الوظائف الخمسة الخفية للكوتش الاداري الجزء الرابع

الوظيفة الرابعة، مينتور معرفيّ

واحدة من أهم الأعمال الفعّالة والتي يمكن للمدير أن يقوم بها لدعم التعليم السريع هي بتقديم الفرص للاستفادة من المينتورينغ وتقليد العمل. ولكن لسوء الحظ يقوم المدراء بتقليل فعالية هذه التقنيات وذلك بتطبيقها في بيئة محدودة سلوكية. من خلال دعوة بعض اعضاء الفرق المختارين لكي يتم ملاحظتهم وهم يفعلون بعض الأعمال مثل قيامهم باتصالات المبيعات أو تجهيز التقرير التشغيلي السنوي.

 



تكمن المشكلة هنا بأن الكفاءات سهلة التطوير -مثل مهارات التقديم- يمكن تطويرها ضمن بيئة سلوكية. يمكن ذلك من خلال تقسيمها إلى اجزاء سلوكية متمايزة وتقديم نماذج سهلة الملاحظة واختبار مدى نجاح الاشخاص في تطبيق هذه النماذج. هذا مختلف تماماً عن تلك الكفاءات القيادية والتي هي أكثر تعقيداً وصعوبة للتطوير مثل التفكير الاستراتيجي او القدرة على فهم واستيعاب المشاكل الغامضة الغير منظمة.

عندما تقوم بالتفكير في هذا الامر تستطيع ان ترى ان مثل هذه الكفاءات تحوي على عنصر معرفي كبير. بعبارة اخرى إن معظم ما نريد ان نلاحظه يدور حقاً في عقول المدراء ولا نشاهده. في الكثير من الاحيان، المدراء الذين لا يدركون هذه الاختلافات يقومون بفعل النمذجة وتقليد التصرفات وكأنه حل سحري، نشاهد قطعة القماش تُرمى على الصندوق ويظهر النمر فجأة داخل الصندوق. رغم تأثرنا الشديدة لكننا لا نعلم حقاً كيف استطاع المدير فعل هذا.

المدراء الجيدون في المينتورينغ المعرفيّ استطاعوا اتقان القدرة على التفكير بصوت عالٍ في الوقت الفعلي خلال نمذجة الجلسات لتقديم تقاريرهم المباشرة مع ربع المراقبة القريبة لكيفية تقدمهم من البداية وحتى النهاية.

خذ مثالاً، مدير يريد أن يقوم بنمذجة خبرة تحليل المشاكل بما انه يمكن تطبيقها ضمن تحديد المخاطر وتحديد الإجراءات المناسبة لتخفيف المخاطر ضمن مشروع معقد. في هذه الحالة يمكن ان يقوم المدير بتحديد الخطوات على السبورة البيضاء. عندما يقوم المدير بدعوة القائد الذي يتلقى الكوتشينغ بتحديد عوامل المخاطرة المهمة في كل خطوة ضمن المشروع.
 
بعض الامثلة: افتقار الدعم من اصحاب العلاقة لقرارات او اجراءات مشروع معين، احتمالية بعض اقسام الشركة التشغيلية (كقسم الـ IT) عدم تحقيق المواعيد المتفق عليها او عدم القدرة على تحديد نقاط الفشل المتوقعة في الاختبارات الأولية لبعض الانظمة. عندها يمكن للمدير ان يتابع هذا الامر وذلك من خلال الذهاب الى السبورة البيضاء والتفكير بصوت عال بينما يقوم بتقييم شخصي على كل من عوامل المخاطرة. عندها يمكن للمدير ان يسئل القائد لتحديد المخاطر المهمة ومناقشة الاجراءات التخفيفية المتوقعة. وكخطوة اخيرة يمكن للمدير مرة اخرى أن يضيف رأيه الخاص لهذا التحليل.
 
المدير الذي يستطيع ان يتأقلم عند النمذجة المعرفية لن يقدر فقط على الابداء برأيه بل وأيضاً يستطيع مناقشة رأيه المنطقي ليضيفه إلى الاجراءات واتخاذ القرارات المصيرية. طريقة المنتورينغ هذه توفر طريقة ممتازة لمساعدة القادة أن يروا مشاكل العمل من منظور أوسع من المنظور الخاص بمدراءهم وأن يفهموا المنطق والتحليل الذي قاد لقرارات العمل المهمة.

المصدر

ترجمة: مالك اللحام