوى المرفق في أثناء تدوين بعض الملاحظات وإنجاز المهام.
4. عدم الإعداد
قد يكون من الصعب التركيز على فحص الدردشات وتقديم المحتوى والتعامل مع الجانب التكنولوجي لجلسة التدريب الافتراضية، لا سيما عند استخدام تقنية معقدة أو جديدة أو إدارة مجموعات أكبر من المتعلمين، ومثل أيِّ أمر آخر، من المفيد جداً أن تكون مستعداً استعداداً تامَّاً؛ إذ يمكنك البحث عن وسيط أو منتج افتراضي لمساعدتك، فيؤدي المنتج دوراً هاماً بصفته خبيراً بالبرنامج ويجب أن يفهم طريقة عمله وطريقة تشغيله.
يجب أن يكون قادراً أيضاً على معالجة المشكلات الفنية للحفاظ على سير الأمور بسلاسة في أثناء جلسات التدريب الخاصة بك، وفي معظم الحالات، ستجد منتجين افتراضيين يتصفون بالكفاءة والخبرة التقنية، ويمكنهم تحقيق قيمة كبرى للمشروع.
يوجِّه المنتج الجلسة ويديرها أفضل إدارة، ويقلل أيضاً من عبء عمل المُيسِّر لمساعدته على إيلاء اهتمام كامل لاحتياجات المتعلمين، وعند العمل مع مجموعات أكبر من المتعلمين، يمكن للمنتِج الافتراضي مساعدتك على ضمان جلسة سلسة من خلال:
- تزويدك بالتعليقات والأسئلة ذات الصلة.
- التعامل مع جميع العقبات التقنية التي قد تحدث في أثناء الاتصال بالإنترنت أو عدم الاتصال والتحديات الأخرى غير المتوقعة، فعلى سبيل المثال، يجب ألا تترك المجموعة بأكملها في انتظار؛ لأنَّ فرداً واحداً فقط لديه مشكلات في تسجيل الدخول.
- يمكن أن يكون المنتج مسؤولاً عن تسجيل الوقت الخاص بدورتك التدريبية.
5. إغفال الجمهور
بصفتك مُدرِّباً افتراضياً، يجب أن تحافظ دائماً على اندماج المشاركين، وفيما يأتي بعض الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها لتجنُّب إغفال المتعلمين:
- إجراء عمليات التحقق مع المتعلمين وعلى فترات منتظمة؛ وذلك لأنَّهم يعتمدون على المحتوى السمعي الذي تقدِّمه، ولا يمكنهم قراءة لغة جسدك عند تقديم المحتوى، ومع ذلك، فإنَّ العكس هو الصحيح بالنسبة إلى لغة جسد المشاركين؛ إذ لا يمكنك معرفة متى يحتاجون إلى مزيد من الوقت لكتابة الملاحظات؛ لذلك، يجب أن تتأكد من طلب تغذيتهم الراجعة مباشرة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمستوى فهمهم وسرعة التقديم.
- تشجيع التعلم الاجتماعي من خلال طلب معلومات من المشاركين بالموضوع المطروح قبل الجلسة التدريبية؛ إذ يمكنك اختبار مستوى فهمهم وصقل عرضك بما يناسب الجميع.
- تشجيع المتعلمين على الاسترخاء والمشاركة، ولأنَّ المتعلمين قد لا يتمكنون من رؤية بعضهم بعضاً، فقد يحتاجون إلى مساعدتك للمشاركة في الجلسة الافتراضية.
يوفر التدريب الافتراضي بقيادة مُدرِّب أكثر من مجرد تواصل واضح بين المُدرِّبين والمتعلمين؛ لذلك، يجب أن تهتم بمشكلاته قبل تقديمه حتى لا تُفوِّت أي معلومات هامة على جمهورك، وسيساعدك الإبداع في محتوى التدريب واتباع أفضل الممارسات على تحقيق نتائج إيجابية وقابلة للقياس خلال جلسات التدريب الخاصة بك.
ويمكن أن يساعد التدريب الافتراضي بقيادة مُدرِّب على إنشاء تجربة تعليمية رائعة، كما أنَّه يعزز التعاون بين المتعلمين أيضاً؛ لذلك، من خلال التطبيق الفعَّال لهذه البرامج التدريبية، يمكنك تعزيز التعلم الاجتماعي بين المتعلمين بسلاسة، كما سيساعدك تطبيق نماذج التصميم الأساسية والأساليب السهلة على إنشاء وتقديم محتوى تعليمي افتراضي جديد وجذاب يشجع المتعلمين على التعاون والمناقشة.
أضف تعليقاً