الوظائف الخمسة الخفية للكوتش الاداري الجزء السادس

إن مبدأ دمج العلامة الفارقة الشخصية تعني بأنه يجب علينا ان نفهم كيف نوائم علامتنا الفارقة بينما ننتقل من بيئة عمل إلى بيئة عمل أخرى. بعض من هذا المبدأ يعتمد على أن حقيقة التصرفات وطرق التواصل التي تساعدنا في بيئة شركة ما قد لا تساعدنا بالضرورة في بيئة اخرى. على سبيل المثال أنا اقوم بالكثير من الاستشارات وطريقة الكلام التي اتحدث بها والامثلة تختلف كثيراً، وذلك بالاعتماد ليس فقط على مجال العمل الذي اعمل فيه حالياً بل وإنما على ما إذا كنت أعمل ضمن شركة كبيرة أو في مكتب ميداني.

بالإضافة الى ذلك، نحتاج إلى إحداث تغييرات طفيفة في علامتنا الفارقة بينما نتقدم من مستوى قيادي إلى مستوى قيادي آخر. لا أتكلم هنا عن تغيير شخصيتك الخاصة ، لكن أتكلم عن العمل على هذه التصرفات المهذبة والتي تؤثر على رؤية الآخرين لك. لقد وجدت أن الاشخاص ذوي الخلفية التقنية (كمهندس المعلوماتية او الابحاث او الهندسة بشكل عام) متعودون على تقديم الكثير من التفاصيل والتفسيرات خلال عروضهم التقديمية. لكن عرض تقديمي من 80 صفحة لا يجدي نفعاً إذا كان الجمهور هم فريق من التنفيذيين.



ففي هذه الحالة يجب أن يعلم من يقوم بتقديم العرض التقديمي كيف يوصل محاضرة مضبوطة ودقيقة، وترجمة الكلام التقني إلى مفاهيم استراتيجية يفهمها جمهور التنفيذيين. في هذه الحالة ايضاً إن المُقدّم يُقيّم بقوة على قدرته في الاستجابة بثقة لأي تساؤل أو مشكلة قد يطرحها الجمهور.


لكن إدارة العلامة الفارقة أكثر من امتلاك الخبرة والكفاءات المناسبة، إنها إمكانية اكتشاف والتأقلم مع مبادئ المنظمة الغير محكية المتعلقة بـ (هكذا يبدو الاحتراف في هذه الشركة). دعني أوضح هذا من خلال مثال مع ممارستي للكوتشينغ. منذ عدة سنوات عملت مع عميل كانت مسؤولة عن ادارة مكتب ميداني في شركته حيث كانت ناجحة جداً في هذا المنصب.


كانت مديرة حاسمة جداً حيث أنها كانت تنفذ مباشرة أي فكرة جديدة تخطر على بالها دون تحليل واسع. طريقة التنفيذ السريعة هذه ساعدتها كثيراً في مكتبها الصغير لأن الشيء المهم لتحقيق النجاح في بيئة العمل هذه تتطلب سرعة في التطبيق والتنفيذ حيث أنها كانت تتحكم بزمام الامور في العمل الصغير والعدد المحدود من الموارد.


ظهرت مشكلتها عندما تم ترقيتها إلى منصب في مكتب الشركة حيث يتوجب عليها العمل مع العديد من اصحاب الشأن لتنفيذ مشاريع اضخم. اصبحت اقل صبراً مع سير العمل البطيء في دفع المشاريع إلى مراجعات واسعة وعملية الموافقة. أصبح احباطها معروفاً بسبب تعليقاتها التشاؤمية خلال الاجتماعات مع الموظفين.

 

خلال جلسات الكوتشينغ سويةً أصبحت على علم بأن اسلوب قيادتها القديمة لا تصبح في بيئة العمل الجديدة هذه. إن الصورة التي كوّنها الاشخاص عنها لم تكن شفافة حقاً. لقد فسّر بعض المدراء تصرفاتها على انه دلالة لفقدها الرؤية المصقولة والواسعة المطلوبة لتقييم مشاريع معقدة واسعة على مستوى المنظمة ، ودلالة على فقدها للهدوء اللازم لتنفيذ مشاريع كهذه.

 
أنت ككوتش إداري عملك العمل الذي يمكنك فعله أولاً هو بمساعدة الشخص بتعليم نفسه كيفية تغيير صورة العلامة الفارقة الخاصة به بالتزامن مع انتقاله من بيئة عمل إلى بيئة عمل اخرى. فعلى سبيل المثال اعتبار انتقال ترفيعي في مستوى ادارتك. ما هي الاشياء الاخرى –عدا الاداء الجيد- التي تعتقد أنها تُحدد الأداء الجيد للقائد في مرحلتك الادارية الجديدة؟ ما هي الامور التي يجب على الشخص ان يتصرف بها ليكون ملائماً لمنصب إداري ذي مستوى أعلى؟

برأيي إن الاجابة على هذه الاسئلة سوف تكون قادراً على الخروج بقائمة صغيرة من صفات هامة للعلامة الفارقة والتي هي جوهرية لنجاحك في مستواك الاداري.

 
المصدر
ترجمة: مالك اللحام