لماذا تُحدث الاستشارة الإدارية ذاكَ الفارق الجزء الرابع

أخيراً وليسَ آخِراً، أحد المسائل الحساسة التي يتم تناولها عادةً بقلق بين الشركات والاستشاريون: ملكية القرارات الصعبة أو المبادرات التي تشكل تحدياً كبيراً.

إنّ أحد أول الأشياء التي تعلمتُها عند البدء في عالم الاستشارة كان التالي: إذا سارت الأشياء بالشكل الصحيح وحققَ المشروع ذاك النجاح، يتقاضى الاستشاريون أجورهم لقاء أتعابهم، بينما يتوج الزبائن بالمجد. من الجانب الآخر، إذا آلت الأمور بالفشل يقع اللّوم على عاتق الاستشاريون، في حين يبقى الزبون في مأمنٍ من ذلك. بصريح العبارة، لا يتم التعاقد مع الاستشاريين لارتكاب الأخطاء، فهم يتقاضون أجورهم لتحقيق النجاح.



ودعونا نواجه الأمر، تنطوي جميع المبادرات على احتمال النجاح أو الفشل، وفي حال فشل المشروع يتوجب على شخصٍ ما تحمل المسؤولية. هذا لا يعني أن الاستشاريون لا يناضلون على الدوام من أجل تحقيق النجاح، لكن وفقاً لطبيعة عملهم، هم على استعداد لتحمل مسؤولية فشل المشروع في ظل تنسيقِهم أو مشاركتهم.


بطريقة مماثلة، تحتاج الشركات والمُدراء التنفيذيون في بعض الأحيان إلى إحراز مكاسب سريعة ونتائج ملموسة للغاية .ويحتاجون أحياناً إلى شخصٍ ما ليقودهم سراً لإحراز هذه المكاسب، شخصٌ ما ليساعدهم لا لينسب الفضلَ له بإحراز هذهِ المكاسب. قد يبدو الأمرُ زائِفاً ولكنها الحقيقة الواضحة. ومجدداً، هذا لا يعني قلة المعرفة أو الكفاءة. قد يعود ذلك لضيق الوقت، لكن في معظم الحالات يتعلق ذلك بالسير قٌُدُماً شوطاً إضافيةً والذي يُتيح للزبون إحراز النتائج التي تبدو عادةً بعيدة المنال، من أجل تحسين صورتها ومكانتها.


إضافةٌ إلى ذلك، فيما يتعلق بموضوع الملكية، في بعض الأحيان يتعين اتخاذ القرارات الصعبة. يوجد هناك مشاريع إعادة هيكلة، ومشاريع خفض التكاليف، ومشاريع أداء وتكامل، جميعها تنطوي على احتمالية وقف تشغيل بعض الأعمال، تسريح بعض الموظفين، تحويل التركيز على الأعمال، التخلي عن بعض الموردين أو حتى تبيان بعض اتجاهات العمل برمتها. تلك هي القرارات الصعبة، وفي مثلِ هذه الحالات يحتاج المُدراء التنفيذيون إلى الاستعانة بالاستشاريين لضمان اتخاذ كامل التدابير المناسبة: تحليل جميع السيناريوهات المحتملة وتقديم دراسة جدوى تبين لماذا يعتبر هذا القرار الأفضل من بين بقية البدائل، إدارة الاتصالات وبذل قصارى جُهدهم لإبقاء جميع الأطراف سُعداء، تقبل اللوم من شركاء العمل والموردين فضلاً عن الموظفين الداخليين. في النهاية، ليكونوا المسؤول الغير مباشر عن القرارات الصعبة التي كان لابُدّ من اتخاذها.


بإيجاز، قد لا تكون الاستشارة دوماً ضرورة مُلّـحة ولكن في معظم الحالات يمكن أن تكون الخيار الأفضل للشركة التي تسعى إلى تحسين فعالية الأداء والكفاءة. تعمل الاستشارة على تمكين الشركة من توفير الكثير من المال (على الرغم من ارتفاع الثمن الواضح)، تحقيق النتائج التي يُريدون إنجازها مع الحفاظ على تركيز الموظفين على أعمالهم اليومية، والقيام بها بطريقة مهنية ومنفصلة، حماية المُدراء التنفيذيون وتقديم مكاسب سريعة وقصص نجاح.

المصدر
ترجمة: مجد الدين شمس
تدقيق: مالك اللحام