طرق المراجعة

بل إنّه ينبغي للمُدرِّس بعد كل فترة إجازة وانقطاع عن الدراسة أن يجري للطلبة اختبارات في المقدار المحفوظ، فمن كان حفظه جيداً: واصل الحفظ، ومن كان حفظه سيئاً: أوقف عن الحفظ وفرغ للمراجعة حتى يتقن المحفوظ سابقاً، مع محاولة إقناع الطالب بسبب ذلك، لئلّا يسبب له ذلك إحباطاً



غير أنّنا قبل أن نذكر هذه الطرائق نُؤكِّد على أهمية المراجعة، بل قد تكون مراجعة المحفوظ أفضل من حفظ شيء جديد، وإتقان الموجود خير من تحصيل المفقود، وكما قيل: عصفورٌ في اليد خيرٌ من عشرة على الشجرة، والمراجعة للقرآن قد أمر بها النبي (ص) حيث قال: (تـعهّدوا هذا القرآن، والذي نفس محمدٍ بيده لهو أشدُّ تفلتاً من الإبل في عُقُلِها).

 

كيفيات وطرائق مقترحة للمراجعة:

1) بالنسبة إلى الطالب المطلوب منه المراجعة مع الحفظ في وقتٍ واحد، إن كان حفظه ضعيفاً فيمكن للمُدرِّس أن يكلفه مراجعة حزبٍ واحدٍ يومياً، أما إن كان مستوى الحفظ لدى الطالب جيداً فيمكن تكليفه مراجعة ربع حزب وأكثر يومياً.

وفي حال كثرة الطلاب وضيق الوقت عن التمكن للاستماع لجميع الطلاب، فيمكن للمُدرِّس أن يجعل قراءة الطالب للمراجعة عليه أحياناً وعلى أحد زملائه أحياناً أخرى.

2) من الممكن أن يجعل المُدرِّس الأيام الثلاثة الأخيرة من كل شهر للمراجعة أو آخر يوم من الأسبوع الدراسي، وذلك لجميع الطلاب.

3) إذا رأى المُدرِّس أنّ مستوى طلابه في الحفظ سيِّء، فسيكون في إمكانه أن يخصص مرةً أسبوعاً أو أسبوعين للمراجعة، وذلك حسب ما يراه كافياً. وأكثر ما يحتاج إلى ذلك بعد الانقطاع عن الدراسة كالإجازات والاختبارات.

بل إنّه ينبغي للمُدرِّس بعد كل فترة إجازة وانقطاع عن الدراسة أن يجري للطلبة اختبارات في المقدار المحفوظ، فمن كان حفظه جيداً: واصل الحفظ، ومن كان حفظه سيئاً: أوقف عن الحفظ وفرغ للمراجعة حتى يتقن المحفوظ سابقاً، مع محاولة إقناع الطالب بسبب ذلك، لئلّا يسبب له ذلك إحباطاً.

4) على المُدرِّس أن يكلف الطالب مراجعة كل جزء أتم حفظه إن كان قديماً في الحلقة أو نصف جزء إن كان مبتدئاً فيها، سواء أكان ذلك على يد المُدرِّس أم كان على يد أحد الطلاب.

5) مراجعة الطالب لما يحفظ من خلال إحدى الطرائق الآتية:

  • قراءة الطالب على نفسه وفق جدول خاص بالطالب، يقيده له المُدرِّس شهرياً. ويقترح أن يعد المُدرِّس عدة استمارات للمراجعة تناسب عدة مستويات، يحدد فيها للطالب مقدار المراجعة اليومية، وأوقات إعادة المقدار نفسه ثانية، كأن يراجع كل يوم ثمن جزء على مدار ثمانية أيام، وفي اليوم التاسع يعيد مراجعة الجزء كاملاً مرة واحدة، وإن احتاج مزيد تثبيت فبالإمكان مطالبته بإعادة قراءة الجزء كاملاً في اليوم العاشر، وهكذا، وهذا معين للطالب على التدرب على المحافظة على حزبه مع المراجعة مستقبلاً.
  • الاستعانة بزميل للطالب، كأن يقرأ طالبان كل منهما على الآخر.
  • قراءة الطالب على المُدرِّس مباشرة.

6) بالنسبة إلى الطالب الذي أتم الحفظ وشرع في المراجعة فإنه ينبغي للمُدرِّس أن يضع له برنامجاً خاصاً به يهدف إلى تحسين الأداء وإجادته، وتقوية الحفظ وإتقانه، ويمكن أن يكون من عناصره:

  • قراءة نصف جزء فأكثر يومياً على المُدرِّس أو أحد الزملاء المجيدين.
  • تكليفه التسميع للطلبة عن ظهر قلب دون فتح المصحف إلا عند الحاجة.

7) يمكن للمُدرِّس الاستفادة من المنزل في المراجعة، وذلك عن طريق تكليف الطالب المراجعة على بعض ذويه أو على نفسه إن لم يوجد شخص مناسب لذلك.

هذه بعض الطرائق والكيفيات لمراجعة القرآن الكريم.

والحمد لله رب العالمين

 

المرجع: نحو أداء مُتميِّز لحلقات تحفيظ القرآن الكريم بتصرف.

 

الحديث رواه مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها باب الأمر بتعهد القرآن وكراهة قول نسيت آية كذا برقم (1317).

 

المصدر: حلقات تحفيظ القرآن الكريم