مشاكل الطلبـة

التحديد السليم للمشكلة يؤدي إلى بحثها وجمع البيانات، والإحصائيات المُتعلِّقة بها، ثم دراستها دراسة عميقة مستفيضة. وكلما كانت البيانات والمعلومات المُتعلِّقة بالمشكلة صحيحة ودقيقة ومتكاملة، كان تعريف المشكلة وبيان حدودها وإيضاح أبعادها أكثر يسراً وسهولة.



إنّ من يمارس العملية التعليميَّة ليجد كثرة مشاكل الطلبة، وكثرة الشكاوى منهم، حتى إنه ليضجر من حل بعضها، ولكن هذه طبيعة الطالب، فهو لصغر سنه وضعف عقله، يتسبَّب بقصد أو بغير قصد بنشوب كثير من المشكلات التي قد تعوق مواصلة تدريسه إذا لم يحسن المشرفون والمربون حلها وتداركها حتى لا تكبر. وقبل أن نتحدث عن مشاكل الطلبة نذكر بعض القواعد في حل المشكلات:

  1. على المشرف أو المدير أو المُدرِّس تحديد نوعيَّة كل مشكلة تظهر أمامه، لأنّ التحديد السليم للمشكلة يؤدي إلى بحثها وجمع البيانات، والإحصائيات المُتعلِّقة بها، ثم دراستها دراسة عميقة مستفيضة. وكلما كانت البيانات والمعلومات المُتعلِّقة بالمشكلة صحيحة ودقيقة ومتكاملة، كان تعريف المشكلة وبيان حدودها وإيضاح أبعادها أكثر يسراً وسهولة.
  2. تعيين أولوية كل مشكلة، إذ إنه من العبث أن تسعى الإدارة إلى حل مشكلة لم يعد لها وجود أو أصبحت في مرتبة ثانوية موازنة بمشكلة أخرى.
  3. دراسة أسباب ودوافع تلك المشكلة: فإنّه كما قيل: "متى عرف السبب بطل العجب" فمعرفة الأسباب والدوافع لتلك المشكلة تساعد كثيراً على إيجاد الحل المناسب لها.
  4. إيجاد الحلول المناسبة لوضع الطالب، وكذلك لوضع المدرسة. فقد يكون الحل في بعض الأحيان هو فصل الطالب حفاظاً على المدرسة. أو على بقية الطلاب، وعلى العموم: إنّ البحث عن حل مناسب يأتي في المرحلة الأخيرة من تلك المراحل. وقد يكون البحث عن الحل فردياً من قِبَلِ المشرف، وقد يكون جماعياً من قِبَلِ الإدارة والمشرفين، ويكون ذلك بحسب طبيعة كل مشكلة.

وبعد هذه المُقدِّمة نأتي إلى مشاكل الطلبة، ويمكننا أن نقسمها ثلاثة أقسام:

  1. مشاكل تعترض سبيل الطالب في دراسته، أو نقول: مشاكل بين الطالب ونفسه وذلك مثل:
  • كثرة غيابه وقلة حضوره في المدرسة:

وهذه من المشاكل التي يشتكي منها المُدرِّسون. إنّ هذا الغياب يؤثر في مستوى الطالب ويضعف حفظه، ويجعله دائماً متأخراً. وبالنسبة إلى هذه المشكلة فإنّ الطالب يُدرَس وضعه ويُجلَس معه، ويُنظَر في أسباب تغيبه فقد تكون لعدم قناعة، أو لخوفه من المدرسة لأسباب معينة، أو تكون لظروف نفسيَّة، فالمهم يُبحث في أسباب هذه المشكلة وتعالج بالعلاج المطلوب.

  • ومن المشاكل أيضاً:

سوء أو قلة حفظ الطالب. وهذه من المشاكل التي تعيق تقدُّم الطالب. فتدرَس هذه المشكلة، وينظر في الطالب فإن كان ذكياً فلا بد من أنّ هناك ثمة أسباب أخرى لظروف نفسيَّة أو مشاكل عائليَّة، يمر بها الطالب مما تجعله كثير الشرود والسرحان، ومن ثمَّ يضعف حفظه أو يقل، وإن كان غير ذكي وهذه هي طبيعة عقله فيؤخذ بيده شيئاً فشيئاً، وترتب له برامج تتلاءم ومقدرته العقليَّة في الحفظ والفهم، فيتحسن حاله شيئاً فشيئاً حتى يرتقي ويلحق بالركب.

  1. المشاكل بين الطالب وزملائه الطلاب:

فقد يكون أحد الطلاب كثير الحركة والمشاغبة فتارةً يضرب هذا، وتارةً يأخذ كتاب هذا، وتارةً يأخذ قلم هذا، فمثل هذا الطالب لا بد من أن ينظر في أسباب مشاغبته، وتحل مشكلته بإزالة تلك الأسباب، فقد تكون نفسيَّة راجعة إلى الأسرة أو إلى المجتمع والبيئة، فإن لم تنفع هذه المعالجة، فلا بد من استخدام التهديد وربما الضرب غير المبرح، والإنذار، واستدعاء ولي الأمر، وغير ذلك من وسائل زجر الطالب المشاغب.

  1. مشاكل بين الطالب والمُدرِّس:

قد يكون الطالب مشاغباً إلى درجة كبيرة تجعله يتطاول على مُدرِّسه وقد يتشاجران حتى يصل الأمر إلى ضرب المُدرِّس، وهنا لا بد من معرفة أسباب وجذور المشكلة، وفي الغالب يكون حل هذه المشكلة هو بفرض عقوبة قاسية جداً على الطالب المتمرد قد تصل إلى الفصل. وقد تكون مشكلة الطالب مع المُدرِّس عدم رغبة الطالب في مُدرِّسه لعدم قناعته به وبكفاءته، وإذا كان الأمر كذلك (أي ضعف المُدرِّس) فإنّ المُدرِّس ينصح بتطوير نفسه، ويتم إقناع الطالب بمُدرِّسه، أو نقل الطالب إلى مكان آخر.

 

هذا ما تيسر جمعه في هذا الموضوع، وإن كان الموضوع واسعاً.

 

المصدر: حلقات تحفيظ القرآن الكريم