خرائط المفاهيم في التعليم



مفهوم خريطة المفاهيم

خريطة المفاهيم هي مخطط ثنائي البعد تنظم فيه المفاهيم في مستويات هرمية (مرتبية) متعاقبة بدأ من المفاهيم العامة الشاملة وانتهاءً بالمفاهيم والأمثلة الفرعية بحيث تتضح في هذا المخطط العلاقات الرأسية بين المفاهيم العامة والمفاهيم الفرعية والعلاقات الأفقية بين المفاهيم في كل مستوى من المستويات الهرمية بشكل بصري ومحسوس. ويعبر عن المفاهيم في هذا المخطط بذكر أسمائها (concept labels) أما العلاقات بين هذه المفاهيم فتكون باستخدام خطوط وأسهم، ويتم كتابة كلمات أو أحداث (أفعال) على هذه الخطوط والأسهم لتوضح طبيعة العلاقة بين هذه المفاهيم، وتسمى هذه الكلمات بالكلمات الرابطة (linking words).

 

اذاً فالمخططات المفاهيمية تمثل العلاقات ذات المعنى بين المفاهيم التي تمثل قضايا معينة، والقضية عبارة عن اسمين أو أكثر لمفهوم يرتبط بكلمات ذات وحدة معاني واحدة. فمخطط المفهوم ببساطة هو عبارة عن مفهومين تربطهما كلمة وصل لعمل قضية proposition)). مثلاً: عبارة "السماء زرقاء" مخطط بسيط يشكل قضية واضحة عن المفهومين "السماء" ← "زرقاء".

 

وتعمل مخططات المفاهيم على توضيح الأفكار الرئيسة التي ينبغي التركيز عليها عند أي مهمة تعليمية محددة لدى المعلم والمتعلم، وتوضيح المسارات والممرات التي يمكن أن يسلكها المعلم والمتعلم للربط بين معاني المفهوم ضمن القضايا. ولأن التعلم الهادف يتقدم بسهولة عندما تكون المفاهيم الجديدة مصنفة تحت مفاهيم أعم وأكثر شمولية، فإنه ينبغي أن تكون مخططات المفاهيم ذات طبيعة هرمية. فالمفاهيم الأكثر شمولية والأكثر عمومية تكون في أعلى المخطط، أما المفاهيم الأقل شمولية والأقل تحديداً فتكون في أسفل الهرم. مع العلم أنه يمكن لأي مفهوم فرعي في خريطة مفاهيم ما أن يكون مفهوماً رئيساً في خريطة مفاهيم أخرى. وهذه الصفة المطاطية تجعل إمكانية تمدد وكبر حجم الخريطة ممكناً.

 

الفرضية التي تقوم عليها خرائط المفاهيم

مصطلح خرائط المفاهيم - كما سبق أن ذكرنا، هو من تطوير نوفاك Novak)) وجوين Gowin)) وهو ترجمة للأفكار التي اقترحها اوزوبل (Ausubel) في سنة 1963 الخاصة بفكرة المنظمات المتقدمة Advance Organizers)) والتي يستهدف فيها مساعدة المتعلمين على ربط المعلومات الجديدة بما لديهم من تراكيب معرفية سابقة. هذه المعارف السابقة التي يحملها التلاميذ في أذهانهم هي - على رأي اوزوبل - العامل الهام والحاسم في التعلم. ومن ثَمَّ يمكن من خلال المنظم المتقدم احتواء حقائق المادة التعليمية الجديدة وتفصيلاتها على أساس أن المنظم المتقدم يعمل على توجيه تعلم الطلبة وربط المعلومات الموجودة في البنية المعرفية بالمعلومات المراد تعلمها.

 

إن عقل المتعلم بناء معرفي منظم، يتكون من بُنى (جمع بُنية) معرفية منظمة من المفاهيم والأفكار الكبرى تترتب في هذه الأبنية بشكل هرمي، حيث تحتل الأفكار الكبرى والمفاهيم العريضة (Themes) رأس الهرم ومناطقه العليا، وبالنزول إلى قاعدة الهرم تتدرج المفاهيم من الكبير إلى الصغير فالأصغر، ويمثل كل بناء منها وحدة تطور معرفي تبرز ما لدى المتعلم من استعدادات وقابليات وخبرات وأفكار، يسميها جانييه الإمكانات (Capabilities) ويتفاعل الفرد ويتعلم ويُنتج في ضوء هذه الإمكانات.

 

وتتأثر قدرة الطالب على تعلّم المفاهيم الجديدة بشكل كبير بالمفاهيم التي تعلّمها مسبقاً والتي تكون ذات علاقة بالمفهوم الجديد، ويجب أن ترتبط المعرفة الجديدة بالسابقة حتى تكون ذات معنى، وهذا يتطلب أيضا خلو المعرفة الجديدة والقديمة من المفهومات الخاطئة التي إن وجدت فإنها ستشكّل مانعا لتكوين التعلم ذي المعنى. ولهذا، فإنّ خريطة المفاهيم يمكن أن تعمل عمل المنظم المتقدم، من حيث قدرتها على تنظيم المعلومات ومعالجتها في بنية معرفية متكاملة.

                            

الأهمية التعليمية لخرائط المفاهيم

خرائط المفاهيم ونحوها من المخططات والخرائط الذهنية هي من الأدوات الفاعلة في تمثيل المعرفة والبناء عليها، فهي أدوات هامة لجعل التعلم المخفي عادة مرئياً ومشاهداً سواء من قبل الشخص نفسه أو من قبل الآخرين. وهي وسائل للتفكير الناقد والإبداعي، وتساعد على تحقيق التعلم ذي المعنى، وهو التعلم الحقيقي الذي نبتغيه نمطا من أنماط التعلم المدرسي. وبعض البحوث أشارت إلى أن مثل هذه المخططات ترسّخ لدى المتعلم منهجا للتفكير المنظم الذي يتواءم مع طبيعة الدماغ. فهي تقنية تصويرية تحاكي الطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري وحسب بيولوجية عمله. بالإضافة إلى ذلك، تحفز الخرائط الذهنية والمفاهيمية الشخص على استخدام وتوظيف فصي الدماغ الأيمن والأيسر مما يرفع كفاءة التعلم. فعملية الانشغال بتصميم خريطة ما يستلزم استخدام وظائف النصف الأيسر من الدماغ المسؤول عن تعلم الكلمات والأرقام والكتابة والمنطق والتحليل وتستلزم في الوقت ذاته استخدام وظائف النصف الأيمن المسؤول عن الصور والألوان والفنون والتخيل وأبعاد المكان والمشاعر (انظر شكل 3). ومن ناحية أخرى، تنسجم خرائط المفاهيم مع النظرية البنائية (Constructivism) في التعلم حيث يبني المتعلم نسخته الخاصة به من المعرفة، فخريطة المفاهيم من الناحية النظرية تعبير عن الإطار المعرفي للفرد محتوىً وتنظيماً، أي تمثل أو تعبر عن البنية المعرفية للفرد من حيث مكوناتها وما بين هذه المكونات من علاقات. وبعض الدراسات على الذاكرة أشارت إلى أن تطوير صور ذهنية للمعلومات اللفظية يؤدي إلى مستويات أفضل للتذكر، لاسيما وان 40 ٪ من الناس يصنفون بوصفهم متعلمين بصريين. لذا يتعلم الناس بشكل أفضل عندما تقدم إليهم المعلومات والمفاهيم بشكل مرئي أو بصري.

 

 الإستخدامات التعليمية لخرائط المفاهيم

لخرائط المفاهيم فوائد وإستخدامات كثيرة، ومن ذلك:

 

أولاً: للطالب:

  • وسيلة من وسائل تلخيص المحتوى المعرفي وكتابة الملاحظات والنقاط المهمة في المحاضرة.
  • اختصار كميات كبيرة من المعلومات واختزالها في مساحة محدودة يمكن متابعتها بصرياً وذهنياً.
  • تساعده على سرعة مراجعة المادة الدراسية بشكل مركز، مما سيساعده ومن ثم على تأدية الاختبارات بشكل يساعد على نجاحه فيها.
  • العمل على ربط المفاهيم الجديدة بالقديمة، والتمييز بين المفاهيم المتشابهة، وإدراك أوجه الشبه والاختلاف فيما بينها.
  • المساعدة على تنمية التحصيل الدراسي لدى الطلبة.
  • تساعد الطالب على إدراك العلاقات بين المفاهيم، وتميزها عن المفاهيم المتشابهة.
  • تساعد الطالب على أن يكون منظما ومصنفا للمفاهيم.
  • تزيد في ثبات أمد التعلم من خلال صورة بصرية يتمثل فيها المحتوى التعليمي مما يعين المتعلم.
  • الإدماج الحسي الذي يوفر زيادة في التقاطعات الترابطية في الامتدادات العصبية في قشرة الدماغ مما يتحقق معه ثبات المحتوى التعليمي والبناء عليه والاشتقاق منه.
  • تعد تدريباً على التفكير التأمّلي حيث تتضمن عملية بناء خرائط المفاهيم دفعا للمفاهيم وجذباً، وضماً لبعضها إلى البعض الآخر وتفريقاً مرة أخرى، وينظر إلى ذلك بوصفها رياضة فكرية تشحذ أذهان المتعلمين.
  • خريطة المفهوم تعد استراتيجية مفيدة للتفكير حول التفكير (Metacognitive)، حيث إنّ القيام بعمل وتصميم خريطة مفاهيم يتطلب من الشخص أن يفكر حول تفكيره، ويتأمل في فهمه ويحلله ويراجعه بل ويرسم تفكيره ويراه مرئيا أمامه.

 

ثانياً: للمعلم

  • يمكن استخدامها بوصفها أسلوباً منظماً تمهيدياً، يبدأ بها المعلم درسه ليربط المعرفة الجديدة بالمعرفة المخزونة في عقل المتعلم.
  • يمكن استخدامها لتوضيح العلاقات الهرمية بين المفاهيم المتضمنة فى موضوع واحد، أو في وحدة دراسية أو مقرر، فهي تمثل تمثيلات مختصرة لأبنية المفاهيم التي يدرسها الطلاب، وهو الأمر الذي يزيد من احتمالية إسهامها في تسهيل تعلم هادف لتلك الأبنية.
  • تسهل حدوث التعلم ذي المعنى من خلال ربط المعرفة الجديدة بالمعرفة القديمة.
  • تبرز صورة البنية المفاهيمية لموضوع معين والعلاقات الموجودة بين مكوناته بشكل يساعد الفرد المتعلم على الربط الواعي بينها.
  • تعمل كجسر بين الفجوات المفاهيمية الموجودة في البناء المعرفي للمتعلم وتضيف مفاهيم جديدة إلى ذهن المتعلم لم يكن يتصورها سابقاً.
  • تشجع كلاً من المعلم والمتعلم على تحليل المادة الدراسية بشكل مُفصل ودقيق مما سيعطي صورة واضحة للبناء العقلي للطالب في الموضوع المعني.
  • تحقيق المعنى المشترك بين المعلم والمتعلم حيث تكشف لكل منهما ماذا لدى الآخر، ثم يتقدمان إلى الأمام بوعي وقصد.
  • تفيد في بناء المناهج بناءً تسلسلياً صحيحاً يتضح فيه بصورة منهجية المدى والتتابع للمفاهيم المراد تدريسها، كما يمكن أن يعطي امتدادا أفقيا لبناء التكامل مع حقول المعرفة الأخرى.
  • تساعد المعلم على التركيز حول الأفكار الرئيسة للمفهوم الذي يقوم بتدريسه.
  • تساهم في تنمية مهارات التفكير لدى التلاميذ نظراً لما تتطلبه من مهارات الربط بين المفاهيم وإيجاد العلاقات بينها والتحليل والتركيب.

 

ثالثا: كأداة للتقويم

  • يمكن استخدام خرائط المفاهيم بوصفها أداة تشخيصية لتقويم تعلم التلاميذ عن الموضوع بدلاً من الاختبارات التقليدية المكتوبة.
  • تقويم تحصيل المتعلمين بشكل حقيقي يوضح إلى أين وصل المتعلم بالفعل، حيث تبين كمية المفاهيم لدى الشخص والعلاقات بينها، وما إذا كانت هذه العلاقة صحيحة أو خاطئة، مع تبيين موضع الخطأ.
  • تعد أدوات فعالة وبصورة ملحوظة لإظهار المفاهيم الخاطئة (misconceptions) إما من خلال معرفة معاني المفاهيم ومن ثَّمَّ يتضح إدراك الخطأ، أو تحديد المفاهيم المفقودة التي سببت الفهم الخطأ، أو تحديد العلاقات الخاطئة التي سببت الفهم الخاطئ.
  • قياس الإبداع عند التلاميذ وتقويمه، ذلك أن صنع خرائط المفاهيم يتضمن نشاطاً إبداعياً، وتساهم في دعم الابتكار، فعند بنائها يمكن تطوير علاقات مفاهيمية جديدة، ومن ثّمَّ معان جديدة، أو على الأقل معان لم تكن مدركة بصورة شعورية.
  • كيفية استخدام خرائط المفاهيم بوصفها أدوات وأساليب تقويم لتعلم الطلاب:

 

تستخدم خرائط المفاهيم في تقويم نواتج / نتاجات التعلم المعرفي في أكثر من أسلوب، من أبرزها ما يأتي:

  • رسم خريطة مفهوم محددة: وفيه يُكلف الطلاب أو الطالبات برسم خريطة مفهوم عام، مثل رسم خريطة مفهوم لمراحل البعثة النبوية الشريفة وما حدث في كل مرحلة منها من أحداث كبرى.
  • استكمال رسم اجزاء ناقصة من خريطة مفهوم: وفيه يُكلف الطلاب أو الطالبات بإكمال رسم الجزأ الناقص من الخريطة.
  • إكمال بعض بيانات ناقصة من خريطة مفهوم: وفيه يُطلب من الطلاب أو الطالبات كتابة الكلمات الرابطة التي تمثل علاقات بين المفاهيم.

 

كيفية تقويم وتصحيح خريطة المفاهيم

يجب أن يحدد المعلم للتلاميذ معايير تقويم ما سوف يصنعونه من خرائط وكيفية تصحيحها. كما يمكن للمعلم أن يطور معيار تصحيح خاص (rubric) لقياس جودة تصميم خرائط التلاميذ، بحيث يشتمل معيار التصحيح هذا على جوانب / أوصاف محددة ولكل جانب أو صفة درجة معينة.

 

ومن أهم المعايير التي يجب على المعلم أن يراعيها عند تقويم خرائط التلاميذ وتصحيحها:

  • مدى دقة وشمول المفاهيم: هل المفاهيم صحيحة؟ هل يوجد مفاهيم مغلوطة؟ هل الخريطة شاملة لأهم المفاهيم المطلوبة للموضوع أم أن هناك مفاهيم وعناصر مفقودة؟
  • الهرمية: هل الخريطة منظمة ومرتبة بشكل هرمي؟ هل توزيع مستويات المفاهيم الرئيسة والمفاهيم الفرعية مناسب؟
  • الوصلات الخطية ووصلات الأسهم: هل الوصلات الخطية ووصلات الأسهم بين الأجزاء المختلفة في الخريطة صادقة؟
  • عبارات الربط: هل عبارات الربط المصاحبة والموضحة لنوعية العلاقة بين المفاهيم متوافرة وصادقة؟
  • الأمثلة: هل تتضمن الخريطة أمثلة عن القضايا أو المفاهيم (من أشياء وأشخاص وتواريخ)؟
  • مدى الإبداع: هل يوجد عناصر إبداعية سواء في التناول أو التنظيم أو التصميم؟ هل تشتمل على علاقات مفاهيمية جديدة؟ ما مدى تميز الخريطة عن خرائط الآخرين؟

 

خصائص خرائط المفاهيم

تمتاز خرائط المفهوم من غيرها من أنواع المخططات الأخرى كالخرائط الذهنية وشبكات المفهوم بعدة خصائص:

  1. أنها هرمية ومنظمة: تمتاز خرائط المفهوم بسمة الهرمية، وتعني الهرمية أن المفاهيم الأكثر شمولاً تأتي في قمة الخريطة وتعلو المفاهيم والقضايا الأقل شمولاً والأكثر خصوصية. وترتسم صورة الهرمية في ضوء العلاقات التي يلاحظها معد الخريطة بين المفاهيم المستهدفة بالتعلم. ويتيح البناء الهرمي للخريطة إمكانية اندماجها مع خرائط مفهومية أخرى لإعطاء خريطة أوسع وأكبر تبرز الصورة الشمولية التكاملية لموضوع معين.
  1. أنها مترابطة ومفسّرة: فهناك ترابط بين المفاهيم والأفكار والقضايا المذكورة في الخريطة وهذا الترابط يكون عبر الوصلات الخطية والأسهم التي تصاحبها عبارات تفسر هذه العلاقات.
  1. أنها تكاملية: حيث أن المفاهيم والأفكار والقضايا والأمثلة المذكورة ضمن الخريطة تعمل لتتكامل في شرح موضوع محدد وبيان محتوياته وجوانبه المختلفة.
  1. أنها مفاهيمية: أي أنها تدور وتتمركز حول مفهومات وأفكار رئيسة يندرج تحتها عدد من المفهومات والأفكار الفرعية والأمثلة. فوحدة البناء هي المفاهيم.

 

مكونات خرائط المفاهيم

تتكون خريطة المفهوم من عدة عناصر أو مكونات:

  • المفاهيم أو الأفكار الرئيسية: وهذه يفضل إحاطتها بإطارات متماثلة (سواء دائرية او بيضاوية او مربعة او أي شكل) على مدى الخريطة حتى تعكس مدى تماثل هذه المفاهيم في المستوى والأهمية.
  • المفاهيم أو الأفكار الفرعية وما تفرع منها: وهذه يجب أيضاً إحاطتها بإطارات متماثلة (سواء دائرية او بيضاوية أو مربعة او أي شكل) حتى تعكس مدى تشابه هذه المفاهيم الفرعية في المستوى والأهمية.
  • الأمثلة (من أشياء، أشخاص، تواريخ الخ): هذه الأمثلة يفضل ألّا تحاط بإطارات، إنما تحاط فقط بوصلات خطية.
  • وصلات خطية: خطوط عرضية أو رأسية ترمز إلى الارتباط بين الأجزاء المختلفة في الخريطة.
  • وصلات أسهم: أسهم ذات اتجاهات مقصودة تدل على علاقة معينة.
  • عبارات ربط: كلمات أو عبارات تصاحب وصلات الأسهم توضح نوعية العلاقة بين كل مفهومين أو فكرتين أو قضيتين وتعبر عن مدى فهمك للعلاقات بينها، مثل: يؤثر في، ينقسم، يتكون من، يتضمن، له... الخ. هذه العبارات ينبغي ألّا تحاط باطارات.
  • شكل الخريطة العام والخرائط الصغيرة التابعة لها: هناك الكثير من الأشكال ولكن أكثرها فائدة هنا إما:
    • الهرمية (الأفكار الرئيسة في الأعلى وتتشجر أسفل منها المفاهيم والخرائط الأصغر).
    • أو العنكبوتية المتشجرة من الوسط بشكل أفقي على أن يكون تنظيم كل فرع من فروع الخريطة بشكل هرمي. فشكل الخريطة العام يكون عنكبوتياً ولكن تنظيم كل خريطة صغيرة لأيً من الفروع يكون بشكل هرمي.

 

خطوات صنع خريطة مفاهيم

لصنع خريطة مفاهيم جيدة، يفضل إتباع هذه الطريقة التي أقترحها لعمل أي خريطة مفاهيم وفي أي موضوع. وكما أن الكتابة الجيدة تتطلب عمل أكثر من مسودة أيضاً عمل خريطة مفاهيم جيدة يتطلب عمل مسودات أولية قبل التصميم النهائي لها. والطريقة التي أقترحها هنا تمر عبر خمس مراحل، وكل مرحلة تتضمن خطوات معينة:

 

المرحلة الأولى: مرحلة العصف الذهني (Brainstorming Phase)

(الهدف في هذه المرحلة هو توليد وجمع أكبر قائمة محتملة من المفاهيم الخام)

  1. التأكد من الهدف والموضوع وحدود المحتوى الذي نريد عمل خريطة مفاهيم له.
  2. البدء بقراءة وتحليل المحتوى المراد عمل خريطة مفاهيم له، وخلال هذه القراءة يجب عليك جمع أكبر قدر ممكن من الكلمات والمصطلحات والأفكار والنقاط والمفاهيم الرئيسة وكتابتها في أثناء قراءتك عبر طريقتين:
    • خيار أ: إما باستخدام ورقة (أوراق) الدفتر المعتاد وتدوين ما يصادفك من مفاهيم وأفكار وأمثلة على شكل نقاط ورؤوس اقلام متفرعة ومتسلسلة ومرتبة.
    • خيار ب: أو باستخدام قطع ورق الملاحظات الصغيرة اللاصقة (Post-It) بحيث تحوي كل بطاقة مفهوما واحداً أو فكرة رئيسة أو كلمة أو عبارة أو نحو ذلك.

 

  1. استمر بالقراءة والكتابة حتى الانتهاء من قراءتك لكامل محتوى الموضوع تماماً.

 

  1. ملاحظة: يجب أن تكون قراءتك للمحتوى المطلوب بشكل متدرج وكامل وشامل وبتأنٍّ وبفهم حتى لا تقع في مفاهيم مغلوطة، وحتى لا يكون هناك فجوات في المحصول المعرفي المتعلق بموضوع الخريطة.

 

المرحلة الثانية: مرحلة التنظيم (Organizing Phase)

(الهدف في هذه المرحلة هو التجهيز والإعداد لرسم المسودة الأولى للخريطة وهي بناء خريطة أولية).

  • أحضر ورقة بيضاء غير مخططة بحجم A4 او .A3
  • بناء على الخيارين السابقين أ و ب في المرحلة الأولى:

 

خيار أ: ابدأ محاولتك الأولى لتحويل ما جمعته من رؤوس أقلام إلى رسم خريطة بحسب شكل الخريطة الذي اخترته. (يفضل استخدام قلم رصاص للمسح والتعديل).

خيار ب: ضع هذه البطاقات على سطح الورقة (أو طاولة) وحرك البطاقات حتى تصل إلى أفضل توزيع لها والصقها بالمكان المناسب من الورقة.

 

اصنع مجموعات رئيسة وما يتفرع منها من المفاهيم، ومجموعات فرعية وما يتفرع منها من المفاهيم مع التركيز على الهرمية.

شكل وأعد تشكيل وتحريك وترتيب وتصنيف هذه المجموعات بمفاهيمها بحسب مستوياتها والعلاقات بينها.

الآن يمكن إعادة صياغة بعض العبارات التي جمعتها لتكون أكثر اختصاراً مع الاحتفاظ بالمعنى نفسه والمدلول نفسه.

بعض المفاهيم ستسقط في عمليات التجميع والتصنيف المتعددة في هذه المرحلة، لكنها قد تصبح مهمة في مرحلة التصميم التي ستأتي. (هنا مثال عن مسودة اولى لخريطة مفاهيم).

 

المرحلة الثالثة: مرحلة التصميم (Layout Phase)

(الهدف في هذه المرحلة هو التجهيز والإعداد لرسم المسودة الثانية بناء على مسودة 1)

  • أحضر ورقة جديدة بيضاء غير مخططة بحجم A4 او A3 وابدأ برسم الخريطة مجدداً بناء على مسودة خريطة رقم 1
  • رتب المفاهيم مرة أخرى بحسب فهمك للعلاقات الداخلية والارتباطات بين المجموعات.
  • حاول أن تضع تدرجاً ثابتاً يضع المفاهيم الأكثر عمومية في القمة ثم التي تليها في مستوى تال لها، ورتب المفاهيم في صفين كبعدين متناظرين لمسار الخريطة.
  • داخل كل مجموعة فرعية ضع المفاهيم المتعلقة قريباً بعضها من بعض لتسهل ملاحظة العلاقات بينها.
  • ضع الإطارات المناسبة حول المفاهيم والأفكار والقضايا الرئيسة، ويجب أن تكون متماثلة الشكل (فإذا اخترت الشكل البيضاوي للأفكار الرئيسة والشكل المستطيل للأفكار الفرعية فقد وجب أن يتناسب شكل الإطار مع نوع ومستوى الفكرة خلال كامل الخريطة).
  • ضع الإطارات المناسبة حول المفاهيم والأفكار والقضايا الفرعية بحيث تكون متماثلة الشكل كما سبق شرحه في النقطة السابقة.
  • كن حراً في إعادة ترتيب الأشياء في أي وقت خلال هذه المرحلة.

 

المرحلة الرابعة: مرحلة الربط بين المفاهيم Linking Phase))

  • استخدم الوصلات الخطية العرضية ووصلات الأسهم للتوصيل وتوضيح العلاقة بين المفاهيم الموصّلة.
  • اكتب كلمة أو عبارة قصيرة بجوار كل سهم لتحديد نوعية العلاقة بين المفاهيم والأفكار.
  • تأكد في هذه المرحلة من صحة الوصلات والأسهم ومن دقة عبارات الربط التي استخدمتها.
  • كن حراً في تحسين وإعادة ترتيب الأشياء في أي وقت خلال هذه المرحلة.

 

المرحلة الخامسة: الصياغة والإخراج النهائي

(الهدف هنا هو عمل النسخة الأخيرة وبشكلها النهائي الذي يعكس فهمك والذي تريد أن يراه الآخرون).

  • أحضر ورقة جديدة بيضاء غير مخططة بحجم A4 او A3 وابدأ برسم الخريطة مجدداً بناء على مسودة خريطة رقم 2
  • قم أولاً بفحص مسودة 2 وراجع خياراتك واختياراتك.
  • أعد ترتيب المجموعات والمقاطع في الخريطة مع التركيز على التنظيم والمظهر ومراعاة المسافات بين الإطارات.
  • ارسم واكتب النسخة الأخيرة (سواء بيدك أو عبر برنامج) بشكل واضح ومنسق ومتجانس وجذاب.
  • يمكن لك استخدام ألوان أو أرقام او خطوط مختلفة في كتابة المفاهيم والأفكار المتشابهة أو في تحديد الإطارات حولها.
  • يمكن إبراز بعض الأسهم بشكل أو لون مختلف إذا كانت تمثّل علاقات مهمة.
  • يمكن أيضاً استخدام أي من البرامج التي صممت خصيصاً لعمل الخرائط الذهنية التجارية منها أو مفتوحة المصدر.

 

ماذا بعد الانتهاء من انجاز خريطة المفاهيم؟

حتى تحقق خريطة المفاهيم الأهداف المرجوة من صنعها وتصميمها، هناك عدة أمور يجب أن تكون في الحسبان:

  • هذه الخريطة بشكلها النهائي يفترض أنها هي التي تريد أن تمثل فهمك للموضوع المحدد الذي تدور حوله خريطة المفاهيم وهي فهمك الذي تريد أن تراه مرئياً أمام عينيك وتريد أن يراه الآخرون أيضاً.
  • هذا يتطلب منك أن تكون خريطتك هذه "صورة" ذات ملامح معينة ومحددة تحملها في ذهنك، ويجب عليك استحضارها ورسمها للآخرين في أي وقت، مثلها مثل الأشياء الأخرى في حياتنا.
  • حتى تكون خريطتك صورة تحملها في مخك وتستحضرها في أي وقت تشاء، يجب أن تنظر إليها بتركيز من وقت إلى آخر وتحاول حفظ شكلها وملامحها.
  • اختبر نفسك من وقت إلى آخر لرسم خريطتك "غيبا" ومن ثم وازنها بخريطتك المرسومة وحاول أن تعالج جوانب النقص والقصور في حفظك لها.