كيف تحافظ على هدوئك في وجه العاصفة الصفية ؟



حاول أن تخصص وقتاً إضافياً لتضع مخططا تفصيليا لبرنامجك التنظيمي. فكر بدقة في الأشياء التي ستحتاج إليها، واكتب قائمة رئيسة خاصة بكل صف. وفي كل صف يجب عليك أن يكون معك:

  1. قوة التنظيم

حاول أن تخصص وقتاً إضافياً لتضع مخططا تفصيليا لبرنامجك التنظيمي. فكر بدقة في الأشياء التي ستحتاج إليها، واكتب قائمة رئيسة خاصة بكل صف. وفي كل صف يجب عليك أن يكون معك:

  • حقيبة واحدة فيها لوازمك الأساسيَّة من تحضير وسجل درجات وغير ذلك.
  • قرطاسية إضافية.
  • أوراق عمل أو كتب بعدد طلاب الصف.
  • أي شيء خاص بالأنشطة المطلوبة للدرس.

فإن فعلت ذلك فستجري أمورك بسهولة ويسر، وستزيد في فرص نجاح درسك.

 

2. كُن إيجابيا:

من العادات الرائعة أن تجعل جو الدرس مشجعاً من خلال استعمال عبارات إيجابيَّة. فعوضاً من أن تقول مثلا: "لقد نبّهتك مُسبَقاً لأن تكف عن الكلام، ولكنك مصرٌّ على إزعاجي"، يجب عليك أن تقول: "ممتاز، يبدو أنّ أغلب الطلاب قد التزم الصمت. إلّا أن هناك بعض الطلاب لمّا يسكتوا بعد، وأنا مازلت أنتظر".

إنّ هذا الأسلوب يساهم في تحقيق النتائج التي تريدها، وينشر جواً إيجابياً. ويمكنك استخدام هذه الطريقة في جميع التعليمات الصفيَّة ولأيّ نوعٍ من أنواع السلوك. ومع نبرة صوتك الحازمة يبقى مضمون الرسالة: "جيد، هذا هو المطلوب".

 

3. توقف عن الصراخ

ماذا لو فعلت كل ما في وسعك لضبط الصف وجذب انتباهه، ومع ذلك بقي الصف في حالة فوضى؟ من الطبيعي حينئذٍ أن تبدأ بالصراخ. ولكن ماذا تفعل إذا ما صرخت في وجوههم بما يكفي ومع ذلك لم يُعرك الصف أي اهتمام؟

أذكر أنّني عندما بدأت بالتدريس كنت أصرخ وأصرخ، إلّا أنّني وجدت في النهاية أنّ الصراخ قد استنفد قواي واستهلكني، ويا ليته نفع فعلاً، والأسوأ من ذلك هو أنّ صوتي قد تأذى، وصار الدّرس الذي يليه أصعب وأقسى. ولكن مع مرور السنين قمت بتطوير عدة استراتيجيات وأساليب تعفيني من حاجتي إلى الصراخ:

  • قف وانتظر، وفي عينيك نظرة مُحدَّدة.
  • اخفض صوتك حتى يصعب على الطلاب سماعك مما يضطرهم إلى الإنصات.
  • توقف قليلاً في أثناء كلامك وأنت تَحدُّ النظر لثوانٍ في وجه من تكلمه. إنّها طريقةٌ رائعة، ولكن يجب عليك أن تتدرب على لحظات السكوت هذه حتى لا تؤدّي المبالغة في ذلك إلى تعليقات ساخرة من الطلاب.
  • ارفع يدك عالياً وانتظر حتى يسكت الطلاب.

 

ويبقى للصراخ أثره المذهل، ولكن ليس أيُّ صراخ. إنّه الصراخ المدروس. فبعد أن تتبع كل الطرائق المذكورة أعلاه وما يزال أحد الطلاب يُشاغب، فما يجب عليك إلّا أن تصرخ بكلمةٍ واحدة مثل: "ماذا بعد؟" وعد بعد ذلك مباشرة إلى نبرة صوتك المنخفضة. فإذا كانت تلك الصرخة مدروسة، وأتت في وقتها المناسب، ووجهت توجيهاً صحيحاً فستكون أفضل بكثير من الصراخ طوال الدرس.

 

4. أهمية لغة الجسد:

كثُر الحديث عن لغة الجسد، وكيف أنّها تعبر بدقة عن صاحبها. وفي الصف ستجد أنّ للُغة جسدك وإدراكك أهميةٌ فعَّالة. إذا قُمت بوضع بعض الأفكار العمليَّة التي قد تنفعك فيما يتعلَّق بضبط السلوك المشاكس. لا تنس أنّك منذ أن تدخل غرفة الصف أنت على المسرح أمام ما يقرب من ثلاثين زوجاً من العيون تراقبك، وتقومك، وتتصيّد لك الهفوات، وتبحث عن الدلالات:

  • هل أنت لين؟ عصبي؟
  • هل تعرف ماذا تفعل بالتحديد؟
  • هل أنت على قدر جيد من الخبرة؟

 

هذه هي نوعيَّة المعلومات التي تكشفها لغة جسدك باستمرار، وهنا تذكر بأن:

  1. تكون نظراتك وحركاتك واثقة.
  2. تقف بقامة مستقيمةٍ ولا تُحني ظهرك.
  3. تجوّل بعينيك متفحصاً الطلاب باستمرار.
  4. تُظهر لهم دائماً أنك على علمٍ بما يجري من حولك من خلال تنبيههم إلى ما تلاحظه عليهم.
  5. تتّخذ إشاراتٍ يفهمون من خلالها ماذا تريد منهم.
  6. تتحرك بين الطلاب بكلّ ثقة.
  7. تكون أوراقك اللازمة في متناول يدك حتى لا تجد نفسك تائهاً داخل حقيبتك بحيث لا تستطيع مراقبة ما يجري في الصف.
  8. تكون على مرأى من الطلاب عندما تشير إلى السبورة أو أي وسيلةٍ بصريَّة مع تحديدك للشيء المطلوب رؤيته.
  9. تقفَ في مكانٍ يُمكّنك من التحكُّم بكامل الصف وتوجيه التعليمات.
  10. وإذا وقفت في آخر الصف والتفت أحد الطلاب ليرى ماذا تفعل فأشر إليه بأن يعود إلى عمله، واستمر في وقوفك الواثق.
  11. تكون دائم الانتباه إلى حركتك بأن تتجنب العجلة والارتباك.

 

روعة الإشارات

في أغلب الأحيان ترى المدرّسين يتكلَّمون كثيراً في حين لا يلقي الطلاب بالاً لكثيرٍ مما يقولهُ المدرّسون (فقد توصلوا إلى أساليب تجعلهم يبدون وكأنّهم يستمعون جيداً إليك). لذا أنصحك بأن تُقلِّل الكلام وتوفّر الجهد من خلال اتخاذ مجموعةٍ بسيطةٍ من الإشارات. وإليك أربعة أمثلة اخترتها بنفسي وقد نفعتني:

  1. ارفع إحدى يديك عالياً، وضع سبابة اليد الأخرى على فمك بعض الوقت في بداية الدرس، أو كلما أردت أن يصغي الطلاب إليك، وستجد أنّها طريقة جيدة لجذب انتباههم دونما الحاجة إلى الصراخ.
  2. إذا كان أحد الطلاب منشغلاً عن أداء ما كلفته فنبّهه إلى ذلك بأن تشير بإصبعك إلى كتابه.
  3. إذا نسي أحد الطلاب أن يخلع معطفه أو قبعته فقم بحركة كأنك تخلع معطفك أو قبعتك وأشر إليه ليفعل ذلك.
  4. يمكنك كتابة كثيرٍ من التعليمات على السبورة وخصوصا التعليمات التي في بداية الدرس مثل: (اكتب العنوان وانسخ الجملة في دفترك).

 

هناك العديد من الأمثلة، وستجد بنفسك ما يلائمك منها. ولكن المهمّ فيها جميعاً هو أن تستمرّ عليها، وأن تجعل إشاراتك الصامتة واضحةً وبسيطة. وعندما تداومُ على استعمالها سيعتادها الطلاب ويتجاوبون وإيّاها. وبغضّ النّظر عن أيّ شيءٍ آخر يكفيك أن تُريح صوتك من الصراخ.

 

تنمية النّظرة

للنّظرة أهميتها الخاصّة ضمن أسلحة المُدرّس. ومن المفيد هنا أن تدرّب نفسك عليها مُسبَقاً. والنّظرة أساساً طريقةٌ لترى الطلاب، من غير كلام، أنّك غيرُ راضٍ عمّا يجري. وإذا استعملتها بالشكل المناسب والوقت المناسب فإنّها ستؤدي دوراً رائعاً، ولكن لا تكثر من استعمالها.

 

ولنضرب مثالاً على ذلك:

إذا قاطعك أحد الطلاب في أثناء شرحك لفقرةٍ ما، فتوقف عن الكلام، ولو في وسط الجملة، وحدق النظر في المُتعلِّم المَعني. ولكن عليك أن تنتبه إلى مدة النظرة، فإذا طال التحديق فإنّه سيجرُ تعليقاتٍ غير مرحّبٍ بها، وإذا كان قصيرا فإنّه لن يكون له التأثير القوي المؤثر.

وكطريقة للتّوقيت قل في نفسك (عندما تنظر إلى أحدهم): "مئة ألف وواحد. مئة ألف واثنان. مئة ألف وثلاثة" وبعد ذلك أبعد نظرك، وتابع ما كنت تفعله من قبل، وأضمن لك أنّك ستجد هذه الطريقة قويَّة التأثير.

كُن مهذبا تكُن قويا

إذا أساء الطلاب الأدب معك فعليك أن تبقى مهذباً وهادئاً وتحسن الردّ عليهم. فبهذه الطريقة تذكرهم باستمرار بـ "كوني مؤدباً معكم أريدكم أن تكونوا مؤدّبين معي". فإذا التزمت هذا المستوى فستمتصُّ انفعالاتهم بأدبك وسيحترمونك لذلك. وهذه الفكرة مرتبطة بالفكرة السابعة التي تكلمنا فيها عن موقفك في الصف.

 

من موقع بلاغ