كتاب "كيف تدير التدريب"

ينطلق كتاب "كيف تدير التدريب" من فكرةٍ بسيطةٍ واضحة، وهي أنّ مُدراء التدريب ليسوا على نفس السويّة بالفطرة. قد يكون هذا الكتاب أوَّل كتاب، وعلى الأرجح الكتاب الوحيد في ميدان التدريب، الذي يُقرُّ بحقيقة أنّ المدراء في مجال الأعمال يأتون من خلفيات ومجالات مُتنوِّعة بشكل كبير ويدخلون عملية التعليم التي تقدِّمها إدارة التدريب من خلال مراحل ومستويات متنوّعة. انطلاقاً من هذه النقطة، يقدّم هذا الكتاب المساعدة بطريقة مضبوطة مُختَبرة، ليس فقط من خلال تنوُّع المحتوى من حيث مجالات الإدارة ولكن أيضاً من خلال الاعتراف بتنوّع واختلاف المدراء.



مع ما تشهده السنوات الأخيرة من إفلاسٍ للعديد من الشركات وتسريحٍ للعمّال وتخفيضاتٍ في أعداد الموظفين, ولجوء الشركات إلى الموظّفين والعمّال من خارج ملاكها للقيام بأعمال مهمّة, والتغيُّرات في نظم الإعانات على امتداد الولايات المتحدة, فإنـّنا نشهد ظهوراً مُتزايداً لمستشارين مُستقلِّين وشركاتٍ استشاريّة تقدّم خدمات التدريب بجميع أنواعها. قدّرت الجمعيّة الأمريكيّة للتدريب والتطوير (ASTD), والتي تأسست في مدينة الاسكندريّة في ولاية فرجينيا, بأنّ 20% من العمل ـ تصميماً وتقديماً ـ في الشركات الأمريكيّة يتمّ عن طريق مستشارين أو كادر من المتعاقدين. ازداد عدد المستشارين في مجال التدريب, والتعليم, والأداء, وإدارة الموارد البشريّة سنويّاً وبشكل ثابت منذ العام 1995, وسيجد هؤلاء المحترفون في كتابنا هذا "كيف تدير التدريب" فائدة عظيمة. بالإضافة إلى ذلك, سيجد مدراء التدريب ومدراء إدراة الموارد البشريّة الذين يحتلُّون مواقع وظيفيّة نافذة ذات مسؤوليَّات تنفيذيّة فوائد كبيرة أيضاً من اعتماد مقاربة "كيف" وخصوصاً القوائم التي تهدف إلى توسيع آفاق التفكير. سيكتشف المدراء التنفيذيّون بسرعة آفاق وجهات النظر المتنوِّعة التي ينطوي عليها التدريب، وسيكون هذا الكتاب عوناً لهم في اتّخاذ القرارات الصحيحة في المجالات الواسعة التي تنطوي ضمن مسؤوليّاتهم.


المراجع الأساسية التي تضمّنها الفصل العاشر، والملحق الشامل الذي يتضمّن تلخيصاً لبعض أفضل الآراء في هذا المجال تُقدّم معلومات ذات أهميّة خاصّة للأشخاص الذين يقع ضمن مجال عملهم "التفكير بالصورة الكبيرة" وهيكلة وتأطير عمليّة التدريب. سيجد كلٌّ من مدراء التدريب والمدرّبين على حدٍّ سواء، وبغضّ النظر عن موقعهم الوظيفي، ضمن هذا الكتاب كلَّ الأدوات التي يحتاجونها وأمام أيّ تحدٍّ تعليميٍّ يواجهونه.


نجد هذه الأيام أنّ المنظّمات التي تخلّت عن الهرمية القديمة، والموظفين الذين مُنحوا الثقة والصلاحيّات، والفِرَق كان لها الدور الكبير في إيجاد المدرّبين ووضعهم في مواقع لم يكونوا فيها من قبل. ستجد هذا الكتاب بكلّ أجزائه وكأنه قد فُصّل وفق طلبك تماماً، وفوق كلّ شيء سترى أنّ هذا الكتاب هو أداة طيّعة بين أيدي مدراء التدريب وكذلك بين أيدي أولئك المسؤولين عن تصميم وتنفيذ وتقديم التدريب.


لقد ركّزتُ في هذا الكتاب على قضايا إدارة التدريب ذات العلاقة بالتغييرات التي يمكن أن نتوقّعها عند انتقالنا عبر العقد الأول من الألفيّة الجديدة، وكذلك على الأدوات التي ستحتاجها لصياغة عملية التدريب الصحيحة الصالحة للاستمرار. تتضّمن ميزات هذا الكتاب:

  • أكثر من 200 قائمة واستمارة وشكل ومخطّط.
  • تحليل موجز بليغ للمسائل ذات الأهميّة.
  • فقرات خاصّة تفصيليّة للمعلومات الإضافيّة ذات الصلة.
  • مناقشات متسلسلة ضمن فصول تتناول الفعاليّة في العمل، حتى في الأوقات الحرجة، عندما تكون ميزانيّتك ضيّقة ومواردك محدودة.
  • ملحق يتضمّن مراجعة مُعمّقة للكتابات الخاصة بالمجال الأساسيّ الذي هو "التعليم في مواقع العمل".
  • ملحق موسّع بالمراجع التي تتمحور حول إدارة التدريب.

يعتبر الملحق كتاباً ضمن كتاب، وقد وُضِع ليزوّد مدير التدريب بمناقشة مُركَّزة تتناول المقوّمات الأساسيّة لتصميم التعليم، وعلم النفس التربوي، والتطوير المؤسّساتي والتي تعمل مجتمعة على خلق البيئة المناسبة لنقل وتحويل التدريب من أسلوب الكتيّبات والعروض إلى مجال عمل الموظّفين والكوادر الأساسيّة في الشركات. الملحق هو عبارة عن دليل يقوده النموذج المـُتَّبع في التعليم، سواء الفرديّ المستقلّ أو عن طريق المنظّمات.

لقد تمّت صياغة كتاب "كيف تدير التدريب" ليعطي للأشخاص الفاعلين، وللمحاضرين، ولصانعي القرار في المنظّمات المتعلِّمة إرشادات واضحة وأفكاراً وتقنيات قابلة للتطبيق الفوريّ لإنجاز التدريب الناجح ذو الفعاليّة الاقتصاديّة المناسب لبيئة العمل التي نعيشها حالياً والتي تتّصف بأنها بيئة سريعة التغيّر وتعتمد بشكل متزايد على الموارد البشريّة. إنـّه أداة مفيدة في متناول أي شخص يشغل منصب مدير التدريب، كما يقدّم الرؤيا المستقبليّة في مجال التدريب لأولئك الذين يسيرون على طريق الوصول إلى إدارة التدريب.

يتوجّه هذا الكتاب للمدرّبين الذين يشغلون مجموعة كبيرة من المناصب مثل:

  • نائب مدير التدريب والتطوير.
  • مدير الموارد البشريّة.
  • مستشار تعليمي.
  • مسؤول المعرفة.
  • مسؤول التعليم.
  • مسؤول استراتيجيّات التعليم.
  • مدير الذاتية (أو مدير شؤون الموظّفين).
  • مدير التدريب.
  • مدير التدريب والتطوير.
  • منسّق التدريب.
  • مشرف التدريب.
  • مدير خدمات التعليم.
  • مدير تدريب إجراءات السّلامة.
  • مدير ضمان الجودة.
  • مُسهّل.
  • اختصاصيّ تدريب.
  • مدير التعليم المستمرّ.
  • مدرّس.
  • مدرّب.
  • مصمّم التدريب.
  • مسؤول التقييم.
  • مُقدم المشورة والنصح.
  • مؤلف دورات.
  • اختصاصيّ مادّة البحث.
  • التقنيّ التعليميّ.

 

ماذا تتوقع من هذا الكتاب؟

لقد وضعتُ في كتاب "كيف تدير التدريب" جميع الأدوات التي تحتاجها لإدارة عملية التدريب الخاصّة بك، ووصفتُ بطرقٍ متماسكة الأفعال التي يجب أن تقوم بها لتجعل من التدريب عمليّة مفيدة للمتدرّبين ولأسس الشركة التي تعمل فيها؛ وقد وضعتُ ضمن هذا الكتاب أيضاً نصائح محدّدة تتجاوز من خلالها الأوقات الحرجة عند نقص الموظّفين أو قلّة الميزانيّة أو الفترات والمساحات المحدودة أو ضيق الوقت، بالإضافة إلى الأوقات التي تتمتّع فيها بالميزانيّات الوافرة والكوادر الكافية.


يتضمّن هذا الكتاب الكثير من الفقرات التي تجيب على أسئلة "كيف سـ...؟" وتتضمّن تقنيّات عمليّة مُثبَتة تمكّنك من تدريب القوى العاملة لديك بفعاليّة كبيرة ضمن حقيقة وواقع بيئة العمل المتغيّرة بشكل سريع. ضمن هذا الكتاب أيضاً حاولتُ أن أتوجّه بشكل صحيح ودقيق إلى قلب إدارة التدريب وتصميمه وتنفيذه بلغة سهلة الفهم وصيغ عمل سهلة التطبيق توجّهُها النتائج التي ترجوها مستغنيةً عن ما هو زائد وسطحيّ وغير ضروريّ.


يُعنى هذا الكتاب بالمدير النشيط الذي يحتاج أن يختار بسرعة ويطبّق بفعالية وسائل الإدارة الصحيحة. لقد قدّمنا مجموعة كبيرة ومتنوعة من القوائم والاستمارات التي تُمكّن المدراء وعلى اختلاف مستويات خبراتهم من انتقاء ما يحتاجونه تماماً.


يُعتبَر التدريب الجيد وسيلة دعم فعّالة للعمل الجيد، ويحتاج مدراء التدريب الجيدون لمعرفة ما يجعل من التدريب عملية نافعة وكيف يقومون به بفعالية حقيقية. ستساعدك قراءة هذا الكتاب على فهم ما يجعل من التدريب عملية ذات جدوى اقتصادية وتقودك إلى تأدية مهمات التدريب بسرعة وأناقة. كما أقترحُ في هذا الكتاب طرقاً تجعل من التدريب عربة لتطوير المنظّمات وتؤكد على تأثير التدريب وعلى مستقبله كوظيفة أساسية في العمل.


فوق كل ذلك يمنحك كتاب "كيف تدير التدريب" الثقة لتُخطّط وتُطبّق التدريب الجيد، وتضمن تطبيق أوسع مجال من المهارات الإدارية الاستثنائية بما يكفل تحقيق التعليم، ولإدارة عملية التدريب التي تتولاها، ولتطوير كادر التدريب الذي تقوده، ولتقدِّم أفضل خدمات التدريب لزبائنك.

 

كيف تستعمل هذا الكتاب؟

يُقدَّم هذا الكتاب في فصول تمّت تجزئة كلّ منها إلى أربعة أجزاء تستمر على نفس المنوال في كل فصول الكتاب. هذه الأجزاء الأربعة هي:

الجزء 1: قضايا إدارية أساسية.

الجزء 2: قوائم.

الجزء 3: استمارات.

الجزء 4: معلومات إضافية.

يمكنك استخدام هذا الكتاب بقراءة جميع الأجزاء المتعلقة بالقضايا الإدارية الأساسية (الجزء 1 من كل فصل)، أو بتلخيص كلّ الأجزاء التي تتضمن القوائم (الجزء 2 من كل فصل)، أو باستخدام الاستمارات لوحدها (الجزء 3 من كل فصل)، أو بالرجوع إلى نصوص المعلومات الإضافية (الجزء 4 من كل فصل)، تعتمد طريقة معالجتك للأمور على مدى فهمك وحسن اطّلاعك عند بدئك بقراءة هذا الكتاب. يُناقش كلّ فصل تسويةً معينة يمكنك اتّباعها في حال كانت مصادرك محدودة، كما يُظهر الأمور التي يمكنك من خلالها تعزيز برامج التدريب التي تقوم بها في حال توفرت لديك الميزانية والكادر الوافيين.


هذا الكتاب فريد في بنيته، لأنه يُظهر أثر كلٍّ من الطريقة الأفقية والعمودية في عملية إدارة التدريب. يمكن قراءة واستعمال كتاب "كيف تدير التدريب" بأسلوب تعاقبي أو خطّي أو من خلال التركيز على عنوان محدّد أو على أداة إدارية واحدة قد تكون ذات أهمية خاصة بالنسبة إليك، فمثلاً، قد ترغب في تجميع كلّ القوائم مع بعضها لتستعملها أثناء عملية التخطيط لعملية التدريب، أو قد ترغب في توزيع الاستمارات جميعها أثناء اجتماعات فريق التدريب. ستجد هذه الأمور مرتبة في نفس المواقع في كلّ فصل من فصول هذا الكتاب.


إن طريقة صياغة هذا الكتاب بحدّ ذاتها هي نموذجٌ وأسلوبٌ للتعلّم، فهو يعرض في البداية الصورة الكبيرة، ثم القوائم التي تفيد في إنتاج الأفكار، ثم يعرض استمارات وأدوات تُقدّم المساعدة المباشرة، ثم وفي نهايته يُفصّل المعلومات الإضافية حول العنوان الذي يبحثه كل فصل.

نحن نشجعك على إضافة المعلومات الخاصة بشركتك إلى القوائم والاستمارات الموجودة في أجزاء الكتاب بما يعكس الأمور التي تهمّ شركتك على وجه الخصوص ــ الشعار الخاص بشركتك، معلومات التعريف الخاصة بشركتك ــ وأن تُعدّل الاستمارات أو القوائم عند الضرورة. فعلى سبيل المثال، يمكنك إضافة المزيد من المساحات الخاصة بالإحصاءات أو الكتابة، أو إضافة المزيد من البنود في القوائم، أو إضافة المزيد من الصفوف والأعمدة في الجداول والمخططات. يمكنك تخصيص أدوات الإدارة التي يتضمنها هذا الكتاب عن طريق استبدال بعض الكلمات بكلمات تعبّر عن الحسّ الثقافي الخاص بك كأن تستبدل كلمة متدرب بكلمة متعلم، أو كلمة رؤية بكلمة هدف، أو كلمة معايير بكلمة أغراض، أو كلمة معلّم بكلمة مدرّس، أو كلمة ناصح بكلمة مستشار. نتوقع منك أيضاً أن تضيف بيانات تعريف إلى الاستمارات والقوائم كالتاريخ والاسم والموقع الوظيفي أو رقم الهاتف أو القسم أو الإدارة. لقد تمّ تأليف هذا الكتاب "كيف تدير التدريب" لتشارك من خلاله في نوع الإدارة التي تحتاجها بدقة.

 

للحصول على الكتاب تستطيع زيارة موقع إيلاف ترين للنشر