ما دور المُعلِّم في التعليم الإلكتروني

تُعَدُّ أساليب التدريس من مُكوَّنات المنهج الأساسيَّة، ذلك لأنَّ الأهداف التعليميَّة، والمحتوى الذي يختاره المختصون في المناهج لا يمكن تقويمهما إلَّا بوساطة المُعلِّم والأساليب التي يتبعها في تدريسه.

لذلك يمكن عَدُّ التدريس بمنزلة همزة الوصل بين التلميذ ومُكوَّنات المنهج والأسلوب بهذا الشكل يتضمَّن المواقف التعليميَّة التي تتم داخل الفصل والتي ينظمها المُعلِّم، والطريقة التي يتبعها بحيث يجعل هذه المواقف فعَّالة ومثمرة في الوقت نفسه.



كما يتوجب على المُعلِّم أن يجعل درسه مرغوباً فيه لدى الطلاب خلال طريقة التدريس التي يتبعها، ومن خلال استثارة فاعليَّة التلاميذ ونشاطهم ومن الأهمية بمكان أن نؤكد على أنَّ المُعلِّم هو الأساس فليست الطريقة هي الأساس، بل الأسلوب الذي يتبعه المُعلِّم لتوصيل معلوماته وما يصاحبها إلى التلاميذ ومن هذه الأساليب التعليم الإلكتروني.

 

ماهيّة التعليم الإلكتروني

يقول الدكتور (عبد الله بن عبد العزيز الموسى) عميد كليَّة الحاسب والمعلومات بجامعة الإمام ما يأتي:

"التعليم الإلكتروني هو طريقة للتعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه المُتعدِّدة من صوت وصورة ورسومات وآليات بحث ومكتبات إلكترونيَّة وكذلك بوابات الإنترنت سواء كان عن بعد أم في الفصل الدراسي المهم المقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة إلى المُتعلِّم في أقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة".

ما دور المُعلِّم في التعليم الإلكتروني؟

قد يتبادر إلى ذهن من يقرأ عنوان الموضوع، أننا بإدخال تقنية الحاسب والتعليم الإلكتروني نلغي دور المُعلِّم في العمليَّة التربويَّة التعليميَّة.

لا، فالتعليم الإلكتروني لا يعني إلغاء دور المُعلِّم بل يصبح دوره أكثر أهمية وأكثر صعوبة فهو شخص مبدع ذو كفاءة عالية يدير العمليَّة التعليميَّة باقتدار ويعمل على تحقيق طموحات التقدُّم والتقنية. لقد أصبحت مهنة المُعلِّم مزيجا من مهام القائد ومدير المشروع البحثي والناقد والموجه.

ولكي يكون دور المُعلِّم فعَّالاً وجب عليه أن يجمع بين التخصص والخبرة مؤهلاً تأهيلاً جيداً ومكتسباً الخبرة اللازمة لصقل تجربته في ضوء دقة التوجيه الفني.

ولا يحتاج المُعلِّمون إلى التدريب الرسمي فحسب بل والمستمر من زملائهم لمساعدتهم على تعلُّم أفضل الطرائق لتحقيق التكامل ما بين التكنولوجيا وبين تعليمهم. ولكي يصبح دور المُعلِّم مهماً في توجيه طلابه الوجهة الصحيحة للاستفادة القصوى من التكنولوجيا يجب على المُعلِّم أن يقوم بما يأتي:

  1. أن يعمل على تحويل غرفة الصف الخاصة به من مكان يتم فيه انتقال المعلومات بشكل ثابت وفي اتجاه واحد من المُعلِّم إلى الطالب إلى بيئة تعلّم تمتاز بالديناميكية وتتمحور حول الطالب حيث يقوم الطلاب مع رفقائهم على شكل مجموعات في كل صفوفهم وكذلك مع صفوف أخرى من العالم عبر الإنترنت.
  2. أن يُطوِّر فهما عمليا حول صفات واحتياجات الطلاب المُتعلِّمين.
  3. أن يتبع مهارات تدريسيَّة تأخذ في الحسبان الاحتياجات والتوقعات المُتنوِّعة والمتباينة للمتلقين.
  4. أن يُطوِّر فهماً عملياً لتكنولوجيا التعليم مع استمرار تركيزه على الدور التعليمي الشخصي له.
  5. أن يعمل بكفاءة كمرشد وموجه حاذق للمحتوى التعليمي.


ومما لا شك فيه أنَّ دور المُعلِّم سوف يبقى إلى الأبد وسوف يصبح أكثر صعوبةً من السابق، فالتعليم الإلكتروني لا يعني تصفح الإنترنت بطريقة مفتوحة ولكن بطريقة مُحدَّدة وبتوجيه لاستخدام المعلومات الإلكترونيَّة وهذا يُعدُّ من أهم أدوار المُعلِّم.

ولأن المُعلِّم هو جوهر العمليَّة التعليميَّة لذا يجب عليه أن يكون منفتحاً على كل جديد وأن يكون ذا مرونة تمكنه من الإبداع والابتكار.