رسالة إلى كلٍّ من المُعلِّمة والمُعلِّم (18)

  1. احترام أصوات الطلاب
    إن من صور إعطاء الطلاب أدواراً مهمة في اتخاذ القرار في المدرسة الاحترام الذي ينبغي أن يُعطى لأصواتهم الحقيقيَّة.
    فطلاب هذه المرحلة تختلط أصواتهم الحقيقيَّة المعبرة عن هويتهم بأصوات آخرين آتية من أقرانهم ومن الإعلام ومصادر اخرى قد تُغيب أصواتهم الحقيقيَّة وتغطي هوياتهم وقد يطول هذا الأمر إلا إذا وجدوا بيئة تُعينهم على التعرُّف على أنفسهم وتمييز أصواتهم وهوياتهم.



كيف نفعل هذا؟
بالشعر وكتابة اليوميات وكتابات أخرى لها معنى ومرتبطة بحياتهم وما يشعرون به. فمثلاً مدرسة Meadows Middle School)  Broad) تزوِّد الطلاب بفرص مُتنوِّعة للاحتفاء بتعدديتهم ولتطوير تثمينهم للفنون وتشجع فرص كخدمة المجتمع والوعي العالمي لدعم حسّ المسؤولية الاجتماعيَّة.

وفي هذه المدرسة ينخرط الطلاب فيما يُسمى Writing Wrongs)) فبدلاً من كتابة رسائل أو مواضيع منقولة من الكتب أو الانترنت (مزيفة)، يكتبون رسائل حقيقيَّة موجهة لأناس حقيقيين لحل مشكلات حقيقيَّة. فرسالة وُجهت إلى عمدة وأقنعته بتبني مشروعٍ يتبناه الطلاب لنظافة حي من أحياء المدينة وكُتبت رسائل أخرى إلى سياسيين ورجال أعمال عن تسخير الأطفال للعمل في دول العالم الثالث ونتيجة لهذا قدم الطلاب شهادتهم أمام وزارة العمل الأمريكيَّة وقدموا محاضرة أمام طلاب جامعة هارفرد وجمعوا (147000) دولار لبناء وتجهيز مدرسة في الباكستان لمثل هؤلاء الأطفال. ولا شك في أن الاستماع إلى صوت المُتعلِّم يزيده ثقة بنفسه ويزوده بما يحتاج إليه من عتاد نفسي لمواجهة تحديات الحياة المستقبليَّة.

http://www.quincypublicschools.com/s...shtml#programs))

 

  1. أنشطة فنيَّة معبرة
    ولست أدري لِمَ يتم إهمال هذا الجانب في مدارسنا وخاصة المتوسطة منها بحجة أننا أحوج ما نكون إلى الرياضيات والعلوم.

    "نسمع اليوم كثيراً عن السياسيين والقادة التربويين الذين يتحسرون على مستوى الطلاب في العلوم والرياضيات ولكننا نسمع القليل المفيد عن الحاجة إلى برامج تساعدهم على تطوير إمكاناتهم الإبداعيَّة. ولا شك في أنّ التفوُّق في الرياضيات والعلوم أهداف ذات قيمة خاصة لمن يميلون إلى هذا التخصُّص بطبيعتهم ولكن ماذا عن تعليم الصغار أسس العمليَّة الإبداعيَّة؟ وماذا عن إعدادهم للعمل باستقلالية في المجتمع الذي سيعيشون فيه؟ وإذا كنا أمناء، فلا بد أن نعترف بأن الهدف الباطن لجميع المدارس العامة وأغلب المدارس الخاصة طيلة سنوات طويلة كان تزويدَ الطلاب بمهارات واتجاهات تجعلهم عاملين لهؤلاء الذين سيخدمون أجندتهم طوال حياتهم (يقصد أصحاب رؤوس الأموال مثلاً) ولم تكن الأهداف مساعدة الطلاب على اكتشاف فلسفتهم وبناء أهدافهم عليها". Zen and the Art of making Living by Laurence G. Boldt))

    يقول المؤلف: "الفنون تقدم فرصاً للمراهقين الصغار للتعبير عن أنفسهم في جوٍ خالٍ من إصدار الأحكام في مجالات كالنحت والرسم والمسرح والموسيقى والرقص. ومن المستحيل الرسوب في هذه الفنون المعبرة. وفي مجالات التعبير عن أنفسهم فنياً يستطيع الطلاب أن يساموا طاقاتهم الجنسيَّة (sublimate) أي يُسامي بمعنى يحول طاقة حافز ما الخ عن هدفها البدائي إلى هدف أسمى أخلاقياً أو ثقافياً كما ذكر هذا منير البعلبكي في (المورد) "ويفتحوا قنوات ومسارات لنوبات العنف ويوجدوا حلولا لصراعاتهم العاطفيَّة ويبنوا معنى اعمق لهوياتهم".
  1. مناهج تهتم بالجانب العاطفي
    لقد بينا أنَّ الجهاز الحوفي أو العاطفي في فترة المراهقة نشط (بورش بفرامل ضعيفة) ومن ثم لا بد من أن تبنى المناهج حول مواضيع لها محتوى عاطفي وتدمج في مشاعر الطلاب.

    كيف ندمج مشاعر الطلاب؟
    • "فكر في يوم من أيام حياتك عندما..."
    • اكتب اليوم عن إحساسك لو كنت لقيطاً أو يتيماً وتعيش في دار أيتام(مثلاً).

 وبعد دمج المشاعر الصادقة، "ما الذي ستفعله لو كنت مكانه لحل مشكلة أو إبداع طريق ومسار جديد في الحياة؟"

 ويمكن أن يُقدم هذا في مسرحية كما ذكرت أو في لوحة فنيَّة أو في قصيدة الخ.