كيفية إتقان الكوتشينغ الجماعي

ثمة أنواع عدة من الكوتشز مثل: كوتشز اللياقة البدنية، وكوتشز الحياة، وكوتشز الصحة العامة، والمشكلة المشتركة التي يواجهونها عند محاولة تطوير أعمالهم هي قابلية التوسع.


عندما تبدأ بوصفك كوتشاً، فإنَّ كل عميل جديد تحصل عليه يُعَدُّ إنجازاً وعلامةً فارقة، فأنت تمتلك الكثير من الوقت والطاقة لاستثمارهما في كل عميل على حدة من خلال جلسات فردية، مع تخصيص الوقت لنفسك أيضاً.

ولكن، ستصل إلى مرحلة لن تكون فيها قادراً على إحراز تقدم، أو الاستمرار فيما تفعله؛ إذ إنَّك في النهاية، ستجد كثيراً من الأمور التي يجب عليك القيام بها بحيث تتجاوز الوقت الذي تملكه، كما ستجد عدداً كبيراً من العملاء الذين يجب أن تقدم لهم الكوتشينغ كلٌّ على حدة.

هذا الأمر لا يخفض نمو عملك فحسب؛ وإنَّما يضع حداً لمقدار ما تكسبه من الكوتشينغ، وبصفتك شخصاً يدير نشاطاً تجارياً، فهذا أمر سيئ جداً.

توجد ثلاث طرائق محتملة يمكنك استعمالها لتجاوز هذا الأمر؛ أولاً، فرض رسوم أكثر على عملائك، وهذه الخطوة خطرة جداً؛ إذ من المحتمل أن تفقد عملاءك الحاليين، وفي حين أنَّ العملاء الجدد قد يعوضون عن ذلك من خلال دفعهم أكثر، إلا أنَّه سيكون تحدياً.

الأمر الثاني الذي يمكنك القيام به، هو توظيف المزيد من الأشخاص؛ وهذا يعني أن تبدأ بالابتعاد عن العمل اليومي، وتركِّز على الجوانب الإدارية في عملك بصفتك كوتشاً، ومع ذلك، ليس الجميع على استعداد لتسليم زمام الأمور إلى شخص آخر.

الحل الثالث والأكثر جدوى هو بدء كوتشينغ جماعي.

هذا النموذج من الكوتشينغ مربح جداً؛ إذ يمكنك الحصول على أموال أكثر بكثير من تلك التي تحصل عليها من الكوتشينغ الفردي، وبما أنَّ المزيد والمزيد من الشركات تتطلع إلى زيادة قيمة العمل الجماعي في شركاتهم، فإنَّ طرائق الكوتشينغ المؤسسي أو التنفيذي لا تنتهي أبداً.

يمكن أن يكون الكوتشينغ الجماعي طريقةً مربحةً لتوسيع نطاق عملك من دون تغيير الطريقة العامة التي تعمل بها فعلاً، ومع ذلك، فإنَّ الأمور التي كانت تنجح عندما تقوم بالكوتشينغ الفردي، قد لا تنجح في الكوتشينغ الجماعي.

عندما تتدرب لتصبح كوتشاً، فإنَّ معظم ما تتعلمه يدور حول كوتشينغ العملاء الفردي؛ وهذا يعني قبل أن تغير مسارك وتتجه نحو الكوتشينغ الجماعي، من الجيد تقييم أسلوب الكوتشينغ الخاص بك، ومعرفة فيما إذا كان يحقق معايير إدارة جلسات جماعية ناجحة.

ولكن من أين تبدأ؟ في أثناء مواصلتك القراءة، ستحصل على فكرة أفضل عمَّا يستلزمه الكوتشينغ الجماعي، وكيف يمكنك تنمية عملك، وبعض النصائح الأخرى التي يمكن أن تساعدك على البدء.

من الضروري أن تدرك أنَّ كونك كوتشاً جيداً لا يعني أن تكون قادراً على بدء أو إدارة أعمال الكوتشينغ؛ إذ إنَّ أقل من 24% من الكوتشز قادرون على الاستمرار والتركيز على التدريب طوال الوقت.

يمنحك الكوتشينغ الجماعي الحرية لتقديم الكوتشينغ أينما كنت، والسفر كثيراً، والعيش بصورة مريحة، والتأثير في العديد من الأشخاص، فضلاً عن مكافأتك على ما تفعله والاعتراف بما تقدمه، وهذا ما يهمك لتكون قادراً على الاستمرار بوصفك كوتشاً، وتحقيق أهداف حياتك من خلال الكوتشينغ.

ما هو الكوتشينغ الجماعي؟

قد يعتقد معظم الناس أنَّ الكوتشينغ الجماعي مجرد امتداد لجلسات الكوتشينغ الفردية؛ إذ إنَّنا قد نعتقد أنَّ الأمور التي تنجح مع شخص واحد يجب أن تنجح مع كثيرين، ولكن ليس بالضرورة.

في بيئة الكوتشينغ الفردي، يأتي التعلُّم المباشر والمناقشات في الصدارة، وتستند العلاقة ككل إلى التواصل الفعَّال بين الكوتش والعميل، ومع ذلك، فإنَّ الكوتشينغ الجماعي مختلف تماماً.

إنَّ كل شخص لديه أفكار وكفاءات وقدرات تختلف عن تلك التي يمتلكها الآخرون، وعندما تكون مع مجموعة، فإنَّ دورك ككوتش هو توفير مساحة تعلُّم تجعل من المعرفة الجماعية مفيدةً للمجموعة ككل.

هذا يعني أنَّ دورة الكوتشينغ الجماعي محدودة بالأمور التي يكون كل شخص في الدورة على استعداد لتقديمها ومشاركتها مع الآخرين.

ما هو الفرق بين الكوتشينغ الجماعي والكوتشينغ الفردي؟

قد يكون التحول من الكوتشينغ الفردي إلى الجماعي تحولاً كبيراً، ولكن إذا كنت على علم ببعض الاختلافات الأساسية بينهما ستكون مستعداً لإحداث هذا التحول وتنميته.

فيما يأتي بعض الاختلافات بين الكوتشينغ الجماعي والكوتشينغ الفردي:

1. الكوتشينغ الجماعي قابل للتطوير

تحتاج جلسات الكوتشينغ الفردية إلى مزيد من الاهتمام الشخصي بالإضافة إلى الوقت؛ وهذا يعني أنَّ الأمر لا يستنزف طاقتك مع زيادة عدد العملاء فحسب؛ وإنَّما يقلِّل من قدرتك على تطوير عملك.

ولكن، ليس هذا هو الحال مع الكوتشينغ الجماعي، كونه قابلاً للتطوير.

من خلال تقديم الكوتشينغ إلى العديد من الأشخاص ضمن مجموعات، يمكنك إحداث فارق في حياة معظمهم مع استعمال القليل من الوقت، وهذا يعني أنَّه يمكنك تحقيق المزيد من الأرباح مع بذل المقدار نفسه من الجهد والوقت، وربما يمكنك توفير بعض الوقت لنفسك.

2. الكوتشينغ الجماعي عملي

عندما تقدم الكوتشينغ إلى فرد ما، فإنَّ العلاقة بين الكوتش والعميل تنطوي على الذكاء العاطفي كثيراً؛ وهذا يعني أنَّ جلساتك لا تقتصر على المجال الذي تقدم فيه الكوتشينغ، ولكنَّها تتضمن أيضاً تقييم المشكلات العاطفية وأنماط التفكير.

ومع ذلك، فإنَّ الكوتشينغ الجماعي يميل إلى أن يكون عملياً وتكتيكياً، فالجلسات الجماعية تعرض بإيجاز أفكار المشاركين.

وهذه نقطة إيجابية يتميز فيها الكوتشينغ الفردي عن الكوتشينغ الجماعي؛ لأنَّ العلاقة الوثيقة بين الكوتش والعميل، ستؤدي إلى ملاحظة الثغرات المرتبطة بأفكار العميل ومساعدته على تصحيحها، لكنَّ هذا الأمر أصعب بكثير في الكوتشينغ الجماعي.

3. الكوتشينغ الجماعي أكثر تنظيماً

كما ذكرنا آنفاً، تميل جلسات الكوتشينغ الجماعي إلى أن تكون أكثر عمليةً بطبيعتها؛ وهذا يعني أنَّه من السهل تقسيم كل هدف إلى أهداف أصغر، بينما يمنحك كل مشارك معياراً للتحقق من تقدم أيِّ شخص آخر في المجموعة.

لذلك، فإنَّ ما يستغرق 6 أشهر لتحقيقه من خلال جلسات الكوتشينغ الفردية، يمكن تحقيقه بسرعة من خلال إنشاء خطة كوتشينغ جماعي منتظمة.

ما هي الأساليب المختلفة للكوتشينغ الجماعي؟

تماماً مثل الكوتشينغ الفردي، قد لا ينجح الأسلوب الذي يعمل مع مجموعة واحدة بالضرورة مع مجموعة أخرى، واعتماداً على الهدف والمشاركين وحتى أسلوب الكوتشينغ الخاص بك، سيتوجب عليك تغيير الطريقة التي تتعامل بها مع جلسات الكوتشينغ الجماعية لتحقيق أقصى استفادة من كل مجموعة.

وفي حين أنَّ كل كوتش قد يكون لديه أسلوب مختلف للسيناريوهات المختلفة، إلا أنَّه توجد بعض الأساليب الشائعة التي يتبعها الكوتشز في أثناء إجراء جلسات كوتشينغ جماعية، وستمنحك هذه الأساليب فكرةً أفضل عمَّا هو متوقع منك بوصفك كوتش مجموعة، إضافةً إلى بعض الأفكار التمهيدية حول طريقة تشكيل أسلوب الكوتشينغ الخاص بك.

1. نظام الشركاء

إنَّ العنصر الأكثر أهمية في الكوتشينغ، والذي تهمله جلسات الكوتشينغ الجماعي، هو العلاقة بين الكوتش والعميل، ومع ذلك، من خلال تعيين شريكين أو شركاء عدة في مجموعة الكوتشينغ، يمكنك بناء الثقة والشعور بالألفة وتعزيز التواصل داخل المجموعة.

يساعد هذا على إثراء المناقشات، ومساعدة الأفراد على البقاء متحمسين لتحقيق أهدافهم.

2. الكوتشينغ المركَّز

بينما ينجح الكوتشينغ الجماعي مع العديد من الأشخاص، ستجد أشخاصاً معيَّنين في كل مجموعة قد لا يستفيدون بصورة كاملة من جلساتك، وقد يرتبط ذلك بأسباب مختلفة، لكنَّها تؤدي إلى النتيجة نفسها، وهي تعاسة العميل.

في هذه الحالة، من الهام إضافة جلسات كوتشينغ فردية سريعة مدتها (5-10) دقائق بين الجلسات الجماعية؛ إذ يمكن لأعضاء المجموعة طرح أسئلة تتعلق بموضوع من اختيارهم، أو موضوع مرتبط بما تناقشه المجموعة.

تُعَدُّ هذه الطريقة فعَّالةً جداً في المجموعات الصغيرة، كما يمكنك استعمال هذا الأسلوب في أثناء تقديم الكوتشينغ إلى مجموعات أكبر، فقدِّم جلسات كوتشينغ مركَّزة عندما تبدأ مع مجموعة جديدة، وأيُّ عميل يرغب في قبول عرضك يجب أن يُحدد موعداً لجلسات فردية فيما بعد.

3. كوتشينغ الأقران

يُعَدُّ كوتشينغ الأقران والمناقشات الجماعية الدافع الرئيس لأيَّة جلسة كوتشينغ جماعية، فكلما تحدَّث المشاركون مع بعضهم بعضاً وشاركوا أفكارهم ووجهوا الأسئلة، ازدادت الفائدة التي يحصلون عليها من الكوتشينغ.

يمكنك إدراج كوتشينغ الأقران كأحد العناصر في أسلوبك في الكوتشينغ، أو جعله الطريقة الأساسية التي تتعامل بها مع المجموعات، فمهما كان اختيارك، فهو أمر يجب ألَّا تتجاهله مهما كان نوع الكوتشينغ الجماعي الذي تقدمه.

4. أسلوب التفكير الشخصي

في المواقف التي يكون فيها المشاركون أكثر انطوائيةً، أو غير قادرين على التعبير عن أفكارهم لفظياً بفاعلية، فإنَّ أسلوب التفكير الشخصي هو أسلوب فعَّال لمساعدتهم على تنظيم أفكارهم والوصول إلى مرحلة الفهم.

كما أنَّه أسلوب مثالي للمجموعات التي تضم عدداً كبيراً من المشاركين؛ إذ يُطلَب منهم تدوين أفكارهم في دفتر يوميات، ثم مشاركتها مع المجموعة الأكبر لكي يصغي إليهم الآخرون ويسمعون أفكارهم.

يمكنك استعمال أسلوب واحد أو مجموعة من هذه الأساليب في أثناء التعامل مع جلسات الكوتشينغ الجماعي الخاصة بك؛ إذ إنَّه من الهام تقييم ما تأمل في تحقيقه، ثم ملاءمة الأسلوب المناسب مع ذلك لضمان نجاح جلساتك وإحداث تأثير إيجابي في عملائك.

لمساعدتك على تحديد الأسلوب الذي تحتاج إلى اتباعه، إليك بعض الأسئلة التي ربما يجب عليك أن تفكر فيها:

  • ما هو الهدف الأساسي للمجموعة؟
  • ما هو نوع الأشخاص في المجموعة؟
  • كيف ستقيِّم تقدُّمهم؟
  • كم عدد الاجتماعات التي ستُعقَد؟
  • ما هي الفترة الزمنية التي تحتاج إليها جلسات الكوتشينغ الجماعي؟

مهارات يحتاج إليها كل كوتش يقدم الكوتشينغ الجماعي

في عالم يخمِّن فيه معظمنا ما يجب أن يقوله أو يفعله، يوفر الكوتشينغ الجماعي مساحةً هامةً للمناقشة والحوار والتعبير، بعيداً عن إصدار أيِّ نوع من الأحكام.

يجب أن تفهم أنَّ كل كوتش مختلف عن الآخر وكذلك أسلوبه، ولكن توجد بعض المهارات الأساسية التي تحتاج إليها، مهما كانت مبادئ الكوتشينغ الخاصة بك، والتي يمكن أن تساعد على وضع أساسيات الكوتشينغ الناجح، فما هذه المهارات الأساسية؟

1. بناء أساس مشترك

عندما تبدأ بالكوتشينغ الجماعي، من الممكن أن تجد أشخاصاً يمتلكون شخصيات وأفكاراً مختلفةً تماماً في المجموعة الواحدة، وفي هذه الحالة، من الهام وضع جدول أعمال مشترك وتوقعات مشتركة لكي يحققها المشاركون كمجموعة، وهذا الأمر سيكون بمنزلة أساس مشترك للربط بين مجموعة متنوعة من الناس.

يجب منذ البداية، تحديد بعض المجالات والتوقعات الأساسية، وضمان أنَّ جميع المشاركين في الجلسة متفقون عليها.

يتضمن ذلك فهم حالات التوافق بين توقعات الجميع، وتحديد الموضوعات المشتركة التي يجب استكشافها، ووضع اتفاقيات جماعية مشتركة، ومعرفة طريقة عمل الجميع معاً.

2. تحديد الأهداف

يعتمد أساس جلسة الكوتشينغ الجماعي على الأهداف؛ إذ ستوجد مجموعة مشتركة من الأهداف يجب تحقيقها كمجموعة، وسيكون لكل شخص أهدافه الفردية.

بصفتك كوتشاً لمجموعة، يجب أن تكون قادراً على مساعدة العملاء على تحديد هذه الأهداف، وتقسيمها إلى أهداف قابلة للتحقيق لإبقاء العملاء متحفزين وموجهين نحو تحقيق أهدافهم؛ إذ تمنحك الأهداف الفردية أو الجماعية توجيهات لجلسات الكوتشينغ؛ فيجب أن تكون قادراً على تحديد هذه الأهداف وتعيينها بوضوح.

3. التواصل بإيجاز

يُعَدُّ التواصل من أصعب الأساليب عند التعامل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص؛ إذ قد يجد بعض الناس أنفسهم مرتاحين ويتحدثون إلى مجموعة من الأشخاص، بينما يشعر بعضهم الآخر بأنَّهم غير هامين على الإطلاق في مثل هذه المواقف.

بصفتك كوتشاً، من الهام أن تمتلك المهارات اللازمة لتحديد أشكال التواصل الأكثر راحةً للمشاركين لديك، وتشجيعهم على إيجاد طرائق للتعبير عن أنفسهم من خلال هذه الطرائق.

يمكن أن يكون هذا الأمر كتابياً أو لفظياً أو حتى بصرياً؛ لذلك، إذا كانت لديك مجموعة ويجب عليهم الإجابة عن سؤال قد طرحتَه، فيمكنهم القيام بذلك على هيئة مخطط بياني أو رسم أو حتى على شكل مجموعة من الصور.

مهما كانت الطريقة التي سيختارونها، فإنَّ دورك هو مساعدتهم على تسهيل طريقة التواصل معك ومع بقية أعضاء المجموعة، لكي يتمكنوا من الوصول إلى جوهر ما يريدون مشاركته بفاعلية.

4. فهم المراحل التي تمر بها المجموعة

عندما تنتقل من الكوتشينغ الفردي إلى الكوتشينغ الجماعي، فإنَّ أهم أمر يجب أن تكون قادراً على فهمه هو ديناميكيات المجموعة التي تقدم لها الكوتشينغ؛ بحيث تتابع ما يحدث، وما هي الأمور التي تنجح والأمور التي لا تنجح، وتُعمِّق الفهم داخل المجموعة، فكل هذا جزء من نشاط المجموعة ويحتاج إلى اهتمام مستمر.

نصائح لأول جلسة كوتشينغ جماعي تقدمها

قد تشعر بالارتباك عند إجراء جلسة كوتشينغ جماعي للمرة الأولى؛ إذ إنَّك بصفتك كوتشاً يقدم الكوتشينغ الفردي، أنت تتعامل مع كل عميل على حدة، أمَّا إدارة مجموعة فهو أمر مختلف تماماً.

لهذا السبب نقدم لك 3 نصائح ناجعة لكي تبدأ:

1. أنشئ مساحة آمنة

تُعَدُّ الثقة أهمَّ أمر في أيَّة جلسة كوتشينغ جماعي؛ إذ إنَّ الوجود حول أشخاص غرباء تماماً والتعبير عن أعمق مشاعرك، يكاد يكون أمراً مستحيلاً إلا إذا شعرتَ أنَّك في مكان آمن وداعم.

وعندما لا يشعر أعضاء مجموعتك بذلك، سيكونون أكثر حذراً وأقل انفتاحاً معك ومع باقي أعضاء المجموعة، ولا حاجة إلى القول، إنَّ هذا سيؤثر تأثيراً كبيراً في تجربة المجموعة بأكملها؛ لذلك فإنَّ أول شيء يجب أن تمنحه لمجموعتك هو الثقة.

وعندما نقول الثقة، فإنَّنا لا نعني تلك التي بينك وبين عميلك فحسب؛ وإنَّما الثقة بين جميع أعضاء المجموعة، وإحدى طرائق القيام بذلك، هي عقد جلسات تمهيدية عندما تبدأ مع مجموعة جديدة.

في هذه الحالة، يمكن لأعضاء المجموعة تقديم أنفسهم والتحدث قليلاً عن أهدافهم وحياتهم؛ إذ إنَّه من خلال مشاركة القليل من الأمور عن أنفسهم مع الآخرين، سيشعر كل عنصر في المجموعة بأنَّه قريب قليلاً من بقية الأشخاص، وسيساعدك هذا الأمر على تطوير ديناميكية إيجابية داخل المجموعة، وستكون قادراً على إجراء جلسات أكثر فاعلية.

2. ضع بعض القواعد

إنَّ الاختلاف الكبير بين جلسات الكوتشينغ الجماعية والفردية، يتمثل في حقيقة أنَّه نظراً إلى العدد الكبير من الأشخاص المشاركين في عملية الكوتشينغ، فمن السهل جداً أن تتحول الجلسة إلى حالة من الفوضى والارتباك.

ومن السهل معرفة سبب ذلك، فالأشخاص مختلفون ووجهات النظر مختلفة والأهداف مختلفة، والكل يرغب في أن يصغي إليه الآخرون.

إذاً، ما الذي يمكنك فعله لتحرص على ألَّا تكون جلسة الكوتشينغ الجماعي الأولى لك هي الجلسة الأخيرة؟ الحل سهل، ضع بعض القواعد فحسب.

ما من شخص سيأتي إلى إحدى جلسات الكوتشينغ الجماعي الخاصة بك، إلا وسيكون مدفوعاً من الأساس بالحاجة إلى تحسين نفسه أو تحقيق هدف معيَّن؛ لذا، ومن خلال وضع بعض القواعد، فإنَّك تحدد المبادئ التوجيهية التي سيصلون من خلالها إلى حيث يريدون، وأيُّ انحراف عن القواعد الموضوعة سيؤثر في العملية بأكملها.

لذا، لإنشاء بيئة كوتشينغ جماعي فعَّالة قائمة على النتائج، ضع بعض القواعد منذ البداية.

ما هي مدة كل جلسة؟ ومتى يتحدث أعضاء المجموعة عن تحدياتهم؟ وما هو الترتيب الذي يتكلم به كل شخص؟ وهل تمنحهم فرصة للتحدث معك على انفراد بعد الجلسة؟

3. حدِّد الديناميكيات

عندما نقول "ديناميكيات"، فإنَّنا نعني بذلك الطريقة الأساسية التي يتفاعل بها أعضاء المجموعة ويتواصلون معك، وكذلك مع بعضهم بعضاً.

وعندما تبدأ، من الهام التركيز وفهم الديناميكيات التي تطبقها ضمن المجموعة التي تقدم إليها الكوتشينغ.

قد تلاحظ وجود بعض الأشخاص الذين لا يساهمون مثل الآخرين؛ إذ قد تكون لديهم آراء وأفكار واضحة، لكنَّهم لا يضيفون أيَّ شيء ما لم يُطلَب منهم ذلك، وقد يوجد أشخاص آخرون يشعرون بالارتياح عندما يكونون محط الأنظار، وهؤلاء الأشخاص هم الذين سيطرحون الكثير من الأسئلة، أو سيكونون أول من يجيب عن إحدى أسئلتك.

ستجد مجموعة متنوعة من الأشخاص في كل جلسة كوتشينغ جماعي تقريباً، ومن خلال فهم ديناميكيات المجموعة، ستتمكن من التركيز على الجيد لكلِّ عضو وللمجموعة ككل.

سيساعدك ذلك على تقديم الكوتشينغ إلى كل عضو في مجموعتك وفق أعلى المستويات، ومساعدته على تحقيق أهدافه.