نظرية برونر في النمو المعرفي

لقد اهتم برونرBruner بالجانب المعرفي كما شملت أبحاثه أغلب المراحل العمرية المختلفة بداية من الطفل حديث الولادة حتى الراشدين، ولقد قسَّم مراحل النمو المعرفي ثلاث مراحل كما يلي: 1 – المرحلة الحكمية (التصور العملي) The Enactive Stage : وفيها يكتسب الطفل معرفة عن عالمه من خلال الحركات والأنشطة المألوفة والتي تركز غالبا على الجانب الفطري البدني، حيث يقوم ببعض الأفعال البدنية اللاإرادية، والتي تساهم في زيادة نشاط الطفل، ولذلك تُسمَّى مرحلة التوضيح النشط، وذلك كما أشارت هدى قناوي  وحسن مصطفى (2001) أن الأطفال يفهمون الأشياء على نحو أفضل من خلال الأعمال، ومهما كانت الأعمال بسيطة فإنها تفيد في النمو المعرفي للطفل، فمثلا نجد أنهم يعرفون الكلمات على أساس ما يتصل بها من أفعال مثل الملعقة كأداة يأكلون بها ( 7: 338). ولهذا فهي مرحلة المعرفة الحسية الحركية ويتم النمو المعرفي من خلال العمل والفعل كاللمس والحك والمعالجة اليدوية مما يندر معه التصور والتخيل.



2 – المرحلة التصويرية التقليدية (التوضيح بالصور) The Iconic Stage:
وفيها يركز الطفل على تكوين صور وتمثيلات موضوعية للعالم حوله، أي أنه يستطيع فهم المعلومات المجردة والتي لم تحدث أمامه، فمثلا يستطيع رسم الملعقة باستدعائها أمام مخيلته، وتذكر هدى قناوي، وحسن مصطفى (2001) أن الطفل يقل اعتماده على الاتصال البدني المباشر مع البيئة ويبدأ في الاعتماد على الصورة بشكل أوضح، كما يبدأ في تصنيف الأشياء بناءً على صفات معينة ثابتة (7 : 338). ولذلك فإن النمو المعرفي يتم بواسطةالتصورات البصرية، حيث يمثل الطفل عالمه الواقعي عن طريق عملية الضوء أو تخيل المدركات الحسية المختلفة ورغم النمو الذي يحرزه الطفل معرفيا إلا أنّه يبقى حبيس عالمه الإدراكي القائم على مبادئ تنظيم الإدراك بما يتناسب مع عمره العقلي.


3 – المرحلة الرمزية The Symbolic Stage:
تعتبر أعلى مستويات التمثيل المعرفي للفرد؛ حيث تذكر هدى قناوي ، وحسن مصطفى (2001) أنه يمكن للطفل أن يترجم خبرة معينة للغته، كما يمكنه استخدام الكلمات بدلا من الصور، وكذلك القيام بالاستنباط المنطقي، ولهذا فإن برونر يهتم كذلك باللغة ويرى أن التفكير لغة مستنبطة، وهي تعتمد على الأحداث التي وقعت أثناء المرحلتين الأوليتين (7 : 339 – 340). ولذلك نلاحظ أن النمو المعرفي يتم بواسطة الرموزويكون تصور (تمثيل) العالم الخارجي عن طريق اللغة، حيث تستخدم الرموز اللغوية في التفكير، وتحلّ اللغة والمنطق والرياضيات (العمليات المجردة) محل الأفعال والمدركاتالحسية (العمليات الملموسة).
ويمكن للمربين الاستفادة من تلك المراحل من سُبل منها ما يلي:

  • استخدام التصور العملي كأسلوب تعليمي خاصة مع صغار الأطفال لاعتمادهم على التعلم الحسي.
  • يمكن الاستفادة من المرحلة التصويرية من خلال استخدامها كأسلوب تعليمي مع المفاهيم التي يصعب معها تقديم نماذج عملية مثل معرفة حياة الشعوب الأخرى، أو المفاهيم المركبة.
  • يمكن تنمية التفكير الرمزي من خلال التشجيع على المناقشات البنَّاءة والأسئلة المقالية.

تابع المزيد عن نظرية برونر ضمن الملف المرفق:

نظرية برونر في النمو المعرفي

اعداد الأستاذة أ علي راجح بركات

فيه تقديم لعالم النفس جيروم برونر وعن أساسيات هذه النظرية

 

المقدمة:منتدى الحصن النفسي