هل حان الوقت لإحياء المنتورينغ؟

تتمتع المدرسة البريطانية للكوتشينغ (British School of Coaching) بسمعة طيبة في تقديم شهادات الكوتشينغ والمنتورينغ من معهد القيادة والإدارة (ILM)، لكنَّ ما يُدهشني أنَّ الغالبية العظمى من المتعلِّمين لدينا يلتحقون ببرامج تؤهِّلهم ليكونوا كوتشز وليس منتورز، وفي الحقيقة هناك أوجه شبه بين المهنتين، ويشتركان في المهارات والسلوكات، لكنِّي أتساءل عمّا إذا كان الوقت قد حان لتذكير أنفسنا بقوة المنتورينغ.



هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة فيرجينيا رايموند (Virginia Raymond)، والتي تُحدِّثنا فيه عن أهمية المنتورينغ.

وفقاً للمؤلف شون هيتشكوك (Shawn Hitchcock): "يُمكِّن المنتور المتدرِّبَ من رؤية مستقبلٍ محتمَل، ويقنعه بإمكانية تحقيقه".

لا أحد يستطيع أن يجادل في أنَّ الأشهر القليلة الماضية كانت منقطعة النظير في التاريخ، مع العديد من التحديات، سواء كانت متوقعة أم غير متوقعة، والآن، نحن نبحث عن الدعم والطمأنينة والمنتورينغ أكثر من حقبة ما قبل الوباء، ففي حين أنَّ الكوتشينغ قد يكون فعالاً للغاية كمُيسِّر للتعلُّم؛ إلا أنَّني أزعم أنَّ المساعدة التي يقدِّمها المنتور في هذه المرحلة مناسبة تماماً، فالتفاؤل والإيجابية والطاقة كلها مطلوبة بأقصى درجاتها.

وبينما يثق الكوتش بقدرة العميل على التوصل إلى حلول بنفسه، أعتقد أنَّ أكثر ما يحتاج إليه الناس في هذه المرحلة هو الدعم العملي والنصيحة؛ حيث يواجه القادة في المؤسسات وأولئك الذين يقفون على حافة الهاوية، وروَّاد الأعمال، والعاملين لحسابهم الخاص قدراً كبيراً من عدم اليقين والقلق الذي يصاحبه حتماً.

لذلك قد يواسينا إلى حد ما النهج التوجيهي الذي يستخدمه المنتورينغ، وتلقي المشورة، والاستفادة من معرفة شخص لديه خبرة، والذي ربما واجه ما نواجهه الآن (على الرغم من أنَّ التحديات التي نواجهها في الوقت الحالي قد تبدو غير مسبوقة في كثير من الحالات).

بالطبع هناك دائماً مكان لكلٍّ من الكوتشينغ والمنتورينغ، لكن هذا هو الوقت المناسب لتشجيع المنتورينغ الذي يشمل خصائص عدة مثل: تقديم الاقتراحات، والتغذية الراجعة، والتوجيه، والمشورة التي تميِّز المنتورينغ عن الكوتشينغ.

يبدو لي أنَّ هذه الخصائص لها قيمة خاصة الآن، وربما نشعر بأنَّ المنتورينغ لا يتطلب الإصرار نفسه من حيث التدريب مثل الكوتشينغ، وأنَّه شيء يُمارَس ممارسةً طبيعية عندما تكون لدينا المهارات والمعرفة التي نريد مشاركتها، ولكنَّ هذا غير صحيح، فمهارات المنتورينغ لا تقل أهمية عن مهارات الكوتشينغ، ومثل الأخير، يجب دعمها بالمصداقية التي توفرها شهادة المنتورينغ.

على سبيل المثال، تشمل المهارات الأساسية لكل من مهنتي الكوتشينغ والمنتورينغ: الإصغاء، والامتناع عن إطلاق الأحكام، وخلق بيئة آمنة للعملاء، والذكاء العاطفي الذي غالباً ما ندَّعي وجوده، إلا أنَّه مفقود دائماً في تفاعلاتنا اليومية.

أودُّ الإشارة أيضاً إلى أنَّ شهادة المنتورينغ الأساسية هي وسيلة فعالة من حيث الوقت، وغير مُكلِفة للاستفادة من معرفتنا وخبرتنا في دعم الآخرين دعماً أفضل.

 لبدء رحلة تطوير أنفسنا كمصدر ثمين، فإنَّ نَيل شهادة مُعتمَدة في المنتورينغ يفي بالغرض.