كوتشينغ المُحفّزين، ابداع لحظات كوتشينغ عظيمة

عند التفكير بم يميز الكوتشينغ العظيم عن الكوتشينغ الضعيف، اتذكر محادثة كنت قد سمعتها سابقاً في أول مسيرتي المهنية. كان عمري وقتها 20 عاماً وكنت ذا شخصية منطلقة جداً فاقت انجازاتي بمراحل كبيرة (بمعني آخر كنت شخصاً عادياً في عمر 20 سنة !) وكنت وقتها اريد الاتصال بممارس الكوتشينغ السيد جاك وبالكوتش السيدة جيل Jill حيث كان جاك هو القائم بالتنظيم والتحكم وكانت جيل مديرة المكتب الأمامي في الفندق الضخم الذي نعمل جميعاً فيه. انا كنت مساعد مدير الطعام والشراب.

 
 



أراد جاك وقتها ان يقوم بتطبيق نظام جديد لشراء المواد، لكن افكاره لم يفهمها المدراء الآخرون بشكل جيد فقام جاك بسؤال جيل للمساعدة في الاستماع للخطة والمساعدة في انشاء طرق لتوليد الافكار وذلك لجعل الخطة افضل من حيث التطبيق. كانت جيل في البداية معارضةً للتعليق او حتى النقد لكن في تلك اللحظة قامت جيل بطرح اسئلة رائعة وعظيمة والتي ساعدة جاك على التفكير ومشاركة  الاسباب التي كان المدراء الآخرون قلقون بشأنها. كان لدى جيل آراؤها الخاصة لكن جاك كان يريد شخصاً فقط ليساعده ليفهم ويرى ما يعرفه جاك بالفعل، لن تنجح خطته إلا إذا كان أكثر مرونة ولطفاً.

استطيع ان اتذكر كيف انني كنت اظن ان جاك إذا طلب مني طرح نصيحة عليه، كيف انني سوف اقفز وسوف اخبره بما يساعده على التغيير وما هي الاسباب وراء ذلك، لم يكن جاك يريد هذه النصيحة وهذه الطريقة في طرح النصيحة. لقد كان جاك متجاوباً اكثر مع افكار واسئلة جيل حيث امتنعت جيل عن اعطاء النصيحة فقامت فقط بالاستماع بشكل جيد.

كان جاك متحمساً جداً لتغيير اقتراحه في نظام الشراء وذلك بعد محادثة الكوتشينغ، وقد حازت الخطة الجديدة على انطباع جيد لدى فريق الادارة. لقد كانت محادثة الكوتشينغ مختصرة وفعّالة لكنها كانت حميمية وعميقة وقامت بالتحفيز.

 

ما هو الكوتشينغ؟

الكوتشينغ هي خدمة تُتاح لنا لكي نقوم بتقديمها للأشخاص الذين يريدون مساعدتنا. يمكن تقديمها عن طريق المحادثة الشخصية او عبر الهاتف او عبر الكتابة او عبر طرق مختلفة اخرى. يمكن ان يبدو الكوتشينغ كالكثير من الاشياء الاخرى وذلك اعتماداً على احتياجات وطلبات الشخص. قد يبدو الكوتشينغ مثل الشخص الذي يقوم بالإرشاد في مغامرة في الطبيعة حيث يُطلب منا مشاركة ما نراه وما نسمعه وما نفكر به للجميع . قد يبدو الكوتشينغ كحضور حفلة موسيقية حيث نقوم فقط بالاستماع ونترك الاشخاص يشاركون آرائهم. في كثير من الاحيان يبدو الدور الذي يقوم به الكوتش مثل قائد لعبة ألغاز حيث يكمن عملنا في ملاحظة اجزاء اللغز والقيام بعرض الملاحظات وطرح الاسئلة التي تُساعد الاشخاص على تجميع رؤاهم واهدافهم وطرق التقدم إلى الامام.

وكما هي حبّات الثلج المتساقطة، كل لحظة هي لحظة فريدة في الكوتشينغ. وإليكم التعريف الأساسي للكوتشينغ: الكوتشينغ هي محادثة تطويرية يقوم بطلبها والترحيب بها والتشجيع عليها شخص، حيث تساعدها هذه المحادثة على تحقيق اهدافها بشكل افضل.

لذا يجب ان تكون اهداف الكوتشينغ واضحة وذلك بالاعتماد على تعريفي الشخصي للكوتشينغ، يجب ان يقوم بالكوتشينغ بمساعدة الشخص للتقدم للأمام وذلك بطريقة صغيرة او كبيرة. إن الكوتشينغ الرائع يشحن الشخص بالإلهام، الافكار الجديدة، وضوح الرؤية، الطرق المُختصرة، التركيز، المعرفة او بعض التراكيب من انواع الارتقاء هذه.

 
الكوتش الذي يقوم بالتحفيز:

تخيّل نفسك تمشي في الغابة بخطى كبيرة وفي طريق صخري غير معبّد وقد اصبح هذا الطريق موحلاً بسبب الامطار حيث تقوم الرياح الشديدة باقتلاع الشجيرات من جذورها وتكسر الاغصان التي تتناثر في مسيرة طريقك هذا حيث تظهر الشمس نادراً من بين الشجيرات الخضراء. تختلف سرعتك وانت تمشي في طريقك الصعبة حسب الظروف المحيطة وتتأرجح مشاعرك بين التفاؤل، النجاح، الحيرة والضجر. إن الطريق يبدو اطول مما قد تخيلته سابقاً وتشعر بالتعجب فيما إذا كنت تستطيع الوصول لوجهتك ام لا.

عندها حدث فجأة شيئاً جعلك تسرع في طريقك، لقد اكتشفت طريقاً مختصرة حيث ساعدك شخص في ايجاده ووجدت أيضاً الأداة التي تساعدك في طريقك وهي العصا الممتازة التي تريدها، قامت اشعة الشمس بإرشادك إلى مساحة ممتازة لتعديل اتجاهاتك وقد انقشع الضباب واصبح الطريق واضحاً الآن. حصل شيئاً جعل رحلتك اسهل وقد شعرت بالتحفيز.

الكوتش العظيم هو من يحفّز في الأشخاص شعلة الذكار، وبصريح العبارة فإن التحفيز هو ما يرفع نسبة التفاعل في المواد الكيميائية في جسدنا. وعلى الرغم من ان الاشخاص الذي يقومون بتحفيز من حولهم يساهمون في ردات الفعل لكنهم لا يتأثرون بها. هناك الكثير من التحفيز في نهاية ردات الفعل كما هي كانت في بدايتها. وهناك بعض الحالات التي تلزم القيام بالقليل من التحفيز وذلك لزيادة نسبة ردات الفعل.

يقوم الناس المُحفزون بإيجاد اسهل الطرق لكي تحدث ردات الفعل. إن تشخيص هذا الموضوع يمكن تمثيله بالجسر فوق الوادي، حيث عند انعدام الجسر فإن اجتياز الوادي ممكن فقط عند النزول إليه واجتياز العديد من الطرق الوعرة. ولكن مع وجود الجسر فإن اجتياز الوادي يتم بكل سهولة وبجهد اقل. إن الجسر لا يقوم بتقليل الجهد المبذول لاجتياز الوادي بل ما يقوم به هو اعطائنا الطريقة البديلة لتحقيق نفس الهدف.

يمكن لأي شخص ان يقوم بتحفيز الآخرين، لربما قمت بتحفيز أحدهم الاسبوع الماضي. إن الكوتش العظيم هو قبل كل شيء يقوم بالتحفيز، حيث يرشدون الناس للتقدم إلى الامام وذلك بجعل الامور تصبح اكثر سهولة. إن جرعة كبيرة من الالهام او الوضوح يجعلهم مندفعين نحو العمل واجراء المحادثات او إلى المزيد من تجارب بحيث يتم شحن جهودهم.

المصدر
ترجمة: مالك اللحام