تعلم المهارات الحسية الحركية

مفهوم المهارة: تُعرف المهارة حسب رأي "بور جردسيبون" بأنها نشاط معقد يتطلب فترة من الممارسة المقصودة المنظمة بحيث يؤدي بطريقة ملائمة وعادة ما يكون له وظيفة مفيدة.



وتعرف المهارة أيضاً بأنها الأداء الدقيق المتقن، السهل، المختزل إلى أقصى حد، والذي يؤدَّى بطريقة شبه آلية وبحد أدنى من الجهد.

وتعرف المهارات الحركية " بأنها تلك النشاطات التي تستلزم استخدام العضلات الكبيرة أو الصغيرة بنوع من التآزر يؤدي إلى الكفاية والجودة في الأداء".

ومن تعريفات المهارة الحسية الحركية أيضاً "أنها سلسلة من الحركات العضلية المتناسقة التي تنجح في أداء مهمة معينة". وتلعب الحواس دورها في عملية تعلم المهارات الحركية، حيث تنتقل الإحساسات إلى الدماغ لتتحول إلى إدراك، أي تنظيم المعلومات التي يتم استقبالها من مختلف الحواس وتأويلها. ويتم التنسيق بين العضلات عن طريق الجهاز العصبي.

 

ويُعرف الإحساس بأنه " أبسط عملية نفسية لانعكاس الخصائص المفردة للأشياء الخارجية، كذلك للحالات الداخلية للفرد، والتي تنشأ بسبب التأثير المباشر لمؤثرات مادية في أعضاء الحواس المطابقة". وتعد هذه الإحساسات راجعة لأنها توضح للدماغ مدى نجاح العضلات في تحقيق المهمة، أو النجاح في اكتساب المهارة. أي أن الإحساس الراجع كما ذكره "أنوخين" في مخطط المنعكس الدائري التكيفي هو نوع من الإشارات والمعلومات التي توضح للدماغ مدى النجاح بالعمل. وليس المقصود بالحركة تنمية مهارات حركية منفصل بعضها عن بعض، بل كما سبق القول إنَّ التعاون والتنظيم الدقيق هو الذي يحكم عمل العضلات وأعضاء الجسم التي تترابط وتتضافر لتأدية الحركة المطلوب أداؤها بأقل مجهود ممكن وبيسر وسهولة.

 

 تصنيف المهارات

يرى العلماء أنه على الرغم من كثرة المهارات وتنوعها واختلافها، يمكن تنظيمها وتوحيدها في فئات وأصناف، حسب المعايير والحركات التالية:

  • درجة تعقيد المعلومات، أو القرارات المتخذة.
  • عدد الحركات الموجودة في المهارة وتكاملها.
  • عدد الأعمال العضلية المستخدمة سواء بالعضلات الكبيرة أو الدقيقة.
  • الإشارات التي تتطلب القيام بحركات نوعية خاصة.

 

خصائص الأداء الحركي الماهر

فيما يلي أهم خصائص الأداء الحركي الماهر التي تساعد المعلم على الحكم على مدى اكتساب المتعلم للمهارات الحركية:

  1. التآزر: ومعناه وجود وضوح في الإيقاع الحركي والتفاعل، والتناسق بين المثيرات والاستجابات. ويمكن القول عموماً أن التآزر هو استخدام لعضلات الجسم معاً أو في تتابع.
  2. السرعة: وهو أن تؤدي المهارة النفس حركية (الحس حركية) بسرعة. فالكاتب الماهر على الآلة الكاتبة يكتب عدداً كبيراً من الكلمات في الدقيقة إذا قورن بغيره.
  3. الدقة: مع السرعة في الأداء يجب أن تكون المهارة دقيقة أي أن دقة ما يكتبه الكاتب على الآلة الكاتبة دليل على مهارته.
  4. القدرة على الأداء تحت الضغوط: فالرياضي الكفء والحرفي الماهر قادران على الأداء تحت ضغط الزمن أو التعب أو اللحظات الحرجة أو مع وجود ملاحظين لهما.
  5. التوقيت: يتطلب كثير من المهارات دقة في التوقيت.
  6. الاستراتيجية: ففي المباريات الرياضية مثلاً يتضمن الأداء الماهر جانباً معرفياً هاماً، فالفريق الماهر هو الذي يستطيع أن يستخلص أسلوب خصمه، ويستطيع أن يصدر النمط السلوكي المناسب المنافس، وأن يتفوق عليه.

 

 تحليل المهارات الحسية الحركية:

عند القيام بتعلم المهارات الحسية الحركية لا بد من تحليل هذه المهارات، فبذلك يسهُل تعلمها عندما تتحول إلى مهارات جزئية تبين المكونات الرئيسة فيها. 

هذا وقد يؤثر التعب أو الملل في سير التقدم في بعض الأحيان، ويمكن الاستفادة من منحيات التعلم التي تتناول دراسة التغيرات الكمية التي تطرأ على أداء الكائن الحي أثناء اكتسابه لمهارة معينة، حيث يعبر عن التحسن في الأداء نتيجة لعملية التعلم بواحدة من ثلاث طرائق هي:

  1. يظهر التحسن في الأداء بالنقص في الزمن الذي يستغرقه الفرد في القيام بعملية من العمليات مرة بعد أخرى (حسب منحني الزمن).
  2. يظهر التحسن في الأداء بالنقص في عدد الأخطاء التي يرتكبها الفرد أثناء القيام بعملية من العمليات مرة بعد أخرى (حسب منحني الخطأ).
  3. وقد يظهر التحسن في الأداء بزيادة ما يحصله الفرد في كل محاولة حسب منحني التحصيل (المنحني الفردي).

  ويبين الشكل التالي العلاقة بين عدد الأخطاء المرتكبة وعدد المحاولات.

 

أسس تعلم المهارات الحسية الحركية:

عند تعلم المهارات وبخاصة الرياضية منها لا بد من مراعاة الأسس التالية:

  1. الأساس الفيزيولوجي.
  2. الأساس التربوي النفسي.
  3. الأساس العضلي التشريحي.
  4. الأساس الصحي.

 

العمليات العقلية العليا لممارسة أي نشاط حركي 

  1. الإحساس بالحركة.
  2. الإحساس بالتوازن
  3. الإحساسات اللمسية.
  4. الإدراك: وهو عملية معرفية تتجلى في التأثير في الأعضاء الحسية بمؤثرات معينة، وبإعطاء تفسير لهذه المؤثرات، وتحديدها، وإضفاء معنى عليها.
  5. التصور: وهو عملية من العمليات العقلية العليا وله دور كبير في تعلم المارات الحركية. وهو عبارة عن انعكاس الأشياء والظواهر التي سبق للفرد أن أدركها من قبل، والتي لا تؤثر عليه لحظة حدوث التصور. وعملية التصور هامة جداً. وهي على أنواع تتعلق بالحاسة أو العضو الحاس.

 

المبادئ الخاصة بتعلم المهارات الحسية الحركية:

  1. أن يعرف المتعلم طبيعة الأداء المهاري الحركي الجيد.
  2. ملاحظة نموذج للأداء الحركي الماهر.
  3. القيام بالممارسات الفعلية للمهارة:

وفيما يلي بعض النتائج لبعض الدراسات التي أجريت على اكتساب المهارات الحركية لبيان أفضل الطرائق في الممارسة لاكتساب المهارات:

  • ينبغي أن تمارس المهارة ككل بدلاً من الطريقة الجزئية.
  • ينبغي أن تتوزع فترات الممارسة بدلاً من أن تتجمع.
  • ينبغي أن تكون الممارسة في الصورة المرغوب فيها فعلاً وواقعاً.

إذا كانت السرعة والدقة مطلوبين في المهارة ينبغي التركيز على السرعة أولاً.

  1. التوجيه (الذاتي والخارجي) أثناء اكتساب المهارة: على المعلم أن يستفيد من المبادئ التالية في عملية التوجيه والإرشاد:
    • أن يستخدم التعزيز كأسلوب للتوجيه.
    • أن تكون التغذية الراجعة مباشرة ومتتابعة في بداية اكتساب المهارة.
    • أن تكون التغذية الراجعة مرجأة عندما يقطع المتعلم شوطاً في اكتساب المهارة.
    • أن يستخدم التوجيه اللفظي إلى جانب التوجيه العملي.