تصورات خاطئة عن تقويم البرنامج

يعتقد الكثيرون أنّ التقويم نشاط غير مفيد يولّد الكثير من البيانات المملّة والنتائج غير المفيدة. وربما كانت هذه  مشكلة التقويم في السّابق عندما اُخْتِيرَتْ طرائق تقويم البرنامج في الأغلب على أساس تحقيق الدّقّة العلميَّة الكاملة.



كما يعتقد البعض بأن التقويمهو إثبات نجاح أو إخفاق البرنامج. ويفترض هذا التصوُّر الخاطئ أن النّجاح يتمثل في تنفيذ البرنامج دون أخذ التغذية الراجعة من المُوظَّفين أو من الفئات المستفيدة، وأن البرنامج سيُطبِّق نفسه بنفسه، وهذا لا يحدث في الواقع. نجاح البرنامج هو أن يبقى مفتوحاً ومستقبلاً لملاحظات المُوظَّفين والفئات المستفيدة وضبط وتعديل البرنامج وفقًا لذلك، ويوفّر التقويم هذه الملاحظات المستمرّة.

كثيرون هم الذين يعتقدون أن التقويم عمليَّة فريدة ومعقّدة إلى درجة كبيرة، وهي تحدث في وقت معيّن وبطريقة معيّنة ويقوم بتنفيذها خبراء، ويعتقد الكثيرون بأنّ عليهم أن يفهموا المصطلحات المعقدة كي ينفذوا التقويم، وهذا غير صحيح، فكل ما عليهم معرفته هو المعلومات المطلوبة كي يتمكَّنوا من اتخاذ قرارات حول مواضيع تتعلَّق بالبرنامج أو احتياجاته.

 

فما تقويم البرنامج؟

من المعروف أن المُنظَّمات غير الحكوميَّة تنطلق في أعمالها من رسالة معينة، وأنها تحدّد أهدافاً لتحقيق هذه الرسالة، وكثيراً ما تتحول هذه الأهداف إلى برامج. ومن سمات البرامج في المُنظَّمات غير الحكوميَّة أنّها طرائق ومناهج مُنظَّمة لإمداد الفئات المستفيدة بالخدمات، ومن ثمَّ لا بد من تقويم هذه البرامج (الأهداف) ليتم تعرُّف إذا ما كانت مفيدةً للفئات المستهدفة أم لا. فتقويم البرنامج هو تجميع معلومات عن برنامج أو جزء منه حتى نتمكن من اتّخاذ القرارات الضروريَّة الخاصة به.

 

مركز التميُّز للمُنظَّمات غير الحكوميَّة