نظم ومصادر التعلُّم الإلكتروني

يتحدَّث الدكتور عبد العزيز طلبة عن أهم مصادر التعلُّم الإلكتروني مع سرد لأساليب واستراتيجيات أنظمة التعلُّم الإلكتروني.



أسهمت الاتجاهات الحديثة لتكنولوجيا التعليم فى ظهور نظم جديدة للتعليم والتعلم والتي كان لها أكبر الأثر فى إحداث تغييرات وتطويرات على الطريقة التى يتعلَّم بها الطلاب، وأساليب توصيل المعلومات إليهم، وأيضاً على محتوى وشكل المنهج بما يتلاءم وهذه الاتجاهات، ومن النظم التى أسفرت عنها الاتجاهات الحديثة لتكنولوجيا التعليم ما يسمى بنظم التعليم والتعلم الإلكتروني والتي تعتمد على توظيف الكمبيوتر والإنترنت والوسائل المُتعدِّدة التفاعليَّة بمختلف أنواعها ومن هذه النظم: (عطية خميس، 2003)

  • التليفزيون التفاعلي المباشر:الذي يبث البرامج فى اتجاه واحد مع توافر خطوط اتصال تليفوني يمكن المُتعلِّمين من الاتصال بمُعلِّميهم في أثناء بث البرنامج وهو أكثر استخداماً فى معظم المواد الدراسيَّة.
  • تكنولوجيا الرسوم السمعيَّة: وهي التي تستخدم فى نقل الصوت والصورة بين المُعلِّم والمُتعلِّمين فى اتجاهين وباستخدام الكمبيوتر وخطوط الهاتف حيث يشاهد المُعلِّم والمُتعلِّمون المعلومات نفسها (صور، رسوم، نصوص، مؤثرات، ....) على شاشات أجهزة الكمبيوتر المنتشرة لديهم، ويمكن تعديل المعلومات أو تغييرها تحت إشراف المُعلِّم ويبدأ المُعلِّم بتوجيهات سمعيَّة باستخدام خطوط الهاتف العادية ويتفاعل هاتفياً مع الطلاب الموجودين فى كل مجموعة، ثم يبدأ فى إرسال برنامجه متضمناً عناصر الوسائل المُتعدِّدة إلى الشاشات التى يجلس أمامها الطلاب ويتم التفاعل من خلال هذه الشاشات.

 

وتمتاز أنظمة التعليم والتعلم الإلكتروني بأنها تتناسب واحتياجات كل مُتعلِّم من حيث:

  • التفاعل مع أستاذ المادة بالصوت والصورة عن طريق عرض كامل للمُقرَّرات الدراسيَّة على الهواء مباشرة من خلال شبكة الإنترنت، أو الإنترانت وإرسال الأسئلة مباشرة إلى المُعلِّم والرد عليها فى الحال ومن خلال مناقشات تفاعليَّة.
  • ومن حيث السماح للمُتعلِّم باستذكار دروسه والتفاعل مع المحتوى التعليمي من خلال شبكة الإنترنت أو الإنترانت بوساطة بيئة التعلُّم الذاتي والتي تسمح بعمل تغطية كاملة للمنهج من خلال المحتوى التعليمي. ومن حيث مشاركة المُتعلِّمين فى ألعاب تفاعليَّة تعمل على استكمال عناصر الذكاء المختلفة لديهم.
  • وأيضاً من حيث مساعدة المُتعلِّمين على الاطلاع وقراءة ما يحبونه من قصص ومجلات ومواقع تعليميَّة مختلفة.

 

أساليب واستراتيجيات أنظمة التعلُّم الإلكتروني

وتمتاز استراتيجيات وأساليب التعليم فى أنظمة التعليم الإلكتروني بأنها تُشجِّع على التفرد والتفاعل والمشاركة والمناقشة، وفى كل الأحوال ينتقل محور الاهتمام والتدريس والتعليم من حول المُعلِّم إلى التعلُّم الممركز حول المُتعلِّم وعلى أنشطة المُتعلِّمين.

 

وتأخذ أنظمة التعليم الإلكتروني شكلين أساسيين فى التعلُّم هما:

  • تعليم إلكترونى متزامن: بمعنى أن التلميذ يستطيع التفاعل والمشاركة في المناقشة، وإرسال أسئلة إلى المُعلِّم والرد عليها فى الحال والاستفادة من المعلومات المعروضة في الوقت نفسه، وكذلك الحصول على التعليمات والمساعدة والتوجيه سواء كان من المُعلِّم أم كان من المُتعلِّمين، عن طريق مؤتمرات الكمبيوتر بأنواعها كبديل للتفاعل المباشر.
  • تعليم إلكتروني غير متزامن: وهنا يستطيع المُتعلِّم الدخول إلى المُقرَّر على شبكة الإنترنت أو تشغيل البرمجيَّة والتعامل معها حسب الوقت الذي يناسبه هو شخصياً وحسب حاجته والاستفادة من أساليب عرض المادة التعليميَّة بما تحتويه من مؤثرات، ويمكن توظيف البريد الإلكترونى فى إرسال الاستفسارات للآخرين، وانتظار الرد، ولكن ليس بالضرورة أن يتم الرد في الوقت نفسه.

 

ويمكن تصنيف أنواع ونظم التعليم الإلكترونيفي:

  • نظم تعليم إلكتروني تعتمد على إمكانات الكمبيوتر فقط من برمجيات ووسائط مُتعدِّدة، أي دون الاعتماد على الإنترنت.
  • نظم تعليم إلكتروني تعتمد على خدمات شبكة الإنترنت أو الإنترانت أو الإكسترانت.
  • نظم تعليم إلكتروني تعتمد على التكنولوجيا الإلكترونيَّة كالتليفزيون،والفيديو، والشرائط السمعيَّة، ومشغلات الأقراص، وغيرها.

 

عناصر نظم التعليم والتعلم الإلكتروني ودورها فى تطوير التعليم

  1. بيئة التعلُّم الإلكترونيَّة
    هى بيئة مرنة للتعلُّم بلا أرض أو جدران أو أسقف تتخطى حدود الزمان والمكان يجلس فيها المُتعلِّمون أمام أجهزة الكمبيوتر فى مدارسهم أو منازلهم أو في أي مكان آخر يدرسون مُقرَّرات مبرمجة على الكمبيوتر أو من خلال مواقع الإنترنت، ويتصلون بأساتذتهم بشكل متزامن أو غير متزامن للحصول على الحوار والمصادر والمعلومات وغيرها، ويتفاعلون مع زملائهم وأساتذتهم.

    ويشير أحمد حامد منصور ( 2001 ) إلى أن بيئة التعلُّم الإلكترونيَّة تختلف عن بيئة التعلُّم التقليديَّة من حيث الشكل والتجهيزات والأنشطة وتفاعل المُتعلِّمين مع البيئة، إذ يمكن نقل الصوت والصورة، واستخدام كاميرات رقمية وإرسالها بالبريد الإلكتروني إلى زملائهم في مواقع أخرى أو إجراء مناقشات معهم عبر شبكة الويب بشكل تفاعلي، ويرى أن تصميم بيئة التعلُّم الإلكترونيَّة تستهدف فى الأساس أن يتعلَّم المُتعلِّم بنفسه ولنفسه، ولذلك تتضمَّن قدراً من الحرية للمُتعلِّم وإعمال العقل والتفكير وتعاون المُتعلِّمين بعضهم مع بعض ومع الأساتذة من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة.

    ويرى محمد عبد الحميد (2001) أن بيئة التعلُّم الإلكتروني هي البيئة التى تتجاوز الحدود الجغرافية والزمنية لتقديم الخدمة التعليميَّة والاستفادة منها، وخير مثال لهذه البيئة هو التعلُّم القائم على الشبكات، ويرى أنه لكي يتحقق توظيف فعَّال لبيئة التعلُّم الإلكترونيَّة لابد من تأمين عدد من المُتطلَّبات منها:
    • تبني المُؤسَّسات التعليميَّة لنظام التعليم الإلكتروني وعدُّه هدفاً قومياً تتجاوز به العديد من صعوبات التعلُّم التقليدي.
    • تحديد جهات تمويل وإنشاء البنية الأساسيَّة للتعلُّم الإلكتروني.
    • إعادة النظر فى المناهج والبرامج التعليميَّة والمواد لتتفق مع مُتطلَّبات التعليم الإلكتروني.
    • تعديل الاتجاهات نحو المستحدثات التكنولوجيَّة بصفة عامة ونظم التعليم والتعلم الإلكتروني بصفة خاصة.
    • رفع كل القيود التى تضعها النظم التقليديَّة على التحاق المُتعلِّمين ببرامج التعليم الإلكتروني.

 

  1. مُكوَّنات بيئة التعلُّم الإلكتروني
    يُحدِّد إبراهيم الفار ( 2001 : 40 ) مُكوَّنات بيئة التعليم والتعلم الإلكتروني فى أربعة عناصر هى: الصفوف الإلكترونيَّة، المُقرَّرات الإلكترونيَّة، المكتبات الإلكترونيَّة، والمعامل الإلكترونيَّة.

    ويشير إلى أن التعليم والتعلم من خلال هذه البيئة يتطلَّب مهارات خاصة يجب توافرها لدى كل من المُعلِّم والمُتعلِّم تتلخص فى مهارات التعامل مع الكمبيوتر وإمكاناته وخدمات شبكة الإنترنت وكيفيَّة توظيفها.

    ويُميِّز نبيل عزمي( 2001 : 150 ) بين بيئة التعلُّم الإلكتروني، وبيئة التعلُّم الافتراضي، ويرى أن بيئة التعلُّم الإلكترونيهى بيئة تعلم ماديَّة لها مُكوَّناتها ومواصفاتها وإعدادها وهي عبارة عن صفوف يتم تجهيزها لتدريب التلاميذ على استخدام جميع وسائل التعلُّم الإلكترونيَّة من أقراص مدمجة، وكتب ومُقرَّرات إلكترونيَّة، إلى الاتصال عبر شبكة الإنترنت مع زملائه ومُعلِّميه والإدارة إلى الاتصال بالشبكة العالميَّة، وتتم كل هذه الاجراءات  تحت إشراف المُعلِّم.

    وبعدما يتم إعداد المُتعلِّم فى بيئة التعلُّم الإلكترونيَّة وإكسابه مهارات البحث والتعلم والاتصال والتعامل مع المواقف واجتيازه للمُقرَّرات الإلكترونيَّة المُصمَّمة لهذه البيئة ، يطلق له العنان للتعلُّم عبر بيئات التعلُّم الافتراضيَّة وغير المُحدَّدة بواقع مادي ويتم من خلالها التعلُّم في أي وقت وأي مكان .

 

  1. الكتب والمُقرَّرات الإلكترونيَّة
    يقصد بالمُقرَّر الإلكتروني جميع الأنشطة والمواد التعليميَّة التى يعتمد إنتاجها وتقديمها على جهاز الكمبيوتر.

    ويمكن تصنيف المُقرَّرات الإلكترونيَّة في:
    • مُقرَّرات إلكترونيَّة يتم الاعتماد عليها بشكل كلي فى تقديم المادة التعليميَّة، ومُقرَّرات مساندة للمحتوى التعليمي التقليدي بالكتاب المدرسي.
    • مُقرَّرات يتم تقديمها على جهاز الكمبيوتر باستخدام برمجيات الوسائط المُتعدِّدة ولا يشترط أن يكون هناك اتصال بشبكة الإنترنت، ومُقرَّرات يتم نشرها على شبكة الإنترنت وتعتمد على مهارات استخدام الإنترنت فى دراسة المُقرَّر.
    • مُقرَّرات يتم تجهيزها من قِبَلِ المُعلِّم باستخدام برمجيات خاصة كبرامج التأليف والوسائط المُتعدِّدة والعروض التقديمية لتلبية الاحتياجات الخاصة بالمُتعلِّمين في الصف، ومُقرَّرات تأتي جاهزة من قِبَلِ شركات وهيئات خاصة بتأليف البرمجيات.
    • مُقرَّرات يتم نشرها مجانا على شبكة الإنترنت وأخرى تحتاج إلى رسوم واشتراكات خاصة للحصول على خدمات هذه المُقرَّرات.

 

وبصفة عامة فإن المُقرَّرات الإلكترونيَّة تأخذ أحد شكلين هما:

الأول: مُقرَّر إلكتروني يحمل على أقراص مدمجة (CD) ليسهل نقله وتحميله على أجهزة مُتنوِّعة ويطلق عليها الكتاب الإلكتروني.

الثانى: مُقرَّر إلكتروني منشور على شبكة الإنترنت، وهو مُصمَّم بصورة أكثر تعقيداً لتمكن المُتعلِّم من التواصل مع زملائه وأساتذته والمشاركة والبحث عن المعلومات من مصادر مختلفة.

وأياً كان شكل المُقرَّر أو الكتاب الإلكتروني فإن دوره فى تطوير عمليتي التعليم والتعلم يتضح من خلال الفوائد التى تعود على كل من المُعلِّم والمُتعلِّم والمُؤسَّسة التعليميَّة كما يأتي:

 

أهمية المُقرَّر الإلكتروني بالنسبة إلىالمُتعلِّم

  • يستطيع المُتعلِّم أن يختار ما يحتاج إليه من معلومات وخبرات في الوقت وبالسرعة التي تناسبه فلا يرتبط بمواعيد حصص أو جداول دراسيَّة.
  • يستطيع التلميذ أن يتعلَّم فى جو من الخصوصيَّة بمعزل عن الآخرين فيعيد ويكرر التعلُّم بالقدر الذي يحتاج إليه دون شعور بالخوف والحرج.
  • يستطيع المُتعلِّم تخطي بعض الموضوعات والمراحل التى قد يراها غير مناسبة.
  • يوفر قدراً هائلاً من المعلومات دون الحاجة إلى التردد على المكتبات.
  • تنميَّة مهارات استخدام الكمبيوتر والإنترنت من خلال التعامل ومحتويات المُقرَّر الإلكتروني.

 

أهمية المُقرَّر الإلكتروني بالنسبة إلىالمُعلِّم

  • لا يضطر المُعلِّم إلى تكرار الشرح عدة مرات بل يوفر وقته وجهده للتوجيه والإرشاد وإعداد الأنشطة الطلابية.
  • التركيز على المهارات التى يحتاج إليها المُتعلِّمون فعلياً.
  • التركيز على التغذية الراجعة للمُتعلِّم لتوجيهه إلى المسار الصحيح للتعلُّم.
  • توفير أشكال مُتنوِّعة من التفاعل بين المُعلِّم والمُتعلِّم.

 

أهمية المُقرَّر الإلكتروني بالنسبة إلىالمُؤسَّسة التعليميَّة

  • بالمقارنة بالنشر التقليدي.
  • سرعة تحديث المادة التعليميَّة وتزويد المُتعلِّمين بها فى اللحظة نفسها.
  • سرعة توزيع الكتاب الإلكتروني بمجرد إعداده وبرمجته وتوصيله إلى المُتعلِّمين في أي مكان.
  • سهولة تصحيح الأخطاء لحظة اكتشافها.
  • تجنب مساوئ استعمال الكتب التقليديَّة والتي يُسيءإلى الطلاب استخدامها لتحل محلها الكتب الإلكترونيَّة.

 

المصدر

سردت المقالة كما رأينا أهم مصادر التعليم الإلكتروني، حيث قامت بشرح أهمها وهو المُقرَّر الإلكتروني والكتاب الإلكتروني.