وظائف التغذية الراجعة

تنهض التغذية الراجعة بوظائف هامة في عمليات التعلُّم والتعليم وهذه الوظائف هي الآتية:

 



  • وظيفة إعلاميَّة

حيث تزود التغذية الراجعة الفرد بمعلومات تُمكِّنه من الحكم على مدى ملاءمة استجاباته وتوجيهها نحو الأهداف المرغوب فيها، وترشده إلى كيفيَّة الوصول إليها من خلال تأكيد ما هو صحيح وتثبيته من جهة، والكشف عن جوانب القصور ومواطن الخطأ وتصحيحا من جهة أخرى.

 

  • وظيفة تشويقية / دافعيَّة

يرى العلماء أن التغذية الراجعة في حال تنظيمها بصورة صحيحة فإنها تساعد على النهوض بدافعيَّة التعلُّم، وتجعل جهود المُتعلِّم أكثر حماسة من خلال ما تولده من أنشطة جديدة موجهة، وما تزود المُتعلِّم به من قوة متعاظمة في ضوء ما يطلق عليه قانون "الطاقة المتزايدة" والذي فحواه أن الفرد كلما اقترب من هدفه أكثر، زاد من الجهود التي يبذلها.وبالعكس فإن عدم انتظام التغذية الراجعة وعدم كفايتها أو انقطاعها من الأسباب الهامة التي تؤدي إلى خفض دافعيَّة التعلُّم وتعثر جهود المُتعلِّم وفتور همته وفقدان اهتمامه بموضوع التعلُّم.

 

  • وظيفة تعزيزية

إن المعلومات التي تحملها التغذية الراجعة عن سلوك ما من شأنها أن تؤدي إلى تقوية هذا السلوك وتثبيته إن كان صحيحاً. كما تجعل إمكان حدوثه أكثر احتمالاً في المستقبل. فإعلام المُتعلِّم بأن استجابة معينة صحيحة، بالإضافة إلى أنه يشبع دافعه المعرفي وكذلك دافعه إلى تحسين الذات، فإنه يزيد في حجم المادة التي يتذكرها في اختبار لاحق.

 

  • وظيفة تصحيحيَّة

تؤكد البحوث الخاصة بالتغذية الراجعة أن الوظيفة التصحيحيَّة هي أهم الوظائف التي تؤديها التغذية الراجعة على الإطلاق. فإعلام المُتعلِّم بأن الإجابة عن بند من بنود الاختبار غير صحيحة، وبيان أسباب ذلك الخطأ، وكيفيَّة تصحيحه، يسبب دوماً تحصيلاً أسرع ومقاومة أكبر للنسيان.

 

  • وظيفيَّة توجيهية

إن القيام بعمليات التوجيه والضبط والتحكُّم للآلة والإنسان أمر غير ممكن بدون الاعتماد على التغذية الراجعة. وفي حال صدور التغذية الراجعة الموجهة عن مركز أو مراكز مُتخصِّصة في الموضوع الخاضع للتوجيه والتحكُّم، وبصورة مستمرة ومباشرة وعملياتية يبلغ التوجيه والضبط والتحكُّم درجة عالية من الدقة يُستبعد معها إمكان حدوث أخطاء إلا فيما ندر. وإذا ما وقع خطأ فسرعان ما يتم تصحيحه والاستفادة منه، للحيلولة دون وقوع المزيد من الأخطاء، كما هو الحال في توجيه القذائف والصواريخ الموجهة، والمراكب الفضائية، وإلى حد ما في التعليم المبرمج المطور، والتعليم بوساطة الحاسوب ... الخ.

 

أهداف التغذية الراجعة

وهذه الوظائف المذكورة ترمي في مجملها إلى تحقيق عدد من الأهداف نذكر منها:

  1. استجرار أو إنشاء استجابة أو مجموعة من الاستجابات وإعطاؤها وجهة معينة.
  2. إجراء مقارنة وتقويم نتائج هذه الاستجابة أو الاستجابات في ضوء الأهداف المُحدَّدة من قبل أو المتوقعة، بغية اتخاذ قرار بشأن صحتها أو خطئها.
  3. استخدام معرفة النتائج في حال وقوع أخطاء في تنفيذ الاستجابة المتحققة لإعادة توجيه هذه الاستجابة وضبطها من جديد.
  4. استخدام معلومات التغذية الراجعة التي تشير إلى صحة الإجابة من أجل تثبيتها وتعزيزها.

 

المرجع: منصور علي: التعلُّم ونظرياته. مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، منشورات جامعة تشرين، اللاذقية، (1421هـ، (2001م).