نظريات تعلم المفهوم

اتخذ العلماء والباحثون اتجاهات مختلفة في تفسير تعلم المفهوم، وذلك طبقاً لنظريات التعلم أو نماذجه التي ينزعون إليها: فالسلوكيون ( الارتباطيون وأصحاب نظرية المثير _ الاستجابة ) يفسرون السلوك المفهومي في ضوء مبادئ الإشراط الكلاسيكي، والإشراط الإجرائي، ويرون أن تعلم المفهوم ليس إلا حالة خاصة من حالات التمييز، والتعميم.



 

 

 

-       ويؤكد المعرفيون على دور العمليات العقلية التي يقوم بها المتعلم أثناء تعلم المفهوم، كتشكيل الفرضيات واختبارها للوصول إلى الحل المناسب.

 

 

_ أما أصحاب نماذج تجهيز المعلومات ( معالجتها ) فيؤكدون على التشابه بين المتعلم وآلية عمل الحاسوب الالكتروني، من حيث تلقي المعلومات ومعالجتها وفقاً لاستراتيجيات معينة، للخروج بالحل المطلوب.

 

تنظيم تعلم المفاهيم وفق الاتجاه المعرفي

ضم الاتجاه المعرفي علماء كثيرين وضعوا نظرياتهم حول تعلم المفاهيم:

أ_ مراحل تعلم المفهوم لدى غالبرن "Galparin":

فقد خصص غالبرن جزءاً من نظريته لبيان مراحل تعلم المفاهيم "الأفعال العقلية" حيث ينظم تعليم المفاهيم أو الأفعال العقلية الشاملة في خمس مراحل تسير من الأفعال الحسية إلى الكلام فالفعل العقلي.

1_ مرحلة تمهيدية: يعطى فيها التعريف الذي يبين الشروط اللازمة والكافية لتجسيد المفاهيم. وتسمى أحياناً المرحلة التوجيهية.

2_ المرحلة التنفيذية: والتي تستخدم فيها الأمثلة الحسية.

3_ مرحلة الكلام الخارجي: وفيها يعبر عن القاعدة بنصوص لفظية منطوقة أو مكتوبة.

4_ مرحلة الكلام الداخلي: وفي هذه المرحلة تُستدخل المعلومات والحقائق والمفاهيم إلى فكر المتعلم.

5_ مرحلة ترميز المفهوم : بحيث يصبح المفهوم مصوغاً بعبارات مختصرة.

ب_ تعلم المفاهيم من وجهة نظر هيلدا تابا "Hilda Taba":

_ اقترحت هيلدا تابا نمطاً تعليمياً أسمته بنمط التفكير الاستقرائي، وقد افترضت أن التفكير يمكن أن يُعَلَّم، وأن التفكير هو عملية تفاعل بين عقل الفرد والمعلومات.

لقد حددت هيلدا تابا ثلاث مهارات للتفكير الاستقرائي وطورت منها ثلاث استراتيجيات، وإن كل مهمة من المهمات الثلاث، تمثل مرحلة من مراحل التفكير الاستقرائي الذي تنادي به وهذه المراحل أو المهمات هي :

 وتشتمل مهمة تكوين المفاهيم على العمليات التالية :

أ_ تحديد البيانات المنتمية للمشكلة وتعدادها.

ب_ تصنيف البيانات والمعلومات إلى فئات وفق معيار تشابه معين.

ج_ إعطاء أسماء للتصنيفات التي جمعت فيها مئات البيانات السابقة.

_ ولكن كيف تتحقق كل عملية من هذه العمليات ؟  ...

لقد اقترحت هيلدا تابا أنماطاً من الأسئلة ( استرتيجيات ) يؤدي كل منها إلى استثارة المتعلم للقيام بإحدى العمليات السابقة على النحو التالي :

 

 

أ_ ماذا شاهدت ؟ حيث يؤدي هذا السؤال إلى تعداد الأشياء وتحديدها.

 

ب_ ما الأشياء المتشابهة مما ترى ؟ .. كيف ننسبها إلى بعضها ؟ .. ويؤدي هذا السؤال إلى تجميع الأشياء وتصنيفها وتوزيعها إلى فئات بحسب عنصر من عناصر تشابهها.

ج_ ما الاسم الذي يمكن أن نطلقه على كل فئة أو مجموعة من المجموعات ؟ .. كيف نصنفها ؟ ..

 

 

وتؤدي الأسئلة إلى إعطاء اسم مميز لها يفرقها عن غيرها وهذا هو اسم المفهوم .

 

_ ولكن يا ترى ما فائدة تكوين المفاهيم بالنسبة إلى المتعلم ... ؟

إن تعلم المفهوم ييسر على المتعلم الانتقال إلى المهمة أو المرحلة التالية والتي تسمى مهمة تفسير البيانات التي تكونت في المرحلة الأولى.

_ وهكذا فإن نمط هيلدا تابا يصلح في مجال تربية الأطفال الصغار وتعليمهم من خلال عمليتي التجميع والتصنيف.

بقلم: ضحى فتاحي

المرجع : منصور, علي: التعلم ونظرياته. مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية, منشورات جامعة تشرين, اللاذقية, 1421هـ-2001م.

المصدر  موقع زاد ترين