ثلاث وثلاثون خطوة لتدريس ناجح

إخواني أهديكم اليوم هذا الكتاب ولا أريد أن أثني عليه ولكن صاحب الكتاب هو مدير إدارة الإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم وهو بصراحة عقليَّة مُتميِّزة جداً ولديه أفكار رائعة في الإشراف وفي التربية والتعليم أقول ذلك لله وليس لغرض فقد تحاورت أنا وهو يوماً ووجدت أني أمام موسوعة تربويَّة لا يستهان بها. ولن أطيل الكلام الآتي هو مختصر من الكتاب ويوجد الكتاب بصفته ملفاًّ مرفقاً وكذلك يوجد رابط آخر مختصر للكتاب.



اعرف عمليَّة التدريس:

إن أي مهنة لا يمكن أن تتقنها وتبرع فيها مالم تكن ملماً بأصولها ومبادئها. وللتدريس الذي هو عمليَّة التعليم والتعلُّم أصول وقواعد، منها ما يخص المُعلِّم ومنها ما يخص المُتعلِّم ومنها ما يخص المادة ومنها ما يخص أسلوب التعلُّم ووسائله. وهذا ما يدور حوله غالباً علم النفس التربوي.

 

اعرف أهداف التدريس، الأهداف العامة، والأهداف الخاصة، والأهداف السلوكيَّة:

للأهداف في أي عمل أهمية كبيرة تتلخَّص في الآتي:

  • توجيه الأنشطة ذات العلاقة في اتجاه واحد، وتمنع التشتت والانحراف.
  • إيجاد الدافع إلى الإنجاز، وإبقاؤه فاعلاً.
  • تقويم العمل لمعرفة مدى النجاح أو مدى الإخفاق.

 

اعرف تلاميذك: مستواهم، وخصائصهم العمرية، وأفكارهم

عندما تدخل إلى غرفة الصف أوّلَ مرة فإنك تواجه عالماً مجهولاً لديك إلى حد بعيد. لكنك في الغالب تدخل على فئة متجانسة بشكل عام من حيث العمر والخصائص النفسيَّة والعاطفيَّة. فمعرفتك المُسبَقة بالخصائص العامة لتلك الفئة يفيدك في وضع القواعد للتعامل معها. فمثلاً إذا عرفت الخصائص العامة لمرحلة المراهقة سهل عليك تفسير كثير من التصرُّفات التي تصدر عَمّن يمرون بها من طلابك واستطعت أن تتوقع إلى حد كبير ما يمكن أن يصدر من سلوك أو يحدث من مشكلات تعليميَّة.

 

اعدَّ دروسك جيداً         

الإعداد الجيد للدرس هو المخطط الذي يتوصل به المُعلِّم إلى أهدافه من الدرس ومن ثم إلى درس ناجح وخطوات الإعداد هي: تحديد الأهداف، والإعداد الذهني، والإعداد الكتابي.

 

استخدم طريقة التدريس المناسبة:

للتدريس عدة طرائق، وليس هناك طريقة من هذه الطرائق صالحة لكل الأحوال بل هناك عدة عوامل تُحدِّد متى تكون طريقة ما أكثر مناسبة من غيرها.

فقم بتحديد ما يناسبك من الطرائق في ضوء المعايير الآتية:

  • الدرس المراد شرحه.
  • نوعيَّة الطلاب.
  • شخصيتك أنت وقدراتك بصفتك معلماً أو بإلقاء ذلك الدرس.

وتذكر أن: أهدافاً واضحة ومُحدَّدة + طريقة صحيحة = درساً ناجحاً.

 

كن مبدعاً وابتعد عن الروتين:

إن التزامك طريقة واحدة في جميع الدروس، يجعل درسك عملاً رتيباً (روتيناً) مملاً، فتكفي رؤيتك مقبلاً على الصف لتبعث في نفوس الطلاب الملل والكسل. وحاول دائماً أن تتعامل مع كل درس بشكل مستقل من حيث الطريقة والأسلوب، وكن مبدعاً في تنويع أساليب العرض.

حاول ما أمكن أن يكون لكل درس وضعٌ مختلفٌ، وليكن على شكل صفوف، وأخرى على شكل دائرة، وثالثة على شكل مجموعات صغيرة. وهكذا، وإن كان أداء الدرس خارج الصف مفيداً ويساعد على تحقيق أهدافه فلماذا نجلس في الصف؟

 

اجعل درسك ممتعاً

  • توقف وراجع طريقة الدرس إذا رأيت أنها سبب في ملل الطلاب، فالهدف ليس إكمال خطة الدرس كما كتبت، بل الهدف هو إفادة الطلاب فإذا رأيت أن الخطة لا تؤدي عملها فاستخدم "خطة للطوارئ" تنقذ الموقف ويحصل الطلاب منها على أكبر فائدة ممكنة. فلا شيء أسوأ من مُعلِّم يعمل في الصف وحده. وتذكر أّن الأهداف العامة للتعليم والأهداف العامة للمنهج أكبر وأهم من درس معين يمكن تأجيل عرضه أو تغيير طريقته.
  • استخدم الأسلوب القصصي عند الحاجة، فالنفوس مولعة بمتابعة القصة.
  • اسمح بشيءٍ من الدعابة، فالدعابة والمزاح الخفيف الذي لا إيذاء فيه لمشاعر أحد ولا كذب من الأمور التي تروح عن النفس وتطرد الملل.
  • حاول دائماً ما أمكن أن يقوم الطلاب بالنشاط بأنفسهم، لا أن تقوم به أنت وهم ينظرون إليك، وتذكر أن من أهداف المناهج أن يقوم الطلاب أنفسهم بالعمل لا أن يشاهدوا من يقوم بالعمل.

 

استثر دافعيَّة التلاميذ:

من الصعب جداً إن لم يكن مستحيلاً أن تعلم طالباً ليس لديه دافعيَّة إلى التعلُّم. فابدأ بتنمية دافعيَّة الطلاب واستثارتها للتعلُّم والمشاركة في أنشطة الصف، مُستخدِماً كافة ما تراه مناسباً من الأساليب التي منها:

  • اربط الطلاب بأهداف عليا وسامية.

ليس هناك شيء يجعل الدافعيَّة تخمد أو تفتر أكثر من عدم وجود أهداف أو وجود أهداف دنيا، فدائماً وجِّه أذهان طلابك إلى الأهداف السامية العظيمة، واغرس التطلع إليها في نفوسهم لتشدهم شدا إلى المعالي فتثير فيهم دافعيَّة ذاتيَّة لا تكاد تخبو.

  • استخدم التشجيع والحفز.
  • أشعل التنافس الشريف.

إن مثل النشاط الذي في الفقرة السابقة يفتح المجال للتنافس الإيجابي بين الطلاب، فقم باستغلاله لصالحهم. لكن كن حذراً من أن يجرهم هذا التنافس ويؤدي بهم إلى التشاحن والتباغض. وأيضاً انتبه لجانب الفروق الفرديَّة بين الطلاب.

  • كافئ.

 

"إنما بعثت مُعلِّماً ولم أبعث معنفاً":

 تذكر دائماً أنك إنما أتيت لتعلم لا لتعاقب من لا يتعلَّم، وتذكر أيضاً أنه ليس كل عجز في التعلُّم يرجع سببه إلى المُتعلِّم. كن صبوراً وتلطف ببطيئي التعلُّم والمهملين وثق بأن المهمل إذا رأى أن إهماله يزيد في تركيز المُعلِّم عليه وتلطفه به فسيكف عن سلوكه هذا. وغالباً ما يكون سبب الإهمال البطء في التعلُّم وغفلة المُعلِّم عن ذلك.

 

اجعل اتجاهك جيداً نحو التلاميذ

أثبتت البحوث التجريبيَّة أن نظرة المُعلِّم إلى تلاميذه ذات أثر كبير على تحصيلهم وتقبلهم. فإذا كان المُعلِّم ينظر إلى تلاميذه على أنهم أذكياء وقادرون على التعلُّم وجادون ويشعرون هم بذلك فسيؤثر هذا إيجابياً فيهم، أما إذا كان المُعلِّم ينظر إليهم على أنهم كسالى ولا يفهمون شيئاً فسيكونون كذلك.

 

كن متفائلاً

التفاؤل من أحسن الصفات التي يجب أن يتمتَّع بها المُعلِّم، فكن متفائلاً من طلابك وأشعرهم بذلك ترى منهم ما يسرك.

 

أظهر تقديرك لاستجابات الطلاب ومشاركاتهم

لا تهمل مجهودات الطلاب ولو كانت قليلة، أو دون ما تتوقع. وأظهر شكرك وتقديرك لاستجابات الطلاب واطلب منهم المزيد، ليشعروا بالفرق بين المشاركة وعدمها ويتيقنوا من أنك منتبه لمشاركتهم.

 

حافظ على نموك العلمي والتربوي والمهني

يقع كثير من المُعلِّمين في خطأ كبير عندما يظنون أن تخرجهم ونيلهم للوظيفة هو نهاية المطاف وأنهم بذلك قد وصلوا مرحلة يستريحون فيها. فهذا غير صحيح. فتجنب الوقوع في هذا الخطأ واعلم أنه وإن انتهى وقت الدراسة النظاميَّة المُقرَّرة بالتخرج إلا أنه جاء وقت الدراسة الذاتيَّة، وجاء دور مزج الدراسة النظريَّة بالخبرة المباشرة. فاحرص على الاستمرار في نموك العلمي والتربوي، فإنه لا شيء في هذه الدنيا في ثبات فكل مالا ينمو فهو يذبل.

 

كن قدوة في علو الهمة والأمانة والجد

كل كلامك إلى طلابك عن الخلق الحسن والصفات الحميدة لا يكون له كبير فائدة إذا لم يرَ منك الطلاب تطبيقاً فعلياً. فكن قدوة لهم في علو همتك فلا ترض من الأمور بأدناها، وكن قدوة في جدك فلا يراك طلابك وأنت لا همَّ لك إلا الهزل والمزاح. وكن قدوة في أمانتك فلا يرَ منك الطلاب تفريطاً بها بإهمال واجباتك الوظيفيَّة والتربويَّة.

 

انتبه إلى ما بين سطور التدريس

من المسلمات أن التربية ليست حشو أذهان الطلاب بالمعلومات، بل هي إكسابهم المهارات اللازمة والاتجاهات الصحيحة وتهذيب خلقهم وتنمية مداركهم العقليَّة. فما يكتسبه الطلاب من شخصيَّة المُعلِّم وخلقه وهديه في التعامل والتعليم ونظرته إلى الأشياء وطريقة تفكيره قد تكون أهم من وأنفع للتربية من ما يعطيهم من معلومات، وهو ما يمكن أن نسميه ما بين سطور التدريس، فهناك دائماً أشياء غير مباشرة يكتسبها الطلاب من المُعلِّم ربما وهو لا يشعر وقد تكون إيجابيَّة وقد تكون سلبيَّة.

 

قل: لا أعلم

يتحرج بعض المُعلِّمين إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم والواقع أن الإجابة عن سؤال ما بـ "لا أعلم" أمر يجب أن لا يتحرج منه المُعلِّم لأمور:

 

  • يجب أن نحترم العلم، ونحترم عقليَّة الطلاب، فإذا سئلنا عما لا نعلم فلا نتكلف الإجابة ونراوغ، بل نعترف بأننا لا نعلم.
  • يجب أن نرسخ في أذهاننا وأذهان الطلاب أنه ليس مطلوباً من المُعلِّم (ولا من المُتعلِّم) وليس في مقدوره أن يعلم كل شيء، بل يجب أن يعرف الفرد حدود علمه وقدراته، فلا يتكلَّم فيما لا يحسن.
  • هذه العبارة: "لا أعلم" إذا قالها المُعلِّم بثقة ترفع قَدره عند طلابه.

 

لكن يجب على المُعلِّم أن يرشد طلابه إلى كيفيَّة الحصول على تلك المعلومة المسؤول عنها أو يعدهم بالبحث عنها بنفسه.

 

استخدم وسائلك التعليميَّة بفعاليَّة:

عندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين لأصحابه معنى قول الله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل} خط لهم خطاً مستقيماً وقال هذا سبيل الله، وخط خطوطاً كثيرة عن يمينه وعن شماله وقال: هذه السبل.

وعندما رأى الصحابةَ يتحسسون منديلاً من حرير ويتعجبون من لينه ونعومته، قال صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟ لمناديل سعد في الجنة أفضل من هذا.

  • استخدم الوسائل المتوافرة سابقة الصنع أو قم بإعدادها أنت أو كلف الطلاب بذلك قبل الدرس بوقت كاف. يمكنك استغلال حصة النشاط أو حصة التربية الفنيَّة في ذلك.
  • تأكد أن الوسيلة واضحة وأن الهدف الذي تريده منها ظاهر للطلاب، فما تراه أنت في الوسيلة قد لا يفهمه الطلاب.
  • كلما كانت الوسيلة سهلة وبعيدة عن التعقيد كان ذلك أفضل.
  • اجعل وسيلتك شائقة وجذابة.
  • كن مبدعاً في وسائلك وابتعد عن التقليد.
  • احذر من الوسائل التي قد يكون فيها خطر على الطلاب.
  • تأكد من أن مكان الدرس مهيأ لاستخدام الوسيلة، مثلاً: وجود مسمار أو شريط لاصق لتعليق اللوحة، مصدر كهرباء، صف مظلم...إلخ. فسيئٌ جداً أن يحضر المُعلِّم الوسيلة ثم يمضي وقتاً يبحث يمنة ويسرة عن مكان ليعلقها أو يضعها فيه.
  • لا تستخدم وسيلة لا تعرف طريقة تشغيلها.

 

السبورة، صديقك الدائم فأحسن استخدامها

  • قم بتقسيم السبورة إلى قسمين أو ثلاثة، وحدد لكل قسم نوعيَّة معينة من الأشياء المكتوبة توضع فيه بشكل منظم وواضح، فمثلاً، قسم لعناصر الدرس، وقسم للجمل والعبارات التي يراد لها البقاء طيلة إعطاء الدرس، وقسم للعبارات الوقتية التي يمكن إزالتها في أثناء الشرح.
  • لا تتكلَّم وأنت تكتب على السبورة.
  • عند الكتابة على السبورة حاول ألا تدر ظهرك للطلاب، بل اجعل جنبك مقابلاً لهم.

 

"لا تغضب"

غضب المُعلِّم في الصف على تلاميذه من أكثر الأشياء التي تجعله متوتر الأعصاب ومن ثم يفقد السيطرة على صفه، وتجعل الصف في جو من الخوف والرهبة. وقد يقود الغضب المُعلِّم إلى تصرُّفات تكون عواقبها وخيمة. والصف ذو المُعلِّم الغاضب بيئة مناسبة لمشاكل الطلاب.

 

كيف تتجنَّب الغضب؟

  • تعرَّف على خصائص السلوك العامة للمرحلة التي تدرسها.
  • توقع السلوك.
  • لا تهول الأمر.
  • إياك والظلم.

 

أحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب:

لا نكن مثاليين ففي كل صف يوجد طالب أو أكثر يتسبَّبون في إثارة المشاكل وإعاقة عمليَّة التدريس بشكل أو بآخر. هناك بعض الأساليب للتغلُّب على هذه المشكلة أو التخفيف منها.

اجعل صفك ممتلئا بالحيوية والنشاط حتى لا تسمح للملل بالدخول إلى نفوس الطلاب.

 

خطط ونفذ وقوِّم وشاور تلاميذك وأشركهم في شيء من التخطيط

التخطيط من أسس النجاح في كل عمل. خطط لما تقوم به من أعمال في الفترة أو في الفصل الدراسي أو في السنة. فالأنشطة والواجبات الإضافية كل ذلك يحتاج إلى تخطيط حتى يعطي ثماره المرجوة. والتخطيط لا يفيد ما لم ينفعه تنفيذ دقيق متقن وتقويم لما تم إنجازه. شاور تلاميذك فيما تنوي أن تفعله ما أمكن فذلك يعودهم على مبدأ الشورى وإبداء الرأي وكذلك يجعلهم يتحمسون لما تريد عمله.

 

اعمل اختباراتك بشكل جيد بحيث تكون تقويماً لك أيضاً

يقال إن الاختبار عمليَّة ضابطة تقيس أداء المُعلِّم والمستوى التحصيلي للطلاب. وعمل الاختبارات علم له قواعده وأسس علميَّة من حيث وضع واختبار الأسئلة وأنواعها وضوابط كل نوع، ويخطئ بعض المُعلِّمين في ظنه أن وضع مجموعة من الأسئلة كافية لاختبار الطلاب مادامت من داخل المُقرَّر.

 

"يسروا ولا تعسروا"

من المُعلِّمين من يرى أن نجاحه في التعليم يقاس بمدى تشديده على طلابه وتشدده معهم، فالواجبات عليهم مضاعفة ولا بد من أن تكون الحلول نموذجيَّة، والاختبارات صعبة ومحبطة. وهذا غير صحيح، فالتيسير مطلب شرعي وتربوي، والمُعلِّم الناجح هو الذي يأخذ بأيدي طلابه ويصعد بهم شيئا فشيئا بالحفز والترغيب وشيء من الترهيب، أما التشديد والتعنت فكل يحسنه! والنفوس دائما تميل إلى من يسهل عليها الأمور. والله عندما أمر بالصيام، ولما فيه من المشقة قال: {أياما معدودات} تسهيلا للأمر على النفوس.

 

كن مُعلِّماً مربياً، لا ملقناً

ليست مهمة المُعلِّم أن يحقن أذهان الطلاب بالمعلومات، بل المُعلِّم مربِ، فلا يكن همك هو تنمية الناحية المعرفيَّة عند المُتعلِّم بإكسابه معلومات أكثر بل ليكن هدفك مساعدة المُتعلِّم على النمو من جميع الجوانب العقليَّة والروحية والجسميَّة والنفسيَّة والعاطفيَّة، وإكسابه الاتجاهات الصحيحة، واجعل المعلومات وسيلة لا غاية في ذاتها، فليس المقصود. على سبيل المثال أن "يعرف" المُتعلِّم أن الصدق صفة حميدة بل الهدف أن يتمثل الصدق في تعامله وأقواله وأفعاله.

 

انتبه لمواهب تلاميذك وقم بتنميتها، ولا تكن جامداً على مُقرَّرك

قلنا إن المُعلِّم مربِ، فعليك أن تتنبه للجوانب الإيجابيَّة ونقاط القوة في طلابك حتى تنميها وتساعدهم على استغلالها والاستفادة منها.

 

راع الفروق الفرديَّة

من المسلمات التربويَّة أن الطلاب يختلفون في قدراتهم العقليَّة ومهاراتهم وسماتهم النفسيَّة، فلا تغفل عن مراعاة هذا الجانب في تعاملك مع طلابك. فالمُتعلِّم الذكي المتفوق يحتاج إلى نشاطات تتحدى قدراته حتى يستمر في تفوقه، والمُتعلِّم بطيء التعلُّم يحتاج إلى تأنِ ورفق في التعليم، والمُتعلِّم الخجول يحتاج إلى أن يعامل بطريقة لا يتعرض بها إلى الإحراج الشديد أمام زملائه. وهكذا مع كل نوعيَّة من الطلاب، يجب أن تعاملها بما يناسبها وبما يجعلها أكثر فعاليَّة. وهذا بالإضافة إلى فائدته في هذا الجانب فإنه يجعل الدرس أكثر حيوية بتنويع أساليب الشرح والتعامل مع الطلاب.

 

استخدم الواجبات المنزليَّة بفعاليَّة:

يرى بعض المُعلِّمين أن الواجبات المنزليَّة تحصيل حاصل أو أمر روتيني يؤدى بلا هدف، والواقع أن الواجب المنزلي جزء من الدرس ويجب أن يكون مخططا له وأن يكون له أهداف مُحدَّدة. فليس القصد إشغال الطلاب أو إتعابهم.

 

بعض النقاط المهمة التي تتعلَّق بالواجب المنزلي:

  • حدد الهدف من إعطاء الواجب، أهو للتمرين والتطبيق، أم للتقويم؟ (2 3 4 5).
  • أدِر صفَك بفعاليَّة
  • لا تكن أنت المصدر الوحيد للتعلُّم في الصف.

حاول دائماً ألا تكون أنشطة التعلُّم متركزة حولك، بل اعمل على جعل الطلاب يستفيد بعضهم من بعض، ويقومون بالعمل هم بأقل جهد منك، حيث ينحصر دورك في الإشراف وتسهيل عمليات التعلُّم. عود الطلاب على طرح الأسئلة على زملائهم، وعلى الاستنتاج وعدم انتظار المعلومة لتأتيهم جاهزة. كن عادلاً في توزيع أنشطة التعلُّم على الطلاب.

 

حافظ على وقت الدرس

الوقت هو الدرس، فبدون الوقت لا تستطيع أن تقدم درساً. فحافظ على وقت الدرس واجعل كل دقيقة فيه تخدم الأهداف التربويَّة. وسيكون في إمكانك استخدام الأساليب الآتية للحفاظ على الوقت.

  • كن في صفك في الوقت المُحدَّد.
  • لا تسمح للطلاب بالتأخر عن وقت الدرس، وعودهم على الحضور قبيل رنين الجرس. (3 4 5 6).

 

علِّم الطلاب كيف يتعلَّمون

يشكو المُعلِّمون وأولياء الأمور من إهمال الطلاب لدروسهم وعدم مذاكرتهم إياها، وهذه حقيقة واضحة ويتفق عليها الجميع بالنسبة إلى غالبية الطلاب، وحتى الطلاب المجدون لا يبذلون كل ما في قدرتهم في المذاكرة.

 

علِّم الطلاب الرجوع إلى مصادر المعلومات

نحن في عصر التفجر المعرفي، وليس من المعقول أن نطلب من الطلاب حفظ كل المعلومات. والغريب أننا نطلب منهم أن يحفظوا معلومات لو سئل عنها من يحمل مؤهلاً علمياً عالياً لما وجد أي غضاضة في الرجوع إلى أقرب مرجع علمي للحصول عليها.

 

علِّم الطلاب كيف يفكرون

تعود طلابنا أن تُعَدَّ لهم الأشياء وتحل لهم المسائل، وحتى إذا قاموا بالعمل بأنفسهم فإنهم غالباً يقومون به بطريقة آلية. وذلك لأن طرائق التدريس التي نتبعها تعتمد على التلقين، وإعطاء الأفكار جاهزة.

وبالمناسبة فإن التفكير الإبداعي على عكس ما هو شائع لا يحتاج إلى ذكاء خارق، بل يحتاج إلى إلمام بطريقته وتدرب عليها.

 

كيف تعلِّم طلابك الإبداع (1 2 3 4 5)

  • حافظ على علاقات جيدة بالكل:
    نكاد ننسى في زحمة العمل والضغط النفسي أن الطلاب بشر لهم عواطفهم ولهم مشاعرهم ولهم ذاتيتهم، فلذلك نعاملهم وكأنهم آلات نعطيها التعليمات ونتوقع منها أن تتحرك بناء عليها. فحاول أن تكون علاقتك بطلابك علاقة ود وثقة واحترام متبادلة. وأشعر الطلاب بأنك تعاملهم كرجال وتثق بهم وأشعرهم بأهميتهم وما يمكن أن يقدموه للمجتمع الآن وفي المَستقبل وسترى أن تعامل الطلاب معك قد اختلف. قد لا تنجح أول وهلة وقد لا تنجح مع كل الطلاب لكن تأكد من أن النتائج مشجعة، ومع ذلك، أبقِ عينيك مفتوحتين.
  • لا تسأل هذا السؤال:
    هناك سؤال يكاد لا يكون له أي فائدة، ومع ذلك يسأله كثير من المُعلِّمين، ويعتمدون على إجابته. ذلك السؤال هو: "هل فهمتم؟" فالمُعلِّم عندما يسأل هذا السؤال فالمرجح أن الإجابة ستكون: "نعم" لأن غالب من يجيب عن هذا السؤال هم الطلبة المُتميِّزون.
  • استعن بالله وابدأ، فإن رحلة النجاح الطويلة تبدأ بخطوة واحدة
    إن من يجلس ويتصور ما يجب عليه أن يفعله ليكون ناجحاً، ويكتفي بذلك لا يمكن أن ينجح أبداً، لكن من يبدأ العمل ويخطو الخطوة الأولى، ولو كانت صغيرة، فإنه قد وضع قدمه على الطريق، ومن سار على الدرب وصل. وتذكر أن تسعة أعشار العبقرية إنما هي في بذل الجهد.

 

راشد بن حسين العبد الكريم.