لا يقتصر الكوتشينغ الفعال على القدرة على طرح الأسئلة المناسبة فحسب؛ بل يتطلب من الكوتشز الخبراء توجيه عملائهم خلال عملية التغيير، وتعزيز قدراتهم، وتمكينهم من بلوغ أقصى إمكاناتهم، والتغلب على العوائق، ومساعدتهم على تحقيق النجاح المستدام.
ما هي أساسيات الكوتشينغ الفعال؟
يتطلب الكوتشينغ الفعال الإصغاء والتعاطف بفاعلية وتقديم التوجيه والتغذية الراجعة البنَّاءة للعملاء؛ إذ يُنشئ الكوتش الماهر بيئة آمنة وداعمة، ويساعد العملاء على تحديد أهداف ذات معنى وتطوير استراتيجيات للتغلب على العوائق أو التحديات.
يستطيع العملاء من خلال الكوتشينغ إطلاق العنان لأقصى إمكاناتهم وتعزيز النمو والتطوير الشخصي وتحقيق نتائج مستدامة، وإليك:
15 تقنية كوتشينغ لتحسين أداء العملاء وتعزيز مهاراتك في الكوتشينغ:
1. جمع آراء العملاء قبل 5 دقائق من الجلسة:
اطلب من عملائك ملء استبيان قصير قبل كل جلسة كوتشينغ، فهذا يساعدك أنت وهُم على تحديد تقدُّمهم ونجاحهم منذ الجلسة الأخيرة؛ إذ ستكتشف العقبات والصعوبات التي مروا بها، وأكثر ما أزعجهم، وما يريدون التركيز عليه خلال جلستهم التالية.
تساعد هذه التقنية العملاء على الاستعداد للاجتماع القادم وتجعل إعداد جلستك فعالاً للغاية؛ وذلك لأنَّ كل شيء مُعَدٌّ له مسبقاً، ويمكنك تعديل الجلسة بسهولة وفقاً لاحتياجات العميل، كما يُعَدُّ أسلوباً مثالياً لتقديم الكوتشينغ لمجموعة من الأشخاص أو للفريق؛ إذ يمكنك استخدام الإجابات بوصفها نقطة بداية للاجتماع التالي.
2. استخدام تقنية الأهداف الذكية:
تشير الأهداف الذكية (SMART) إلى الأهداف التي تكون محددة وقابلة للقياس ويمكن تحقيقها وذات صلة ومؤطرة بإطار زمني؛ إذ توفِّر هذه التقنية بنية واضحة للأهداف، فلكل هدف أو مرحلة عناصر واضحة يمكن قياسها بدلاً من وضع أهداف غامضة لا يمكن قياس نتائجها.
يحوِّل العميل هدفه العام "أريد تنمية مشروعي" إلى خطوات مفصَّلة وعملية أكثر، فقد يكون الهدف الذكي هو "سأكسب خمسة عملاء جدد لمشروعي في الكوتشينغ خلال هذا الشهر من خلال طلب الإحالات، وكتابة مقالتين مفيدتين في مدونتي، وترويجهما على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يتيح لي زيادة إيراداتي وتنمية مشروع كوتشينغ ناجح".
3. كتابة الأفكار التي اكتسبها العميل ومشاركتها بعد كل جلسة:
شجع عملاءك على مشاركة الأفكار التي اكتسبوها من كل جلسة كوتشينغ، فهذا يعطيهم صورة واضحة عن مقدار القيمة (العائد على الاستثمار) التي حصلوا عليها من الكوتشينغ، ويمكنك مساعدتهم على البدء من خلال بضعة أسئلة بسيطة مثل "ما هي أهم المعلومات التي تعلمتها من هذه الجلسة؟".
تساعدك تقنية الكوتشينغ هذه على اكتشاف استنتاجات العميل وتجنب سوء الفهم، وإذا نُظِّمت كل هذه الملاحظات في ملف مشترك يمكنك الوصول إليه أنت والعميل، فستتمكن من إعادة قراءتها وتلخيصها لاحقاً.
4. طرح أسئلة مفتوحة:
تدفع الأسئلة المفتوحة العملاء إلى الإفصاح عن معلومات أكثر حول مشاعرهم ومواقفهم وفهمهم لموضوع معين، وهذا يتيح للكوتش فهم أفكار العملاء ومشاعرهم الحقيقية حوله.
5. تدوين الخطط والأهداف:
إنَّ كتابة الخطط والأهداف هي الخطوة الأولى نحو تحقيقها؛ فهي تُلزم عملاءك بتنفيذ العمل اللازم، لا سيما عندما يشاركونها ويسجلونها برفقة شخص آخر (مثل الكوتش)، فالكتابة طريقة رائعة لمساعدة العملاء على تحديد تقدُّمهم والتعبير عن مشاعرهم أو أفكارهم، وهذا يؤدي إلى وضوح المراحل التي قطعوها وإطلاق حوار مع الذات.
تُعزِّز الكتابة قوة ملاحظة العميل وتركيزه خلال عملية التغيير أو التطوير، كما تؤدي الكتابة باستمرار إلى تحسين المزاج وانخفاض مستويات التوتر، فقد أظهرت دراسة أُجريت على مجموعتين من المشاركين أنَّ الأشخاص الذين يكتبون الأهداف ويسجلون تقدُّمهم أسبوعياً حققوا أهدافهم بمعدل 76%، بينما حقق المشاركون الذين لم يكتبوا أي شيء أهدافهم بمعدل 36% فقط، فالكتابة هي تقنية فعالة لمساعدة العملاء على تحقيق نتائج مستدامة في الكوتشينغ.
6. التركيز والحضور الذهني:
تنفس بهدوء لمدة دقيقتين قبل كل جلسة، وبعد بدء اجتماعك مع العملاء، تجنب عوامل التشتيت وامنحهم اهتمامك الكامل، فقد يبدو هذا أمراً بديهياً، ولكنَّه ضروري لتعزيز الثقة وبناء علاقة كوتشينغ هادفة.
7. المتابعة المستمرة مع العميل من خلال التغذية الراجعة:
تابع وضع العميل باستخدام الاستبيانات التي يشارك فيها العملاء تقدُّمهم أو تجاربهم أو نجاحهم أو التحديات التي قد يواجهونها، فهذه التغذيات الراجعة المستمرة بين الجلسات طريقة مثالية لمراقبة فاعلية الكوتشينغ وتقييمه؛ فهي تُظهر لعملائك أنَّك تهتم بتقدُّمهم، وهذا يُشعِرهم بوجود أحد إلى جانبهم في مواجهة التحديات.
يمكنك الحصول على معلومات ذات قيمة يمكنك استخدامها للتعامل مع موقف عميلك وإعداد الخطوات التالية التي تساعده وتعديلها؛ إذ تساعد تقنية الكوتشينغ هذه العملاء على تحمُّل المسؤولية وتذكُّر ما عليهم فعله دوماً.
8. تسجيل يوميات الكوتشينغ:
يساعد تسجيل الأفكار ومدى التقدُّم باستمرار على تطوير الوعي الذاتي لدى العملاء، فذلك شبيه بالتغذية الراجعة المستمرة في الفقرة السابقة، فقد يكتب العملاء عن عواطفهم وتجاربهم وملاحظاتهم والصعوبات التي يواجهونها ونجاحاتهم وأفكارهم ومشاعرهم.
ليس بالضرورة أن ينتظروا موعد الجلسات اللاحقة التي قد تكون في غضون أسبوع أو أسبوعين؛ بل يمكنهم مشاركة ما يدور في أذهانهم فوراً؛ إذ تجعل اليوميات المشتركة العملاء يشعرون بوجود الكوتش دوماً معهم وأنَّه يصغي إليهم دون الحاجة إلى حضوره، ويمكنهم الكتابة متى ما أرادوا وأينما كانوا سواء في طريقهم إلى العمل أم في أثناء الانتظار عند الطبيب.
تتيح يوميات الكوتشينغ للعملاء التركيز على أنفسهم دون الشعور بضيق الوقت أو التعرض للتشتيت، وبعد كتابة ما يجول في أذهانهم، يمكنهم إعادة قراءة الأفكار التي سجلوها سابقاً وتلخيصها لاحقاً خلال الجلسات.
بعد مشاركة هذه الأفكار، ستحصل على معلومات هامة تحسِّن من جودة الكوتشينغ والمنتورينغ اللذين تقدِّمهما للعملاء، فعندما يكتبون يومياتهم باستخدام برامج الكوتشينغ، ستكون بذلك دائماً في متناول أيديهم عبر الكمبيوتر المحمول أو الهاتف الذكي.
9. تقنية عجلة الحياة (Wheel of Life):
تُعَدُّ عجلة الحياة إحدى الأدوات والتقنيات الأكثر شيوعاً للكوتشينغ، فعندما نركز على مهمة أو مشروع محدد، فمن السهل أن ننسى نواحي حياتنا الأخرى ونفقد توازننا، فقد يصعُب أحياناً إعطاء الاهتمام اللازم للمجالات الأخرى من حياتنا.
يساعد تقييم عجلة الحياة على تنبيه العملاء إلى عدم إهمال المجالات الأخرى في الحياة، فعجلة الحياة أداة رائعة لتحديد المجالات غير المتوازنة في حياة العملاء؛ إذ عادةً ما تتكون عجلة الحياة من 6-8 فئات أو مجالات هامة لعيش حياة سعيدة.
عند استخدام الأداة، ستكتشف مدى رضى العملاء في كل مجال ومقدار الوقت الذي يقضونه في التركيز على ذلك المجال، كما يحدد العملاء المجالات التي تحتاج إلى تعديل ليعيشوا حياة أكثر سعادة ورضى ونجاحاً.
10. إعطاء الواجبات المنزلية لتعزيز الشعور بالمساءلة لدى العملاء:
تدعم الواجبات المنزلية العمل الذي كنت تقوم به خلال جلسة الكوتشينغ، فهي تساعد العملاء على التفكر والتصرف وإنجاز المهام الضرورية لتحقيق أهدافهم الهامة، كما تساعد الواجبات المنزلية على معرفة ما إذا كان العميل يطبِّق الخطط التي تُقدَّم له في كل جلسة وكيف يفعل ذلك، وهذا يتيح للعملاء مواصلة التركيز على مشاريعهم وأفكارهم وأهدافهم.
يحصل عملاؤك على إرشادات لتطبيق دروس الكوتشينغ في الحياة الواقعية، ويتحملون مسؤولية تطورهم وتصرفاتهم ونجاحهم خلال عملية الكوتشينغ والحياة عموماً؛ إذ تعزز الواجبات شعور العملاء بالمسؤولية في حال تم تحديد موعد نهائي لتسليمها وتذكيرات تلقائية لتشجيعهم على إنجازها، وهذا يجعلها أسلوباً فعالاً.
11. نموذج "غرو" (GROW):
يُعَدُّ نموذج "غرو" طريقة بسيطة لتحديد الأهداف وحل المشكلات خلال الكوتشينغ، ويشمل المراحل الآتية:
الهدف (Goal):
وهو ما يريد العملاء تحقيقه، وينبغي تحديده بوضوح، فيمكنك استخدام الأهداف الذكية (SMART) التي ذكرناها آنفاً.
الواقع (Reality):
وهو الوضع والظروف الراهنة التي يعيشها العملاء الآن؛ إذ يصِفونها ويذكرون مدى قربهم من تحقيق هدفهم.
العوائق والخيارات (Obstacles and Options):
وهي التي تمنع العملاء من تحقيق أهدافهم، فبعد تحديد هذه العقبات، يمكنك إيجاد طرائق للتغلب عليها، والتي تشير إليها الخيارات.
المضي قدماً للأمام (Way forward):
بعد تحديد الخيارات، يجب تحويلها إلى خطوات عمل ليحقق العملاء من خلالها أهدافهم.
12. قائمة المهام المشتركة:
يلتزم العملاء بخطوات وخطط عمل مختلفة خلال جلسات الكوتشينغ، فبعد تسجيل هذه المهام ومشاركتها مع الكوتش، يعملون عليها مباشرة، فهي تصبح بمنزلة عقد بين الكوتش والعميل، وهذا يعزز شعوره بالمسؤولية.
الفائدة الأخرى لهذه القائمة المشتركة هي أنَّ العميل والكوتش يعرفان ما يتم ولا يتم إنجازه خلال الكوتشينغ؛ إذ يلاحظ الكوتش على الفور متى يماطل العملاء أو يواجهون صعوبات ويحتاجون إلى الدعم، وتساعد قائمة المهام المشتركة على تحديد الأولويات وتحقيق الأهداف بسرعة وتتبُّع النجاحات الصغيرة في أثناء عملية الكوتشينغ.
13. وصف اليوم المثالي:
إنَّها تقنية كوتشينغ تحفيزية، وتجربة فكرية رائعة أن تطلب من العملاء وصف يومهم المثالي بدقة بعد تحقيق الهدف المنشود، فيجب ألا يكون مجرد وصف غامض؛ بل وصفاً مفصَّلاً عن يوم كامل من بدايته وحتى نهايته، كأن يصِف العملاء شعورهم بعد الاستيقاظ وما سيفعلونه وكيف سيفكرون.
تشجع هذه التقنية العملاء على استخدام خيالهم بصورة إيجابية وتصوُّر ما يريدونه، وبعدها قد يعملون مع الكوتش لتحديد خطوات عملية لتحقيق ذلك الهدف.
14. تحسين مهارات الكوتش مع كل جلسة:
توفِّر لك كل جلسة فرصة لتصبح كوتشاً أفضل وتحسِّن مهاراتك في تقديم الكوتشينغ، فاكتب أفكارك لمدة 5 دقائق بعد مغادرة العميل مباشرة؛ إذ يمكنك تتبُّع ردود فعلك على أسئلة العميل.
فكر في الأساليب والتقنيات التي استخدمتها في الجلسة وكيف نجحت، وفكر في نجاح الدورة عموماً، فهل كنت لتغيِّر أي شيء لو كان بإمكانك "إعادة" الجلسة؟ سجل أي تعليقات وخطط وملاحظات وأفكار للجلسة القادمة.
15. استخدام برنامج كوتشينغ:
برنامج الكوتشينغ عبارة عن منصة تدعمك أنت وعملاؤك في أثناء عملية الكوتشينغ بأكملها، فهو ينظم التواصل مع العملاء تلقائياً، ويتيح لك تطبيق جميع تقنيات وأدوات الكوتشينغ المذكورة في هذا المقال بسرعة.
أضف تعليقاً