هل تحقق أقصى استفادة من تقنية أداء الأدوار؟

يمكن أن يكون للتدريب القائم على أداء الأدوار تأثير كبير في الأعمال التجارية في جميع مجالات العمل، فلا عجب أن يكون الشعور الفعلي بأفضل الممارسات في أثناء العمل أكثر فاعليةً في تطوير السلوكات من مجرد التحدث عنها في غرفة التدريب.



لم يُعَدُّ أداء الأدوار أداة تدريب مفيدة للعديد من الشركات؟

لقد وجد المؤلف "دانييل كويل" (Daniel Coyle) في كتابه الذي صُنِّف ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعاً "شفرة الموهبة" (The Talent Code)، أنَّه يوجد بعض أنماط التدريب والتحفيز والكوتشينغ المشتركة بين أعظم المواهب في العالم؛ إذ يدعي أنَّ كل المنظمات سواءً كانت كبيرةً أم صغيرةً، تفهم الآليات الأساسية التي يكتسب الدماغ من خلالها المهارات.

باختصار، إنَّ الخبرة والممارسة والتغذية الراجعة والتكرار هي العناصر الأساسية لإطلاق العنان للمواهب الحقيقية للشخص، وهذا هو السبب في أنَّ أداء الأدوار يُعَدُّ أداة تدريب مفيدة جداً للعديد من الشركات.

ومع ذلك، لم يُمنَح مُؤَدُّو الأدوار الذين يدخلون مجال تدريب الشركات فرصةً كبيرة، ومن الواضح أنَّ مهارات أداء الأدوار الجيدة ضرورية لجعل المشاركين يتقبلون أداة تأدية الأدوار.

إنَّ عفوية مؤدي الدور، والتفكير السريع، والقدرة على وضع سيناريوهات من الحياة الواقعية والاستجابة بمصداقية وعاطفة، كلها عوامل أساسية في تقديم أداء تدريبي فعَّال، لكن هل مهارات أداء الأدوار الجيدة كافية؟ وهل يؤدي مؤدي الدور القوي دوراً رائعاً دائماً؟

ما الذي يحتاجه من يقوم بأداء الأدوار؟

بينما يفترض بعض الناس أنَّ مؤدي الدور يحتاج فقط إلى تأدية دوره، توجد حجة قوية تشير إلى أنَّ القدرة على أداء الأدوار يجب أن تكون إحدى العناصر ضمن مجموعة من المهارات اللازمة للحصول على نتائج حقيقية في مجال التدريب؛ لذا يُعَدُّ فن أداء الأدوار معقداً؛ إذ يجلب مؤدو الأدوار أصحاب الخبرة الكثير من المهارات إلى غرفة التدريب.

بالنسبة إلى المبتدئين، من الضروري أن يدرك مؤدي الدور الثقافة التنظيمية ويفهمها، فقد يكون النهج الناجح في إحدى المؤسسات غير ناجح في مؤسسة أخرى، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ فهم الصفات الشخصية المختلفة وطريقة تأثيرها في الآخرين مفيد للغاية في تكوين الشخصيات المناسبة.

كما يمكن أن تكون المعرفة الواضحة بنماذج الإدارة وسلوكات القيادة هامةً أيضاً في توجيه تأدية الأدوار لتحقيق نتائج التعلم المرجوة. وعلاوة على ذلك، فإنَّ القدرة على تقديم تغذية راجعة سريعة ومختصرة في الموقع وتسهيل التغيير السلوكي هي ضرورة واضحة.

ويمنح النهج غير الرسمي لتوظيف مؤديي الأدوار القليل من الضمان للشركات من حيث الحصول على قيمة مقابل المال من دوراتهم التدريبية، بينما يُعَدُّ وجود برنامج تدريبي مُنظَّم ومُعتمد من الخارج لمؤديي الأدوار الذين يدخلون مهنة التدريب مفيداً للغاية، فلن يُجهِّز هذا مؤديي الأدوار بصورة كاملة للعمل في تدريب الشركات فقط؛ وإنَّما سيؤدي أيضاً إلى رفع مستوى المعايير بين مؤديي الأدوار وإعطاء العملاء ضماناً بشأن الجودة.

في حين أنَّ مؤدي الدور الموهوب قد يكون قادراً على تأدية دوره بطريقة مقنعة، فيجب على الشركات أن تسأل عمَّا إذا كان مؤديي الأدوار يطورون القوة العاملة بأفضل طريقة ممكنة.