برامج إعداد المعلم

حظي موضوع. إعداد المعلم باهتمام كبير في أرجاء العالم، وتغيرت طبيعة إعداده، وسلكت المجتمعات مسالك شتى في ذلك، وظهرت مؤسسات وبرامج وطرق ونظم جديدة في إعداد المعلم وتدريبه ومنها.



حظي موضوع. إعداد المعلم باهتمام كبير في أرجاء العالم، وتغيرت طبيعة إعداده، وسلكت المجتمعات مسالك شتى في ذلك، وظهرت مؤسسات وبرامج وطرق ونظم جديدة في إعداد المعلم وتدريبه ومنها.

 

  1. الاتجاه إلى منح المعلم شهادات متجددة في أثناء الخدمة. مع وجود فروق في المرتبات في كل مستوى للاستمرار حيث يلتحق المعلم في البداية بالمهنة كمبتدئ ويتقاضى مرتبا، ويتقدم لأول امتحان ليُمنح الترخيص بعد عام أو اثنين، ويتكون هذا الاجتماع للاختبار من أربعة محكات، وهي.
  • المعرفة بمنهج التخصص.
  • المعرفة لفنون التعليم.
  • الأداء الملاحظ في الصف.
  • إسهاماته في المهنة أو المدرسة.

وبعد ستة أعوام أو سبعة في المهنة يمكن للمعلم التقدم لاختبار أكثر صعوبة به نفس المكونات مع تغير المعايير لتلائم تغيرات المناهج وفنون التعليم، ويتم مثل هذا الاختبار في السنة الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، وتكون مرتبات المعلمين ذوي الشهادات المتقدمة أعلى بشكل دال من غيرهم ليصبح ذلك بمثابة حافز للبقاء في المهنة، والمعلم الذي يفشل مرتين متتاليتين يخرج من النظام

 

  1. الكفاءة التدريسية.

هي مجموعة من الصفات أو الإمكانات التي يطمح المربون في أن تتوفر لدى المعلم الجيد ويمكن ملاحظتها أو قياسها، وتجعله قادرا على تحقيق أهدافه التعليمية والتربوية على أفضل صورة ممكنة.

ففي اليابان يتمتع المعلم بقسط من الحرية، ويشارك في صنع القرار بالمدرسة ويناقش الأغراض والأهداف التربوية، ويعقد حلقات البحث والسيمنار، وتوجيه التلاميذ والطلاب إلى بذل أقصى الجهد من أجل الوصول إلى الجودة في الأداء ونتيجة العمل، فكان الطلاب اليابانيون من أكثر الطلاب في العالم إقبالا على الدراسة، ويعلمهم المعلم الاعتماد على النفس والإحساس بالمسئولية والانتماء إلى المدرسة والمجتمع، كما يبث المعلم في تلاميذه وطلابه الحماس الزائد للتعليم من أجل البحث عن الجديد، وتعرف الثقافات المختلفة وتطويعها لثقافتهم، وترتب على ذلك ارتفاع مكانة المعلم، وتمتعه بالاحترام والتقدير والنظرة الاجتماعية المرموقة، وحصوله على الراتب المغري الذي يوفر له الحياة المستقرة، ويتساوى في ذلك المعلمون والمعلمات، كما ترتب على ذلك التهافت على شغل هذه الوظيفة المرموقة في المجتمع، ومعظم المعلمين من خريجي الجامعة ولا يحصلون على هذه الوظيفة إلا بعد اجتياز اختبارات قبول شاقة تحريرية وشفوية، وقد بذلت وزارة التربية والعلوم والثقافة جهودا لتحسين جودة المعلمين، نحو الإصلاح الجذري لنظام تأهيل المعلم، والتدريب المهني للمعلمين المبتدئين، وينخرط جميع المعلمين الجدد في المدارس العامة في برنامج تدريبي يستغرق عاما تحت إشراف المعلمين الأوائل في نفس المدارس.

وفي هولندا يهتم المعلم بحل المشكلات في فصله، ويمثل نقطة اتصال بين ولي أمر الطالب والمدرسة، وبعض المدارس بها معلمون مسئولون عن مساعدة الطلاب ذوي المشاكل الخاصة في المدرسة والمنزل، ويُسمى هؤلاء " مستشارو المدرسة " ويتولى المعلمون مساعدة الطلاب في اختيار رغباتهم، وتقديم المعلومات المناسبة لأفضل تعليم لكل طالب.

 

  1. تدريب المعلم في ضوء فكرة " الأداء ":

يعرف الأداء بأنه " إنجاز الفرد للمهام الموكلة إليه "، ويرتبط هذا الإنجاز أو الأداء بمدى اكتساب الفرد للمهارات المختلفة التي تلزم لتحقيق هذا.

ويقصد بالإنجاز هنا " الإنجاز الفعلي للقدرات الكامنة لدى الفرد. وينظر البعض إلى الأداء على أنه " الفعل الإيجابي النشط لاكتساب المهارة، والتمكن الجيد من أدائها تبعا للمعايير الموضوعية.

وفي ضوء وجهة النظر السابقة نلاحظ ثمة ربطا بين الأداء والمهارة، حيث إن المهارة. هي الأداء المتقن الذي يعبر عن المعرفة، وقد يكون لفظيا، أو حركيا، أو عقليا.

وقد أجمعت عديد من الكتابات التربوية على أن الأداء هو " مجموعة الاستجابات التي يأتي بها الفرد في موقف معين، وتكون قابلة للملاحظة، والقياس، وبذلك يكون الأداء هو ما يقاس من السلوك.

هذا بالنسبة لمفهوم الأداء بشكل عام، أما أداء المعلم Teethe Performance فهو مصطلح يشير إلى " سلوك المعلم في أثناء مواقف التدريس سواء داخل الفصل أم خارجه، ويلاحظ أن هذا الأداء هو الترجمة الإجرائية لما يقوم به المعلم من أفعال واستراتيجيات في التدريس، أو في إدارته للفصل، أو مساهمته في الأنشطة المدرسية، أو غيرها من الأعمال التي يمكن أن تسهم في تحقيق تقدم في تعلم التلاميذ.

 

نظام معدلات الأداء:

بات من المتفق عليه أنه لا يمكن قياس أداء المعلم دون وضع معدلات أداء لجميع المهام التي يؤديها من أجل معرفة مدى تحقق الأهداف المرجوة كما ونوعا، ويقصد بمعدلات الأداء " الوصف المكتوب لمدى الجودة التي يجب أن يؤدي بها الفرد الأعمال المحددة التي تتضمنها وظيفته، التي تتوقعها الإدارة منه، على وجه مرض للغاية، وفي ظل ظروف العمل الحالية فمعدلات الأداء بمثابة مقاييس تفيد في الحكم على أداء المعلم لأنشطته الفنية، والإدارية، ولابد أن يسهم المعلم بالتعاون مع رؤسائه في وضع معدلات الأداء، لأن ذلك يؤدى إلى تحويل معدلات الأداء إلى واجبات حقيقية، كما يؤدي أيضا إلى تقبل المعلمين لهذه المعدلات وممارستهم للتقويم الذاتي الذي يمكنهم من تعرف مدى التقارب، أو التباعد بين هذه المعدلات والأداء الفعلي لهم.

 

وفي ضوء التعريف السابق لمعدلات الأداء فإنه ينبغي أن تتصف بأنها.

  • تسجل كتابة حتى يمكن تعميمها، وحتى يتفهمها الرؤساء، والمرؤوسون.
  • تتضمن مدى الجودة التي يجب أن يؤدي الفرد بها العمل الموكول به إليه.
  • تتضمن الأعمال المحددة للوظيفة دون المسئوليات، والواجبات العامة غير المحددة.
  • تصف الأداء المحقق لغاية العمل.
  • توضع هذه المعدلات في ضوء الظروف القائمة، التي يعمل الأفراد في ظلها، وليس في ظروف مثالية غير محققة حاليا.

 أنواع معدلات الأداء. هناك أربعة أنواع من معدلات الأداء وهي.

  • المعدلات الكمية. وهي تشير إلى عدد الوحدات التي يجب على الفرد إنجازها خلال مدة زمنية معينة بشكل مُرض.
  • المعدلات النوعية. وهي تشير إلى مدى الجودة في أداء العمل.
  • المعدلات الزمنية. وهي تشير إلى العمليات المراد إنجازها خلال فترة زمنية محددة.
  • معدلات تتعلق بطريقة العمل. وهي تشير إلى الإجراءات الموضوعية للقيام بالعمل بالكفاءة، والفعالية المطلوبة.

ويرى الباحث أنه ينبغي عدم الخلط بين إجراءات العمل، وبين معدلات الأداء (، فالإجراءات تمثل ما يقوم به المعلم فعلا في مجال التعليم، في حين أن معدل الأداء يعبر عن المقاييس التي توضع لمعرفة مستوى العمل المطلوب.

 

  1. تدريب المعلم في ضوء فكرة " إدارة الأداء ".

تعريف إدارة الأداء:

هي مدخل إداري متكامل يهدف إلى تصميم الأداء المستهدف وتخطيطه، وتحديد أهدافه ونتائجه، وإعداد الفرد القائم بالعمل، وتوفير التوجيه والرعاية والإشراف بما يحقق التوافق بين قدراته ومهاراته وسلوكه الفعلي في العمل ومتطلبات الأداء ويتضمن كذلك المراقبة الفعالة للأداء وتقييمه وتشخيص أسباب انحرافه عن المعدلات والمستويات المستهدفة، ووضع برامج العلاج بتطوير عناصر الأداء المتسببة في الانحراف.

 

 عناصر إدارة الأداء المرتبطة بالتدريب:

يضم نظام إدارة الأداء مجموعة من العمليات المهمة ذات العلاقة بالتدريب، وتشمل: تقويــم الأداء - تشخيص الأداء - توجيه الأداء - تخطيط الأداء - تطوير الأداء.

 

 بعض الأمور المهمة لقضية التدريب في ضوء مفهوم إدارة الأداء.

 

  • إن اللجوء إلى التدريب كأحد وسائل الأداء أو تحسينه أو تطويره على مستوى الفرد أو لمجموعة أفراد ينبغي أن ينطلق من رؤية واضحة، ومعرفة دقيقة بأهداف الأداء المستهدف وخططه، ونتائج تحليل الأداء وتقييمه الفعلي، وتحديد أسباب فجوة الأداء التي تفصل بين المستويات الفعلية والمستهدفة.
  • أن فجوة الأداء يمكن إرجاعها إلى عوامل تتعلق بالفرد القائم بالعمل أو عوامل تتعلق بالنظام، وهدف التشخيص. الفصل بين هذين المجموعتين للتوصل إلى المسبب الحقيقي لما يُكشف عنه من فجوات الأداء.
  • أن عيوب الأداء لا تعود جميعها إلى نقص في قدرات الفرد أو معارفه، وإنما قد يكون سبب فجوة الأداء مادية أو تنظيمية أو تقنية، أو حتى بشرية، تتصل بالميول والدوافع، وجميع هذه الأسباب لا يمكن علاجها بالتدريب.
  • أن التخطيط المتميز، والتنفيذ الدقيق لفعاليات التدريب لن يُحقق الآثار المستهدفة منه إن لم يُصاحب التدريب أو يلحقه تعديلات في ظروف العمل وتقنياته، أو في الأوضاع السائدة في النظام.

 

  1. نظام الصفات الشخصية.

ينطوي هذا النظام على صفة محددة تتصل بشخصية المعلم، وخصائصه مثل. التعاون، والالتزام، والمبادأة، والانتماء والصدق، وقدرته على تحقيق الأهداف، ودقته في الأداء، وحرصه على مصلحة المنظمة التعليمية، وقدرته على تحسين الوسائل التعليمية، وطرق التدريس...، وما شابه ذلك من صفات تمكن المعلم من ممارسة أنشطته الإدارية، والفنية على نحو أفضل.

 

  1. نظام الفعالية العامة للمعلم.

يركز هذا النظام على مستوى الفعالية العامة لدى المعلم باعتبارها الغاية العليا التي تنشدها المنظمات التعليمية، وتنطوي الفعالية العامة للمعلم على تحقيق الأهداف التعليمية على نحو أفضل بأقل تكلفة وأقل وقت، والحكم على أداء المعلم في ظل نظام الفعالية العامة يرتكز على تقديرات عامة حول الأسئلة التالية.

 

  • ما مدى فعالية المعلم في تحقيق الأهداف الخاصة بوظيفته؟
  • ما مدى فعالية المعلم في تحقيق الربط بين أهدافه، وأهداف المنظمة التعليمية، وأهداف المجتمع؟
  • ما مدى فعالية المعلم في تقديم المقترحات التي تفيد في تطوير المنظمة التعليمية؟
  • ما مدى فعالية المعلم في تطوير ذاته من أجل التكيف مع المتغيرات الحالية والمستقبلية؟

ومن العرض السابق يلاحظ الباحث أن منظومة أداء المعلم تضم عدة أنظمة فرعية ديناميكية، ومتفاعلة الأجزاء بحيث تتكامل فيما بينها لتحقيق الأهداف الكلية لهذه المنظومة، غير أن كل نظام فرعي Sub – System ينفرد ببعض الخصائص التي تميزه عن غيره من أجزاء المنظومة، وقد ساهم تفرد أجزاء منظومة أداء المعلم، وتكاملها في ذات الوقت إلى ظهور عدة أساليب لقياس أداء المعلم وتقويمه.