تأييد القيادة: دليل نجاح التدريب
بصفتك قائد التعلم، لن نساعدك في دعم التدريب داخل الشركة فحسب؛ بل سنوضح لك كيفية العمل مع فريق من القادة لوضع استراتيجية ناجحة تفتح آفاقاً جديدةً أمام شركتك.
انفصال التعلم عن القيادة
يعرف الجميع معرفةً تامةً أنَّ ما تريده بصفتك قائداً للتعلم ليس بالضرورة هو نفس ما يريده مدير نجاح العملاء أو رئيس المبيعات لفريقهم، فقد يكون هدفك هو زيادة الاحتفاظ بالعملاء في المرحلة الأخيرة من خلال التدريب على تحديث المنتج؛ لذلك، إذا كان فريق المبيعات والنجاح لديك يركز على اكتساب عملاء جدد وإعدادهم، فهناك مشكلة ما.
يؤدي هذا إلى فجوة في التوافق الاستراتيجي، مما يجعل من الصعب توضيح كيفية ارتباط مبادراتك التدريبية بأهداف العمل. وأفضل من عبَّرَ عن ذلك هو شركة "ماكينزي" (McKinsey) في دراسةٍ أجرَتها لتحليل استراتيجية التعلم.
"تقول 40% فقط من الشركات: إنَّ استراتيجيات التعلم لديها ترتبط بأهداف العمل، في حين 60% من الشركات لا يرتبط التعلم فيها ارتباطاً واضحاً بأهدافها الاستراتيجية. وقد تكون وظائف التعلم والتطوير لا تتماشى مع الشركة بسبب المناهج القديمة أو لأنَّ الميزانيات كانت تستند إلى أولويات السنوات السابقة بدلاً من ضرورات اليوم".
بسبب هذا الانقسام، هناك نقص في الوعي حول التأثير الذي يمكِن للتعلم أو ينبغي له أن يُحدثه في المنظمة، ويمكِن تلخيص هذا الانقسام فيما يلي:
"غالباً ما تؤثر الفجوة الموجودة بين القادة التنفيذيين واستراتيجيات التعلم في المؤسسة".
إذاً، كيف يمكِنك توضيح احتياجاتك للأقران بصفتك مسؤولاً عن التعلم؟ ضع الخلافات بين الأقسام جانباً وركِّز على الأشياء المشتركة بينكم للحصول على نتائج ذات مغزى.
سد الفجوة
دور قائد التعلم
يُعَدُّ التعلم والتطوير جزءاً هاماً من أيَّة منظمة. خصِّص وقتاً لفهم استراتيجية العمل والاحتياجات المستقبلية لتستخدمها بعد ذلك في نوع التدريب الذي تُقدِّمه، ثمَّ أنشِئ مجموعةً من المهارات ومبادرات التعلم التي تُزوِّد المتعلمين لديك بأفضل الأدوات للقيام بوظائفهم، وتفيد الأهداف العامة لشركتك أيضاً.
بالتأكيد لا يوجد حل سريع لكسب تأييد القيادة. بدلاً من ذلك، ستحتاج إلى تخصيص الوقت لفهم احتياجات أولئك الذين تدربهم.
اكتساب تأييد القيادة
1- التواصل
افتح قنوات اتصال مع القادة التنفيذيين الآخرين، واكتشِف ما يتوقعونه من فريق التعلم، والأهم من ذلك، كيف يمكِن للتدريب أن يساعد فِرَقهم في الوصول إلى أهدافهم. فيجب على أقسام المبيعات، ودعم العملاء والنجاح، والموارد البشرية أن يفهموا كيف يؤثر التدريب في طريقة عملهم بصورة أفضل. وجدَ استطلاع حديث أنَّ 57% من قادة التعلم يريدون تحديد أهداف أوضح داخل المنظمة، ودون توجيه مباشر، لا يمكِن تحقيق الأهداف على أكمل وجه.
2- المواءمة الاستراتيجية
بعد فتح قنوات اتصال بين الإدارات، يمكِنك البدء في مواءمة استراتيجياتك وتعزيز أهداف المنظمة بشكل عام، على سبيل المثال: ستؤدي زيادة الإيرادات أو تقليل معدل دوران الموظفين بنسبةٍ ما من خلال تدريبهم إلى زيادة الإنتاجية. ولكن يمكِنك الحصول على تفاصيل أدق. داخلياً، قد تسمع أنَّ تفاعل الموظفين منخفض، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل دوران الموظفين؛ لذلك، تتحدث إلى قسم الموارد البشرية وتكتشف أنَّ لديهم مجموعة من الأهداف لزيادة الاحتفاظ بالموظفين بنسبة 10% بحلول نهاية العام، وحينئذ كل ما عليك فعله هو إيجاد طريقة يساعد تدريبك من خلالها قسم الموارد البشرية في تحقيق هذا الهدف.
3- تحديد الأهداف
يجب ألَّا تقتصر المقاييس بالنسبة إلى فريق التعلم على معدلات الإكمال والتفاعل. وبدلاً من ذلك، تحدَّث عن كيفية تأثير الدورة التدريبية في الإيرادات وكيف يؤثر التدريب في الأهداف التي تُحدِّدها الشركة.
4- المساهمات الدورية
من الأهمية بمكان إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين القادة. اكتشِف التأثير الملحوظ الذي لاحظوه من خلال مبادراتك التدريبية، والأهم من ذلك، أظهِر هذه التأثيرات والإنجازات من خلال تقديم تقارير ملموسة إلى فريق القادة التنفيذيين، واجعل تدريبك وسيلةً لحل بعض تحديات رئيس المبيعات (CSO)، ولا تقل فقط إنَّ تدريب الموظفين سيزيد من معدلات الاحتفاظ؛ بل أثبِت أنَّ هذا التدريب على سبيل المثال، سيعزز أداء فريق المبيعات من خلال منحهم المهارات التي يحتاجون إليها لإنشاء حملة تتوافق مع أهداف زيادة إيرادات شركتك.
لا يوجد حل واحد يناسب الجميع لكسب تأييد القيادة، فإنَّه ليس تحدياً سهلاً، لكنَّه قابل للتحقيق. تأكد من التواصل وجمع التغذية الراجعة وإظهار القيمة التي يضيفها فريقك إلى الشركة.