تشخيص تشتت الانتباه

مفهوم الانتباه:

يعرف الانتباه بأنّه "انتقاء" الدلالات أو المثيرات المناسبة و "الاستمرار" في التركيز عليها. ويحدد هذا التعريف مُتطلَّبين رئيسين لتحقيق الانتباه، هما: الانتقاء والاستمرار. إن غياب أحد هذين الشرطين أو كليهما يسبَّب عادة ظهور مشكلة في الانتباه.



أنواع الانتباه:

يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من الانتباه هي:

  1. الانتباه القسري أو الإجباري: وهنا تفرض المثيرات نفسها على الفرد بسبب شدتها فينتبه لها مجبراً. ومن الأمثلة على المثيرات التي تفرض نفسها قسراً: الروائح النفاذة، الارتفاع أو الانخفاض الشديد في درجات الحرارة أو الآلام المختلفة أو الأصوات العالية جداً وغيرها.
  2. الانتباه الإرادي: وهنا يمتلك الفرد حرية الاختيار فيما إذا كان يريد الانتباه أو عدم الانتباه، مثل الانتباه للمُدرِّس في أثناء الشرح.
  3. الانتباه التلقائي: وهنا ينتبه الفرد للمثيرات بسبب درجة تشويقها أو جاذبيتها. ولأن المثيرات تفرض نفسها إيجابياً، فإن الانتباه التلقائي هو أفضل أنواع الانتباه للتعلُّم.

 

ومن الأمثلة على الانتباه التلقائي تركيز الأطفال اهتمامهم بمشاهدة برامج الرسوم المُتحرِّكة، أو باستماعهم للمُعلِّمة وهي تحكي لهم قصة مشوقة.

 

تشتت الانتباه:

هو عجز المُتعلِّم عن انتقاء المثيرات الملائمة والتركيز عليها، أو عجزه عن الاستمرار في تركيز اهتمامهم على المثيرات المرتبطة بعمليَّة التعلُّم أو بالمهمة الموكلة إليه.

تتداخل في العادة مشكلة تشتت الانتباه في مشكلة أخرى هي القهريَّة والحركة الزائدة. ولمساعدتك على فهم مظاهر مشكلة تشتت الانتباه والتمييز بينها وبين القهريَّة والحركة الزائدة فإننا سنعتمد معايير التشخيص التي حدَّدها دليل الإحصاء والتشخيص الرابع للاضطرابات العقليَّة الصادر عن الجمعيَّة النفسيَّة الأمريكيَّة. وفيما يآتي المعايير المعتمدة لتشخيص حالات تشتت الانتباه والقهريَّة والنشاط الزائد، إضافة إلى طرائق التمييز بينها:

 

أولاً: ظهور الأعراض المتضمنة في أي من (1) أو (2) لاحقاً:

  1. تشتُّت الانتباه:

لتشخيص حالة على أنها تشتت في الانتباه لا بد من ظهور ستة على الأقل من الأعراض الآتية خلال مدة لا تقل عن ستة أشهر وبدرجة لا تتناسب ومستويات نمو الطفل:

 

  • يخفق عادة في تركيز الاهتمام على التفصيلات أو يرتكب أخطاء نتيجة عدم مبالاته في أثناء تأديته النشاطات في المدرسة أو الواجبات البيتية.
  • يلاقي في العادة لصعوبة في الاستمرار في التركيز في أثناء تأديته للمهام التي يكلفها أو حتى في أثناء اللعب.
  • يظهر في معظم الحالات غير مصغٍ في أثناء الحديث معه.
  • لا يلتزم الإرشادات التي تعطي له، ويخفق في إنهاء أعماله في المدرسة.
  • يلاقي عادة لصعوبة في تنظيم المهام والنشاطات التي يكلفها.
  • غالباً ما يكره أو يتردَّد، أو يتجنب الانهماك في مهام تحتاج إلى تقديم جهد ذهني مستمر، مثل نشاطات التعلُّم سواء كانت في المدرسة أم في البيت.
  • كثيراً ما يفقد أو يضيع الأشياء الضروريَّة لتأدية المهام أو المشاركة في النشاطات "مثل الألعاب ودفاتر الواجبات المدرسيَّة والكتب والأقلام وأدوات الرسم وغيرها".
  • يتشوش انتباهه بسهولة نتيجة مثيرات خارجيَّة.

 

  1. القهريَّة والنشاط الزائد:
    لتشخيص حالة على أنها قهريَّة أو نشاط زائد لا بد من ظهور ستة على الأقل من الأعراض الآتية خلال مدة لا تقل عن ستة أشهر وبدرجة لا تتناسب ومستويات نمو الطفل:

               

النشاط الزائد:

  • يلوح بيديه أو رجليه بشكل شبه دائم أو يتأرجح في أثناء جلوسه على المقعد.
  • كثيراً ما يغادر مقعده في غرفة الصف أو المواقف التي تتطلَّب منه البقاء جالساً.
  • كثيراً ما يركض أو يتسلق في مواقف تتطلَّب منه المشي بهدوء.
  • كثير النسيان في أثناء تأديته للأنشطة اليوميَّة.
  • يلاقي صعوبة في المشاركة بهدوء في نشاطات اللعب أو الترفيه.
  • متأهب دائماً للانطلاق وعجول.
  • كثير الكلام.

 

القهريَّة:

  • يتسرَّع في الإجابة عن الأسئلة قبل انتهاء المُعلِّم من طرحها.
  • يلاقي صعوبة في انتظاره دوره.
  • كثيراً ما يقاطع الآخرين أو يتطفل عليهم.

 

 ثانياً: إن بعض الأعراض التي سببت إعاقة ظهرت قبل سن السابعة.

ثالثاً: إن بعض الإعاقات الناتجة من أعراض القهريَّة والنشاط الزائد تظهر في موقفين أو أكثر (المدرسة والبيت مثلاً).

رابعاً: توافر دليل إكلينيكي واضح على وجود إعاقة في الجوانب الاجتماعيَّة أو الأكاديميَّة.

خامساً: ألّا يكون ظهور أعراض القهريَّة والنشاط الزائد في فترات التعرض لاضطراب نفسي أو نمائي مثل الفصام أو اضطرابات المزاج أو القلق أو أي اضطراب آخر في الشخصيَّة.

 

ولتحديد أكانت الحالة تشتت انتباه أم قهريَّة ونشاط زائد أم مزيجاً بينها، يمكن الاعتماد على المعايير الآتية:

  1. تشخص الحالة على أنها مزيج من تشتت الانتباه والقهريَّة والنشاط الزائد إذا اجتمعت الأعراض تحت البندين (1) و(2) في المعيار (أولا) المعروض سابقاً.
  2. تشخص الحالة على أنها تشتت في الانتباه إذا ظهرت الأعراض تحت البند (1) فقط وغابت الأعراض تحت البند (2) فقط في المعيار (أولاً) المعروض سابقًاً.
  3. تشخص الحالة على أنها قهريَّة ونشاط زائد إذا ظهرت الأعراض تحت البند (2) فقط وغابت الأعراض تحت البند (1) في المعيار(أولا) المعروض سابقًاً.

 

أسباب تشتت الانتباه:

أولاً: الأسباب الداخليَّة (المرتبطة بالمُتعلِّم):

 

  1. حالة المُتعلِّم الجسميَّة في أثناء جلسة التعلُّم. (شعور المُتعلِّم بالجوع، أو النعاس أو التعب الشديد، أو شعور المُتعلِّم بالبرد أو بالحر).
  1. الحالة النفسيَّة للطالب في أثناء جلسة التعلُّم. (القلق والضغوط من داخل الأسرة المُتعلِّم أو من داخل المدرسة، وقد يشعر المُتعلِّم بالقلق بسبب المناخ المتسلط والعقابي الذي يبنيه المُعلِّم في أثناء الدرس، أو بسبب التفكير في احتمالات التعرض لاعتداء من قِبَلِ زملائه).
  1. قدرات المُتعلِّم العقليَّة والتحصيلية.
  2. ضعف في النمو العصبي أو خلل عضوي.

 

ثانياً: الأسباب الخارجيَّة (المرتبطة بعمليَّة التعلُّم وبالمناخ الصفي):

  1. المناخ الصفي السائد.
  2. البيئة الماديَّة لغرفة الصف.
  3. طبيعة نشاطات التعلُّم.
  4. طبيعة نمط الانضباط السائد داخل غرفة الصف.
  5. حدوث حالة الإشباع.