خصائص التعلم (Features of Learning)

إن التعلُّم هو تلك العمليَّة الحيوية الديناميكيَّة التي تتجلى في جميع التغيُّرات الثابتة نسبياً في الأنماط السلوكيَّة والعمليات المعرفيَّة التي تحدث لدى الأفراد نتيجة لتفاعلهم مع البيئة الماديَّة والاجتماعيَّة. وفي ضوء ما سبق يمكن تلخيص خصائص التعلُّم بالآتي:



أولاً: التعلُّم عمليَّة تنطوي على تغيّر شبه دائم في السلوك أو الخبرة:

ويتخذ أشكالاً ثلاثة هي:

  1. اكتساب سلوك أو خبرة جديدة.
  2. التخلي عن سلوك أو خبرة ما.
  3. التعديل في سلوك أو خبرة ما.

 

ثانياً: التعلُّم عمليَّة تفاعليَّة:

تحدث نتيجة لتفاعل الفرد مع البيئة بشقيها المادي والاجتماعي. أي أن التعلُّم نتاج تفاعل الإنسان مع البيئة ومُكوَّناتها وشروطها. وقد يتم هذا التفاعل عن طريق الحس والحركة والعمل، أو عن طريق الكلام واستخدام اللغة، أو عن طريق الملاحظة، أو عن طريق التأمل والاستدلال والتفكير.

 

ثالثاً: التعلُّم عمليَّة مستمرة:

لا ترتبط بزمان أو مكان مُحدَّد. فهي تبدأ من المراحل العمرية المُبكِّرة وتستمر طيلة حياة الإنسان. ولا ترتبط بمكان معين، فهي تحدث في الشارع والبيت ودور العبادة والمدرسة والجامعة وغيرها.

 

رابعاً: التعلُّم عمليَّة تراكميَّة تدريجية:

أي أنه تجميع وتراكم للعادات والمهارات والمعلومات والاتجاهات وتوظيف لهذه الذخيرة التعليميَّة من أجل إحراز المزيد منها وامتلاكه في المستقبل.

 

خامساً: التعلُّم عمليَّة تشمل كافة السلوكات والخبرات المرغوب فيها وغير المرغوب فيها:

فقد يكتسب الفرد الخبرات والأنماط السلوكيَّة غير المرغوب فيها كالسلوك العدواني والإجرامي وغير الأخلاقي، أو يكتسب الأنماط السلوكيَّة المرغوب فيها والأخلاق كالحب والتعاون ومساعدة الآخرين.

 

سادساً: التعلُّم عمليَّة ربما تكون مقصودة موجهة بهدف معين، وقد تكون عرضية غير مقصودة:

 

سابعاً: التعلُّم عمليَّة تشتمل على جميع التغيُّرات الثابتة نسبياً:

بفعل عوامل الخبرة والممارسة والتدريب، فالتغيُّرات السلوكيَّة المؤقتة الناتجة بفعل عوامل التعب والمرض والنوم والنضج، أو تلك الناتجة بفعل العوامل الفيزيولوجية أو الناتجة من تعاطي مسكر أو مخدر لا تندرج تحت إطار التعلُّم.

 

ثامناً: التعلُّم عمليَّة شاملة مُتعدِّدة المظاهر:

فهي لا تقتصر على جوانب سلوكيَّة أو خبرات معينة، وإنما تتضمَّن كافة التغيُّرات السلوكيَّة في المظاهر العقليَّة والانفعاليَّة والاجتماعيَّة والحركيَّة واللغويَّة والأخلاقيَّة. فمن خلال هذه العمليَّة يكتسب الفرد العادات والمهارات الحركيَّة ويطور خبراته وأساليب التفكير لديه، كما يكتسب العادات والقيم وقواعد السلوك العام، ويكتسب كذلك المفردات اللغويَّة ومعانيها واللهجة، ويطوُّر أيضاً أساليب ووسائل الاتصال والتفاعل إضافة إلى الانفعالات وأساليب ضبطها والتعبير عنها (Schmidt & Lee, 1999).

 

تاسعاً: التعلُّم عمليَّة تطوُّريَّة:

أي أنه ما يكتسبه الإنسان المُتعلِّم من معلومات ومهارات واتجاهات وغيرها هو حصيلة تراكميَّة لخبراته الحياتيَّة في المجالات المختلفة.

 

عاشراً: التعلُّم عمليَّة ربط بين المثيرات والاستجابات:

أي أن جوهر التعلُّم ومعناه الأساسي يكمن في العلاقات والروابط بين تلك المؤثرات التي تؤثر فينا والاستجابات التي نصدرها رداً على هذه المثيرات.

 

حادي عشر: التعلُّم إعادة بناء للخبرة السابقة:

أي أن التعلُّم يؤدي إلى استخدام الخبرة السابقة في التصدي للمواقف الجديدة، وإعادة بناء هذه الخبرة.

 

المراجع:

منصور، علي: التعلُّم ونظرياته. مديرية الكتب والمطبوعات الجامعيَّة، منشورات جامعة تشرين، اللاذقية، (1421هـ-2001م).

الزغول، عماد: نظريات التعلُّم. دار الشروق، عمان، الأردن، (2003م).