دور الوسائط والوسائل التربوية والمنهاج في العملية التربوية

من أهم وسائط التربية الأسرة والمدرسة، وهناك وسائط تربويَّة غير مُتخصِّصة ينبغي لنا بحثها.



  1. الأسرة
    تؤدي الأسرة دوراً هاما في تربية الطفل، من الناحية الزمنيَّة ومن ناحية الأهمية أيضا، ومن أفضل التعريفات التي وضعت تعريف برجس ولوك بأنها: مجموعة من الأشخاص يرتبطون معا بروابط الزواج أو الدم أو التبني، ويعيشون تحت سقف واحد، ويتفاعلون معا وفقا لأدوار اجتماعيَّة مُحدَّدة ويحافظون على نمط ثقافي عام.

 

  1. المدرسة
    تُعَدُّ المدرسة من المُؤسَّسات القيمة على الحضارة العالميَّة، وهي نظام خاص من أنظمة التفاعل الاجتماعي، فهي مُؤسَّسة اجتماعيَّة تتميَّز بوضوح من الوسط الاجتماعي خارجها، وهي الحلقة الثانية بعد الأسرة في تطور الطفل فكرياً واجتماعياً وتعاونه على الاندماج في المجتمع الكبير، فهي حلقة الوصل بين الأسرة والمجتمع. وللمدرسة مراحل تطور هي: المدرسة البيتية، والمدرسة القبلية، والمدرسة الحقيقيَّة، وللمدرسة مميزات كثيرة، كما لها وظائف كثيرة من أهمها: أنها أداة استكمال، وأداة تصحيح، وأداة تنسيق. وللمدرسة بعض المنزلقات التي يمكن الوقوع فيها: الانعزاليَّة، والرجعية، والاهتمام بمستقبل الطفل دون حاضره.

 

وهناك وسائط تربويَّة غير مُتخصِّصة مثل:

  1. جماعة الرفاق: فهي تختلف عن الأسرة وتتكوَّن من أنداد متساوين، تقوم بينهم روابط طبيعيَّة، على قدم المساواة ووفقا لميولهم.
  2. المُؤسَّسات الإعلاميَّة والتثقيفيَّة: وهي تؤدي دوراً هاما في تشكيل شخصيَّة الإنسان وتنشئته على أنماط سلوكيَّة مُحدَّدة، مما يزيد في ثقافته، ومعلوماته.
  3. التنظيمات الشعبيَّة والجماهيريَّة: وتندرج تحتها جماهير الشعب، وتضم مجموعات كبيرة منه، وهي تختلف وتتنوع طبقا لطبيعة المجتمعات وظروفها. فهي ولها تأثير في التدريب على العمل الوطني والتربية السياسيَّة.
  4. المُؤسَّسات الدينيَّة وأماكن العبادة: ونعني بها الجماعات والطوائف الدينيَّة، وأماكن العبادة المختلفة، ولها ادوار مهمة في هذه العمليَّة.
  5. التنظيمات والأنظمة ذات الصبغة الاجتماعيَّة: مثل الأندية العامة ومراكز رعاية الشباب والساحات الشعبيَّة وما إليها فإنها جميعا تتضمَّن تكوين اتجاهات تربويَّة لدى الجماهير، ولكنها تحدث بطريق غير مباشر.
  6. التنظيمات ذات الصبغة المهنيَّة: وهي ما تنظمه الجماعات في المجتمع من مُؤسَّسات نقابيَّة مهنيَّة أو حرفيَّة وما تقوم به من أنشطة وما تقدمه من خدمات وما تعقده من اجتماعات، أو مؤتمرات أو لقاءات بهدف الارتقاء بمستوى أدائهم أو الدفاع عن حقوقهم، وتوجيههم لصالح مهنتهم ومجتمعهم، كما أنها وسيلة لتدريب الأعضاء على تحمُّل المسؤولية وأداء الواجب والشعور بالحساسية الاجتماعيَّة.

 

الأسرة والمدرسة والتعاون بينهما

من مظاهر التعاون بين الأسرة والمدرسة، لجوء المدارس الحديثة حالياً إلى تدعيم هذا التعاون عن طريق تكوين مجالس الآباء والمُعلِّمين، ومجلس الأمهات والمُعلِّمات، وإقامة أنشطة مدرسيَّة ودعوة الأهالي إليها والتزاور بين أهالي التلاميذ، وتخالف التربية المدرسيَّة التربية الأسريَّة من حيث نفوذها في الأطفال وأثرها في تهذيب أخلاقهم وتكوين عاداتهم.

 

وسائل التربية

  1. المُعلِّم
    إن المُعلِّم هو الخبير الذي وظفه المجتمع لتحقيق أغراضه التربويَّة فهو من جهة القيم الأمين على تراثه الثقافي، ومن جهة أخرى العامل الأكبر في تجديد هذا التراث وتعزيزه، وقد قال المربي الكبير عبد العزيز السيد: (إن المُعلِّم هو العمود الفقري للتعليم، وبمقدار صلاح المُعلِّم يكون صلاح التعليم، فالمباني الجيدة والمناهج المدروسة والمعدات الكافية تكون قليلة الجدوى إذا لم يتوافر المُعلِّم الصالح. بل إن وجود هذا المُعلِّم يعوض في كثير من الأحيان ما قد يكون موجودا من النقص في هذه النواحي). أما أهميته في العمليَّة التعليميَّة التعلُّميَّة فهي: إدارته للتعلُّم الصفي، وتوجيهه للتعلُّم، وعلاقاته بالمجتمع المدرسي.

 

  1. الإعداد العلمي الحالي للمُعلِّمين
    لم يكن هناك معاهد ومدارس تعد المُعلِّمين للمراحل الدنيا الابتدائيَّة والثانويَّة في العصور القديمة والوسطى، أما الجامعات التي نشأت في أواخر العصور الوسطى في أوروبا، فقد كانت تعد المُعلِّمين الذين يقومون بتدريس الفروع الراقية من العلم. وبعد ذلك تطوَّر إعداد المُعلِّمين كثيراً حتى وصل ما هو عليه اليوم. ففي كليات المُعلِّمين أقسام التربية الملحقة بالجامعات اليوم يتم إعداد المُعلِّمين للمراحل الدنيا الابتدائيَّة والثانويَّة بالطريقة الآتية:
    • علم الصحة والتربية البدنيَّة.
    • التفكير السليم والقدرة على التعبير باللغة القوميَّة.
    • تزويد الطلبة المُعلِّمون بمواد خاصة.
    • دراسة نفسيَّة الأطفال.
    • الدراسة الاجتماعيَّة.

 

النواحي الفنيَّة وطرائق التدريس

ويجب أن يكون للمُعلِّم خصائص عديدة ومميزة في الخصائص الجسميَّة والخصائص العقليَّة والخصائص الخلقية التي يجب أن تكون في المُعلِّم.

 

ويجب اتخاذ وسائل عديدة لتامين المُعلِّمين الصالحين:  

  • حسن اختيار الطلاب لمعاهدة إعداد المُعلِّمين.
  • حسن اختيار الأساتذة لمعاهد إعداد المُعلِّمين.
  • بث الطمأنينة في نفوس المُعلِّمين.
  • إحلال المُعلِّمين منزلة اجتماعيَّة رفيعة.

 

المنهج القديم:

كان هذا المفهوم متأثرا بالنظريَّة التقليديَّة في التربية، والتي تهتم بالجانب العقلي للإنسان الذي يُركِّز على إكساب التلاميذ المعلومات والمعارف المُنظَّمة في مجموعة من الدراسيَّة.

 

المفهوم الحديث للمنهج

ارتبط هذا المهج بالمفهوم الحديث للتربية، وعرف بأنه مجموع الخبرات التربويَّة الثقافيَّة والاجتماعيَّة والرياضيَّة الفنيَّة التي تهيَّئها المدرسة لتلاميذها داخل المدرسة وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل في جميع النواحي وتعديل سلوكهم طبقاً لفلسفتها التربويَّة.

 

الأسس التي تقوم عليها المناهج

  1. الأسس الاجتماعيَّة: يجب أن تُعّدَّ المناهج في ضوء القيم الاجتماعيَّة التي تمثل معايير المجتمع، ومثله العليا التي يسير على هديها.
  2. الأسس الفنيَّة: يجب مراعاة شخصيَّة التلاميذ الذين يعد لهم المنهج ومعرفة الكثير من خصائص نموهم والطرائق التي يستخدمونها في التعليم.

 

المنهج والتعلُّم: هناك مفهومان رئيسان للتعلُّم:

يفترض أن للإنسان عقلاً مقسماً إلى مجموعة من الملكات أو القدرات التي يمكن تنميتها عن طريق التدريب، وقد أدى هذا المفهوم إلى نظريَّة في التعلُّم تعرف بنظريَّة التدريب الشكلي. فهو ينظر إلى الإنسان على نظام من الطاقة يشمل قوى مختلفة ويحاول الوصول إلى حالة من الاتزان مع النظم الأخرى. ويتفاعل الإنسان مع هذه النظم عن طريق خواصه المختلفة.

 

المنهج وطبيعة المعرفة:

من الأسس التي يقوم عليها إعداد المناهج هو تحديد طبيعة المعرفة. فكل فرع من فروع المعرفة يمتاز بخاصتين رئيستين. الخاصية الأولى وهي هيكل من المعلومات الذي يمثل نتاج ما قدمه العلماء في هذا النوع من فروع المعرفة. أما الخاصية الثانية فهي تشمل الأساليب وطرائق البحث والدراسة التي استخدمها العلماء أو الخبراء في هذا الفرع.

 

أنواع المناهج 

يمكن تقسيم أنواع المناهج بحسب أسلوب تخطيطها إلى ثلاثة أقسام: 

  • المناهج التي تدور حول المادة الدراسيَّة.
  • المناهج التي تدور حول ميول التلاميذ ونشاطهم.
  • المناهج التي تدور حول حاجات التلاميذ ومشكلاتهم.

 

الوسائل التعليميَّة

الوسائل التعليميَّة هي: مجموعة من المواد والأدوات التي يستخدمها كل من المُدرِّس والتلاميذ لتحقيق الأهداف التعليميَّة. وليست الوسائل التعليميَّة أشياء حديثة في ميدان التربية والتعليم، ففكرة استخدام الوسائل التعليميَّة ترجع إلى عهود موغلة في القدم. وتُعَدُّ الوسائل التعليميَّة وسائل في ذاتها وليست غايات، ولذلك فان استخدامها يكون لتلبية حاجات تربويَّة معينة نشأت نتيجة للتغيُّرات الكثيرة التي ظهرت في هذا العصر. وقد تطوَّرت الوسائل التعليميَّة تطورا هائلا في القرن العشرين، وعم استعمالها في المُؤسَّسات التربويَّة لما لها من فوائد كبيرة، وإمكانات هائلة ومُتنوِّعة في تحقيق كثير من الأغراض التربويَّة.

 

التغيُّرات الداعية إلى استخدام الوسائل التعليميَّة 

  • التغيُّرات في إعداد التلاميذ.
  • التغيُّرات في أهداف المدرسة.
  • التغيُّرات في المناهج وطرائق التدريس.
  • التغيُّرات نتيجة تقدم علم النفس.
  • التغيُّرات نتيجة الانفجار المعرفي.

 

وهناك شروط عديدة لاستخدام الوسائل التعليميَّة، كما لها فوائد عديدة أيضاً من استعمالها، وللوسائل التعليميَّة أنواع وتصنيفات: 

  • الوسائل البصريَّة.
  • الوسائل السمعيَّة.
  • الوسائل البصريَّة السمعيَّة.

 

ومن التصنيفات الأخرى للوسائل تصنيف إدجار ديل، حيث صنفها حسب أهميتها في شكل مخروطي، سماه مخروط الخبرة، فوضع في القاعدة الوسائل المهمة، ثم تدرج بالوسائل الأقل أهمية نحو الأعلى.

 

الكتاب المدرسي:

ترجع أهمية الكتاب المدرسي إلى مجموعة من المُميَّزات يمكن تلخيصها: 

  • الكتاب المدرسي وسيلة لتقديم المعرفة إلى التلاميذ بطريقة مُنظَّمة واقتصاديَّة.
  • الكتاب المدرسي وسيلة للإصلاح الاجتماعي.

 

الكتاب المدرسي يمكن استخدامه بيسر وسهولة بالموازنة بينه وبين الوسائل التعليميَّة الأخرى ويمكن استخدام الكتاب المدرسي بطرائق ثلاث هي: 

  • استخدام الكتاب المدرسي بصفته مساعداً رئيساً للمدرس.
  • استخدام الكتاب المدرسي بصفته مرجعاً.
  • استخدام الكتاب المدرسي بصفته مرشداً.

 

الرحلات المدرسيَّة:

يتوصل المُعلِّمون والتلاميذ إلى المعلومات والمعارف والخبرات، عن طريق الرحلات أو الأخبار أو الكتاب أو المشاهدة الشخصيَّة. والمشاهدات الشخصيَّة هي بلا شك عامل أقوى في تثبيت المعلومات وأدراها على حقيقتها. وهذا ما تقوم به الرحلات المدرسيَّة من مشاهدات واقعيَّة، علاوة على أنها رياضة عقليَّة جسميَّة تفيد التلاميذ وتخفف عنهم أعباء العمل المدرسي ويجب أن نراعي بعض الشروط في الرحلات المدرسيَّة حتى يمكن الاستفادة منها بصفتها وسيلة إيضاح ناجحة.

 

التقويم والامتحانات

لقد عُرِّف التقويم تعريفات مختلفة من قِبَلِ علماء النفس ومن أشهرها تعريف باين: بأنه عمليَّة عامة للوصول إلى أحكام وقرارات تستخدم معطيات كميَّة أو وصفيَّة. ويمكن تقديم تعريف عام كما يأتي: التقويم هو إصدار حكم على مدى وصول العمليَّة التربويَّة إلى تحقيق أهدافها، وبيان جوانب الضعف والتخلص منها.

 

وأهداف التقويم: 

  • قياس قدرة التلميذ.
  • قياس مدى تحصيل التلميذ.
  • تشخيص مواطن الضعف لدى التلميذ.
  • تشخيص نتائج عمليَّة التعلُّم.
  • التوجه إلى الدراسة المنتجة.
  • البحث عن حافز للدراسة.

 

أنواع طرائق التقويم:

  • الاختبارات الشفويَّة.
  • الامتحانات التقليديَّة.
  • التقارير، والمذكرات والمناقشات.
  • الاختبارات المقننة.
  • الاختبارات الموضوعيَّة الحديثة.

 

الأسس التي يمكن بوساطتها الحكم على مدى صلاحيَّة وسيلة التقويم:

  • الموضوعيَّة.
  • صدق الاختبار.
  • ثبات الاختبار.
  • سهولة التطبيق.
  • معايير الاختبار