هل تقوم بالكوتشينغ أم بالتملّق؟

"بحقك ما الذي تفعله ؟ ليس هكذا تفعل!"
هذا ما سمعت نفسي أقوله لابني الاثني عشر عاما والذي كان يقوم بعملية عنوَنة رسالة لجدّيه، وبقلم الرصاص، ومع وضع العنوان في أعلى الزاوية اليسرى للمغلف. كان صوتي الداخلي على غرار "من أجل السماء... ألا تعلم شيئاً؟ وكان هذا السخط قد أتى خلال لغة جسدي ونبرة صوتي.

أعلم بأنه كان يجب علي أن اختار مسار مختلف عندما بدأ يشعر بالاستياء وجاوبني بـ " ماذا عليَّ أن أفعل؟ أنت لم تبيّن لي".



ثم استوقفني فقد كان على حق. أنا لم أكن قد جلست وبيّنت له أبدا عدا عن أنني لم أشرح كيفية وضع المغلف كم كان أهلي يفعلون لي. ففي زمننا اليوم حيث التواصل يكون غالبا عبر الإيميل، تبدو المغلفات المكتوبة يدوياً بأنها تراجع لمناسبتين في السنةـــــ بطاقات الشكر لأعياد الميلاد وهدايا عيد الميلاد.

لقد خذلتُ ولدي. إن مسؤوليتي أن أجلس وأدربه، وليس تملّقه.

يبدو نهج "التملّق" سائداً على الكوتشينغ. فإن ولديّ الاثنين الأكبر سنا هما حكمان لِلعبة كرة القدم، ومن الشائع أن تسمع أصوات صياح الأهل والمدربين على اللاعبين من خارج الخط الجانبي طوال المُباراة:

  • "سدد... سدد الكرة!"
  • "كيف أمكنك أن تفوت تلك الرمية؟ انتبه!"
  • "مرر الكرة، مررها!"

ما يبدو للأهل والمدربين أنه منظور إليه هو أنك عندما تكون في وسط ملعب كرة القدم (وخاصة ملعب كامل الحجم) فإن اللاعب لا يمكنه سماعك. وحتى إذا استطاعوا سماعك، فنظرتُهم للمباراة مختلف. فمداهنتهم ب "مرر الكرة" بالكاد ينتهي في الحيرة. إنهم يظنون "إلى من سأمرر الكرة؟ متى سأمررها؟ انتبه لماذا؟"

إن الدرس بالنسبة لي، ككوتش محترف وخبير تطوير القيادة، يتمحور في ثلاث أقسام:

  • الكوتشينغ الفعّال يعني التحقق من الافتراضات والمعرفة الأساسية بشكل اعتيادي وذلك لكلاكما أنت والشخص الذي يُمارس عليه الكوتشينغ.
  • يجب ان يحدث الكوتشينغ في المكان والزمان المناسبين. وهذا لكي لا نقول أنه لا يمكن أن يحدث الكوتشينغ في نفس اللحظة (من الخط الجانبي خلال المباراة، بينما يتم تحضير الرسالة) ولكن إلا إذا كنت قد وضعت الأساس مع الكوتشينغ في بيئة تعليمية آمنة قبل "المباراة"، فإنه من غير المرجح أن تكون ناجحة.
  • يجب ان تكون كوتش لديه تعاطف وصبر. ما قد يكون سهلاً بالنسبة لك (كتابة رسالة) قد يكون جديدا، وبالتالي ليس سهلاً كما ستكون للشخص الذي تقوم بممارسة الكوتشينغ عليه. ناقش كيف ولماذا للفعل ومن ثم قدم الفرص للممارسة وذلك لتثبيت عادات ومهارات جديدة.
 
المصدر
ترجمة تغريد جزماتي
تدقيق مالك اللحام