عمليَّة التعلُّم حسب نموذج الأندراغوجي

يُركِّز نموذج الأندراغوجي على عمليَّة التعلُّم بحدِّ ذاتها، مُقارَنةً مع النماذج التي يستخدمها مُعظم المُعلِّمون التقليديون المُتخصِّصة بمضمون التعلُّم. ونتبين فيما يلي الاختلاف بين نموذج الأندراغوجي والنماذج التقليديَّة في التعلُّم: ففي عمليَّة التعليم التقليدي تقع مسؤوليّة اختيار المادة التعليميَّة أو المهارات الضروريَّة على عاتق المُعلِّم (أوالمُسهّل أو اللجنة أو الشخص المسؤول عن تطوير المناهج)، ثم يتم تنظيمها وترتيبها على شكل وحدات منطقيَّة، ومن ثم يتم اختيار الوسائل التعليميَّة اللازمة لنقل هذا المحتوى (من محاضرات، وقراءات، وتطبيقات مخبرية، وأفلام، وأشرطة، الخ). وتتمثل المرحلة الأخيرة في وضع خطَّة مُناسِبة لتقديم هذه الوحدات بالتسلسل.



باختصار نطلق على هذه العمليَّة اسم نموذج المحتوى (أو تصميمه). أما نموذج الأندراغوجي فيتم كما يلي: بداية، يقوم المُعلِّم (أو المُسهّل أو المُستشار أو الشخص المسؤول) بتحضير مجموعة من الإجراءات لإشراك المُتعلِّمين (أو الأشخاص المعنيين) في عمليَّة التعلُّم. وتتضمّن هذه الإجراءات المراحل التالية:

  1.  تهيئة المُتعلِّم.
  2. تهيئة البيئة الطبيعيّة اللازمة للتعلُّم.
  3. إيجاد آلية لضمان التعاون مع المُتعلِّمين عند عمليَّة التخطيط.
  4. تحديد دوافع التعلُّم.
  5. صياغة أهداف البرنامج، وبمعنى آخر اختيار المحتوى الذي يلائم حاجات المُتعلِّمين.
  6. وضع نموذج لاختبارات التعلُّم
  7. إجراء تجارب التعلُّم باستخدام التقنيَّات والمواد التعليميَّة المُناسِبة.
  8. تقييم نتائج التعلُّم وإعادة تشخيص حاجاته. هذا يدعى نموذج العمليَّة.

وبالمُقارَنة بين هذين النموذجين، لا يكمن الفرق بينهما في أن أحدهما يُركِّز على المحتوى ويهمل الآخر ذلك. بل يكمن في أن نموذج المحتوى يهتم بنقل المعارف والمهارات للمُتعلِّمين، بينما يهتم نموذج العمليَّة بالإجراءات والتقنيَّات التي تساعد المُتعلِّمين على اكتساب المعارف والمهارات. يُوضِّح الجدول 6-1 مُقارَنة بين الفرضيَّات الأساسيَّة لهذين النموذجين، مع الانتباه إلى أن نموذج المحتوى هو النموذج البيداغوجي ونموذج العمليَّة هو نموذج الأندراغوجي.

 

 

عناصر العمليَّة في الاندراجوجي


المرحلة

النموذج البيداغوجي

النموذج الأندراغوجي

 

تحضير المُتعلِّمين

 

في أدنى درجاته.

  • تزويد بالمعلومات.
  • تهيئة المُتعلِّمين للمشاركة.
  • مُساعدة المُتعلِّمين في تطوير توقُّعاتهم الواقعيَّة.
  • بدء التفكير في المحتوى.

 

بيئة التعلُّم

  • يكون التركيز على الشكليَّاًت وآداب السلوك.
  • الجوُّ تنافسي.
  • لا تقيّده الشكليَّاًت وآداب السلوك حيث يتصرف الجميع بشكل عفوي.
  • يسوده الاحترام المتبادل والثقة.
  • تعاوني ومُشجِّع.
  • يكون الجو مصبوغاً باللون الإنساني.
  • الصراحة والحريَّة والثقة.
 

 

التخطيط

 

من قِبَلِ المُعلِّم.

  يعتمد تقنية ملائمة يشترك من خلالها كل من المُتعلِّمين والمُسهّل في التخطيط.

 

تحديد الدوافع

 

من قِبَلِ المُعلِّم.

  

تخمين مُشترك.

 

صياغة الأهداف

 

من قِبَلِ المُعلِّم.

  يقوم المُعلِّم بمناقشة المُتعلِّمين.

تصميم خطط التعلُّم

  • منطق مادة البحث.
  • الوحدات التعليميَّة.

 

نشاطات التعلُّم

 

تقنيَّات نظريَّة.

  • تقنيَّات تطبيقيَّة.
  • إجراء المُناقَشات.

 

التقييم

 

من قِبَلِ المُعلِّم.

إشراك المُتعلِّمين في إعادة تشخيص حاجات التعلُّم وتقييم برنامج التعلُّم.

 

 

تم وضع هذا الجدول اعتماداً على الاقتراحات التي قدَّمها نولز عام 1992 و1995  

 

 

تحضير المُتعلِّم

قد أكَّد نولز عام 1995 على أهميّة اعتماد مرحلة جديدة في نموذج الأندراغوجي يطلق عليها "مرحلة التمهيد". فقد اقتصر نموذج الأندراغوجي سابقاً على سبع مراحل سنتناولها في هذا الفصل. في جميع الأحوال، لقد أصبح الأمر واضحاً بشكل كبير حول أن أهميّة تصميم البرنامج قد استحدثت قيمتها من نماذج تعليم الراشدين. نذكر هنا أن هذه الأهميّة تنتج من تحمُّل المُتعلِّم جزءاً كبيراً من مسؤوليّة التعلُّم. وفي هذا السياق، نجد مفهوم التعلُّم الذاتي في نموذج الأندراغوجي ومشاريع التعلُّم، وللأسف الشديد وبما أنَّ مُعظم الراشدين الذين نعمل معهم اعتادوا الاتِّكال على المُعلِّم في عمليَّة تعلُّمهم نراهم لا يميلون إلى التعلُّم والبحث الذاتي. بالنتيجة، يعاني الكثير من الراشدين صدمة ثقافيَّة عند إخضاعهم لأول مرة للبرامج التربويَّة المثالية الخاصة بهم.

 

ولهذا السبب، يحرص مُصمّمو البرامج على إدخال نشاط تحضيري لإرشاد المُشتركين الجدد لكيفيَّة التعلُّم. وتتراوح مدة هذا النشاط من نصف ساعة إلى يوم كامل، حسب طول وكثافة البرنامج الكُلي. تكون إجراءات النشاط التحضيري:

توضيح مختصر لأوجه الاختلاف بين التعلُّم الفعَّال والتعلُّم الانفعالي.

اختبار بسيط لتحديد براعة المُشارِكين (اكتشاف من هو على معرفة سابقة أو من كانت لهم تجارب تعليميَّة)، فضلاً عن ترسيخ العلاقات التعاونية (أنا وأنت) كركيزة أساسيَّة للجانب الإنساني في عمليَّة التعلُّم. ننصح بتشكيل مجموعة مؤلَّفة من أربعة إلى خمسة مُشارِكين لمثل هذا النوع من التدريبات.

مشروع صغير لتطبيق مهارات التعلُّم الفعَّال. مثلاً قراءة كتاب أو الاستعانة بمُشرِف على نحو فعَّال.

 

واعتماداً على خبرتنا نستطيع القول: إنَّ مثل هذه التدريبات التطبيقيَّة البسيطة على المهارات والمفاهيم وكنوع من التعلُّم الذاتي لها أثرها الكبير في نفح روح الثقة داخل المُشارِكين، مما يضمن اشتراكهم في أي برنامج تربوي للراشدين دون خوف أو وخجل. ولمزيد من الإيضاح حول مُساعدة الناس في الوصول إلى التعلُّم الذاتي يمكنك مُراجَعة نولز 1975. (وكمراجع إضافية: بروك فيلد، 1986؛ دالوز، 1986؛ لونغ، 1988؛ مور وويلس، 1989؛ روبرت سون، 1988؛ راونتري، 1986؛ سميث، 1988).

 

لقراءة بقية البحث تستطيع تحميل الملف المرفق

 

تحضير المُتعلِّم

  • تهيئة البيئة الطبيعيّة اللازمة للتعلُّم.
  • إيجاد تقنية للتعاون مع المُتعلِّمين في عمليَّة التخطيط.
  • تشخيص حاجات التعلُّم: إنشاء نموذج.
  • تقييم التناقضات.
  • صياغة أهداف البرنامج.
  • تصميم نموذج لتجربة تعلُّم.
  • تشغيل البرنامج (إجراء أنشطة التعلُّم).
  • تقييم البرنامج.
  • اتفاقيات التعلُّم.
  • المعنى المُوسَّع "لتنمية الموارد البشريَّة".