هل أنت المعلم المثالي

المُعلِّم المثالي غير منغلق على نفسه أو متقوقع على ذاته، ولكنْ له في كل ثقافة سهم. يؤمن برسالته ويستطيع من خلالها أن يترك بصمة على أذهان التلاميذ. ويؤمن أنه ليس هناك طريقة واحدة للتدريس ولكن هناك طرائق مُتعدِّدة



هناك مُعلِّم واحد يستحق التقدير والتكريم، هو لا يعرفنا ولا يستطيع تمييزنا ولكن نحن نعرفه ونستطيع أن نميزه من خلال محبة الآخرين له ومن خلال ولائه لمهنته ونتائج طلابه وحسن تسويقه لمادته وعرضه الشائق. إنّه المُعلِّم المثالي، فآلاف من المُعلِّمين والمُعلِّمات ينضمون إلى سلك التدريس كل عام، ولكن أين المُتميِّزون فيهم؟ نحن ندرك جميعًا أن المهنة في حاجة إلى التميُّز وإلى الحافز الذي يصنع هذا التميُّز، ولعلنا نسأل أنفسنا سؤالاً مهمًا من أين تأتي المثالية في التعليم؟ وماذا تعني؟

 

إن المُعلِّم المثالي هو الإنسان المبدع الذي يستطيع أن يفهم محتويات مادته ثم يعرضها بكل سهولة ويسر بعيدًا عن الحشو أو الإسهاب الذي لا فائدة منه. إن المُعلِّم المثالي تراه كالموج الهادر عندما يدخل إلى صلب الموضوع لا تريد منه أن يتوقف، عندما يدلف إلى باب الصف ترى شيئًا جديدًا لم تره بالأمس. فهو ممتع في شرحه بحر في علمه، ويستند إلى المراجع التي تزيد الطالب ثقة بمُعلِّمه. إنه يشحذ همم الطلاب ويفجر طاقاتهم الكامنة، ويعزز مبدأ القراءة في أذهانهم، ويساعد على النمو المطرد لعقولهم. إنه حلقة الوصل بين الواقع ومفردات المنهج من خلال الربط بينهما بيسر وسهولة، وهو الذي يجعل المادة العلميَّة تصل إلى الطالب كقالب من الحلوى بحسن إدراكه للفروق الفرديَّة بين الطلاب وهو كذلك يؤمن بمبدأ الحوار.

 

المُعلِّم المثالي غير منغلق على نفسه أو متقوقع على ذاته، ولكنْ له في كل ثقافة سهم. يؤمن برسالته ويستطيع من خلالها أن يترك بصمة على أذهان التلاميذ. ويؤمن أنه ليس هناك طريقة واحدة للتدريس ولكن هناك طرائق مُتعدِّدة، فهو يبحث عنها لكي ينشطها، فهو يؤمن بمبدأ الإبداع وتنمية الفكر. إنه يسعى إلى طرد روح السآمة والملل من نفوس الطلاب، وهذه تحتاج إلى مزيد من التجديد والابتكار. إنّه ينمي فكرة بناء شخصيَّة الطالب بعيدًا عن أسلوب التوبيخ، ويجعله يعتمد على نفسه ويعينه على التصدي لظروف الحياة ومحاولة التغلب عليها.

 

المُعلِّم المثالي ليس جامدًا كقالب ثابت. إنه يسعى إلى الابتعاد عن النمطية ويحاول أن يجعل الطالب يتوقع كل يوم شيئًا جديدًا. يستطيع أن يمزج بين الرسميات وغير الرسميات بين النشاط الصفي واللاصفي. إن رعاية الطالب والوصول به إلى أعلى المثل هي من صميم أهداف المُعلِّم المثالي. إنه يلاحظ كوامن الضعف لدى الطالب ويسعى جاهدًا إلى التعديل والتصحيح بخطط واستراتيجيات مناسبة ومدروسة. إن استغلال قدرات الطالب وحسن توظيفها وتنميتها للوصول به إلى أعلى درجات التفوُّق دون إغفال لبقية المواد هو الطموح المُحدَّد له.

 

هل أنت المُعلِّم المثالي؟ لا تدري؟ ولعل ذلك يكون قريبًا. شئت أم أبيت. هناك دلائل تشير إلى مثاليتك. من خلال تأثيرك في مجتمعك وكسب ثقة الطلاب من حولك. إن تأثير المُعلِّم المثالي فرد ولكنّه مع تراكم السنين يعطي جيلاً.

الرياض-عبد الله عبد الرحمن الأحمر