كيف يتعامل المعلم مع مشكلات الطلاب

يجب أن ندرك حقيقة ينبغي للمعلم ألا ينسوها أو المُعلِّمة والمرشد الطلابي والمرشدة الطلابيَّة، وهي أنّه كلما تعاونوا في المساعدة على حل مشكلة المُتعلِّم أو المُتعلِّمة وفهمه أو فهمها، كان الفهم أعمق لنفسيَّة المُتعلِّم أو المُتعلِّمة لأن المُعلِّم أو المُعلِّمة أعرف الناس بطلابهما أو طالباتهما فقد يعرفون عن الطلاب والمُتعلِّمات أشياء قد تخفى حتى على المرشد الطلابي



هذه رسالةٌ أوجهها إلى إخواني المُعلِّمين وأخواتي المُعلِّمات لعلهم يجدون فيها بعض الفائدة التي تنعكس آثارها الإيجابيَّة على مستوى أبنائنا الطلاب وبناتنا المُتعلِّمات، فمن حق المُعلِّم والمُعلِّمة أن يعلما ويعرفا ما يساعدهما على بلوغ أهدافهما التربويَّة والتعليميَّة، كما أنه من واجب الإرشاد أن يقدم للمُعلِّم وللمُعلِّمة مايراه مناسباً للرفع من مستويات الطلاب والمُتعلِّمات العلميَّة والسلوكيَّة.

 

أهمية اكتشاف الحالات مبكرا في المرحلة الأوليَّة:

نحن لانطلب من المُعلِّم أن يقوم بدراسة الحالات الفرديَّة للطلاب وكذلك المُعلِّمة مع المُتعلِّمات، لأنهما غير متخصصين في ذلك، ولكن كل مانطلبه منهما التعاون مع المرشد الطلابي أو المرشدة الطلابيَّة في متابعة المُتعلِّم أو المُتعلِّمة وتولي حل المشكلات الصغيرة الطارئة التي يتعرض لها التلاميذ أو التلميذات، كما يتعاون المُعلِّم والمُعلِّمة مع المرشد أو المرشدة على اكتشاف الحالات التي تؤثر في المسيرة الدراسية للتلميذ أو التلميذة، والتي تسبب للإدارة المدرسيَّة وللمُعلِّم أو المُعلِّمة حرجاً كبيراً، فالمُعلِّم والمدير ملزمان بالقيام بواجبهما التربوي تجاه طلابهما، إلى جانب ما يقوم به المرشد أو المرشده من أعمالٍ إرشاديَّة تمس جوهر العمليَّة التربويَّة في المدرسة، ومن أهم ما يفعله المُعلِّم في المجال الإرشادي اكتشاف حالات التلاميذ في وقتٍ مبكرٍ قبل أن تتفاقم المشكلة ويصبح حلها صعباً، فلم تعد مهمة المُعلِّم كالسابق حشو أذهان الطلاب بالمعلومات دون التعرُّف على ظروفهم الخاصة، ومساعدتهم في التغلُّب عليها. 

 

 

أنواع المشكلات

إن المشكلات التي تعترض لها الإدارة المدرسيَّة والمُعلِّم والمرشد أنواع. فهناك مشكلاتٌ بسيطةٌ تواجه المُعلِّم فيمكن أن يتعامل معها وينهيها في حينها مثل: الضحك في أثناء الحصة، وعدم أداء الواجيات المنزليَّة، والنوم في الصف، والشغب هذه أمورٌ يمكن أن يكتشفها المُعلِّم ويعالجها بنفسه، أما إذا ازداد ت الحالة سوءاً ويئس المُعلِّم من مساعدة تلميذٍ ما على حل مشكلته وذلك مثل تكرار عدم تأدية الواجب، أو إهماله المستمر وكسله وشغبه فيمكن إحالة هذا المُتعلِّم أو المُتعلِّمة للمدير أو المديرة الذي بدوره يحيل المُتعلِّم إلى المرشد أو المرشدة، أما إذا شعر المدير أو الوكيل بأنّ المشكلة صعبة ينبغي النظر فيها ودراستها فتحال إلى المرشد الطلابي أو المرشدة الطلابيَّة اللذين يقومان بدراسة حالة المُتعلِّم أو المُتعلِّمة بعمق بعد جمع المعلومات الكافية عنها وتشخيص الحالة واقتراح طرائق العلاج المناسبة، ومن هنا نقول إن المشكلات تنقسم إلى ثلاثة أقسام مشكلاتٍ بسيطة يتولاها المُعلِّم ومشكلاتٍ متوسطة يتولاها الوكيل أو الوكيلة ومشكلاتٍ عميقة يتولاها المرشد أو المرشدة. 

 

ولاكتشاف الحالة مبكراً فائدةً عظيمةً للطالب أو المُتعلِّمة حيث إنّه باكتشاف الحالة مبكراً يمكن القضاء عليها بسهولةٍ ونوفر على أنفسنا جهداً كبيراً، فالمشكلة إذا اكتشفت في المرحلة الابتدائيَّة وعولجت في حينها فإنها لن تزحف مع المُتعلِّم أو المُتعلِّمة عندما يجتازا المرحلة الابتدائيَّة إلى المراحل الأخرى ومن ثم يصعب علاجها، لذا فالتركيز على المرحلة الأوليَّة واكتشاف مايواجهه التلاميذ والتلميذات من مشكلات من أفضل الفترات التي تعالج فيها مشكلات الطفولة، كما أنه يجب أن يُركِّز المرشد الطلابي والمرشدة الطلابيَّة على الأسبوع التمهيدي للطلاب المستجدين والمُتعلِّمات المستجدات لاكتشاف ما يواجهون من مشكلات، صعوبات النطق، والتخلف العقلي، والخوف المدرسي، والبكم الإختياري، التبول اللا إرادي للتعاون مع الأسرة في علاجها قبل أن يبدأ الطفل في انتظامه في الدراسة لأن هذه الأمور لو أهملت فستصبح مشكلةً يترتب عليها مشكلاتٍ صعبة، ومن هنا كانت أهمية وجود مرشد طلابي ومرشدة طلابيَّة في المرحلة الابتدائيَّة. 

 

كيفيَّة التعامل مع الحالات بشكل سليم من قِبَلِ المُعلِّم أو المُعلِّمة

يجب أن ندرك حقيقة ينبغي للمعلم ألا ينسوها أو المُعلِّمة والمرشد الطلابي والمرشدة الطلابيَّة، وهي أنّه كلما تعاونوا في المساعدة على حل مشكلة المُتعلِّم أو المُتعلِّمة وفهمه أو فهمها، كان الفهم أعمق لنفسيَّة المُتعلِّم أو المُتعلِّمة لأن المُعلِّم أو المُعلِّمة أعرف الناس بطلابهما أو طالباتهما فقد يعرفون عن الطلاب والمُتعلِّمات أشياء قد تخفى حتى على المرشد الطلابي أو المرشدة الطلابيَّة نفسها، وحتى على ولي الأمر أيضاً، لاسيما إذا كان المُعلِّم أو المُعلِّمة مخلصين في عملهما يحظيان بثقة المتعلمين والمُتعلِّمات، نحن حقيقةً في المجال التربوي التعليمي نعالج مشكلات طلابنا بالحب والود والتوجيه ولا نعالجهم بالضرب والتوبيخ والتأنيب، إن هذه الأمور تبعدنا عنهم وعن مشكلاتهم فلا يمكن أن يصارح طالب أستاذه وهو يكرهه، أو اتخذ منه موقفاً معادياً، كما أنه لا يمكننا تعديل سلوك طلابنا ونحن بيننا وبينهم جفاء وعداوة. 

من الأمور المهمة في تأهيل المُعلِّم أو المُعلِّمة معرفتهما لمراحل النمو لكي يحسنا معاملتهما لطلابهما، فمعاملة الطفل في المرحلة الابتدائيَّة تختلف عن معاملته في المرحلتين المتوسطة والثانويَّة لأن هناك تغيرات تحدث في فترة المراهقة محدثةً لدى المراهق أو المراهقة تغيراتٍ نفسيَّة واجتماعيَّة وجسميَّة تقلق المراهق أو المراهقة، فتجعلهما يتصرَّفان تصرُّفات غريبةٍ تزعج الوالدين والمُعلِّمين والمُعلِّمات، وإذا أحسنا التعامل معها مرت فترة المراهقة بسلام. 

 

مراعاة الفروق الفرديَّة بين التلاميذ

الفروق الفرديَّة تعني أن الطلاب يختلفون في قدراتهم واستعداداتهم، فإذا عامل المُعلِّم طلابه معاملةً واحدةً دون النظر إلى هذه الفروق أخفق في تدريسه، لذا ينبغي للمُعلِّم وللمُعلِّمة أن يدركا أنّ المتعلمين والمُتعلِّمات ينقسمون إلى ثلاث فئات، طلابٌ متفوقون، طلابٌ عاديون،  طلابٌ متأخرون دراسياً، الطلاب المتفوقون يفهمون شرح المُعلِّم للمرة الأولى والطلاب العاديون يفهمون الدرس للمرة الثانية والطلاب المتأخرون دراسياً (بطيئو التعلُّم) لا يفهمون شرح المُعلِّم إلا للمرة الثالثة أو الرابعة، لذا ينبغي للمُعلِّم وللمُعلِّمة أن يعلما أن الطلاب والمُتعلِّمات لا يتساوون في قدراتهم واستعداداتهم ومن الخطأ الشنيع أن يوصف أحد الطلاب لتأخره في فهم المادة الدراسيَّة بالغباء من قِبَلِ المُعلِّم لأن هذه الكلمة خطيرة جداً، فقد قال لي أحد مديري المدارس المتوسطة جاء إلي أحد الطلاب وقال أرجو أن تسلم لي ملفي قلت له ما السبب قال لي أنا غبي ومادمت غبياً فما الذي يدفعني إلى البقاء في المدرسة؟ فأنا لن أنجح قلت له ومن قال لك ذلك؟ قال المُعلِّم الفلاني إن التلميذ يأخذ فكرةً عن ذاته ممن حوله لاسيما من يعتقد بأنهم أعلى منه قدراً ورتبةً كالآباء والمُعلِّمين فيحكم على نفسه من خلال ما يقولونه عنه، إذاً كيف يتعامل المُعلِّم مع طلابه ذوي الفروق المختلفه؟

 

  1. من حيث الشرح ينبغي للمُعلِّم وللمُعلِّمة أن يشرحا مراراً وتكراراً حتى يتأكدا أن معظم التلاميذ والتلميذات قد فهموا الدرس.
  2. عند وضع الأسئلة يجب أن تكون أسئلة الاختبار متدرجة من السهولة إلى الصعوبة بحيث يستطيع أن يجيب عنها جميع فئات الطلاب والطالبات فلا تكون صعبة بحيث لا يستطيع أن يجيب عنها سوى الطالب المتفوق أو الطالبة المتفوقة، ولا تكون سهلة بحيث يجيب عنها جميع الطلاب والمُتعلِّمات، يجب أن تكون أسئلة المُعلِّم أو المُعلِّمة مقياساً دقيقاً لاستيعاب المُتعلِّم أو المُتعلِّمة للمادة العلميَّة، فالأسئلة ليست تحدياً للطلاب أو الطالبات ولا اظهاراً لعضلات المُعلِّم أو المُعلِّمة أو انتقاماً من الطلاب والطالبات.
  3. يجب ألا يجرح المُعلِّم أو المُعلِّمة شعور الطلاب أو الطالبات الذين لم يفهموا الدرس أوَّلَ وهلة فيعتقد أو تعتقد بأنهم مهملون أو أغبياء والواقع أن قدراتهم لا تساعدهم على الفهم السريع.
  4. يجب أن يميز المُعلِّم الفرق بين صعوبات التعلُّم وبطء التعلُّم والتخلف العقلي والتأخر الدراسي.
  5. ينبغي للمُعلِّم أو للمُعلِّمة أن يدرك أن الطلاب أو الطالبات يختلفون فيما بينهم من حيث قدراتهم واستعداداتهم فهم كذلك يختلفون في أنفسهم فقدرات المُتعلِّم أو المُتعلِّمة متفاوتة فطالب مثلا يتفوَّق في الرياضيات ولكن تجد مستواه أقل في مواد اللغة العربيَّة وقد يكون العكس.

 

ما الفرق بين صعوبات التعلُّم وبطء التعلُّم؟

يخطئ بعض المُعلِّمين والمُعلِّمات عندما يخلطون بين صعوبات التعلُّم وبطء التعلُّم والتأخر الدراسي، فبطء التعلُّم هو مجرد قصور في إحدى القدرات الخاصة نتيجةً لخللٍ في الجهاز العصبي المركزي يستوجب عنايةً خاصةً، وصعوبات التعلُّم من البرامج الخاصة التي تعنى به الإدارة العامة للتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم ويوجد في بعض المدارس مُعلِّمين متخصصين في صعوبات التعلُّم وغرف للمصادر يدرس فيها الطلاب الذين يعانون هذه الصعوبات، فالطفل ذو الصعوبات في التعلُّم هو من يعاني صعوبة الإتيان بمهارة أو أكثر من المهارات الست اللازمة للتعلُّم مثل القراءة والكتابة والرياضيات (مهارات أكاديميَّة) أو الفهم أوسؤء استخدام اللغة، أو الإدراك أو الحفظ (مهارات نمائيَّة) ويمكن مساعدة الطفل عن طريق غرفة المصادر في وقتٍ ما في أثناء الدوام الدراسي بالتعاون مع مُعلِّم المادة ومُعلِّم صعوبات التعلُّم والمرشد الطلابي حتى يكتسب الطفل هذه المهارة علماً بأن قدرات التلميذ على العموم جيدة فذكاؤه متوسط أو فوق المتوسط، أما التلميذ الذي يعاني من بطء في التعلُّم فيختلف عن الطفل الذي يعاني صعوبات التعلُّم، فالطفل الذي عانى بطءَ التعلُّم يكون لديه تدنٍ في قدراته العقليَّة بشكلٍ عام ومستوى ذكائه أقل من المتوسط ودرجته حسب اختبار نفسي مقنن تقع من (70-90) درجة ولكنه لا يصل إلى درجة التخلف العقلي البسيط، هؤلاء التلاميذ يعاملون على أساس أن قدراتهم العقليَّة لا تمكنهم من مجاراة زملائهم العاديين والمتفوقين، ونسبة إجادتهم في الصف الواحد تقع ما بين (1-4) ومع الأسف الشديد إن هذه النوعيَّة من التلاميذ على الرغم من كثرة وجودها في مدارسنا فإنّ المدرسة التي عدد طلابها (400) طالب يكون عدد الطلاب الذين يعانون بطء التعلُّم فيها تقريباً (100) طالب وهو عدد كبير وبرامج التربية الخاصة لا تطبق عليهم لأنهم غير معوقين ووزارة التربية والتعلُّم إلى الآن لم تهتم بهم ومعنى ذلك أن نسبة كبيرة من الراسبين والمتسربين من الدراسة منهم لعجزهم عن مواصلة الدراسة وفي ذلك فاقد تربوي كبير وخسارة فادحة للوطن بسبب ما أنفق عليهم من أموالٍ طائلةٍ بدون فائدة فهم في الغالب لا يستفيدون من فرصة التعليم المتاحة لهم، لذا ينبغي للمُعلِّم الاهتمام بهذه النوعيَّة من الطلاب وإعادة الشرح لهم وعدم رميهم بالغباء والكسل لأنهم لا يستطيعون التقدُّم في الدراسة لمحدودية قدراتهم مهما بذلوا من جهد فتقديراتهم لا تتعدى الجيد.

 

منهم المتخلفون عقلياً؟

المتخلفون عقلياً هم: أولئك التلاميذ الذين يعانون نقصاً في قدراتهم العقليَّة ولاتسمح لهم ظروفهم الخاصة بالالتحاق بمدارس التعليم العام بل يلحقون بمعاهد التربية الفكريَّة والمتخلفون عقليا ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

  1. تخلف بسيط ودرجة ذكائهم تقع بين (70-50( وهؤلاء يلتحقون بمعاهد التربية الخاصة (الفكريَّة) وهم الفئة القابلة للتعلُّم والتدريب ولهم مناهجهم الخاصة.
  2. تخلف متوسط ودرجة ذكائهم ما بين ال (50-25) وهؤلاء غير لكنهم قابلين للتعلُّم ولكنهم قابلون للتدريب فقط.
  3. تخلف عقلي شديد وهؤلاء درجة ذكائهم تقع ما بين (25- صفر) وهؤلاء غير قابلين للتعلُّم ولا للتدريب ويحتاجون إلى رعاية خاصة وتتولى أمرهم وزارة الشؤون الاجتماعيَّة.

 

من المُتعلِّم المتأخر دراسياً؟

المُتعلِّم المتأخر دراسياً: هو الذي يكون تحصيله الدراسي أقل من مستوى تحصيل زملائه في الصف فهو يتمتَّع بذكاءٍ جيدٍ ولكنه يتعثر في دراسته نتيجةً لظروفه العائلية أو مرضه وعندما تتحسن حالته يعود لوضعه الطبيعي وقد يكون من المتفوقين، فاللصوص من أشد الناس ذكاءً ولكن ذكاءهم لم يوجه ولديهم مشكلاتٍ لم تحل فهم في الغالب ينحدرون من أسر مفككة. والله أعلم.