توجيهات في تعليم الصغار

هذه تجربة لمُعلِّمة قرآن:

أعمل مُعلِّمة لتحفيظ القران الكريم مند (13) عاماً والآن أعمل مُعلِّمة للصغار ولي في ذلك باعٌ طويل، وكم أتمنى من الله أن يوفقني فيه. مر معي قبل أسبوع موقف حيث كان عندي دارسة صغيرة كانت تظهر شيئا من النجابة والذكاء، وكانت تسابق الجميع وتريد أن تكون مميزة حتى أصبحت تستبق الإجابة، وأصبحت تستبق الجواب وتأخذه من صديقاتها، وأصبحت تقاطع في الدرس كثيراً حتى إنها أصبحت تسخر من بعض صديقاتها مما جعل البعض يتضايق منها.



شعرت بأني متضايقة من تصرُّفاتها، فكّرت في أن أخاصمها لكن ندمت على تلك الفكرة وبينما كنا نقرأ سورة "البروج" فإذا بها تريد إكمال القصة عني. وجاءت فكرة قلت لها هيا إلى الأمام الآن وقصي خبر أصحاب الأخدود على الصديقات، قالت: لا أعرف، قلت لها: لقد قلت لي قبل قليل إنك تستطيعين.

 

وقفت كثيراً وأنا أنتظر، حقا أنتظر، وضاع وقتٌ كثيرٌ من الحصة لكن ما العمل؟ لم يكن هناك حل آخر. قالت: لا أستطيع، قلت لها بل أنت تريدين قص القصة علينا هيا الآن. لكنّها لم تستطع أن تفعل شيئاً. أرادت أن تعود إلى مكانها، ثم عادت وبعدها قلت لها: ما رأيك الآن في العجلة؟ وما رأيك الآن في التسرع؟

أنت ماهرة ومُتفوِّقة، لكنّ التسرع سوف يجعلك تندمين انظري إلى صديقاتك كيف تأخّرن في الدرس. إنّ النجابة قد تضيعها العجلة وقد تخسرين أصحابك.

 

جلستُ بعدها أسبوعاً أراقب سلوكها وظننت أنّها لن تنجح، قلقت منها كثيراً ولكن بَدَتْ عليها بوادر خير وتغيير.

الآن هي نجيبة ومؤدبة وبخير حال، متأخرةٌ في العجلة ومُتقدِّمة في التفوُّق. وتجلس بأدب في مكانها. أصبحت تحترم صديقاتها وتحن عليهن وتكرمهن. إنها الآن جيدة والفضل لله أولاً ولمُعلِّمي محمد (ص) ثانياً الذي دلنا على هذا الخلق، أظن أنّي لو لم أتعامل معها كذلك لكنت دخلت في مشكلة تربويَّة، وقلت: هذه الفتاة أنا لا أطيقها ولا أريدها فلا أنا بالتي حلت الأمور، ولا أنا بالتي غيرت شيئاً، بل ضررت طفلاً في أول حياته.

                       

المصدر: حلقات تحفيظ القرآن الكريم