صعوبات تعلّم القراءة

محمود طافش

يعاني بعض الأطفال من صعوبات تحول دون متابعتهم زملاءهم في أثناء تعلمهم القراءة، وهذه المشكلة تحظى باهتمام البيت والمدرسة، نظراً لأهمية اللغة التي تُعَدُّ من الأدوات المهمة التي لا يستطيع الطفل الاستغناء عنها، ولا تستقيم حياته بدونها، فهي وعاء الفكر الذي يستقي منه نموّه العقلي والاجتماعي، وهي أداة التفكير التي يتعامل بها مع قضايا الحياة، وبها يبني الفرد علاقاته الاجتماعيَّة بأقرانه والمحيطين به، وهي من ثم تترك آثاراً سلبيَّة على سلوك من يعجز عن تعلمها، فقد يتولد لديه سلوك عدواني، فيمارس أعمالا تخريبية، أو يميل إلى السلبيَّة والانطواء على الذات، فتقل ثقته بنفسه، ويتراجع تقديره لذاته. فما الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة؟ وما أساليب تشخيصها وعلاجها؟



مفهومها:

يرجع المعنى اللغوي لصعوبات تعلُّم القراءة إلى كلمة إغريقية قديمة هي (dyslexia) والتي تعني مرض الكلمات، ويطلق البعض على هذه الظاهرة "العمى اللفظي" (Aphasia) ويترتَّب على هذا العَرَض أن يجد المصابون به صعوبة في التعرُّف على الحروف المُكوَّنة للكلمة، ومن ثمَّ صعوبة في فهم معناها، على الرّغم من أنهم لا يقلّون ذكاء عن أترابهم.


وعسر القراءة كما يرى الزيات (2002) عَرَض ذو أساس عصبي "نيو ولوجي"، أسري النزعة، يؤدي إلى اضطراب أو خلل أو قصور في اكتساب وتجهيز معالجة اللغة، ويتحول في درجة حدته أو شدته من الخفيف إلى الشديد، ويعبّر عن نفسه في:

  • صعوبات في استقبال اللغة والتعبير بها.
  • صعوبات في التجهيز والمعالجة الفونولوجية أو الصوتية للقراءة والكتابة والتهجي والكتابة اليدويَّة وأحياناً الحساب.

 

وقد عرفه "فروست وأميري" (1995 Frost & Amery) بأنّه: "خلل عصبي إدراكي يرتبط تحديداً بالقراءة والتهجئة، فالطالب ذو الصعوبات القرائية هو طالب عادي أو أفضل من العادي في ذكائه، ولكن مشكلته تبرز في اضطراب النظام الصوتي لديه".

 

أما "طومسون" (Tomson 1990) فيرى أن عسر القراءة "صعوبة حادة في شكل اللغة المكتوبة لا تعتمد على الذكاء، ولا ترجع إلى أسباب ثقافيَّة وانفعاليَّة، وتتصف باكتساب لمستوى القراءة والكتابة والتهجئة يقع تحت المستوى المتوقع نسبة إلى مستوى ذكاء الطفل وعمره الزمني، وهي ذات طبيعة معرفيَّة تؤثر في المهارات اللغويَّة التي تتصل بالشكل الكتابي، وبخاصة الرموز البصرية اللفظيَّة والذاكرة القصيرة ونظام الإدراك والتتابع".

 

وبناء على ما سبق فإنّه يمكن النظر إلى عسر القراءة على أنّه: مشكلة نمائيَّة ترجع إلى خلل عصبي، وفي معظم الأحيان يكون لها جذور وراثيَّة، تُقلِّل من قدرة الطفل على مجاراة أقرانه في عملية تعلُّم القراءة خلال الموقف الصفي العادي.


وقد أشارت دراسة قام بها "ليون" (Lyon 1997) إلى أنّ هذه الآفة تتفشى في المجتمعات المدرسيَّة بنسبة قد تصل إلى (15%) حيث أنّ كل طفل يقل مستوى إتقانه لمهارة القراءة عن متوسط مستوى زملائه المساوين له في العمر الزمني بصورة ملموسة هو طفل يعاني صعوبات في تعلُّم القراءة. كما أشار البيان الختامي للندوة الإقليميَّة لصعوبات التعلُّم إلى أنّ هذه المشكلة متفشية بين طلاب المدارس بنسبة تتراوح بين (10-15%)، وهي أكثر انتشاراً بين الذكور عنها بين الإناث وبنسبة (3:1) بين الأقارب.

 

أسباب عسر القراءة:       

يستشف من التراث السيكولوجي أن أسباب هذه المشكلة نمائيَّة، وغالباً ما تكون وراثيَّة المنشأ، وترجع إلى المخ ووظائفه الأساسيَّة التي تتحكم بالذاكرة العاملة، وإلى خلل في بنية الدماغ (shaywitz & shaywitz).

وقد أشار "هايند" (hynd 1992) إلى أنّ الباحثين التربويين وعلماء النفس يتفقون على أنّ صعوبات تعلُّم القراءة تتمحور حول أربع نقاط أساسيَّة هي:

  1. اضطرابات عصبيَّة خَلْقيَّة تُولد مع الطفل، فهي مشكلة وراثيَّة تختص بها أسر بعينها، ويتوارثها الأقارب جيلاً بعد جيل. كذلك فقد ثبت أثر الجينات الوراثيَّة في تشابه التوائم الذين يُعانون صعوبات في القراءة حتى ولو نشأ في بيئتين مختلفتين (Pennington 1995).
  2. عجز قرائي ذو أبعاد إدراكيَّة ومعرفيَّة ولغويَّة.
  3. عجز عن القراءة في مرحلة الطفولة ويستمر مع الطفل حتى مرحلة المراهقة.
  4. عجز قرائي يترتَّب عليه صعوبات في العديد من المجالات الحياتيَّة، وتتزامن مع نمو الفرد.


وقد أثبتت دراسات تشريحية عديدة أنّ مخ الشخص الذي يعاني من عسر في القراءة يختلف عن مخ زميله الذي لا يتعرّض لهذه الصعوبة، ففي حين يكون النصفان الكرويان للمخ عند أرباب الصعوبات متساويين، فإنهما يكونان مختلفين عند الأصحاء، حيث يكون النصف الأيسر أكبر من النصف الأيمن.


وقد توصلت البحوث التربويَّة الحديثة إلى تحديد عدد من الفرضيات التي توضّح الأسباب المؤدية إلى صعوبات في القراءة ومن هذه الفرضيات ما يأتي:
(الوقفي 2003)

  1. فرضية الخلل الصوتي، والتي تشير إلى أنّ اختلال مهارات الوعي الصوتي الناجم عن تلف في منطقة اللغة في الدماغ يؤدي إلى ضعف في القدرة على إدراك العلاقة المتبادلة بين الصوت والصورة، والتي تشكل الأساس الذي يقوم عليه تعلُّم الطفل للقراءة.
  2. فرضية خلل المغنطة الخلوية، حيث يكون الطفل أقل حساسية بالأمواج الضوئية فيترتَّب على ذلك صعوبات في القدرة على القراءة.
  3. فرضية الخلل المضاعف، حيث إن الخلل الصوتي وخلل السرعة في التنمية يقودان إلى صعوبة في القراءة.
  4. فرضية الخلل المخيخي، حيث يؤدي وجود خلل في المخيخ إلى ضعف في اكتساب مهارات القراءة.

 

كما توصل باحثون بريطانيون في الآونة الأخيرة إلى أن عسر القراءة لدى الأطفال ينجم عن خلل وراثي، وأن الاختبارات التي قاموا بها تمخضت عن عزل الجينات المسؤولة عن هذا الخلل.

وذكرت صحيفة (Independent) البريطانية: "أنّ فريقاً من العلماء في مختبر الفيزيولوجيا التابع لجامعة "أوكسفورد" أجروا أبحاثاً على عينات من الحمض النووي، أُخذت من دم أطفال يعانون هذا الخلل ومن دم ذويهم، وشاركت في هذه الأبحاث تسعون عائلة. وأكد الفريق أنّه نجح في عزل ثلاثة جينات لها علاقة بهذا الخلل قريبة من الجينات التي تتحكّم بنظام المناعة في الجسم البشري، وخلص أولئك الباحثون إلى أنّ عسر القراءة والفهم مرتبطان بخلل في آلية حماية الجسم، وناتجان عن نشاط بعض الأجسام المضادة. وأوضح رئيس الفريق البروفسور "جون ستين" أنّ هذا الاكتشاف يثبت أنّ عسر القراءة والفهم وراثي. وأشار "ستين" إلى أنّ الباحثين يدرسون في الوقت الراهن علاجاً لهذا الخلل، وقال إنّ العديد من المصابين بهذا الخلل يعالجون بطريقة سيئة جداً، لكننا بتنا نعرف الآن أنّ في الإمكان تجنيبهم الكثير من المشكلات بوساطة العلاج المُبكِّر. وأفاد أولئك الخبراء كذلك إلى أنّ ما بين خمسة وعشرة في المائة من الأطفال يعانون هذا الخلل".

 

ومن الأسباب التي توقف عندها علماء النفس:

  • قسوة الوالدين والتي يترتَّب عليها شعور الطفل بالنقص أو هروب الطّفل من البيت.
  • التدليل الزائد والذي قد يفقد الطفل سمة الاعتماد على النفس.
  • كثرة المشاحنات بين الزوجين قد تسبب للطفل تشتتاً ذهنياً.
  • عدم وجود رقابة على الطفل فيهمل دروسه.
  • كثرة المغريات وتعدد وسائل اللهو وأماكنه.
  • رفاق السوء من الأصدقاء وأبناء الجيران.
  • انخفاض المستوى الثقافي للأسرة، والذي يترتَّب عليه إهمال مراقبة الطفل.
  • البيئة المدرسيَّة الطاردة وازدحام اليوم المدرسي بالحصص النظرية.
  • قسوة المُعلِّم الزائدة التي قد تنفر الطفل من المدرسة.
  • أساليب التدريس الخاطئة قد تؤدي إلى تخلف دراسي.

 

الخصائص المميزة لذوي صعوبات القراءة:

  • صعوبة التحكُّم بالحركات عند تعلُّم المشي.
  • بطء الكلمات وضعف السيطرة على مخارج الحروف في أثناء تعلُّم الكلام، إضافة إلى عدم القدرة على لفظ الكلمات ذات الحروف الكثيرة.
  • صعوبة التعرُّف على الكلمات المقروءة وفهمها عند البدء في تعلُّم القراءة.
  • قلة الرغبة في الإقبال على القراءة، مما يترتَّب عليه عدم نمو مهارة القراءة لديه.
  • صعوبة التحكُّم بشكل الحرف وحجمه في أثناء محاولته تعلُّم الكتابة.
  • ضعف مهارة الكتابة.
  • عدم القدرة على تركيب الحروف لبناء كلمة واحدة.
  • ضعف الذاكرة، حيث يعجز عن تذكر صور الحروف والكلمات بينما تؤثر الذاكرة التسلسلية الصورية في نظام تتابع الحروف في الكلمة الواحدة وتتابع الكلمة في الجملة.
  • قلب الحروف والكلمات في أثناء كتابتها.
  • العجز عن تحليل الكلمة إلى الحروف المُكوّنة لها.
  • قلة الاستيعاب.
  • ضعف الذاكرة القصيرة.
  • عدم القدرة على ربط المعلومات بعضها ببعض.
  • صعوبة التعبير عن الأفكار شفوياً.
  • صعوبة تعامله والأعداد.
  • صعوبة تكوين صور ثابتة للأشياء والرموز.
  • صعوبة تتبع الأشياء وتلقي الأجسام المقذوفة.
  • صعوبة تثبيت الصور المرئيَّة والخلط بينها.
  • ضعف المهارات الأساسيَّة في الرياضيات كالضرب والجمع والقسمة والطرح.

 

كما تمخضت الاختبارات التي أُجريت على سلوك الأطفال عن تحديد الخصائص السلوكيَّة المميزة لهذه الفئة من المُتعلِّمين وأبرزها:

  • تشتت الانتباه وضعف القدرة على التركيز.
  • ضعف القدرة على تهجي الكلمات المكتوبة.
  • ضعف القدرة على تنفيذ التوجيهات والنصائح.
  • ضعف القدرة على تركيب الجمل وقراءتها.
  • ضعف محتمل في الذاكرة السمعية والبصرية والتتابعية.
  • ضعف القدرة على استرجاع الكلمات والأرقام.
  • ضعف القدرة على السَّلسَلة وترتيب الأشياء والأسماء تصاعدياً أو تنازلياً.

 

كيفيَّة التعامل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات قرائية

هناك مجموعة من الأدوار المتكاملة التي ينهض بها كل من البيت والمدرسة للتعامل مع هذه المشكلة يمكن إيجازها كالآتي:

 

دور البيت:

تحرص الأسرة الواعية على مراقبة النمو المعرفي لأطفالها، فإذا لاحظت أن طفلها يعاني عجزاً في مجال من المجالات التعليميَّة، وتأكَّدت من أن طفلها يواجه صعوبة قرائية، فإنها تسارع إلى تسجيل هذه الملاحظة ومتابعتها علمياً، وذلك من أجل سبر أغوارها واقتلاع المشكلة من جذورها، لأنها تدرك أن التشخيص المُبكِّر للمشكلة يسهل سبل إيجاد الحلول الملائمة لها، وأول الإجراءات العلميَّة التي ينبغي اتباعها في مثل هذه الحالة:

 

  • عرض الطفل على اختصاصي لتقويم الحالة المرضيَّة، فإذا ثبت أن هناك مشكلة تستحق العلاج، فإنّ الخطوة الآتية تتمثل في توفير بيئة منزليَّة مريحة وجاذبة يشعر فيها الطفل بالأمان والاطمئنان.
  • تكثيف التواصل مع المدرسة حيث إنها هي التي ترعى العملية التعليميَّة التعلميَّة.
  • تشجيع الطفل على ممارسة هواياته المختلفة.
  • تعزيز النجاحات التي يحرزها الطفل معنوياً ومادياً.
  • الاستماع إليه ومناقشته في همومه ومشاكله وتطلعاته برحابة صدر مع إظهار الاهتمام بحالته الصحيّة والنفسية.
  • العمل على إشباع حاجاته الأساسيَّة وخاصة حاجته إلى المحبة والحماية وتحقيق الذات.
  • متابعة تحضيره لدروسه وقيامه بواجباته البيتية ومساعدته حين يستدعي الأمر تقديم مساعدة إليه.

 

دور المدرسة:

تؤدي البيئة المدرسيَّة السليمة دوراً مهماً في التقليل من الآثار السلبيَّة الناجمة عن عسر القراءة، وذلك بتفهم مشاعر المصابين. وتقوم المرشدة الاجتماعيَّة بالترويح عنهم وتخفيف معاناتهم، في حين أنّ البيئة المدرسيَّة المغلقة تهيئ الظروف الملائمة لتسربهم من المدرسة وعزوفهم عن مواصلة الدراسة، وإذا لم يحصل الانسحاب فإنّ المصاب قد يعمد إلى تعويض النقص الذي يشعر به بممارسة أعمال عنف وعداء وخروج على النظام، وذلك ليستر بها عجزه وإخفاقه الدراسي.

 

وعندما يذهب الطفل الذي يعاني صعوبات في القراءة إلى المدرسة يحظى بعناية خاصة حيث:

  • يخصص له دفتر متابعة يوضّح مراحل تطور حالته، ويتاح لولي الأمر أن يطلع عليه باستمرار.
  • تقوم الإدارة المدرسيَّة بشرح حالته لمُعلِّميه، ليكون تواصلهم معه مدروساً بعناية.
  • يقوم المُعلِّمون بتنويع الأساليب لمراعاة الفروق الفرديَّة بين جميع المستويات مع الأخذ في الحسبان أن هؤلاء الأطفال أقل تركيزاً وصبراً.
  • الحرص على معاملة هذه الفئة بطريقة محترمة لا تشعرهم بأنهم دون غيرهم ذكاء أو مقدرة، واجتناب مختلف أساليب اللوم والسخرية والتأنيب.
  • تحديد مواضع القوة لدى الطفل وتعزيزها ومواضع الضعف ومعالجتها.
  • مراعاة الفروق الفرديَّة بين المُتعلِّمين ووضعها في الحسبان.

 

أساليب وأدوات العلاج:

يتوقف نجاح العلاج على دقة التشخيص، وعلى تحديد الأسباب، ويستطيع القائمون على العملية العلاجية اتباع الأساليب الآتية:

  • خفض الصف الدراسي ووضع الطفل الذي يعاني من عسر قراءة في الصف الذي يتناسب وعمره اللغوي، وهذا الإجراء يترتَّب عليه عدم شعور الطفل بالنقص، فيتقدم حسب إمكاناته دون أن يشعر بأنه دون زملائه، فتزداد ثقته بنفسه مدفوعاً بالنجاح الذي حققه.
  • تحديد جوانب القوة لدى المُتعلِّم وتعزيزها بالوسائل الملائمة، وتشخيص نقاط الضعف وعلاجها، ويستطيع المُعلِّم أو المرشد الاجتماعي إعادة تدريب الطفل على المهارات التي لم يتقنها، وتصحيح الأخطاء التي يتكرر وقوعه فيها، فيشعر بتحقيق ذاته نظراً للنجاح الذي أحرزه، ويتعزز أداؤه بسبب تقدير مُعلِّمه وزملائه له.
  • حصر مواضع الضعف وتصنيفها والتركيز عليها، بهدف تخليص المُتعلِّم منها.
  • علاج عسر القراءة طبياً بضبط إفراز الهرمونات التي تساعد على نمو النصف الأيسر من المخ الذي يؤدي ضعفه إلى خلل وظيفة النظام اللغوي، مع الأخذ في الحسبان أنّ استخدام الهرمونات قد يترتَّب عليه آثار جانبية تؤثر سلباً في وظائف المخ الأخرى.
  • فهم طبيعة عسر القراءة، وتحسين بيئة التعلُّم والعادات الضارة التي سببت العجز القرائي، وتنويع الأساليب في التعامل وإيّاها.

 

ومن الأساليب التي يمكن أن يعتمدها المُعلِّم أو ولي الأمر ما يأتي:

  1. تدريب الطفل على ملاحظة التشابه والاختلاف بين صورة الحرف ونطقه.
  2. تدريب الطفل على التمييز بين شكل الحرف في أول الكلمة وشكله في وسطها ثم شكله في آخرها.
  3. تدريب الطفل على التحليل اللغوي للحروف بالصوت والرسم.
  4. تجسيم الحروف بوساطة المكعبات.
  5. تدريب الطفل على تركيب كلمات من خلال توظيف حروف ملونة وقراءتها كلمة كلمة.
  6. تدريب الطفل على القراءة الآلية للكلمات المُكوَّنة للجملة الواحدة.

 

وحيث إنّ التفوُّق العلمي يُعَدُّ مظهراً من مظاهر الصحة السوية المتكاملة، لذلك فإنّ الاختصاصين النفسيين وأولياء الأمور المتفتحين يعدُّون التخلف العلمي مظهراً من مظاهر الاعتلال الجسمي أو العقلي أو النفسي، لذلك فقد أبدعوا العديد من الطرائق التي من شأنها تخليص الطفل من صعوبات التعلُّم على وجه العموم، ومن العسر القرائي على وجه الخصوص. وتعد طريقة الحواس المُتعدِّدة من أبرز هذه الطرائق التي تستخدم لعلاج الأطفال الذين يعانون عسراً في القراءة، حيث يقوم المُعلِّم بتوجيه المُتعلِّم إلى توظيف أربع حواس في تحسين أدائه، وهذه الحواس هي البصر والسمع واللمس إضافة إلى الحاسة الحس حركيَّة.

ولتوظيف هذه الطريقة يقوم المُعلِّم بالإشارة إلى الكلمة التي يريد من الطفل قراءتها، ويمرر إصبعه على حروفها ليلمسها، وهو ينطق بهذه الحروف ليسمعها، ويطلب من الطفل أن ينطق بها، حيث يتم التدخل المُبكِّر لمساعدة الأطفال الذين يعانون ضعفاً قرائياً شديداً بمساعدة مُعلِّمة قديرة، وهناك طرائق أخرى مفيدة مثل: طريقة القراءة العلاجية، وطريقة "فرناد"، وطريقة "أورتون جلنهام"، وقد قام هذا الأخير بتطوير هذه الطريقة التي تعتمد على الحواس بالتعاون مع "ستلمان" (still man).

 

خاتمة

ولأنّ اللغة هي هوية الأمة، والوعاء الناقل لفكرها وتراثها وحضارتها، لذلك نجد الأمم الناهضة تحرص على لغتها فتوليها عناية خاصة في مناهجها التربويَّة، وتعمل بكل الوسائل والأساليب المتاحة على تطويرها ورفعة شأنها، وعلى تخليص أطفالها مما قد يعترض نموهم المعرفي والاجتماعي والانفعالي من صعوبات في تعلُّم القراءة التي هي مشكلة عالميَّة لا تقتصر على شعب دون آخر، كما أنها نمائيَّة المنشأ، وتبرز لدى الذكور أكثر من بروزها لدى الإناث، لذلك فإنّ التصدي لها يُعَدُّ أمراً في غاية الأهمية، وتتعاون على تحقيق هذه الغاية، وتذليل هذه المشكلة، كل الجهات التي تهتم بأمر الجيل، وفي مقدمتها الأسرة والمدرسة.

 

دور البيت والمدرسة

في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من ضعف في القراءة