تأثير مدرب البرامج التدريبية على نتائج التدريب

يمكن أن يُقابَل تنفيذ برامج جديدة في جميع أقسام الشركة بمقاومةٍ من قبل الموظفين إذا لم يتم التعامل معها تعاملاً صحيحاً قبل البدء، ومن أجل معالجة هذا الأمر، يجب أن تتضمن استراتيجية إدارة التغيير الخاصة بك تواصلاً واضحاً مع الموظفين المعنيين قبل البدء بالتدريب.



إنَّ ضمان شعور الموظفين بأنَّهم جزء من العملية وعلى علم بها، هو الخطوة الأولى نحو انتقال أكثر سلاسة، ويضمن مزيداً من التأقلم من قِبَل المستخدمين.

كما يوجد جزء هام آخر لإدارة التغيير، وهو أن يتضمن برنامج تدريب الموظفين الخاص بك تقييماً لاحتياجاتك التدريبية، وفي كثير من الحالات، قد يؤدي عدم الفهم الواضح لما يجب أن يعرفه الموظفون عن البرامج التدريبية  مقابل ما تريد أن يتعلمه موظفوك، إلى فشل الجهد المبذول.

يؤدي اتِّباع خطوات تقييم احتياجات التدريب إلى إجبار المنظمة على التفكير في الأمور التي يوجد فيها عثرات في المهارات أو المعرفة، وكذلك طريقة اندماج الموظفين جيداً مع محتوى التدريب الخاص بك لتحقيق النجاح الأمثل في التدريب.

عندما يحدد مُصمِّم البرامج التدريبية بوضوح المجالات الرئيسة الهامة لبرنامج التدريب المخصص، تصبح أهمية التدريب واضحةً وخطة التواصل الخاصة بك مناسبةً، وسيشمل جزء كبير من استراتيجية إدارة التغيير تدريب الموظفين للتأكد من أنَّ الفرق مستعدة لاستخدام التكنولوجيا الجديدة بسرعة.

لذلك، تحقق من استخدام استراتيجية إدارة تغيير قوية، وأجرِ تقييماً واضحاً للاحتياجات التدريبية؛ إذ ستشمل مجالات تركيزك بعد ذلك المحتوى وإرسال المواد إلى مطور التدريب الخاص بك، ثم بناء المحتوى المتعلق بطريقة التقديم.

في كثير من الحالات، يبقى التدريب داخل الفصل هو الأكثر فاعليةً للتدريب على التكنولوجيا الجديدة على نطاق واسع، ومن هنا يُحدَّد العامل الحاسم الحقيقي الذي يُظهِر مدى جودة المواد التدريبية عند تقديمها للموظفين؛ فقد يكون لديك مواد تدريب ممتازة ودليل تعليمات مُفصَّل وخطة بدء واضحة، لكن عندما تضع فرق المبيعات والخدمات الخاصة بك أمام مدرب ضعيف سينخفض عددها خلال وقت قصير.

وعند اختيار المدرب المتعاقد - على افتراض أنَّك لن تعتمد على مدرب داخلي - فإنَّك ستحتاج إلى التأكد من أنَّك ستبحث عن الصفات المناسبة لمدرب البرامج التدريبية الخاصة بك ليكون له أكبر تأثير.

فيما يأتي بعض العوامل الرئيسة التي يجب مراعاتها في أثناء عملية اختيار المدرب:

1. تجربة المبيعات أو خدمة العملاء:

قد يمتلك المدرب المتعاقد خبرةً في تقديم البرامج التدريبية، ويكون شخصاً جيداً في التواصل، وقد يكون مندمجاً عموماً، ولديه أدوات ومهارات عرض رائعة، وقد يكون لديه معرفة بالموضوع وسنوات من الخبرة في المنظمات، ومع أنَّ هذه كلها عناصر أساسية جيدة يجب أن يمتلكها مدربك، إلا أنَّ الأمر الوحيد الذي يجب أن تبحث عنه هو معرفة ما إذا كان لديه فريق مبيعات سابق أو خبرة في خدمة العملاء؛ إذ يعد التحدث من منطلق تجربة شخصية وتصميم تجربة تعليمية مع معرفة مباشرة بطريقة تفكير المتعلمين قيمةً مضافةً هامةً عند اختيار المرشح النهائي أو فريق المرشحين.

2. المصداقية:

إذا لم يكن لدى المدرب المصداقية، ففشل التدريب أمرٌ محتوم؛ لذا قبل البدء ببرنامج التدريب الخاص بك، سيقاوم الموظفون الفوائد الفعلية لإجراء تغيير باستخدام برنامج التدريب، ويكونون حذرين منه أو ربما من الإصدار الجديد لبرنامج التدريب المقدَّم، وإذا لم يُظهِر المدرب أنَّه متحمس لبرنامج التدريب الذي يقدمه، فلن ينجح البرنامج؛ لذا يجب أن يمتلك المدرب المعرفة الواسعة المطلوبة لتوفير برنامج التدريب المخصص الذي يحتاجه المتعلمون، ويجب أيضاً أن يكون لديه خبرة شخصية في التدريب من وجهة نظر المستخدم.

3. المعرفة بالبرامج التدريبية:

بعد أن ناقشنا حاجة مدرِّبك إلى امتلاك معرفة ممتازة بالبرامج التدريبية؛ إنَّ الأهم من ذلك، هو أن يكون لديه معرفة عميقة في البرنامج الذي يقدمه بما يتناسب مع مؤسستك وفريقك واستخدامك المخصص له.

إذ تعد إجراءات الشركة، والتقارير الرئيسة، ونوع البيانات التي يجب جمعها، وطريقة تحليل التقارير التي تترافق مع البيانات كلها هامةً للمدرب ليتمكن من التواصل خلال جلسة التدريب، وستتناول الأسئلة التي يطرحها الموظفون مجالات اهتمام محددة للغاية، ولن تغطيها المعرفة العامة مهما كانت جيدة.

في الختام:

في كثير من الحالات، قد تختار الشركات أن يكون لها موظف داخلي لإجراء التدريب، على سبيل المثال، سيمتلك الموظف المسؤول عن تكنولوجيا المعلومات معرفةً بالبرمجيات، بالإضافة إلى معرفة طريقة استخدامها من قبل الشركة، وفي حين أنَّ هذا الأمر قد يبدو خياراً رائعاً، تذكَّر أنَّ تدريبك ما يزال يعتمد على وجود مدرب ماهر ينفذ الجلسة ويدعم فرقك، فهذه مهارة مهنية محددة جداً قد لا يمتلكها أي موظف في الشركة.